شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الهرب
ويسمع عمرو وهو في الكهف صوتاً فيقول لسلمة…
ـ سلمة - أرى رجلاً يقترب من كهفنا..
ـ بلى يا عمرو ومعه فرسه.. إن رآنا صاح فجمع الناس علينا فأخذنا.. وقتلنا.. ما العمل..؟
ـ سأخرج إليه ومعي خنجري الذي أعددته لأبي سفيان وسأطعنه طعنة قاتلة..
ويخرج عمرو من الكهف بخفة وحذر فيصرخ في الرجل ثم يطعنه ويقول:
ـ خذها من يد عمرو بن أمية الضمري..
فيصيح الرجل صيحة مدوية يسمع بها أهل مكة ثم يقع أرضاً ويهرع الأهلون إلى مصدر الصوت فيقول سلمة:
ـ أدخل يا عمرو أدخل وأرضم فم الكهف بالحجارة فإنهم لا شك سيهرعون إلى مصدر الصوت..
ويتواصل صراخ الرجل المطعون، ويختلط مع أصوات القادمين ودحرجة الحجارة وقعقعة السلاح يقطعها صوت عمرو وهو يقول:
ـ كن على استعداد يا سلمة فلن نترك القرشيين يمسكوا بنا ونحن أحياء..
سيمنعنا الله منهم يا عمرو.. ولئن حمَّ القضاء فسنصرع الكثيرين من القرشيين قبل أن يفتكوا بنا..
ـ والله إن ظفروا بنا ليمثلن بنا أكثر مما مثلوا بنجيب بن عدي..
ـ لن ندعهم ورب محمد..
وتقترب أصوات المشائين.. ويختلط وقع أقدامهم بصراخ الرجل المطعون يقطعه صوت أحد القادمين:
ـ المطعون عبد الله بن مالك التميمي.
وتردد بعض الأصوات من جهة المطعون:
ـ من طعنك يا عبد الله؟
ـ عمرو بن أمية الضمري..
ـ أين هو.. أرأيت أين سار؟
وتعلو بعض الأصوات مشوبة بالندم..
ـ مات عبد الله.. مات..
ـ هلموا بنا نفتش على القاتل..
ـ هلموا بنا.. الويل للقاتل.. الويل لعمرو..
ـ لعلَّ القاتل مختبىء في مكان قريب من هنا..
ـ لا يستبعد ذلك.. لعلَّه في الكهف المجاور..
ويقول أحد المطاردين:
ـ لا أظن.. إن الكهف مرضوم بالحجارة.. وليس من المعقول أن يبقى عمرو بن أمية بجانب الضحية..
وتردد الأصوات وهي على أهبة المسير..
ـ أين ترى سار؟ الويل له.. الويل..
ـ أين سيكون مسيره إلاَّ إلى يثرب.. هلموا نقتفي آثاره..
ـ هلموا.. هلموا.. الويل له.. الويل..
ويبدأ المطاردون مسيرتهم والحجارة تتدحرج من تحت ارجلهم وصوت سلمة بعدهم يقول:
ـ أما قلت لك يا عمرو إن الله سيمنعنا منهم.. والله لو نظر أحدهم في شقوق مدخل الكهف لرآنا، ولكن الله أعمى أبصارهم وافئدتهم فأمات عبد الله بن مالك التميمي قبل أن يدلهم على مكاننا.
ـ إنها نعمة من الله تعالى يا سلمة ما بعدها نعمة.. فالحمد لله على ذلك.
ـ الحمد لله على ذلك..
ـ هيا بنا يا سلمة فقد انقطعت أصوات وآثار المطاردين قبل أن يعودوا لحمل قتيلهم..
ـ صدقت يا عمرو هيا بنا قبل أن يفطنوا بنا.. الله معنا..
ـ الله معنا..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :674  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 61 من 83
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الرابع - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج