شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 11 -
أحدهم: ما تحاسبي يا ست وتبصّي قدّامك..
ضحى: بردون يا مسيو..
أحدهم: إنها مسكينة غريبة وشكلها يدل على أنها أجنبية. فلأتبعها.
(وتنضب من المسير على غير هدى فتجلس على شنطة في ركن من أركان أحد الشوارع ويداها على خديها والدموع تخنق عينيها وهي تقول):
ضحى: رحمتك يا رب.. دبرني يا ربي. إلى أين أذهب..
أحدهم: أنت غريبة يا ست هانم..
ضحى: بلى يا أستاذ.. تعمل معروف..
أحدهم: قولي يا هانم..
ضحى: دلني على بنسيون أو فندق..
أحدهم: حاضر يا فندم. اتبعيني..
ضحى: أرجوك يكون (فندق محترم)..
أحدهم: في بنسيون لست من بر الشام وأنا شايف أنك من بر الشام أو من لبنان..
ضحى: من لبنان يا أستاذ..
أحدهم: تشرفنا. أنا أعرف لبنان كويس..
ضحى: أي بلد من لبنان..
أحدهم: وهو في بلد غير بيروت..
ضحى: في يا أستاذ لكن بيروت العاصمة ومرآة البلد. مثل القاهرة مرآة مصر. أليس كذلك..
أحدهم: أيوا يا فندم..
ضحى: هل نحن بعيدون عن البنسيون يا سيد؟
أحدهم: لا. هل تعبت؟
ضحى: لا ولكني أتعبتك من حمل الشنطة..
أحدهم: أنا سعيد يا مودموزيل بصحبتك.
ضحى: كتر خيرك..
أحدهم: وصلنا البنسيون..
ضحى: الحمد لله.. الحمد لله..
أحدهم: هيا أدخلي.. البنسيون في الدور السابع من هذه العمارة..
ضحى: ألا يوجد (أسانسير)..
أحدهم: موجود. ها هو أمامك.. هيا أدخلي..
(نسمع صوت المصعد مصحوباً وعندما يقف يفتح أحدهم الأسانسير ويقول لها): دقيقة من فضلك أدق الجرس. إن شاء الله صاحبة البنسيون تكون هنا).
ضحى: وصاحبة البنسيون ما اسمها؟
أحدهم: مدام أنطوانيت..
ضحى: والبنسيون في هذه الشقة..
أحدهم: نعم. ألا تقرئين اليافطة..
ضحى: إنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور..
أحدهم: أنت تعبانة خالص. دي الوقت تنامي وترتاحي ويعاودك نشاطك..
ضحى: إن شاء الله..
(يدق أحدهم الجرس فيفتح باب الشقة وتطل مدام انطوانيت وهي تقول):
انطوانيت: أهلاً وسهلاً يا مدموزيل..
أحدهم: الهانم عايزه غرفة محترمة..
انطوانيت: تكرم عينيك يا مدموزيل. أحسن غرفة..
ضحى: مرسي مدام..
أحدهم: المدموزيل من لبنان يا مدام..
انطوانيت: يا مرحبا بريحة الأهل والوطن..
ضحى: شكراً يا أستاذ. مدام شوفي خاطرو..
انطوانيت: استنى يا أستاذ الست أمرت لك بحاجة..
أحدهم: شكراً أنا بالخدمة يا مدام دائماً..
انطوانيت: مرسي مع السلامة..
ضحى: مع السلامة.. ألف شكر يا أستاذ..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت ضابط المخفر يقول متعجباً):
الضابط: تقول اسمك خطار..
خطار: نعم يا حضرة الضابط..
الضابط: خطار المخطوف..
خطار: مخطوف.. أأنا خطفت.. من خطفني؟
الضابط: أناس مجهولون.. وقد أتعبتنا يا خطار.. وأسهرتنا ليالي وأياماً.
خطار: تقول حقاً يا حضرة الضابط أم أنك تمزح أم تهزأ.
الضابط: هذه حقيقة يا سيد خطار وهذه بعض المحاضر أمامك.. اقرأها.
خطار: سوف أقيم الدعوى على من بلغ عني وأشاع أني خطفت.
الضابط: خادمك يوسف كان هو الذي بلغ عن اختطافك..
