شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 3 -
ضرغام (1): أهذه حالكم في كل ليلة يا خالد...
خالد: لا يا ضيفنا وإنما نتعرض في ليالي الشتاء القارسة إلى مثل هذا الهجوم من الذئاب الكواسر على الماشية والأوادم..
ضرغام (2): ولكنها حياة قاسية...
خالد: لقد تمرسناها وألفناها وأصبحت شيئاً عادياً بالنسبة لنا.. ومع مرور الزمن ستخفف هجمات الوحوش الضارية..
(يعود عامر فيقول له الضيف الأول):
ضرغام (1): يا لعظم المسؤولية الملقاة على عاتقك يا شيخ عامر فأنت قائد ورائد وحارس ومطعم وساقي وكل شيء بالنسبة للعشيرة..
عامر: هكذا وجدنا آباءنا وأنا على آثارهم لمقتفون..
خالد: والآن يحسن أن تأووا إلى فراشكم بعد هذا المشهد السينمائي على الهواء الطلق..
ضرغام (2): في الحقيقة لو كنا تمنينا رؤية هذا المشهد ما كنا حصلنا عليه ولكنه جاء إلينا يسعى من دون كد أو تعب.
خالد: ألم تشعروا بأي رعب؟
ضرغام (2): وكيف نحس بالخوف والرعب وأنتم معنا ثم لا تنسى أننا نحمل سلاحنا معنا ونحن في لبنان معتادون على حمل السلاح واستعماله..
خالد: هيا طاب ليلكم..
ضرغام (1): طابت لياليكم يا بني..
ضرغام (2): تصبح على خير يا شيخ عامر..
عامر: تصبحون على خير..
خالد: هيا يا والدي إلى فراشك فقد كانت ليلة ليلاء..
(هدوء تام.. ثم صياح الديكة مما يدل على طلوع الفجر يعقبه رغاء الإبل وثغاء الغنم وأصوات مبهمة تعلو وتنخفض نسمع صوت عامر يقول):
عامر: منصور.. منصور..
منصور: نعم يا أبو خالد.. صباح الخير..
عامر: هيا بنا نتفقد الحي من آثار الذئاب ليلة أمس..
منصور: لقد جئت كعادتك يا أبو خالد.. يظهر أنك لم تنم..
عامر: من رعى أمراً عظيماً لم ينم.. هيا بنا..
منصور: انظر إلى آثار أقدام الذئاب..
عامر: يا آلهي لقد كان رتلاً كبيراً من الذئاب لو لم نعاجلهم بالرصاص وايقاد النيران لأكلوا الماشية وأكلونا معها..
منصور: انظر إلى آثار الدماء وإلى المقتول منها.. لقد فتكتا بعدد لا بأس به..
عامر: إنه من حظ العشيرة يسلخونها ويستفيدون من جلودها أليس كذلك..
منصور: بلى يا أبو خالد بلى..
عامر: الحمد لله هجوم الذئاب لم نتضرر منه كثيراً اللهم إلا بعض الماشية المتطرفة فقد كانت طعاماً للذئاب وعليه تجمعوا وتكاثروا..
منصور: الماشية المأكولة هي لأبو حميد أفقر رجل في العشيرة.. مسكين ربنا يجبره...
عامر: ربنا سيعوض عليه.. أرسله إلي لأعوضه عن خسارته وابنِ له زريبة لا تستطيع الذئاب تسلقها ولا هدمها
منصور: بارك الله للعشيرة فيك..
عامر: هيا بنا نرجع فلا بد أن ضيوفنا قد أفاقوا من نومهم وهم ينتظروننا على الفطور..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الضيف الأول يخاطب رفيقه):
ضرغام (1): كانت ليلة فظيعة يا توفيق..
ضرغام (2): بلى يا هاني وكان هجوم الذئاب فيها هجوماً مركزاً وخاطفاً..
