شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مع عمر وصاحبه
وجلس عمرو وصاحبه يستروحان من وعثاء المطاردة وقد استلقى سلمة وظل عمرو ساهماً مطرقاً فناداه فلم يرد وأخيراً قال بصوت عالٍ..
ـ عمرو! عمرو! ما بك أناديك فلا ترد...
ـ لعلي كنت سارحاً يا سلمة! استعرض الحوادث التي مرت بنا. لقد جئنا لأمر فإذا بنا ندخل في غيره.
قدرٌ رمت أن يكون وشاءت حكمة الله غير ذلك أمراً..
ـ صدقت يا عمرو... ولكن...
ـ ولكن ماذا يا سلمة؟؟
ـ أترانا أمنَّا مطاردة القرشيين؟؟
ـ إن أبا سفيان لا يفتر عن مطاردتنا حتى يتأكد أننا وصلنا المدينة...
ـ ألهذا الحد يخشى على حياته!!
ـ كيف لا... هل سمعت أو رأيت في كل ما مر معنا من معارك مع القرشيين أن أبا سفيان بارز أحداً أو قتل أحداً. إنه يبقى بعيداً عن مواطن الخطر يحيط نفسه بصفوة من الرجال الشجعان...
ـ بلى يا عمرو بلى... لم اسمع به بارز أو قتل أحداً ولكنه يقتل بمؤامراته ومكائده.. أليس كذلك؟؟
ـ حتى مؤامراته دائماً تصيبها الفشل...
ـ إن شاء الله... إن شاء الله...
ـ مؤامرة قرشية جديدة...
والتقى صفوان بأبي سفيان كعادته في أكثر الليالي ولكن اللقاء في هذه الليلة كان ساخناً بسبب فشل الرجال والفرسان المطاردين لعمرو بن أمية ورفيقه في القبض عليهما وكان صفوان متحمساً لإيجاد خطة ترجع لقريش كرامتها وهيبتها بعد أن مرغها عمرو بن أميه ورفيقه في التراب وتعيد الثقة إلى قلوب الأهلين في مكانة زعامتهم وقوتها وقد انبرى يقول:
ـ يجب أن نرد الكيل كيلين لمحمد. يجب أن نشعره دائماً أننا نستطيع أن نرسل له رجالنا إلى يثرب للانتقام منه..
ـ شيء عجيب تغيرك يا صفوان.. كنت تريدنا أن نهادن محمداً فإذا بك تريدها حرباً شعواء لا هوادة فيها...
ـ إن حادث عمرو بن أمية الضمري أقضني وأقلقني. رأيت فيه امتهاناً لكرامة قريش في زعيمها أبي سفيان، ورأيت فيه مظهر الضعف والوهن الذي بان على رجالنا فلم يستطيعوا حتى اليوم القبض على هذا الفاتك أو رفيقه.
ـ أجل يا صفوان أجل.. إن هذا الحادث وإن جللنا به العار إلاَّ أنه كشف لنا سوء الحال الذي نحن فيه. وهي حال تنذر بسوء المصير إن لم نتداركها...
ـ وهذا ما قصدته يا ابا سفيان من كلامي.. إن القيام بأي حركة مماثلة سترد إلى قريش كرامتها التي امتهنها فاتك حقير..
ـ هات ما عندك من رأي يا صفوان...
ـ ألا يمكن استغلال عبد الله بن أبي بن سلول (1) .
ـ لقد وهن ابن ابي وأصبح على حافة القبر بين عشية وضحاها...
ـ وقدم عيينة به حصين الفزاري..
ـ أما زلت تثق بالأعراب يا صفوان بعد الأعرابي الذي جربناه في حادث الاغتيال الأخير. ثم هل نسيت انسحاب عيينه وقومه من محاصرة المسلمين في معركة الخندق، ذلك الانسحاب الذي ضعضع مركزنا وكان من الأسباب التي أدت إلى النكسة..
ـ إذن فليس لنا إلاَّ يهود خيبر...
ويؤمن أبو سفيان على رأيه فيقول:
ـ هذا منطق سليم ورأي سديد يا صفوان.. ولكن..
ـ ولكن ماذا يا أبا سفيان؟؟
ـ من رسولنا إلى أهل خيبر..
ـ إنك لا تعدم الرجال المخلصين من القرشيين...
ـ وإذا فرضنا ورفض أهل خيبر التعاون معنا فهل لديك سبيل آخر؟؟
ـ ستجد بين القرشيين من يقومون بهذه المهمة خير قيام...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :632  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 65 من 83
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الثاني: أديباً شاعراً وناثراً: 1997]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج