الحلقة ـ 22 ـ |
(نسمع صوت بكاء خافت تصاحبه موسيقى حزينة نسمع بعدها صوت مالك يقول): |
مالك: أتبكي يا هذا على أن كنيت بأبي دلامة؟ |
أبو دلامة: كيف لا أبكي وهي كنية عجيبة تناسى الناس اسمي الحقيقي معها.. |
مالك: وما معنى هذه الكنية؟ |
أبو دلامة: إنها كنية عجيبة تطلق أصلاً على جبل بمكة كانت قريش تئد فيه البنات في الجاهلية.. ألا يكفيني أني من عبيد الحبشة وإني أسود اللون قبيح الوجه.. |
مالك: ولكنك وهبت شاعرية عالية جعلتك في مقدمة شعراء عصرنا هذا ولا سيما في شعر الهجاء.. |
أبو دلامة: أتظن أنى أشعر من الحطيئة في هذا النوع من الشعر.. |
مالك: لم أطلع على كثير من شعر الحطيئة غير بيت واحد حفظته له في هجاء نفسه وقد نظر في البئر فرأى صفحة وجهه على الماء فقال.. |
أبو دلامة: ماذا قال؟ |
مالك:
|
أرى لي وجهاً قبح الله شكله |
فقبح من وجه وقبّح حامله |
|
أبو دلامة: ولكني قلت في هجاء نفسي أفظع منه.. لقد قلت.. |
ألا أبلغ إليك أبا دلامة |
فليس من الكرام ولا كرامه |
إذا لبس العمامة كان قرداً |
وخنزيراً إذا نزع العمامه |
جمعت دمامة وجمعت لؤماً |
كذاك اللؤم تتبعه الدمامه |
|
مالك: لقد فقته يا أبا دلامة وفقت غيره من الهجائين فيما أعرف.. |
أبو دلامة: ولولا أنني على موعد مع الخليفة المهدي لأسمعتك ما لم تسمع بمثله من قبل.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مزنة تقول): |
مزنة: أبلغك يا ميسون هجاء أبي دلامة لزوجته.. |
ميسون: هل تحفظين بعض ما قاله في زوجه.. |
مزنة: هو أن أصل أبي دلامة نمَّى فيه إحساساً بالنقص أراد أن يغطيه بالدعابة وروح السخرية فكانت لديه قدرة في إضحاك الناس حتى في أحرج المواقف.. |
ميسون: دعينا من هذا كله وأسمعيني ما هجا به زوجته.. |
مزنة:
|
ليس في بيتي لتمهيد فراشي من قعيده |
غير عجفاء عجوز ساقها مثل القديده |
وجهها أقبح من حوت طري في عصيده |
|
ميسون: قبحه الله ما أقذع شعره.. وأفظعه.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مالك يقول): |
مالك: أعطيك يا أبا دلامة خمسماية درهم إذا رويت لي قصتك مع الخارجي الذي دفعك الخليفة دفعاً لمبارزته.. |
أبو دلامة: ضع المبلغ أمامي حتى أراه وأشم رائحته.. |
(نسمع صوت الدراهم يعقبها صوت مالك وهو يقول): |
مالك: ها هي الدراهم ولكن قل ما حدث لك بصدق.. |
أبو دلامة: عندما دفعت المبارزة الخارجي وأنت تعرف شجاعتي.. (يضحكان).. |
قلت له: إنني لأهواك وأنتحل مذهبك، وأدين بدينك، وأريد السوء لمن أراده لك.. ثم دعوته لمشاركتي في طعام كان معي.. |
مالك: فماذا فعل الخارجي؟ |
أبو دلامة: ضحك ثم استدار وتركني فعدت إلى الخليفة ورويت له ما حدث فضحك حتى كاد يستلقي على قفاه.. |
المذيع: ما اسم أبي دلامة الحقيقي؟ |
|