غضب الوالدين |
عمر: يعز علي يا والدي بل وأعز من والدي أن أفارقك أنت ووالدتي وكنت مصمماً أن أبقى في خدمتكما مدى العمر لولا عزمكما على السكنى مع ابنكما نشأت… |
محمود: أنت تعلم معزتك عندنا وأنا وأم نشأت لن ننسى خدماتك وإخلاصك لنا ولكن وضعنا الجديد مع نشأت يضطرنا إلى فراقك متمنين لك التوفيق والحظ السعيد… |
عمر: ألف شكر يا والدي على كريم رعايتك لي طوال مدة خدمتي عندك كما أن كرمك أبى إلا أن يطوّق عنقي بجميل ومعروف لن أنساه مدى الحياة… |
محمود: إنه ليس جميلاً أو معروفاً وإنما هو عطاء من والد لولده لعلّه يعينك على شق طريقك في الحياة.. |
عمر: سيكون مصدر خير وطالع يمن وسعادة لي وإني وأنا أستودعك الله أرجو ألا تحرمني من دعواتك الصالحة بعد كل صلاة… |
محمود: سأدعو لك يا عمر فلا تنسى أن تكتب إلينا بعنوانك وأحوالك… |
عمر: سأفعل إن شاء الله يا والدي… دعني أقبل يديك الكريمتين المباركتين… |
(يخرج الخادم عمر وتدخل فاطمة أم نشأت وهي تقول): |
محمود: رافقتك السلامة وحالفك التوفيق… |
فاطمة: نعم الخادم عمر.. ونعم ما فعلت معه يا محمود.. إنه يستأهل كل عون ومساعدة فقد خدمنا بإخلاص وكنت أتمنى أن يستخدمه نشأت لديه ولكنه لم يقبل… |
محمود: نشأت معه حق يا فاطمة… عمر كبر ولا يصلح لأن يكون صبياً.. |
فاطمة: ليته تركه لخدمتنا فقد أصبح عارفاً بأطباعنا وتقاليدنا ومطالبنا وحاجاتنا… ولا سيما ونحن لا نعرف شيئاً عن أطباع وأخلاق زوجته المنتظرة… |
محمود: على كل حال ما دمنا قبلنا السكنى مع نشأت فعلينا أن ننزل على رغبته.. |
فاطمة: ربنا يجعل العواقب سليمة.. |
محمود: أنا بالطبع أعرف أنها من عائلة كريمة ولذلك وافقت على الزواج ولكني أريد أن أعرف تفاصيل أكثر عنها… |
فاطمة: أما إنها جميلة فما في ذلك شك ولكنها بربارة… |
محمود: تقصدين ثرثارة.. |
فاطمة: نعم بلغة سيبويه… |
محمود: المهم نشأت مفتون بها وينتظر على أحر من الجمر زفافها إليه… |
فاطمة: تجهيزات الفيلاَّ انتهت وحفل الزفاف قد حدد بليلة الجمعة القادمة… |
محمود: ربنا يجعله قراناً ميموناً وبالرفاه والبنين والحياة العائلية السعيدة.. |
فاطمة: آمين يا رب.. آمين يا رب.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت نشأت يقول): |
نشأت: هيا يا حبيبتي.. عسى أن تكوني مرتاحة في المنزل الجديد… وأن يكون جهاز العرس قد جاء طبقاً للتصميمات والرسوم التي اخترتها… |
سوسن: كله ذوق يا عزيزي… |
نشأت: الذوق ذوقك يا روحي.. ربنا ما يحرمني منك… |
سوسن: إن شاء الله يكون الجهاز عجب الست والدتك حماتي والسيد والدك.. أما والداي أنا فكانا مسرورين به ولا سيما واختيار الجهاز كان بمشورتهما… |
نشأت: والداي لا شك أن الدنيا لا تسع أفراحهما بك وبجهازك.. |
سوسن: أرجو أن أظل مشمولة برضا والديك وبالأخص الست والدتك حماتي.. |
نشأت: مسكين والدي ووالدتي.. لقد شاخا وكبرا وأصبحا على حافة القبر ولولا كبر سنهما ما أسكنتهما معي ولكن ليس لهما معيل بعد الله سواي… |
سوسن: ربنا يخليك لهما ويحنن قلبهما علي… |
نشأت: إنني لعلى يقين من أن والدي سيغدقان عليك من عطفيهما وحنانهما ما أنت أهل له… |
سوسن: سوف يكتشف ذلك في لمستقبل القريب… |
نشأت يلوح لي يا سوسن أنك غير مرتاحة لسكنى والدي معنا… |
سوسن: الفتاة يا نشأت عندما تتجوز تحب الاستقلال في كل شيء وفهمك كفاية.. |
نشأت: فهمت يا سوسن ولكنهما والداي وحقهما علي كبير… |
سوسن: كان يجب أن نضع هذا في الميزان قبل إقدامك على الزواج… ما علينا نحن الآن أمام الأمر الواقع وعلى كل حال أرجو أن تسير الأمور بيننا على ما يرام… |
نشأت: أنا واثق من أنك سوف تكونين مسرورة بوجودهما ولا سيما والدتي التي بالطبع ستكون معك أكثر من والدي… |
سوسن: ما هو هنا مصدر المشكلة لأن وجود مامتك معي أكثر الوقت يجعل الاحتكاك أكثر وهنا يكمن الخطر… |
نشأت: أمي يا سوسن ليست كسائر الأمهات إنها وديعة هادئة ربما لن ترينها إلا وقت الطعام لأنها ستقبع في غرفتها طوال الوقت… |
سوسن: لكنها حماة قبل كل شيء وبعد كل شيء.. المهم… |
نشأت: المهم ماذا.. |
سوسن: أنسى الموضوع ودعنا نفكر في مواضيعنا الخاصة.. |
نشأت: حسناً فليكن ما تريدين يا عزيزتي… |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت محمود والد نشأت يقول): |
محمود: سمعت يا فاطمة الحديث اللطيف الذي دار بين نشأت وزوجته سوسن… |
فاطمة: سمعت يا محمود.. ليلنا أسود وطويل وحياتنا ستكون مليئة بالأحداث.. يا ليت… |
محمود: يا ليت ماذا… |
فاطمة: ما قبلنا رجاء نشأت.. كنا بقينا في شقتنا مرتاحين حتى ربنا يأخذ أجلنا.. |
محمود: المقدر مقدر ومكتوب على الجبين.. والمهم… |
فاطمة: المهم ماذا… |
محمود: أنت.. لأنك ستكونين في الخط الأول من النار.. إنني مشفق عليك يا فاطمة… لا أدري كيف تتحمل أعصابك… |
فاطمة: سأضعها في ثلاجة لحد ما نعرف آخر المطاف… |
محمود: ولكنه مطاف محفوف بالحجارة والشَّوك والمعلبات والمقالب… |
فاطمة: لا حول ولا قوة إلا بالله… |
محمود: أسمعي يا فاطمة… |
فاطمة: قول يا محمود… |
محمود: فلنغادر المنزل قبل هبوب العاصفة… |
فاطمة: هذا الكلام المضبوط ولكن… |
محمود: ولكن ماذا… |
فاطمة: كيف نعيش بل من أين نعيش… |
محمود: أنا أفضل حمل كشكول على رؤية العذاب الذي ينتظر أن تقابليه من زوجة السوء… |
فاطمة: شكراً على هذا الإحساس يا محمود ولكن تقطعت بنا السباب ولم يبق إلا سبب واحد نلجأ إليه.. هو الله سبحانه وتعالى… |
محمود: صدقت يا فاطمة.. إنه نعم المولى ونعم النصير… |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت رستم والد سوسن يقول): |
رستم: يا أخي الواحد أن جوَّز بنته ما يرتاح وإن لم يجوزها ما يرتاح أيضاً… |
