الحلقة - 10 - |
(ويسرع رجال المطافىء لإخماد النار فيعجزون عن إطفائها): |
أصوات: الريح تساعد النيران.. رجال المطافىء يعجزون عن إخمادها.. رحمتك يا رب.. رحمتك يا رب.. |
(وتمتد النار حتى تأتي كل ما تصادفه من درر وحوانيت حتى تصل إلى فيلا خطار فتلتهمها): |
صوت: النار تلتهم فيلا خطار.. مسكينة ابنته.. الحقوها يا ناس.. أبوها راح.. وهيه كمان.. |
أصوات: بنت خطار سافرت إلى جهة غير معلومة.. |
(أصوات سيارات المطافىء والنجدة والإسعاف نسمع بعدها صوت الضابط يقول): |
الضابط: برافوا.. برافو.. النار انحصرت.. وساحة فيلا خطار كانت السبب في عدم امتداد النار.. |
الضابط: همه يا شباب همه.. بارك الله فيكم.. بارك الله فيكم.. |
(نسمع صوت مضخات المياه ولغط وهرج ومرج تختلط بموسيقى مناسبة نسمع بعدها صوت الأونباشي ضرغام يقول): |
ضرغام: حضرة الضابط.. |
الضابط: ما وراءك أونباشي ضرغام.. |
ضرغام: وجدنا في فيلا (فرهود) جثة امرأة محروقة فحمة سوده ومسدس.. على الأرض صهرته النيران.. |
الضابط: خلّو الجثة والمسدس مكانهما ريثما يأتي مأمور التحقيق (وفرهود) هل عثرتم على جثته؟ |
ضرغام: لا.. يا حضرة الضابط.. |
الضابط: عد الآن إلى المركز وعمم عن (فرهود) على جميع مراكز الشرطة ومخافر الحدود.. |
ضرغام: أمرك يا حضرة الضباط.. |
الضابط: النار تقريباً أخمدت وسألحق بك.. لعلك لم تغفل وضع حرس على (فيلا فرهود).. |
ضرغام: طوقتها بعدد من الجنود بعدما عثرنا على الجثة.. والمسدس.. |
الضابط: برافو عليك.. هيا اسرع وعمم عن (فرهود) |
(نسمع اصطاك قدميه وهو يؤدي التحية): |
أصوات: الخسائر كبيرة.. كبيرة جداً ربنا يعوض أصحابها.. |
صوت: الله يجازي اللي كان السبب.. |
الضابط: يا شباب فتشوا فيلا خطار جيداً فإن ابنته وخادمها اختفيا فجأة.. إنها حوادث تستدعي التحري الدقيق.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت خطار يقول): |
خطار: يا ابني خالد.. لقد اكرمتموني غاية الإكرام وأنا أريد الآن أن استأذن والدك في العودة.. |
خالد: وبهذه السرعة يا سيد خطار.. |
خطار: لي ابنة وحيدة يا خالد وليس لها أحد بعد الله غيري وغير ابن عمها الذي لا آمنه عليها ولا بد غيابي وبالشكل الذي وقع أقلقها إن لم يكن قد ازعجها جداً... |
خالد: أنا معك في أن ابنتك لا شك منزعجة كل الإزعاج وانها على اتصال مستمر بدوائر الشرطة والأمن العام. |
خطار: هل لك أن تساعدني لدى والدك في السماح لي.. مع رجائي أن تسافر معي لعلي أقوم ببعض الواجب تجاهك.. |
خالد: يسعدني يا سيد خطار ولاسيما وطريقي إلى جامعتي يمكن أن أصل إليك عن طريق بيروت ولكن.. |
خطار: ولكن ماذا؟ |
خالد: سأتعرض لسين وجيم طوال الطريق من سوريا ولبنان.. |
خطار: أنا الذي سيسألونني وبالطبع سأنفي أي شيء يكون قد خطر على بال الشرطة أو هداهم تحقيقهم إليه. |
خالد: أرى أن تذهب أنت وحدك وسألحق بك وسنلتقي إن شاء الله في سوق الغرب.. |
خطار: فليكن ما تريد والآن هيا بنا إلى أبيك.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عامر يقول): |
عامر: أهلاً بخطار.. رأيتك تتهامس مع خالد وأنتما في طريقكما إلي فهل من تآمر عليّ (يضحك) |
خطار: استغفر الله.. استغفر الله.. لقد كنت أقول.. قل يا خالد.. |
خالد: يا والدي السيد خطار اشتاق إلى وطنه وابنته الوحيدة وهو يرجوك السماح له بالسفر.. |
خطار: لساني يعجز عن شكرك يا شيخ عامر ولولا ابنتي الوحيدة وخشية حدوث شيء لها في غيابي ما استأذنتك في السفر.. |
عامر: لك ما تريد يا خطار.. |
خطار: شكراً.. شكراً.. ولي رجاء |
عامر: ما هو؟ |
خطار: أن تسمح لخالد بزيارتي في لبنان وهو في طريقه إلى جامعته.. |
عامر: ذلك اتركه لرغبة خالد علماً بأنني لا أمانع في ذلك.. |
خطار: ألف شكر يا شيخ عامر.. ألف شكر.. وديارك عامرة وجميلك لن أنساه مدى الحياة.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بأزيز الطائرات وهي تهبط في مطار القاهرة الدولي.. تنزل منها ليلى وعثمان مع الركاب وبعد الإجراءات الجمركية تأخذ سيارة تاكسي ومعها عثمان الذي يقول: |
عثمان: حمداً لله على السلامة يا ست (ليلى).. |
ليلى: مين ليلى يا عثمان.. أنت نسيت اسمي الجديد.. |
عثمان: أوه (بردون) يافندم يظهر من فرحتي بالعودة إلى وطني نسيت كل حاجة يا ست (ضحى).. |
ضحى: أنا من اليوم اسمي (ضحى) لا ليلى.. |
(نسمع بعدها أزيز السيارة ثم يعقبه صوت عثمان يقول): |
عثمان: أرجو أن تعجبك القاهرة يا فندم.. |
ضحى: كيف لا تعجبني وكل ما فيها رائع وجميل.. |
عثمان: هذا من ذوقك الرفيع وشمائلك العالية.. |
ضحى: الطريق أو السكة على رأيك جميلة يا عم عثمان لولا زحام العربيات.. ولاسيما عربيات الجيش.. |
عثمان: لا بد أن هنالك سوقيات للجيش ربنا يسلم يا فندم |
ضحى: أتعرف فندقاً بالذات ننزل فيه.. |
عثمان: ستنزلين في أفخم فندق.. |
ضحى: وأنت معي أليس كذلك؟ |
عثمان: أما أنا فسأنزل في بيت أخي جمعه.. |
ضحى: هل تعرف أين يسكن؟ |
عثمان: كيف لا.. وأنا أراسله دائماً من لبنان.. |
وبينما التاكسي تدخل أحد المنعطفات تفاجأ بسيارة جيش قادمه في اتجاه معاكس فلم يستطع سائق سيارة التاكسي تفاديه فاصطدم بها وتحطمت سيارته. |
(نسمع صوت الاصطدام وانقلاب السيارة وصراخ (ضحى) ومن ثم بكاؤها حين رأت (عثمان) ممدداً على الأرض وقد فاضت روحه إلى بارئها). |
ضحى: وامصيبتاه! يا لضيعتي في غربتي.. عثمان.. عثمان.. |
أصوات: لقد مات عثمان يا ست.. مات يرحمه الله.. |
ضحى: مات.. مات.. وامصيبتاه.. واضيعتاه.. |
أصوات: البوليس.. البوليس.. سيارات النجدة والإسعاف |
(نسمع أبواقها ثم نسمع بعده صوت الضابط يقول): |
الضابط: خذوا الميت إلى المشرحة والسائق الجريح إلى أقرب مستشفى حكومي لإسعافه فجراحه خطرة أما الست فستذهب معي لأخذ إفادتها.. |
(نسمع أبواق سيارات الإسعاف والنجدة يعقبها صوت (ضحى) تقول): |
شحى: حضرة الضابط.. |
الضابط: أفندم |
ضحى: حقيبة يدي في السيارة.. وشنطة ملابسي في صندوقها.. |
الضابط: اذهبي.. خذيهما.. |
(تذهب فلا تجد حقيبة يدها فتقول): |
ضحى: حقيبة يدي غير موجودة.. |
الضابط: كيف تركتها لا بد أنك نشلت.. سنفتش عليها |
ضحى: إن فيها كل ما أملك.. |
الضابط: الحق عليك يا أنسة.. كان يجب أن تحرصي عليها في كل شيء.. |
ضحى: كيف لقد انفتح باب السيارة عندما حدث الاصطدام وارتميت خارجها |
الضابط: فنجوت.. أما زميلك فقد كان بجانب السائق فلقي حتفه في الحال.. |
ضحى: والآن ما العمل؟.. |
الضابط: نفتش على شنطة الهدوم.. أخشى أن تكون قد نشلت هي الأخرى في الزحام.. |
ضحى: وحقيبة اليد خلاص راحت.. |
الضابط: ستعود إليك إن كان لك حظ فيها.. الحمد لله الذي وجدنا شنطة هدومك سليمة.. |
عسكري ضعها في سيارتي.. هيا بنا يا آنسة وشنطة عثمان يا حضرة الضابط اتتركونها في السيارة ليكون نصيبها نصيب حقيبة يدي؟. |
الضابط: عسكري ضعها في سيارتي |
ضحى: والآن إلى أين؟ |
الضابط: إلى مركز البوليس.. إنه لا يبعد كثيراً عن محل الحادث |
(يصلان إلى مركز البوليس ويبدأ الضابط استجوابها والموسيقى مصاحبة): |
الضابط: هل أنت لبنانية؟ |
ضحى: بلى.. يا حضرة الضابط.. |
الضابط: ومن معك أي المقتول هل هو لبناني؟ |
ضحى: إنه مصري كان يعمل في بيتنا بلبنان وقد جئت معه لزيارة القاهرة والتفرج على آثارها ومعالمها.. |
الضابط: وقد سعى زميلك إلى حتفه بظلفه وتركك تتجرعين وحدك آلام فرقته.. |
ضحى: هل تسمحون لي بحضور جنازته؟ |
الضابط: إذا كان للمقتول أقارب فنسلمه إليهم بعد تشريحه ومعرفة أسباب وفاته وإذا لم يكن له أحد دفناه في مقابر الغرباء بدون أية مراسيم جنازة.. أتعرفين أحداً من أقاربه؟ |
ضحى: لا يا حضرة الضابط ولعلكم من جواز سفره أو مما تجدون في شنطة ملابسه تعرفون شيئاً عن أقاربه.. |
الضابط: هل لك أقارب في القاهرة أو معارف؟ |
ضحى: لا أحد لأنها أول زيارة لي للقاهرة.. |
الضابط: كيف وقع الحادث؟.. |
ضحى: بينما كان سائق سيارتنا يلف المنعطف فوجىء بسيارة جيش كبيرة تسير في اتجاه معاكس له فلم يتمكن من تفادي الاصطدام بها وكان ما رأيت.. |
الضابط: هل لديك أقوال أخرى؟ |
ضحى: لا يا حضرة الضابط.. |
الضابط: يمكنك الانصراف.. |
ضحى: شكراً.. |
الضابط: مع السلامة.. |
(تخرج ضحى من مركز البوليس وقد اسودت الدنيا في عينيها تمشي على غير هدى وهي تتمثل بقول الشاعر والموسيقى مصاحبة): |
ضحى: |
مشيناها خطى كتبت علينا |
ومن كتبت عليه خطى مشاها |
ومن كانت منيته بأرض |
فليس يموت في أرض سواها |
|
|