الحلقة - 5 - |
(ونبهت خطار المفاجأة فيتلعثم لسانه ثم لا يلبث أن ينطلق فيقول): |
خطار: من أنتما بربكما.. ماذا جنيت.. خذا مالي ولا تقتلاني.. |
منصور: كممه.. أوثق يديه جيداً.. |
فارس: أتريد أن تعرف ذنبك يا خطار.. أنسيت (مهند) الذي قتلته منذ عشرين سنة وهربت إلى أمريكا... |
منصور: هيا قدامنا يا خطار... |
(يمشى خطار أمامهما فيقابله فارس ويضع منديلاً فيه مادة مخدرة وعلى أنفه فيتخدر ويقع أرضاً فيقول فارس).. |
فارس: الدواء طرح خطار.. هيا نحمله.. |
منصور: أرى رجلاً قادماً.. يا فارس.. |
(يضربه فارس بالمسدس على رأسه فيقع أرضاً مغشياً عليه ودماؤه تسيل.. ثم يقول): |
فارس: سأحمل خطار واخرج من الباب الخلفي فاسبقني في الخروج يا منصور وافتح باب الموتر |
منصور: زين يا أبو سالم زين.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت باب السيارة وحركة قيامها وسيرها ثم صوت يقول): |
فارس: أنا أسوق الموتر وأنت يا منصور شممه الدواء كل مرّه ومرّة حتى لا يصحو اجتزنا مخافر البوليس هانت المسألة.. |
منصور: كن مطمئناً.. المنديل بيدي والدواء بجانبي ولن يصحو إلا بعد اجتيازنا مناطق الخطر.. |
(ثم نسمع صوت ليلى وهي تنادي): |
ليلى: عثمان عم عثمان |
عثمان: أفندم ستي ليلى |
ليلى: أما يزال والدي مع ابن عمي (فرهود) في البستان..؟ |
عثمان: لا أدري.. |
ليلى: اذهب وانظر وعد في الحال.. |
عثمان: حاضر.. على عيني وراسي |
ثم صوت |
عثمان: يصرخ: ياناس.. الحقونا.. جنايه.. جنايه.. |
(نسمع طرقاً شديداً على بوابة البستان وأصواتاً تقول): |
أصوات: افتح.. افتح.. |
(عثمان يفتح الباب فيندفع الناس وعندما يرون الخادم الملقى على الأرض والدم ينزف منه يقولون): |
أصوات: فظاعة.. دمه ما يزال ينزف.. إسعاف يا ناس.. نجده يا عالم.. |
ليلى: وحشية.. والدي.. ابن عمي كانا هنا.. أين هما..؟ |
أصوات: أسرعي يا ست واستدع النجدة والبوليس وبعد ذلك اسألي عن أبيك وابن عمك.. |
(تركض ليلى نحو الفيلا وتطلب النجدة والإسعاف ثم تعود إلى مكان المجنى عليه وهي تقول): |
ليلى: طلبت النجدة والإسعاف وهم قادمون حالاً.. |
(نسمع أبواق سيارات النجدة والإسعاف يعقبها أصوات تقول): |
أصوات: ابعدوا.. وسعوا.. البوليس وصل.. النجدة وصلت. |
(نسمع صوت محركات سيارات النجدة والإسعاف.. ووقوفها وصوت صفارة البوليس وصراخ ضابطهم في الناس مجتمعين قائلاً): |
الضابط: ابعدوا يا ناس.. وسعوا.. خلوه يتنفس.. خنقتموه.. يا الله يا شباب أحملوه إلى المستشفى.. |
ليلى: يا حضرة الضابط.. والدي كان هنا قبل الحادث ومعه ابن عمي وقد تركتهما هنا وعدت للفيلا.. أرجوك فتش لي عن أبي.. أخشى أن يكون الجناة قد قتلوه.. |
الضابط: سنتحرى عنهما.. كوني مطمئنة.. سنقوم بتفتيش البستان.. أما أنت فاذهبي للفيلا وإياك أن تخرجي منها إلى أي مكان.. |
ليلى: أمرك يا حضرة الضابط.. |
الضابط: أنباشي حمدي.. أبعد أنت ومن معك من هنا.. وامنعوا الناس من الدخول إلى البستان.. واحرسوا الفيلا ومن فيها وحافظوا على معالم الجريمة ريثما يأتي مأمور التحقيق.. |
ليلى: والدي يا حضرة الضابط.. والدي لا تنسى التحري عنه.. طمنوني عليه (تبكي) |
الضابط: لا تبك يا مدموزيل سنتحرى عنه ونتصل بك فلا تجزعي.. ساعدينا بهدوئك.. |
ليلى: حاضر.. حاضر.. |
(يصل عثمان فيقول له الضابط): |
الضابط: أنت.. |
عثمان: أنا عثمان يا فندم.. |
الضابط: عثمان.. خذ المدموزيل للفيلا وثقى أننا لن نألو جهداً في التفتيش على أبيك وابن عمك... |
(تعود ليلى إلى الفيلا وهي تبكي وعثمان يقول لها): |
عثمان: لا لزوم للبكاء.. سيدي والدك إن شاء الله بخير.. بخير يا رب.. |
ليلى: كيف لا أبكي وليس لي في الحياة غير أبي.. |
عثمان: هوني عليك.. البوليس سوف يكتشف مكانه.. لعله ذهب مع ابن عمك إلى داره.. |
ليلى: ليت في دار ابن عمي (تليفون) كنا سألنا عنه.. |
عثمان: البوليس سيتولى ذلك عنك.. |
ليلى: أخشى أن يموت يوسف فتضيع معالم الجريمة لأنه هو شاهد العيان الوحيد.. |
عثمان: خير يا فندم إن شاء الله ما يحدث.. قومي.. قومي ارتاحي فالفجر قد طلع وأنت لم يغمض لك جفن.. |
ليلى: أنام.. ارتاح.. وأنّى لي أن ارتاح.. هذه بداية طريق المتاعب اذهب أنت ونم ودعني اسهر مع آلامي وأحزاني.. |
عثمان: كفانا الله شرا الآلالم والأحزان.. والدك بخير.. بخير.. إن شاء الله.. |
ليلى: لعله مما يحز في نفسي أني تركت والدي مع ابن عمي وهو غاضب عليّ |
عثمان: يخبط كف على كف ويقول: وجدتها.. |
ليلى: وجدت ماذا؟ |
عثمان: والدك السيد خطار يظهر أنه من شدة غضبه منك ذهب لينام عند ابن عمك.. |
ليلى: إن شاء الله يكون تخمينك صحيحاً يا عم عثمان.. |
عثمان: غداً سترين.. |
ليلى: وهل نحن إلا في الغد المجهول... |
عثمان: بل المأمول بإذن الله.. |
(الدكتور وصفي يخاطب ضابط البوليس) |
الدكتور: أنا الدكتور وصفي يا حضرة الضابط.. |
الضابط: أتشرفنا يا دكتور.. |
الدكتور: المجنى عليه اسعفناه وحالته في تحسن.. |
الضابط: هل صحا من اغمائه؟.. |
الدكتور: بلى.. بلى.. ويمكنكم استجوابه مع الرجاء تقليل الأسئلة لأن حالة الخطر لم تزل تماماً عنه.. |
الضابط: شكراً.. هل لديك مانع يا دكتور من الذهاب معنا للمجنى عليه فقد نحتاج إليك أثناء استجوابه |
الدكتور: بكل سرور.. |
الضابط: الحمد لله على السلامة يوسف.. |
يوسف: بصوت (متهدج) الله يسلمك.. |
الضابط: قل بهدوء.. وخذ راحتك.. ما الذي شاهدته؟.. |
