الحلقة ـ 20 ـ |
(يتخللها حديث بين رافع وسعد والموسيقى مصاحبة): |
رافع: تعددت الروايات وتنوّعت يا سعد عن اضطهاد مشركي قريش وتعذيبهم للمسلمين الفارين بدينهم من مكة ليثرب.. |
سعد: صدقت.. قاتلهم الله.. |
رافع: وقد حمل معاذ بن جبل لواء الدعوة لمساعدة المهاجرين في نوادي الأنصار كما علمت أنه.. |
سعد: (ومقاطعاً) علمت ماذا يا رافع.. |
رافع: إنه يسعى للدعوة لنشر الإسلام بين زعماء الأنصار الذين لما يدخلوا بعد في الأنصار.. |
سعد: تعني هؤلاء الذين يحاول عبد الله بن أبي بن سلول تأليبهم ضد الإسلام.. |
رافع: بلى.. بلى.. |
سعد: من حقه أن يفعل وقد دخل الإسلام إلى يثرب وكان الناس فيها ينظمون الخرز لابن سلول ليتوجوه ملكاً عليهم.. |
رافع: قاتله الله.. ولكني على يقين تام يا سعد بأن الله ناصر دينه ولا سيما وقد ترامت الأخبار بأن الله سبحانه وتعالى قد أذن لنبيه بالهجرة من مكة إلى المدينة.. |
سعد: أحقاً ما تقول يا رافع.. |
رافع: أي وربي يا سعد.. |
سعد: إذن فعلى أحلام عبد الله بن أبي بن سلول السلام.. قل لي هل وفق معاذ بن جبل في دعوته بعض شيوخ الأنصار الذين لما يدخلوا بعد في الإسلام.. |
رافع: أجل يا سعد.. ألم تدر بما فعل.. إنها قصة انتشرت في أرجاء يثرب.. |
سعد: ما علمت بها يا رافع.. يظهر وجودي خارج يثرب حال دون ذلك قلها بربك.. |
رافع: اتفق معاذ بن جبل مع ابن هذا الشيخ الأنصاري المشرك على تخليص والده من عبادة الأصنام.. وكان ولد هذا الشيخ ممن شهد العقبة وأسلم مع من أسلم من قومه.. |
سعد: وبقي والده على شركه.. فما اسم والده.. |
رافع: لن أقول لك إلاّ في نهاية القصة.. |
سعد: هات.. |
رافع: كان لهذا الشيخ الأنصاري المشرك صنم يحتفظ به في داره يطيِّبه بالطيب وينظفه بالماء ويعظمه بالعبادة ويقدم له القرابين ويستشيره في كل أمر.. |
سعد: يا للسخافة والجنون.. |
رافع: واتفق معاذ مع ابن هذا المشرك على نقل الصنم من مكانه ليلاً ووضعه على رأسه في مجتمع القاذورات.. ونفذا الخطة.. |
سعد: حسناً فعلاً.. وبعد.. |
رافع: فلما أصبح الصباح ولم يجد المشرك صنمه بحث عنه في كل مكان فوجده حيث وضعوه.. |
سعد: وماذا فعل به؟ |
رافع: ثارت ثائرته على من تجرأ على إلهه ثم أخذ صنمه فطهره وطيبه ووضعه في مكانه واعتذر إليه.. |
سعد: قُبِّح من شيخ.. وبعد.. |
رافع: قام معاذ ورفيقه وألقيا بالصنم منكساً على أسه ملطخاً بالأوساخ والأقذار وثار الشيخ المشرك واكتفى بتطهير صنمه وتضميخه بالطِّيب.. |
سعد: غريب أمر هذا الشيخ.. |
رافع: وتكررت فعلة معاذ وزميله فخاطب الشيخ المشرك صنعه قائلاً: ألست إلهاً.. كيف لا تدافع عن نفسك.. لم لا تدلني على من يفعل بك هذا ثم قال له.. |
سعد: ماذا قال له؟ |
رافع: سأعلق في رقبتك سيفي لتدافع به عن نفسك وتقضي على العابثين فإذا لم تفعل فلست إلهاً.. |
سعد: وبعد.. |
رافع: وجاء معاذ ورفيقه وجردا الصنم من سيفه ووضعا مكان السيف كلباً ميتاً ثم القوه في بئر من آبار بني سلمة فيها من الأقذار ما فيها.. |
سعد: وأصبح الصباح.. |
رافع: وبحث عمرو عن صنمه فوجده حيث وضعوه فعلم أنه على ضلال وأنه يعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عن نفسه شيئاً.. |
سعد: وبعد.. |
رافع: وذهب إلى معاذ وأعلن إسلامه.. ولا تسل عن فرحة معاذ وابن الشيخ المشرك. |
المذيع: ما اسم الصنم وما اسم الشيخ المشرك الذي كان يعبده؟ |
|