رجع الصدى |
ويصل خبر عمرو إلى أبي سفيان فيدعو صفوان إليه للتشاور ويسرع هذا إليه متسائلاً: |
ـ ما الخبر يا أبا سفيان!؟ |
ـ أسمعت بعمرو بن أمية الضمري.. |
ـ بلى يا أبا سفيان، إنه أخطر فاتك عرفته هذه البلاد. |
ـ أتدري بالمهمة الذي جاء من أجلها هذا الفاتك الخطير.. |
ـ هل له مهمة غير اغتيالك يا أبا سفيان.. |
ـ ولم لا تقول اغتيالك أنت يا صفوان.. وأنت لا تقل خطورة وعداء لمحمد مني.. |
ـ أنسيت يا صفوان.. أنسيت أبا وهب الجمحي الذي أرسلته لاغتيال محمد ووعدته بتسديد ديونه وعاد إليك مسلماً بدلاً من اغتيال محمد.. |
ـ وأنت يا أبا سفيان.. إعرابيك.. ماذا صنع الله به.. |
ألم يسلم كما أسلم أبو وهب. |
ـ بلى يا صفوان بلى.. إن لمحمد حساً مرهفاً ودراسة خارقة.. تستطيع اختراق حجب الغيب.. إنه ساحر.. أليس كذلك؟ |
ـ ساحر.. كاهن.. مجنون.. كل هذه النُّعوت أرى أن محمداً بريئي منها كل البراءة يا أبا سفيان.. |
ـ إذن ما هو السر الكامن في محمد حتى استطاع أن يكشف جميع المؤامرات التي دبرت لاغتياله.. |
ـ ذلك السر.. بل تلك القوة هي التي تحيرني وتجعلني أفكر كثيراً في أمر محمد.. وما ينتظرنا من محمد.. |
ـ إخالك يا صفوان بدأت تميل إلى محمد.. إلى أعمال محمد.. |
ـ لا يا أبا سفيان.. إنني أشد عداوة لمحمد منك.. أن محمد زوج لابنتك أم حبيبة.. ومهما يكن في قلبك من شيء ضد محمد فإن هذه القربى تخفف من حدته.. |
ـ هل تلمست في موقعي من محمد ما يثير ربيبتك.. |
ـ لا يا أبا سفيان.. ولكني أجدني أبغض الناس لمحمد غير أني بالرغم من كل ذلك لا اقدر إلاَّ أن أعترف بأن وراء محمد قوة هي فوق السحر والكهانة والعرافة.. |
غريب أمر محمد هذا يا صفوان.. أرانا عندما نخوض في حديثه ننسى كل حديث آخر ولو كان هاماً.. |
ـ وأي شيء أو حديث عندنا أهم من الحديث عن محمد وخطر محمد الذي مصيرنا.. ومصير زعامة قريش في الجزيرة.. |
ـ بلى يا صفوان.. ولكننا نسينا أمر عمرو بن أمية الضمري الذي تتبعه الناس وطاردوه فلم يقفوا له على أثر وكأن الأرض ابتلعته.. |
ـ إن عمرو بن أمية يا أبا سفيان يعرف مداخل مكة ومخارجها، كهوفها.. ومغاورها.. شعابها ووديانها.. منذ كان لصاً فاتكاً قبل أن يسلم فيرتاح الناس من شره وبلائه.. |
ـ ولكننا لم نرتح من شره فقد قدم مكة وهو ينوي شراً ولا شك.. |
ـ إني لأعجب كيف انكشف أمره وهو مشهور بحذره ويقظته.. |
ـ شوهد شخص آخر معه.. يقال إنه من أهل يثرب.. |
ـ الآن عرفت كيف انكشف أمر عمرو بن أمية.. |
ـ كيف يا صفوان كيف؟ |
ـ من هذا الرجل.. الذي كان مع عمرو إنه لم يكن في مستوى عمرو من الخطورة والذكاء.. |
|