يوسف: كنت خارج الفيلا ورجعت ودخلت من باب البستان وأنا أصفِّر وأغني وإذا بي أرى السيد خطار مطروحاً على الأرض.. فمه مكمم ويداه مكبلتان وشخص ملثم حامل مسدس وواقف على رأسه.. |
الضابط: تكلم.. يوسف.. بالراحة.. بالهدوء.. وماذا بعد.. قل.. |
يوسف: صرخت ولم أكمل صراخي لأني أحسست بضربة شديدة على رأسي فوقعت على الأرض ولم أشعر بحالي إلا وأنا في هذا المستشفى.. |
الضابط: ألم تحس بأحد يمشي وراءك قبل أن تصرخ.. |
يوسف: كل فكري كان مشغولاً ومتركزاً على السيد خطار ولا شيء غيره ولذلك لم أشعر بحركة من ضربني.. |
الضابط: والشخص الملثم الحامل للمسدس والواقف على رأس خطار هل تستطيع وصفه لنا؟ |
يوسف: بلى.. بلى.. الشخص الملثم كان يتزيا بزي العرب.. |
الضابط: يعني البدو.. |
يوسف: أجل.. ولباسه كان أحمر غامق.. |
الضابط: طويل أم قصير.. سمين أم نحيف؟ |
يوسف: جسمه مليان وطوله مثل المارد وشكله مرعب يا حضرة الضابط مرعب جداً زي ممثلي أفلام (الكابوي) |
الضابط: ألديك أقوال أخرى؟ |
يوسف: تعبت.. أرجوك المعذرة |
الدكتور: كفاية يا حضرة الضابط.. اسمح له.. |
الضابط: أمرك يا دكتور.. شكراً لمعلوماتك القيمة يا سيد يوسف إن شاء الله تقوم بالسلامة.. |
يوسف: إن شاء الله يا رب.. |
(جرس تليفون يدق وليلى تقول) |
ليلى: هلو.. مخفر الشرطة.. |
السنترال: أي نعم ماذا تريدين؟.. |
ليلى: من فضلك أعطني الضابط المسؤول.. |
السنترال: كلميه.. |
ليلى: أنا ليلى بنت خطار يا حضرة الضابط.. هل من جديد عن والدي.. هل عرفتم مصيره.. (تبكي) طمئنوني.. |
الضابط: البحث جار عن أبيك يا مدموزيل وضابط التحقيق الآن بالمستشفى يستجوب المجنى عليه وسيذهب من المستشفى إليك ومنه تفهمين كل شيء.. |
ليلى: شكراً.. |
(وترمي السماعة وهي تتنهد وعثمان يقول): |
عثمان: كفانا يا ست ليلى بكاء.. هدئي أعصابك.. وانتبهي لصحتك فإني أخشى عليك من السهر والقلق والحزن والألم.. خلي أملك ورجاءك في الله فهو على كل شيء قدير.. |
ليلى: وهل لي رجاء وأمل في غير الله تعالى لكن.. أنت تعلم يا عم عثمان إني وحيدة وليس لي أهل في هذا البلد غير ابن عمي فرهود.. وأنت عارف أخلاق فرهود.. |
عثمان: عارف يا فندم أخلاق (مسيز) زي ما يقول اللسان التركي.. |
ليلى: وأنا خائفة منه أكثر من كل إنسان.. |
عثمان: وماذا يستطيع أن يفعله.. في أمن وفي حكومة وفي محاكم.. |
ليلى: حكومة ومحاكم وأمن وشرطة.. إنه مجرم خطير.. لو حصل لأبي شيء من أمور الدنيا فسوف يفترسني.. يخرب بيتي.. أنت عارف.. |
عثمان: أعرف ماذا؟ |
ليلى: كم مرة طلب يدي ورفضته وآخرها في ليلة الحادث المشؤوم.. إنه شرير.. |
عثمان: كفانا الله شره.. علينا أن نداريه ونصانعه حتى نعرف مصير والدك.. |
|