ضرغام (1): أنا طول حياتي لم أشهد منظراً مثل هذا المنظر المخيف الله يعين سكان البادية..
ضرغام (2): لقد اعتادوا على هذه الحياة واستمرأوها..
ضرغام (1): ولكنني لا أظن أنني أستطيع أن أسكن في البادية.. إنها تحتاج إلى أعصاب من فولاذ..
ضرغام (2): حقاً أنهم يعيشون على أعصابهم في انتظار المفاجآت ولكن..
ضرغام (1): ولكن ماذا؟
ضرغام (2): بقدر ما كانت الطبيعة قاسية بالأمس كم هي اليوم جميلة صافية مشمسة لا غبار ولا عفار ولا مطر ولا عواصف.
ضرغام (1): وهذا سر جمال البادية وتعلق سكانها بها كما قال أحدهم البارحة..
ضرغام (2): أنظر يا توفيق..
ضرغام (1): الشيخ عامر وكله نشاط وحيوية شباب..
ضرغام (2): للبادية كل الأثر فيما ترى على الشيخ عامر من صحة وعزم وحزم..
(يدخل الشيخ عامر وهو يقول):
عامر: يصبحكم بالخير..
الضيوف: يصبحك بالخير يا شيخ عامر..
عامر: إن شاء الله ارتحتم في نومكم بعد الليلة المزعجة..
ضرغام (1): لقد نمنا مرتاحين وكأن شيئاً لم يكن..
عامر: نحن جد آسفين لما حدث ولكنه أمر كان فوق يدنا..
ضرغام (2): ولكنكم دفعتموه بحكمة وشجاعة.. قضيت عليه قبل أن يبلغ مرامه..
عامر: الحمد لله.. الحمد لله..
(يدخل خالد وهو يقول):
خالد: صباح الخير..
الضيوف: صباح الخير يا زين الشباب...
خالد: هيا الله يحييكم على الفطور..
عامر: هيا يا ضيوف الرحمن..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بزئير السيارة نسمع بعدها صوت خطار يقول):
خطار: هدِّي من سرعتك يا ليلى.. فالطريق جبلية وملتوية...
ليلى: ولكنها مسفلتة جيداً يا والدي.. (وكرياتها) واضحة..
خطار: المرور يوم الأحد فظيع يا ليلى.. والناس يذهبون للفسحة في هذا اليوم..
ليلى: على كل حال في التأني السلامة وفي العجلة الندامة...
ليلى: أمرك يا أبي سأسوق بسرعة (80) كيلو بس..
خطار: ثمانون كيلو وبهذه الكربات تظنينها سرعة بسيطة.. خليها على الـ (60)...
ليلى: حاضر.. حاضر..
خطار: شكراً يا بنيتي.. ودعينا نستمتع بهذه المناظر الخلابة التي يقصدها السياح من جميع أنحاء العالم...
ليلى: حقاً إنها مناظر رائعة قد لا تجد ما يضارعها في العالم..
خطار: أنسيت المناظر الجميلة في أمريكا..
ليلى: ولكن مناظر الوطن أغلى وأجمل.. فالشاعر يقول:
خطار: ماذا يقول؟
ليلى: وطني لو شغلت بالخلد عنه.. نازعتني إليه في الخلد نفسي..
خطار: والشاعر يقول:
ليلى: ماذا يقول:
خطار:
وحبب أوطان الرجال إليهم
مآرب قضاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهمو
عهود الصبى فيها فحنّوا لذلكا
ليلى: يا سلام يا والدي للجرس الموسيقى في الشعر العربي حلاوة لا تجدها في الشعر الغربي قد تكون في الشعر الغربي صور وتعابير لا تجدها في الشعر العربي ولكن الإيقاع الموسيقي لا مثيل له..
خطار: الصور والمعاني التي تشيرين إليها في الشعر الغربي منتزعة من الحياة التي يعيشونها وشعرنا العربي فيه صور ومعانٍ منتزعة من الحياة التي كانوا يعيشونها لا تقل عن روعتها وجمالها عن مثيلاتها في الشعر الغربي..
