الحلقة - 6 - |
ليلى: صه يا عثمان فإن ابن عمي قادم يسرع الخطى إلينا.. |
عثمان: ذكرنا القط جانا ينط |
ليلى: عونك يا ربي.. ساعدني والطف بي فيما قدرت وكتبت لي.. |
(يدخل فرهود محدثاً ضجيجاً مصطنعاً وهو يقول): |
فرهود: لا تؤاخذيني يا ليلى.. أنا الآن واصل من بيروت.. ذهبت إليها البارحة بعد أن تركت عمي.. يا ريتني لم أتركه وحده.. |
ليلى: هذا قضاء الله وقدره.. |
فرهود: وما سمعت بالخبر إلا من جرائد الصباح فأسرعت إليك |
ليلى: البركة فيك.. وهو عمك.. وأنا أنثى وأنت رجل وعليك يقع عبء السؤال والمسؤولية.. |
فرهود: (بشيء من الغرور والصلف) صحيح يا ليلى.. إنه عمي.. وعلي أن أفعل المستحيل لمعرفة ومصيره وإلا اعتمد على مساعي الشرطة وحدها.. |
عثمان: ربنا يوفقك يا فندم.. |
(نسمع سيارة الشرطة تدخل ساحة الفيلا فتقول ليلى): |
ليلى: هذه سيارة الشرطة.. تعالوا نسألهم الأخبار.. |
الضابط: صباح الخير.. يا مدموزيل.. |
ليلى: صباح الخير.. تفضلوا واجلسوا.. هل من أخبار عن والدي.. طمئنوني.. |
الضابط: كله خير.. أهم شيء أن والدك لم يقتل.. |
ليلى: الله يبشرك بالخير.. ولكن ألم تعرفوا أين هو الآن؟ |
الضابط: للآن لم نعرف ولكن.. |
ليلى: ولكن ماذا؟ |
الضابط: من تتبع الأثر في البستان.. وعلى الباب الخلفي وأثار عجلات السيارة عرفنا أن والدك خطف ووضع في السيارة وأخذ إلى جهة سنعرفها قريباً.. |
ليلى: ربنا معكم.. |
الضابط: اطمئني يا مدموزيل سنهتدي إلى مكانه ونعرف خاطفيه |
ليلى: كيف حال المجنى عليه؟.. |
الضابط: يوسف.. صحته في تحسن ولكنه ما يزال تحت الخطر.. |
ليلى: ربنا يشفيه ويعافيه.. |
الضابط: لقد عممنا على جميع المراكز والمخافر بتفتيش كل سيارة تفتيشاً دقيقاً.. |
ليلى: نِعْمَ ما فعلتم.. |
الضابط: ووضعت حرساً على بابك.. والآن سآخذ معي ابن عمك فرهود لاستجوبه.. اطمئني.. |
ليلى: مع السلامة.. متشكره يا حضرة الضابط.. |
(نسمع بعدها عثمان يقول): |
عثمان: الحمد لله صار عندنا أمل.. قومي يا ستي ليلى وارتاحي قليلاً وخليها على الله.. |
ليلى: خليها على الله.. صحيح.. صحيح يا عم عثمان.. خليها على الله.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بأزيز سيارة منصور وصوت فارس ومنصور يقول): |
منصور: أرانا اقتربنا يا أبو سالم من آخر وأخطر مخفر.. إذا اجتزناه خلصنا من كل هم وخوف.. |
فارس: هذا صحيح إذا اجتزناه.. أنا خائف ألا تلقى قريبي عليان فيه.. وعندها يذهب ما صنفناه أدراج الرياح.. |
منصور: عندما نصل إلى المخفر تنزل أنت وتسأل عن قريبك عليان فإن وجدته كان ما تبغي وإلا اتخذنا ما اتفقنا عليه والآن سوق.. سوق.. |
(نسمع أزيز السيارة ثم نسمع بعدها صوت توقفها ونزول فارس منها والجندي الحارس يسأله قائلاً): |
الجندي
الحارس: إلى أين ذاهب يا هذا مَنْ أَذِنَ لك بالخروج من السيارة قبل تفتيشها.. |
فارس: أريد أن أرى ابن أخي الضابط عليان.. |
الجندي
الحارس: خليك مكانك وأنا أنشده.. |
فارس: مشكور.. مشكور.. |
(نسمع غمغمة وكلاماً غير مفهوم ثم صوت الجندي الحارس يقول): |
الجندي
الحارس: في واحد ينشد عن عليان.. |
عليان: من الذي يسأل؟ |
فارس: أنا فارس الجر بوي.. |
(يظهر عليان فيصرخ فارس عليان ابن أخي).. |
عليان: أي والله يا عمي أنا عليان.. يا مرحبا إلى أين سارٍ مع هذا الفجر.. |
فارس: قاصدين الديرة إلى أبو خالد |
عليان: ومن معك بالموتر |
فارس: منصور الزريفي.. |
عليان: خليه يدخل.. |
فارس: منصور.. جنب الموتر وتعال.. |
(نسمع السيارة وهي تتحرك وتزأر ثم يدخل وهو يقول): |
منصور: سلام عليكم.. |
عليان: وعليك السلام يا هلا ومرحبا.. |
منصور: وبالقائل.. |
عليان: جبرة الله عليكم تفطرون عندنا.. |
فارس: إننا على عجل يا ابن أخي.. خالد وصانا نشتري له حاجات ولا بد أنه ينتظرنا |
عليان: صحيح.. نسيت أسألكم عن خالد لأنه مر قبل أيام من هنا في طريقه إلى والده الشيخ عامر كيف هو؟ |
فارس: غنايمك يا عليان |
عليان: ربنا يبارك فيه.. أفلح يا عمي أنت ومنصور.. جيره عليكم |
منصور: كتر خيرك يا حضرة الضابط إن شاء الله في المرة القادمة.. وعليك خير.. |
عليان: وعليك الخير.. |
فارس: في أمان الله.. |
عليان: في أمان الله.. ميسرة.. افتح الطريق يا حارس.. |
منصور وفارس: في أمان الله.. في أمان الله.. مشكورين.. مشكورين.. |
الجندي
الحارس: السيارة يا حضرة الضابط سارت من دون أن نفتشها مع أن الأوامر عندنا بتفتيش كل سيارة.. |
عليان: لكن أنا أعرف من بالسيارة وهم غير مشبوهين.. وأنا أعرف المشبوهين من غيرهم.. |
الجندي
الحارس: أمرك يا حضرة الضابط.. |
(تجري السيارة في الصحراء بسرعة شديدة وصوت منصور يقول): |
منصور: تراها مستورة يا أبو سالم.. سوق واسرع قبل أن يكشفنا النهار |
(نسمع صوت السيارة وهي تسير بسرعة ونسمع بعده صوت فارس يقول): |
فارس: من حسن الحظ أن خطار لم يصح في الوقت الذي كنا معاً في المخفر.. كنت واضعاً يدي على قلبي من شدة خفقانه من الخوف.. |
منصور: لو صحا خطار كنا رحنا في ستين داهيه.. لكن المستور ما ينفضح.. |
فارس: أعاين خطار إن كان ما يزال نائماً أم أنه مات من طول الوقت الذي قضاه وهو مغمى عليه |
منصور: إنه يتنفس بسرعة.. وهذه علامة على أنه سيصحو. |
فارس: أرى أن تكشف عنه الغطاء فقد ابتعدنا عن مناطق الخطر.. |
منصور: ما رأيك يا أبو سالم لو تختفي بمغارة جبل (المنكوش) مع سيارتنا لأني أخاف أن تتبعنا أو تلاقينا دوريات أو طائرات (هليوكوبتر). |
فارس: زين يا أبو حمدان.. الحمد لله زادنا وماءنا معنا.. |
منصور: وبقرب المغارة توجد غدران كثيرة فيها الماء لو احتجنا إليه.. |
فارس: إنها خير مكان نختفي فيه حتى يسدل الظلام ستار العيوب.. |
منصور: اسرع.. اسرع يا أبو سالم.. |
(نسمع صوت محرك السيارة تصور الصحراء وغبارها وعفارها يعقبه صوت فارس يقول): |
فارس: وصلنا المغارة يا أبو حمدان.. |
منصور: أركن الموتر تحت تلك الصخرة فإنها بعيدة عن العيون والظنون.. |
(ثم صوت ليلى تقول): |
ليلى: هلو..؟! شرطة..! حضرة الضابط هل من أخبار جديدة عن والدي خطار |