خطار: سوف يلقي جزاءه..
الضابط: ولكن الذين خطفوك هم الذين ضربوا يوسف بمسدس على رأسه أفقده وعيه وصوابه..
خطار: أنتم لا تعرفون يوسف.. إنه يتعاطى المخدرات ولا بد أنه كان يومئذ في حالة سكر شديد فوقع على الأرض مغشياً عليه فلما أفاق اخترع قصة الخطف.
الضابط: والجرح الذي كان في رأسه..
خطار: من سقوطه على الأرض..
الضابط: على كل حال ما دمت لا تدعي على أحد فليس لنا عليك سبيل..
(نسمع صوت محرك السيارة مصحوباً ثم نسمع بعدها صوت فرهود يقول):
فرهود: لقد سببت لك إزعاجاً كبيراً باختفائي في دارك يا مسيو متري..
متري: نحن أصدقاء وزملاء دراسة يا فرهود وهي ذكريات لا تنس..
فرهود: ولكنك تعيش على أعصابك يا مسيو متري. وأنا أرى..
متري: ترى ماذا؟
فرهود: أهرب إلى بلد آخر..
متري: كيف تهرب والبوليس قد عمم عنك إلى جميع مراكز الشرطة ومخافر الحدود. ثم لا تنسى..
فرهود: أنسى ماذا؟
متري: هنالك اتفاقية تسليم المجرمين معقودة بين لبنان والبلدان المجاورة له..
فرهود: إذن فلا مندوحة من بقائي لديك..
متري: هذا هو الحل في الوقت الحاضر..
فرهود: ولكني أكاد أجن من ملازمة هذه الغرفة ليل نهار. لا أستطيع أن أتطلع من شباك. أو أمر من أمام نافذة خشية أن يراني أحد فيوشي بي للبوليس.
متري: على كل حال هذه الغرفة أحسن من السجن وبالتالي الإعدام.
فرهود: ولكني لم أقتل (سونيا)؟
متري: كيف وقد وجدت مقتولة في دارك..
فرهود: كنت أمسك بالمسدس في الوقت الذي كانت تحاول فيه قتلي وأثناء العراك ضغط إصبعها على الزناد فانطلقت الرصاصة إلى جهة قلبها بدلاً من قلبي فماتت في الحال.
متري: إذن سلم نفسك للبوليس ووكل عنك أحد المحامين القديرين فقد يبرىء ساحتك أمام المحكمة.
فرهود: ليست لدي الشجاعة يا متري..
متري: إذن فارض بما أنت فيه وأترك الأمر للظروف..
فرهود: أظن هذا هو الرأي السليم. قل لي يا متري..
متري: ماذا أقول لك؟
فرهود: عندك أخبار عن ابنة عمي ليلى أو عمي خطار..
متري: أسمعت إنها سافرت إلى مصر بعد أن باعت فيلتها في الشام وصفت تجارتها فيها وفي بيروت..
فرهود: وفيلا ((سوق الغرب)) قضى عليها الحريق فأصبحت أثراً بعد عين.
متري: بفعل أياديك البيضاء يا فرهود. أما عمك خطار فلا أخبار عنه..
فرهود: يقيني أن خاطفيه قد قتلوه..
متري: قتلوه. شنقوه. المهم أخباره انقطعت وتناسى الناس ما جرى له..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مدام (انطوانيت) تقول:
انطوانيت: البشرى يا ضحى البشرى..
ضحى: الله يبشرك بالخير. هل من أخبار عن والدي؟
انطوانيت: لا. وإنما أخبار عن الشغل.
ضحى: (ويفتر حماسها فتقول) الشغل الشغل. هل وجدت لي عملاً..
انطوانيت: بلى.. بلى..
ضحى: أين؟
انطوانيت: في (تلبية) مشغل خياطة لوحدة ست معرفة ومن لبنان كمان..
ضحى: مرسي مدام (ميلا) مرسي ((ألف شكر))..
انطوانيت: لا شكر يا ضحى أنت أصبحت اليوم ابنة لي (ثم تتأوه فتسألها ضحى)..
ضحى: أراك تتأوهين يا مدام. لعلّك لا تشكين من شيء..
انطوانيت: أشكو من الزمان الغدار. والأيام السوده..
ضحى: وأنت كمان عايشة في صراع مع الأيام..
أنطوانيت: أجل يا بنيتي.. لقد كانت لي ابنة في سنك وجمالك فتعلق بها أحد الفتوة..
ضحى: الفتوة هنا يعني زي (القبضايات) في لبنان..
انطوانيت: بلى.. بلى..
ضحى وبعدين..
انطوانيت: وأراد الفتوة أن يتزوجها أو بالأحرى يتخذها خليلة له..
ضحى: خليلة بالقوة..
انطوانيت: بالعافية.. يا بنيتي.. ما علينا وبالطبع أنا رفضت والبنت رفضت. وفي ليلة لا أنساها دق جرس البنسيون ففتحت الباب وإذا أنا وجهاً لوجه مع الفتوة..
ضحى: يا إلهي. وماذا بعد؟
انطوانيت: وإذا هو في حالة سكر شديدة..
ضحى: يا لطيف..
انطوانيت: ومن دون سلام أو دستور دخل وأول كلمة قالها:
(نقلة صوتية وزمنية نسمع صوت الفتوة يقول):
الفتوة: مدام.. فين البنت (روزا)؟
انطوانيت: عايز منها إيه..
الفتوة: عايز أكملها.
انطوانيت: تكلمها وهو في بينك وبينها ميعاد..
الفتوة: ومن أمتى في بيني وبين (روزا) مواعيد. احنا مش خواجات. أنطقي قولي فين هيه.
انطوانيت: خرجت.. راحت لخالتها..
الفتوة: أنت كذابة..
انطوانيت: احفظ أدبك ترى أنا مش راح اسكت لك..
الفتوة: وإيش قدرك..
انطوانيت: وتقدر تعمل إيه. في حكومة في بوليس..
الفتوة: (يقهقه بشدة) حكومة ((بوليس)) أنا المعلم دنقل والأجر على الله. طلعي البنت (روزا) قبل ما أطلع زمارتك.
انطوانيت: مش موجودة يا فندم..
الفتوة: أنا راح أفتش الشقة حته حته حتى ألقاها..
انطوانيت: وبأي حق. معاك أمر من المحكمة؟؟!..
الفتوة: (يضحك ويضرب على فخده) بتقولي إيه. محكمة.. أمر.. أنا المحكمة.. أنا الحاكم بأمره..
انطوانيت: أنا أمنعك. أنا رايحة أكلم البوليس..
الفتوة: أنت زودتيها يا انطوانيت زودتيها. أنا أوريك إيه هيه المحكمة وإيه هوه البوليس..
(نقلة صوتية وزمنية يتبعها صوت انطوانيت وهي تخاطب ضحى):
انطوانيت: ثم هجم علي فجأة يا ضحى ونزل فيه ضرب ولكم فصرت أصرخ وأولول فجاءت (روزا) على صوتي فتركني والتفت إلى (روزا) وقال:
(نقلة صوتية وزمنية مسبوقة بموسيقى يعقبها صوت الفتوة وهو يقول):
الفتوة: أنت جيتي يا حلوة..
(وتضربه كفاً ثم تبصق على وجهه فيقول): معلش.. ما هو ضرب الحبيب زي أكل الزبيب..
(ويهجم عليها وهو يقول):
تعالي يا ست الكل..
انطوانيت: ابعدي عنوا يا (روزا) دا مثل وحش..
الفتوة: أنا وحش يا أنطوانيت.. أنا رايح أكون جوز بنتك وتقولي عني ((وحش)) ليش ما تقولي سبع..
انطوانيت: أنت مثل وحش.. سافل منحط..
الفتوة: أنا مثل وحش.. سافل.. منحط.. تقولي. ضدي يا سافلة يا منحطة..
(نقلة صوتية وزمنية نسمع بعدها صوت انطوانيت تقول):
انطوانيت: وقفز كالوحش الكاسر ووضع يده في زمارة حلقي فأحسست بروحي تطلع فهجمت عليه (روزا) وضربته بالكرسي فدفعها عنه بقوة..
ضحى: يا له من يوم وبعدين..
انطوانيت: فوقعت (روزا) على الأرض واصطدم رأسها بحرف الكنباية فانشق ونزف الدم من رأسها وأنفها وأغمي عليها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :685  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 11 من 63
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.