ليلى: وصلنا يا أبي..
خطار: الحمد لله على السلامة.. برافو يا حضرة السواقة الماهرة...
ليلى: أنا فخورة بهذه الشهادة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع صاحب الفندق هناك يقول):
صاحب الفندق: يا مرحبا.. بالسيد خطار.. أهلاً وسهلاً.. مودموزيل ليلى...
خطار: شكراً هل الغرفة محجوزة...
صاحب الفندق: بلى يا سيدي خطار.. لقد حجزتا بناء على مكالمة سكرتيرك.. أتريدون شيئاً الآن...
خطار: قهوة مظبوطه..
صاحب الفندق: وأنت يا مدموزيل...
ليلى: عصير ليمون...
صاحب الفندق: (ينادي) جرسون.. واحد قهوة مظبوطه وواحد عصير ليمون طازه..
خطار: كيف الصيد عندكم بالأحراش..
صاحب الفندق: في صيد.. ولكنه يحتاج إلى صياد ماهر..
خطار: وليلى صيادة ماهرة...
صاحب الفندق: إذن سنتغدى من صيدك يا مدموزيل...
ليلى: هذا يتوقف على الحظ يا مسيو...
صاحب الفندق: والمهارة يا مدموزيل أيضاً...
ليلى: أنه حسن ظن منك ومن والدي..
صاحب الفندق: تفضلو.. القهوة.. والعصير.. وأنا بالخدمة..
خطار: شكراً يا خواجه جوزيف..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عامر يقول):
عامر إذن فأنتم قادمون للتجارة..
خالد: وأي نوع من التجارة؟
ضرغام (1): تجارة سمن وأغنام وبلادكم مشهورة بها..
عامر: بلى.. بلادنا مشهورة بها.. ولكن ظهور الشركات وخاصة شركة الزيت جعل سكان البادية يتهافتون على المدن للاشتغال فيها فخفت العناية بالأغنام وجلودها وأوبارها وبالتالي سمنها ولبنها...
خالد: ومع ذلك فقد تجدون طلبكم ولا سيما وأنتم قادمون بناءً على مخابرة من عميل لكم هنا...
ضرغام (2): بلى.. بلى.. إننا نقصد الشيخ دياب...
عامر: الشيخ دياب..
ضرغام (1): أتعرفه يا شيخ عامر...
عامر: كيف لا أعرفه وهو أشهر تاجر سمن وأغنام في هذه المنطقة...
خالد: أتتاجرون لحسابكم أم لحساب شريك لكم..
ضرغام (2): إننا موظفون عند تاجر لبناني كبير وهو الذي أوفدنا في هذه المهمة...
عامر: وما اسم هذا التاجر..
ضرغام (1): خطار بومالك..
عامر: خطار بومالك...
ضرغام (2): أتعرفه يا شيخ عامر أيضاً...
عامر: أسمع به وأعرف أنه كان في أمريكا.. هل عاد؟
ضرغام (1): عاد بعد أن أثرى وبنى فيلا جميلة بسوق الغرب وافتتح مخزناً تجارياً كبيراً في بيروت...
(يمر شريط سينمائي بخاطر عامر.. تذكر كيف أن خطار تشاجر مع ابنه مهند الذي كان يبيع بعض الأغنام والإبل في سوق البقاع وأنه قتله غيلة وهرب إلى أمريكا)..
عامر: أرجو لكم التوفيق في رحلتكم هذه...
ضرغام (2): نستودعكم الله شاكرين ما لقينا في دياركم من حفاوة وتكريم راجين تشريفنا بزيارتكم في لبنان ومعكم زين الشباب خالد...
خالد: إن شاء الله.. إن شاء الله...
عامر: مع السلامة..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1145  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 3 من 63
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج