الحلقة ـ 29 ـ |
(موسيقى خفيفة يتخللها حديث خافت بين علقمة يقول): |
علقمة: ما رأيت أشد من كره سعيد بن العاص لمحمد ودين محمد.. |
عمير: إنه في رأي لا يقل كراهية وحقداً على محمد وأصحاب محمد من أبي جهل.. |
علقمة: صدقت، ولكن أبا جهل كان يصب جمام غضبه وعسفه واضطهاده على المسلمين وخاصة المستضعفين منهم بينما سعيد بن العاص أنزل نقمته على أولاده.. |
عمير: حقاً يا علقمة.. وقد علمت أنه عندما رأى ابنه خالد مصراً على إسلامه ضربه بعصا في يده وأمعن في ضربه وتعذيبه حتى كسرها على رأس ولده وأسال دمه.. |
علقمة: ورغم ذلك بقي خالد صابراً راسخ الإيمان.. |
عمير: إن سعيد بن العاص كان يؤذي المؤمنين ويحارب من يصدق رسالة محمد لأنه كان يخشى على مكانته في قريش وشهرته بين زعماء العرب في الجاهلية ولا سيما أهل مكة.. |
علقمة: بلى.. بلى.. يا عمير لأن سعيد بن العاص حاز على النسب وامتلك الثروة ورزق الأولاد الكثير ولا سيما الذكور وكانت له شارة خاصة به ومميزة له عن بقية الناس وكان يلقب بلقب الملوك لمكانته.. |
عمير: ولما رأى أنه لا يستطيع أن يرد ابنه خالد عن دين الإسلام، وكان أعز أولاده لديه اعتزل الناس غيظاً وعاش في أرضه وبساتينه في الطائف.. |
علقمة: وهلك قبل معركة بدر إثر مرض عضال أقعده حتى لفظ أنفاسه وبالرغم مما بلي به كان يردد وهو على فراش الموت: ((إن رفعني الله من مرضي، لا يعبد إله ابن أبي كبشة بمكة)).. |
عمير: إلى جهنم وبئس القرار.. |
علقمة: وقد علمت أن ابنه خالد حين سمع ما يردده أبوه قال: ((اللَّهم لا ترفعه)).. فهلك في ذلك العام.. |
عمير: وهلك سعيد بن العاص وهو يرجو ألا يسلم أحد من أولاده بعد ابنه خالد بن سعيد ولكن أولاده أسلموا جميعاً ما عدا ثلاثة منهم هم: أصيحة وقد مات مشركاً والعاصي وأخوه عبيدة قتلا في بدر الأول على يد علي بن أبي طالب والثاني بسيف الزبير بين العوام.. |
علقمة: وقصة إسلام ابنه أبان طريفة سمعت أمه هند تحكيها لأميمة زوجة خالد.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أميمة تقول): |
أميمة: بالله عليك يا خالتي هند ألا ما رويت لي قصة إسلام أبان.. |
هند: حباً وكرامة يا بنيتي: كان أبان بن سعيد يعمل في التجارة وفي إحدى رحلاته للشام لقي راهباً فسأله عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم.. |
أميمة: بماذا أجابه ابان.. |
هند: قال: إني قرشي وإن رجلاً منا خرج فينا يزعم أنه رسول الله أرسله كما أرسل موسى وعيسى.. |
أميمة: وبعد يا خالتي.. |
هند: فسأله الراهب ما اسم صاحبكم فأجاب: أبان.. محمد.. |
أميمة: وبعد يا خالتي وبعد.. |
هند: فإذا بالراهب يذكر صفة النبي صلَّى الله عليه وسلم وسنه. |
ونسبه: فأجابه أبان وقد استولت عليه الدهشة: هو كذلك أيها الراهب.. |
أميمة: وماذا كان بعد ذلك؟ |
هند: قال الراهب: والله ليظهرن على العرب ثم ليظهرن على الأرض ثم أردف قائلاً: إذا رأيت هذا الرجل الصالح فاقرأه مني السلام.. |
وهكذا عاد أبان ودخل في الإسلام.. |
أميمة: كم هي طريفة قصة إسلام أبان.. |
المذيع: ما هو لقب الملوك الذي كان يلقب به سعيد بن العاص وماذا كانت الشارة المميزة له بين قومه والقرشيين! |
|