الضابط: مع الأسف يا مدموزيل ليلى.. لكن الأمل كبير في العثور عليه.. |
ليلى: أخشى أن يكون بعد فوات الوقت.. |
الضابط: كوني مطمئنة سنعمل جهدنا بل وفوق جهدنا.. |
ليلى: ربنا معكم |
عثمان: (يدخل قائلاً): |
فرهود: ابن عمك بالصالون |
ليلى: صباح الخير يا فرهود.. خبرني.. |
فرهود: أنا أريد منك تخبريني.. هل عثرت مخافر الحدود على عمي وخاطفيه |
ليلى: تعامت عن أبي الأخبار (تبكي) |
فرهود: أتبكين.. أراك يئست.. |
ليلى: من كثرة المواعيد التافهة |
فرهود: لن اعتمد على الشرطة سأذهب بنفسي وأفتش عن عمي بطرقي الخاصة.. |
ليلى: الله معك.. |
عثمان: مع السلامة.. مع السلامة.. |
ليلى: (تبكي وهي تقول): |
إلهي ضاقت الدنيا بوجهي |
وأدمى الحزن تفكيري وحسي |
تقلبني الهموم على أكف |
فمن يأس يهددني لبأس |
عثمان: فديتك هوِّني فالصبر أولى |
لقد نفذ التصبر يا لبؤسي |
|
ليلى: أكاد أجن |
عثمان: |
مولاتي أناة |
فإن اللَّه يفرج كل يأس |
|
(نسمع بعدها صوت محرك سيارة ثم وقوفها واصطفاق الباب بعد خروج من فيها.. نسمع صوت منصور يقول): |
منصور: هيا يا أبو سالم نحمل خطار فإنه ما يزال مغمى عليه |
فارس: يجب أن يصحو فقد طال اغماؤه وأخشى أن يموت.. |
منصور: ولكن قلبه ينبض بشدة.. إنه قوي بالرغم من بياض شعره.. |
فارس: أنهم يعيشون في بلاد هواؤها جميل ومياهها عذبة وكلها غابات وأشجار |
منصور: صحيح.. ثم إنه ميسور ويعيش حياة ترف ونعيم.. |
فارس: ما سمعت له فيلا في لبنان وفيلا في دمر الشام.. ينتقل بينهما وخدم وحشم يقومون على خدمته وراحته.. |
منصور: سنحرمه من هذا النعيم كما حرم عيوننا لذيذ المنام ونحن نبكي على مهند.. وخاصة (وضحه) والدة مهند.. لقد نحل جسمها حتى أصبح كالعود.. |
فارس: وخطار أصبح سميناً كالبعير.. |
منصور: ما أثقله.. لا أدري كيف حملته حين خطفناه من داره.. |
فارس: العزم والتصميم على الانتقام.. |
منصور: والخوف أيضاً يا فارس.. |
فارس: الخوف ما كان له أثر في نفسي يا أبو حمدان لأننا عندما تركنا أهلنا كنا بين أمرين إما قاتل أو مقتول.. |
منصور: والحمد لله حتى الآن كل شيء يسير كما رسمه أبو خالد.. |
(نسمع أزيز طائرات هليوكبتر وسيارات دورية وصوت فارس يقول): |
فارس: هذه طائرات الاستكشاف.. وهذا عجاج سيارات الدوريات.. فما الرأي يا منصور؟ |
منصور: عندما نحس بأننا سنقع في الشرك سننفذ الخطة التي اتفقنا عليها |
فارس: هذا صحيح ولكن يجب أن نستعد لمواجهة كل شيء.. |
منصور: هذا مسدسي بيدي مصوب على رأس خطار.. |
فارس: وأنا مسدسي في وجه كل من يقترب من مكاننا هذا.. |
(تقترب أصوات السيارات والطائرات فيقول منصور): |
منصور: أرى قسماً من السيارات يتجه صوبنا والطائرات تحلق قريباً من مكاننا لعلهم أبصروا سيارتنا... |
فارس: من يدري.. على كل حال أنا مستعد.. وأنت.. |
منصور: مستعد كل الاستعداد |
(يصحو خطار وتختلط أزيز السيارات والطائرات ثم صوت خطار يقول): |
خطار: عطشان يا ناس.. عطشان.. اسعفوني.. أو اقتلوني.. واريحوني.. |
|