سليمان: خير إن شاء الله يا رستم أراك محقداً هذا الصباح.. هل حدث شيء بين ابنتك وزوجها.. |
رستم: نعم يا سليمان.. نعم.. |
سليمان: المعركة ابتدأت وموسيقى أفراح الزفاف ما تزال ترن في أذني.. بدري عليها..ز بدري عليها.. قل… خبرني… |
رستم: سوسن جاءتني هذا الصباح وهي تبكي وتقول: |
سليمان: تبكي يا لطيف… ماذا حدث… |
رستم: قالت إنها لا تستطيع أن تسكن مع والدي زوجها في بيت واحد.. |
سليمان: هل سألتها عن السبب.. |
رستم: أجل يا سليمان قلت لها.. هل ضايقاك.. هل تدخلت أمه في شئونك.. قالت لا… |
سليمان: إذن ما الداعي للبكاء والغضب عليهما.. |
رستم: قالت نظرات والدة زوجها.. |
سليمان: تعني حماتها.. نظراتها ماذا فيها… |
رستم: كلها حقد وبغض وكراهية… |
سليمان: سبب غير جوهري وغير منطقي… |
رستم: وهذا كان جوابي لسوسن ولكنها أردفت قائلة أن حماتها تأكل الطعام وكأنها قرفانة وتجلس كالصنم على المائدة ولا تتكلم… |
سليمان: يعني ما فيش عبارة مجاملة أو شيء من هذا القبيل… |
رستم: نعم.. نعم ولكنه أيضاً شيء لا يوجب الغضب والبكاء… |
سليمان: قل لي معاملة زوجها لها كيف هي… |
رستم: عسل في عسل وقد سلمها كل شيء ووضع مقاليد كل شيء في البيت بيدها يعني هي الحاكمة الآمرة الناهية… |
سليمان: شيء عظيم… |
رستم: فقلت لسوسن هذا شيء مسر جداً يا بنتي يجب أن تتحملي أبويه في سبيله ولكنها أصرت على عدم السكنى معهما… |
سليمان: أخشى أن تكون والدة سوسن هي التي تشحنها بالبارود… |
رستم: ليس ذلك ببعيد.. المهم أرجعت سوسن لمنزلها وقلت لها سوف أدرس الموضوع مع زوجها نشأت.. |
سليمان: خيراً فعلت يا أخي ولو أني متأكد أن العاصفة المدمرة قد بدأت ولن تهدأ إلا بتحطيم أحد الطرفين… |
نشأت: ها يا روحي.. إن شاء الله مبسوطة من الخادمة الجديدة طباخة ممتازة ولها إلمام بشؤون البيت… |
سوسن: حقيقة خادمة ممتازة… |
نشأت: الحمد لله.. والخادم الصغير كيف هو والتنظيف… لقد شاهدت مدخل الفيلا والسلالم نظيفة تماماً… |
سوسن: إنه خادم ذكي جداً ولكن…. |
نشأت: ولكن ماذا يا سوسن… |
سوسن: اتخذته والدتك جاسوساً علي… |
نشأت: جاسوس عليك.. غير معقول.. غير معقول.. كيف عرفت ذلك.. |
سوسن: إنه يتردد كثيراً على غرفتها كلما وجد إلى ذلك سبيلاً… |
نشأت: ربما تكلفه بعض حاجاتها… |
سوسن: ربما ولكن في نفس الوقت هو جاسوس علي لأني أراه يراقبني ويتتبعني أينما سرت في أرجاء البيت… |
نشأت: انهريه وإذا تكرر ذلك منه فسوف اطرده… |
سوسن: وتردده علي والدتك ماذا أصنع له… |
نشأت: سوف أكلم والدتي في الأمر.. كوني مطمئنة… |
سوسن: شكراً يا عزيزي… |
نشأت: والآن… |
سوسن: والآن ماذا… |
نشأت: هل استعد للغداء… |
سوسن: الغذاء جاهزة حالما تطلبه… |
نشأت: هيىء كل شيء ريثما أغير ملابسي وآتيك فإني جائع جداً… |
