الحلقة - 8 - |
مرشود: يعني على رأي المثل العام امسك لي لأقطع لك.. |
فرهود:عليك نور.. |
مرشود: قل يا صديقي الحميم.. قل.. |
فرهود: أتخلى لك عن سونيا بشرط.. |
مرشود: ما هو؟ |
فرهود: تلبي لي هذا الطلب البسيط... |
مرشود: قل فطلبك مجاب.. |
فرهود: ترسل بعض أعوانك الليلة القادمة إلى فيلا عمي بسوق الغرب ليحصبوا شبابيكها بالحجارة ويقطعوا بعض أشجارها.. |
مرشود: وابنة عمك هل حلت من دمر إلى سوق الغرب؟ |
فرهود: نعم يا مرشود فقد تشاءمت منها ومن سكنها وعرضتها للبيع لأنها مسجلة باسمها.. |
مرشود: وماذا وراء هذه الخطة الجهنمية.. |
فرهود: ستعرف ذلك فيما بعد.. |
مرشود: هل على (فيلا) عمك بسوق الغرب حرس من الشرطة؟ |
فرهود: لا.. ولكن ربما تكون تحت الرقابة من قبل المباحث.. |
مرشود: إذن فالطلب ليس بالهين يا فرهود.. يجب أن أتأكد من أن الفيلا ليست تحت الرقابة.. |
مرشود: وأنت أين ستكون في الليلة التي سنقوم فيها بهذه العملية.. |
فرهود: في داري بسوق الغرب القريبة من (فيلا) عمي.. |
مرشود: لقد وعدتك بتلبية طلبك فعسى أن توفي بوعدك.. |
فرهود: الجواب ما ترى لا ما تسمع.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عثمان يقول): |
عثمان: أكان من الحكمة رحيلك يا ستي ليلى (دمر) إلى سوق الغرب؟ |
ليلى: لقد اسودت الدنيا في عيني يا عثمان.. وقد تشاءمت من تلك الفيلا فمنذ سكناها وابن عمي يلاحقني بمزعجاته وثقالة دمه.. وتجارة والدي. |
عثمان: تجارة والدك ماذا أصابها؟ |
ليلى: تجارة والدي هنالك توالت خسارتها يوماً بعد يوم وأخيراً جاءت ثالثة الأثافي خطف والدك... |
عثمان: ولكن الفيلا لو بيعت وعرف والدك بذلك بعد عودته بالسلامة سوف يغضب جداً جداً.. |
ليلى: يعود والدي ويغضب جداً جداً.. بس يعود يا عثمان.. آه يا ليته يعود |
عثمان: سيعود وسنقيم الأفراح والليالي الملاح.. والآن قومي ارتاحي فقد دخلنا في النصف الثاني من الليل.. |
ليلى: أنام.. يا الهي أعني وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين.. |
عثمان: تصبحي على خير ستي ليلى.. |
ليلى: وأنت بخير يا عم عثمان.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت مرشود يقول): |
مرشود: فهمتم الخطة يا شباب..؟ |
أصوات: بلى.. بلى.. |
مرشود: مع السلامة.. مع السلامة.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها ضرب الحجارة على الشبابيك وتحطم بعض زجاجها ثم صوت ليلى تصرخ): |
ليلى: عم عثمان.. عم عثمان.. الحقني.. الحقني.. حطموا الشبابيك.. كسروا الزجاج بالحجارة الحقني. |
عثمان: اطلبي الشرطة.. بسرعة.. بسرعة.. |
ليلى: التليفون معطل.. |
عثمان: يا ويحهم قطعوا أسلاك التليفون.. |
ليلى: قطعوا الأسلاك.. يا لهم من جناة خطرين.. اركض يا عم عثمان واخبر الشرطة.. |
عثمان: واتركك وحدك.. |
ليلى: لا تخف.. سأغلق علي الباب حتى تعود.. |
(يذهب عثمان ثم نسمع بعدها صوت مرشود يقول): |
مرشود: هل كانت العملية ناجحة؟ |
أصوات: تماماً |
مرشود: عسى أنكم لم تتركوا أثاراً أو بصمات تدل عليكم؟ |
أصوات: كن مطمئناً.. كل شيء سار حسب خطتك المرسومة.. |
مرشود: برافو خذوا هذه أجرتكم كما اتفقنا ولينصرف كل واحد إلى أهله.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بأصوات سيارات النجدة والإسعاف ثم صوت ليلى تقول): |
ليلى: أدركونا يا حضرة الضابط.. احمونا من المجرمين والجناة.. |
عثمان: الضابط يا ست ليلى بعيد لا يسمعك أنه مشغول بالتفتيش عن آثار الجريمة |
ليلى: وهذه الشبابيك وزجاجها المحطم اليست شواهد على فعل الجناة.. |
عثمان: سيكشف عليها بعد انتهائه من تفتيش الحديقة.. انظري إنه قادم.. |
ليلى: تفضل يا حضرة الضابط.. تفضل.. |
الضابط: كيف وقع الحادث يا مدموزيل؟ |
ليلى: لا أدري كيف بدا ولكني صحوت مذعورة على الحجارة وهي تنهال على الشبابيك وتحطم الزجاج حتى كاد حجر منها يحطم رأسي إلا الله.. |
الضابط: أين الحجر؟.. |
ليلى: خذه إنه هناك.. لم ألمسه خشية أن تضيع معالم الجريمة منه.. |
الضابط: خيراً فعلت.. وأين بقية الحجارة؟ |
ليلى: تفضل على بقية الغرف راجعيها بنفسك.. يا الهي هربنا من المجرمين في (دمر) فلحوقنا بسوق الغرب |
الضابط: تسمحي أقوم بالمعاينة.. |
ليلى: تفضل.. |
(يقوم الضابط بالمعاينة ويعود بعد أن ينتهي وهو يقول): |
الضابط: انتهينا.. سنتابع تحرياتنا وسأضع شرطياً لحراسة الفيلا.. |
ليلى: ألا ترى أيها الضابط أنهم من أعوان الجناة الذين خطفوا والدي.. |
الضابط: لا يمكن الجزم وستظهره تحرياتنا.. هل تشتبهين في أحد؟ |
ليلى: لا.. وأنا لا أعرف أحداً وليس لي أحد بعد الله سوى والدي الذي خطفه الجناة (تبكي).. |
الضابط: هوني عليك وتجلدي بالصبر فسنعرف كل شيء.. |
ليلى: شكراً لله الله معكم.. |
(ليلى تنشد وهي تبكي): |
ليلى: |
تعقدت الأمور وطال ليلي |
وليل الهم ليس له صباح |
غياهب ما لها صحو وعمر |
بكاء أمسه وغدا نواح |
ترى كتب الشقاء علي |
|
(يدخل فرهود مسرعاً متصنعاً الاهتمام والحزن والقول بلهفة): |
فرهود: ليلى |
ليلى: تعال! أحالف المسعى النجاح؟؟ |
فرهود: |
لقد عمي الدليل وضلّ جهد |
وتاه بمهمه الدنيا كفاح |
|
(تبكي ليلى ولكنها سرعان ما تتجلد.. فيهول فرهود الأمر ويعقده ليفسح للرعب مكاناً في قلب ليلى فيقول): وأخشى. |
ليلى: ما الذي تخشى؟ |
فرهود: أتاني حديث لا يسر إذا يباح... |
(فتلهف ليلى فتسأله): |
ليلى: وما هو؟ |
فرهود: إنه غدر بليلى |
عثمان: |
(ساخطاً) |
أأصبحنا سبايا نستباح |
أهنا هكذا حتى غدونا |
مواتاً لا تؤزّهم الجراح |
|
ليلى: فأين حماتنا؟ |
فرهود: (متهكما) ضعفوا فهانوا |
عثمان: أما للأمر يا ربي صلاح |
ليلى: إذن ترويعهم ليلاً.. نذير بشرٍّ |
فرهود: (يرمي بقنبلته في الوقت المناسب فيقول): |
ـ إنه شر صُرَاحُ |
يروون اختطافك... |
(ويهول ((ليلى)) الهدف فتصرخ): |
ليلى: يا الهي إذا الذئب اختفى كثر النباح |
(ثم تقوم من مكانها إلى الغرفة المجاورة وترمي بنفسها على المقعد باكية منتحبة ويأخذ ((فرهود)) (عثمان) وينتحي به جانباً ويقول له): |
فرهود: تعال يا عثمان.. |
عثمان: أفندم سيدي فرهود.. |
فرهود: عثمان.. أنا أصبحت يائساً من عودة عمي.. |
عثمان: لا حول ولا قوة إلا بالله... |
والجناة الذين خطفوا والدي بعد أن عرفوا بأن ليلى بسوق الغرب يحاولون الآن خطفها أو قتلها والاستيلاء على ما عندها من ثروة. |
عثمان: يالطيف.. الطف بنا.. البركة فيك يا سي فرهود.. تحميها أنت.. |
فرهود: كيف أستطيع أن أحميها وأنا ساكن بعيد عنها.. |
عثمان: صحيح.. صحيح.. كيف يكون ذلك؟ |
فرهود: لكي أحميها يجب أن أسكن معها في الفيلا.. وأسكن معها على أي أساس ألسن الناس سوف لا ترحمنا سيتقولون علينا... |
عثمان: بلى.. يا فندم بلى.. |
فرهود: سيتهموننا على الأقل بأننا دبرنا حادث الخطف لنتخلص من عمي ويخلو الجو لي ولليلى.. |
عثمان: ليس ذلك مستبعداً.. إذا ما الرأي.. |
فرهود: الرأي.. الرأي أكتب كتابي على ليلى عندها يصبح لي الحق في الدخول والخروج والنوم ثم إن المجرمين متى ما علموا بأن رجلاً مثلي بلا فخر قد أصبح مسؤولاً عن ليلى سيقفون عند حدّهم.. |
عثمان: كلام سليم.. |
فرهود: أنا سأذهب إلى الحديقة وأنت اذهب إلى ليلى وانقل لها رأي هذا واتني بالجواب |
عثمان: حاضر.. يافندم حاضر.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت ليلى تقول): |
ليلى: سمعت كل شيء يا عثمان.. ولست بحاجة إلى أن تعيده على مسامعي.. |
عثمان: ما رأيك؟؟.. |
ليلى: (محتدة وساخطة): بأي حق يا عثمان تتجرأ وتسألني هذا السؤال.. ألا تعرف من أنت؟.. |
عثمان: أعرف أني خادم عند أبيك.. واعرف أن ما طلبه ابن عمك هو حلال شرعاً وأنت إما أن تقبلي أو ترفضي وناقل الكفر ليس بكافر... |
ليلى: قل لابن عمي فرهود.. إنني آسفة جداً أن أرفض طلبه فقد آليت على نفسي أن لا أتزوج حتى أعرف مصير والدي.. |
عثمان: وإذا عرفت مصيره أتتزوجينه.. |
ليلى: عندها يخلق الله ما لا تعلمون.. |
عثمان: ولكنك ستكونين عرضة للصوص والجناة |
ليلى: إذن فأنت تريدني أن أتزوج ابن عمي؟ |
عثمان: أريد أن يكون عندك رجل في البيت يخشاه الناس ويحسب حسابه اللصوص والجناة.. |
ليلى: قل له إني لن أتزوج إلا الشخص الذي يختاره والدي.. |
عثمان: ولكن أين والدك؟ نحن الآن مهددون من قبل الجناة والمجرمين.. |
ليلى: سيكفيني الله شرهم وما على ابن عمي إلا أن ينقل الأنباء التي وردته إلى دوائر الأمن وهم سيعرفون واجبهم. |
عثمان: ولكنني أخشى من ابن عمك عليك.. |
ليلى: سيكفيني الله شره.. والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.. |
عثمان: الله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين. |
(يذهب عثمان لينقل الخبر إلى فرهود والموسيقى مصاحبة نسمع بعدها صوت ليلى تقول): |
ليلى: يا الهي! تكاثرت الهموم عليّ وتوالت عليّ الخطوب من كل صوب.. أعني يا إلهي فأني أكاد أجن من هول ما أكابد والآقي.. (تبكي).. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى صاخبة نسمع بعدها صوت فرهود يقول): |
فرهود: هذا يعني الرفض ولكن بصورة مهذبة.. يا ويحها.. لم تحطم الخطوب والمصائب كبرياءها وعنتها ولكنها سوف ترى ما سيحل بها إذا ما عرف الناس أني تخليت عنها.. |
عثمان: سيدي فرهود إنها ابنة عمك فاعذرها إذا ما صدر منها أي تصرف لا يرضيك.. إنما هي فيه يستحق منك الشفقة والرحمة لا التهديد والوعيد.. |
فرهود: لقد حطمت قلبي.. فيجب أن أحطمها كما حطمتني.. |
(يخرج ويغلق اصطفاق الباب خروجه نسمع بعدها صوت ليلى تقول): |
ليلى: ما وراءك يا عثمان؟ |
عثمان: شر وأي شر.. |
ليلى: كفانا الله الشر.. قل.. أوضح.. |
|