الحلقة ـ 23 ـ |
(يتخللها حديث بين صفية وعاتكة والموسيقى مصاحبة): |
صفية: أراك حزينة يا عاتكة.. |
عاتكة: كيف لا يا أختاه وقد وسدت خالتي نسيبة بنت كعب مثواها الأخير.. |
صفية: يرحمها الله.. لا شك أنها ستكون من رفقاء رسول الله صلَّى الله عليه وسلم في الجنة.. |
عاتكة: صدق الرسول الكريم فقد دعا الله سبحانه وتعالى يوم أحد وقد أسلمت هي وزوجها وأبناؤها في الدفاع عنه: قال ما معناه: اللَّهم اجعلهم رفقائي في الجنة.. |
صفية: لقد كان بلاؤها يوم أحد - كما علمت - عظيماً - حين أقبل ابن قمئة وقد ولى الناس عن رسول الله، يصيح: دلوني على محمد فلا نجوت إن نجا.. |
عاتكة: وقد اعترض مصعب بن عمير لابن قمئة وناس معه وكانت نسيبة منهم فضربها ابن قمئة ضربة قاسية شديدة.. غارت في عاتقها وظل جرحها يدمي وهي تعالجه عاماً كاملاً.. |
صفية: وقد تجاوزت جراحها العشرة عدا كما قالت لي قبل أيام.. |
عاتكة: وقد اشتركت في حرب اليمامة وفقدت إحدى يديها ويبلغ الخبر خالد بن الوليد فيرسل يلتمس في دور العرب باليمامة من يحسم جرحها الدامي بالزيت المغلي.. |
صفية: وتكوى وكأن الكي أليماً جداً كما روت لي هي.. يرحمها الله.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ثعلبة يقول): |
ثعلبة: لقد كان حزن عمر بن الخطاب على وفاة نسيبة بنت كعب شديداً.. |
بكر: كيف لا وهو يعرف قدرها عند رسول الله صلَّى الله عليه وسلم.. |
ثعلبة: ولا أدل على تقدير عمر لها من أنه كما روي لي - أتي له مرة بثوب غير مخيط وكان واسعاً جداً وفي نفس الوقت ثميناً فاقترح بعض الحاضرين.. |
بكر: ماذا كان الاقتراح.. |
ثعلبة: يعطي الثوب لصفية بنت أبي عبيد عروس ابنه عبد الله بن عمر ولكن.. |
بكر: ولكن ماذا؟ |
ثعلبة: قال عمر: ابعثوا به إلى من هو أحق به من صفية إنها نسيبة بنت كعب فقد سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول يوم أحد ما التفت يميناً ولا شمالاً إلا وأنا أراها تقاتل دوني.. |
بكر: يكفيها أنها كانت هي وأسماء بنت عمرو بن عدي ضمن من بايعن في العقبة الثانية الكبرى مع الثلاثة والسبعين رجلاً.. |
ثعلبة: هكذا كان حظ نسيبة بنت كعب عظيماً فقد كانت مع زوجها غزية بن عمرو ضمن من أتيح لهم شرف البيعة.. |
المذيع: ماذا كانت كنية نسيبة بنت كعب الأنصارية؟ |
|