سوسن: إن شاء الله والدتك ووالدك ما يتأخروا كعادتهما… |
نشأت: حكم السن قاهر يا سوسن.. بكره نعجز ونمر بهذه التجربة… أنا ذاهب… |
سوسن: وأنا ذاهبة إلى صالة الطعام… |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عمر يقول): |
عمر: اللَّهم اجعله خيراً.. اللَّهم أجعله خيراً… |
قاسم: ما لك يا عمر.. ماذا جرى لك… |
عمر: رأيت رؤيا مزعجة يا قاسم… |
قاسم: إنها أضغاث أحلام لا بد أن عشاءَك كان ثقيلاً فرأيت ما رأيت… |
عمر: لا يا أخي.. لقد نمت بعد صلاة العشاء مباشرة ومن دون عشاء… |
قاسم: طيب ماذا رأيت وحلمت هات… |
عمر: رأيت الشيخ محمود وزوجته… |
قاسم: الشيخ محمود الذي كنت تشتغل عنده.. |
عمر: نعم وهو بعد الله صاحب النعمة التي تراني أرفل فيها… |
قاسم: قل ماذا رأيت… |
عمر: رأيته مسموماً مكروباً يمشي على عكاز وخلفه في أسمال بالية وهو يدور من مكان إلى آخر كالحائر… |
قاسم: حلم فظيع.. وبعد.. |
عمر: فلما رأيته على هذه الحال لم أتمالك نفسي فأسرعت إليه وأنا أصرخ والدي الشيخ محمود.. والدي الشيخ محمود.. ثم قبلت يده فقال لي… |
قاسم: ماذا قال… |
عمر: تعبت يا والدي وأنا ووالدتك نفتش عنك في كل مكان وها نحن نعثر عليك والحمد لله… |
قاسم: لست ممن يفسرون الأحلام ولكن إذا صدقت رؤياك فإن الشيخ محمود وزوجته لا شك في كرب شديد… |
عمر: لقد أرسلت للشيخ محمود قبل مدة أدعوه لزيارتي في منزلي الجديد وقد أجابني بأنه سيزورني عندما تسنح له الفرصة… |
قاسم: أرى أن تذهب لزيارته فقد يكون في كرب شديد لا يستطيع الخروج منه من دون مساعدتك… |
عمر: ولكني أخشى من ابنه نشأت الذي يكرهني لوجه الشيطان… |
قاسم: سوف لا تعدم الاتصال بالشيخ محمود أما وهو في طريقه إلى المسجد أو عن طريق خدم نشأت.. |
عمر: رأي سديد.. سأهيىء نفسي للتوجه إليه غداً إن شاء الله… |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط ببكاء سوسن ونحيبها وهي تقول): |
سوسن: جاءني ضيوف اليوم على غير ميعاد وكانوا من معارفي ومعارف أمي فاضطررت بالرغم من الألم الشديد في ظهري أن أقابلهم وأن ادعوا أمك أيضاً لتقابلهم… |
نشأت: حسناً فعلت يا سوسن.. |
سوسن: يا ليتني لم افعل.. يا ليتني.. |
نشأت: قولي ماذا جرى… |
سوسن: تأخرت الخادمة في جلب المرطبات فطلبت من والدتك وأنا أكاد أصرخ من شدة الألم أن تدعو الخادمة للتعجيل بالمرطبات.. |
نشأت: وبعد… |
سوسن: ليت فمي انكسر ولا طلبت منها هذا الطلب.. أتدري ماذا كان جواب والدتك… |
نشأت: لا أدري بالطبع قولي… |
سوسن: قالت محتدة: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها ثم خرجت مغضبة ولم تعد.. فتحاملت علي نفسي ودعوت الخادمة… |
نشأت: هوني عليك وكفكفي دموعك فسوف أدعو والدتي لتعتذر لك… |
سوسن: لقد تكررت معاملة والدتك السيئة لي وأنا خلاص أصبحت لا أطيق السكنى معها يا أنا يا هي… |
نشأت: سوف تعتذر وأعدك بأن الحادث لن يتكرر… |
سوسن: وإذا تكرر… |
نشأت: سيخرجان من البيت… |
سوسن: اتفقنا.. أدع والدتك… |
(يقرع الباب فيقول نشأت): |
نشأت: أدخل… |
(ويدخل والد نشأت والدته وهو يقول): |
محمود: السلام عليكم… |
نشأت: وعليكم السلام.. تفضلوا.. لقد كنت في طريقي إليك يا والدتي… |
فاطمة: خيراً إن شاء الله… |
نشأت: لكي تعتذري لسوسن على ما فعلته معها عصر هذا اليوم… |
فاطمة: اعتذر أنا أم تعتذر هي التي جعلتني خادمة لها أمام الضيوف… |
سوسن: لولا مرضي ما طلبت منك ذلك… |
فاطمة: كنت على الأقل تنتظرين حتى تأتي الخادمة ولا تعامليني بالشكل الذي فعلته وأنت تقصدين ذلك… |
سوسن: سامع يا نشأت سامع… |
نشأت: ماما.. لازم تعتذري… |
فاطمة: وإذا لم أعتذر… |
نشأت: تخرجي أنت وبابا من البيت فقد زادت معاملتك السيئة لزوجتي وأنا لا أريد أن أخرب بيتي من أجلكما… |
محمود: نحن لم نطلب إليك أن نسكن معك وإنما أنت الذي طلبت وألحيت في طلبك… |
نشأت: كنت أريد الرحمة بكما في أواخر حياتكما…. |
فاطمة: وهل الاعتذار الذي تطلبه أو الطرد. هو الرحمة التي أردتها لنا… لا.. يا نشأت.. لن نعتذر وسوف نخرج والرزق على الله… |
نشأت: إذن أخرجوا حالاً… |
محمود: سوف نخرج وسترى عاقبة غضب الوالدين.. هيا بنا يا فاطمة.. |
(يخرجون فتقول فاطمة): |
فاطمة: إلى أين نذهب يا محمود… |
محمود: إلى عمر الخادم الأمين… |
فاطمة: توكلنا على الله… |
ويتفق وصول عمر في الوقت الذي يغادران فيه منزل نشأت.. فيصرخ قائلاً): |
عمر: والدي الشيخ محمود.. والدي الشيخ محمود… |
محمود: عمر.. الحمد لله.. متى وصلت… |
عمر: الآن جئت لزيارتكما والاطمئنان عليكما ودعوتكما إلى داركما الصغيرة… |
محمود: لقد جئت في الوقت المناسب.. هيا بنا.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها سليمان يقول): |
سليمان: لا حول ولا قوة إلا باله كسرت السلسلة الفقرية… |
رستم: (باكياً) انشلت بنتي يا سليمان انشلت.. وستبقى طول عمرها مشلولة.. إنها تبكي بحرقة وتقول: |
سليمان: ماذا تقول… |
رستم: هذا ذنب والدي وزوجي.. لقد تجنيت عليهما حتى طردهما… ولا أدري ما صنع الله بهما وكل ما أدريه هو ما صنع الله بي ثم تنخرط في البكاء… |
سليمان: أما قلت لها بأن تستغفر الله فقد يغفر لها ويخفف من آلامهما… |
رستم: هذا ما كنت أقوله لها… |
(يقرع جرس التلفون فيمسك رستم بالسماعة ويقول): |
هلو.. تتكلم من المستشفى.. ماذا جرى.. خيراً إن شاء الله، تقول ماذا… احترق متجر نشأت وأصيب بحروق في وجهه وصدره وبطنه وحالته خطيرة.. لا حول ولا قوة إلا بالله… |
صوت صادر من مكان بعيد:
وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِير. صدق الله العظيم (الإسراء آية 22 - 24). |
|