الحلقة ـ 17 ـ |
مروان: الأندلس يا بن أبي ميسون تضطرم ناراً.. فالفونسو السادس استولى على طليطلة عروس مدن الأندلس.. |
أبو ميسون: والمعتمد بن عباد الذي ندعوه أعظم ملوك الأندلس وملك قرطبة وإشبيلية يؤدي الضريبة إلى الأذفونش - ألفونسو السادس - كل سنة.. |
مروان: فهل بعد ذلك من ذل يا أبا ميسون.. |
أبو ميسون: لا وأبيك وأراني أتمثل بقول الشاعر.. |
مروان: ماذا قال الشاعر؟ |
أبو ميسون:
|
يا أهل أندلس حثّوا مطيكم |
فما المقام بها إلا من الغلط |
الثوب يغسل من أطرافه وأرى |
ثوب الجزيرة مغسولاً من الوسط |
ونحن بين عدو لا يفارقنا |
كيف الحياة مع الحيات في سقط |
|
مروان: اغترارنا بزماننا، وبعدنا عن طاعة خالقنا، وإهمالنا وصية نبينا صلَّى الله عليه وسلم وإغفالنا عن سد ثغورنا جعل عدونا يجوس خلال ديارنا.. |
أبو ميسون: ويقتطع كل يوم طرفاً من أرضنا ويبيد سكانها ومعالمها ومن لدينا وحوالينا من أهل كلمتنا صوت عن ذكرنا أو تذكيرنا يا للخطر المحدق بنا.. |
مروان: وما سمع بمسجد من مساجدنا أو محفل من محافلنا مذكر لنا أو داع كُلهم ليسوا منا أو كأننا غرباء عنهم.. |
أبو ميسون: ومملكة قشتالة وليون تتوحد صفوفها وتتجمع كلمة الكفر والإلحاد ضدنا.. |
مروان:
|
أجل سيأتي زمان قد تقام به |
على معابدنا الأجراس والصلب |
وسوف نطرد من هذه البلاد على |
حال من الذل والأيام تنقلب |
|
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت رندة تقول): |
رندة: أسمعت بحادث سقوط (بربشتر) وما حصل عليه العدو من الأموال والأمتعة ما لا حصر حتى قيل إن حصة قائد خيل العدو في هذه المعركة كانت نحو ألف وخمسمائة جارية بكر.. |
غالية: هذا عدا عن الفظائع التي ارتكبوها في المدينة من اغتصاب الإبكار والاعتداء على الثيب أمام زوجها وأهلها.. |
رندة: حتى الروم تجرؤا علينا مع القوط والقشتاليين.. |
غالية: بلى (برشتر) سقطت بيد الروم وقد قطعوا فيها كما أسلفت.. |
رندة: بريشتر قريبة من سرقسطة على ما أعرف.. يا إلهي.. |
أهنّا هكذا حتى غدونا |
مواتاً لا تؤزهم الجراح |
|
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مروان يقول وهو يرتجف): |
مروان: خطب جلل يا أبا ميسون.. خطب جلل.. |
أبو ميسون: ما هو يا مروان.. قل بسرعة.. |
مروان: تأخر المعتمد بن عباد عن دفع الضريبة التي كان يدفعها سنوياً للفونسو السادس فاستشاط هذا غضباً وأرسل له يهودياً يفاوضه ومعه خمسمائة فارس في طلب الفونسو.. |
أبو ميسون: وماذا كان طلبه؟ |
مروان: تسليم جميع الحصون المنيعة وأن يبقى السهل للمسلمين مع زيادة الضريبة السنوية.. |
أبو ميسون: وماذا بعد؟ |
مروان: وقد أمعن الفونسو في تجنيه فزعم أن القسس والأطباء أشاروا عليه بأن تأتي زوجته الحامل إلى جامع قرطبة لتلد فيه نظراً لمكان كنيسة كانت في الجانب الغربي منه منظمة عندهم عمل عليها المسلمون الجامع الأعظم.. |
أبو ميسون: يا للفظاعة.. يا لبشاعة الطلب.. وماذا بعد؟ |
مروان: طلب الفونسو أن تنزل زوجته بالمدينة الزهراء غربي مدينة قرطبة فتكون ولادتها بين طيب نسيم الزهراء وفضيلة موضع الكنيسة من جامع قرطبة.. |
أبو ميسون: لعنة الله على زوجته وعليه أيضاً.. وهل قبل المعتمد.. |
مروان: بالطبع رفض المعتمد ولما أغلظ اليهودي وألحّ في طلبه مهدداً بأن الفونسو سيسير إلى قرطبة ليفتحها إن لم يستجب المعتمد لطلباته.. |
أبو ميسون: لقد نفذ صبري أنا يا مروان فكيف بالمعتمد.. |
مروان: أخذ محبرة كانت بيده وضرب بها رأس اليهودي فأنزل دماغه في حلقه ثم أمر بصلبه منكوساً كما اصدر أمره إلى قادته بقتل الفرسان الإفرنج وأطلق سراح ثلاثة منهم حتى يعودوا للفونسو ويعلموه الخبر.. |
أبو ميسون: وقد ثارت ثائرة الفونسو وأقسم بآلهته ليغزونه بإشبيلية ويحاصره في قصره وشرع في الاستعداد لذلك.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت رندة تقول): |
رندة: نحن مقبلون يا غالية على معركة فاصلة مع الفونسو السادس بعدما قام به المعتمد ضد تهديده بواسطة رسوله اليهودي.. |
غالية: لقد سمعت بذلك ويلوح لي أنها معركة ستقرر مصيرنا في هذه الجزيرة.. |
رندة: صدقت وفعلاً بدأ المعتمد في الاستعداد وتكاتب مع بقية ملوك طوائف الأندلس وأخبرهم أنهم بالأندلس لا يستطيعون مجابهة الفرنجة وأنه سيستنجد بالمرابطين في إفريقية.. |
غالية: رأي سديد.. |
رندة: ولكن بعض ملوك الطوائف حذروه عاقبة ذلك وأن السيفين لا يجتمعان في غمد واحد.. أجابهم: رعي الجمال خير من رعي الخنازير.. |
مروان: وقبل يوسف بن تاشفين وعبرت قواته الضخمة إلى الأندلس بمساعدة أسطول المعتمد بن عباد.. وكان قد تحمل عبء المعركة مع الفونسو قبل وصول قوات ابن تاشفين وأصيب بجروح بعضها كاد يكون قاتلاً.. |
(نسمع رغاء الإبل وصهيل الخيل وصليل السيوف وأزيز النبال ثم صوت أبو ميسون يقول): |
أبو ميسون: المعركة يشتد أوارها وأرى خيل العدو تجمح من رؤية الجمال ومن رغائها.. |
مروان: انظر يا أبو ميسون ابن تاشفين يأمر حشمه من السودانيين بالترجل للقتال كمشاة فطعنوا خيل العدو وفرَّت بفرسانها وأحجمت عن أقرانها وأخذت قوات الفونسو السادس في التراجع والانكسار.. |
المنادي: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. انتصرنا.. انتصرنا.. |
المذيع: ما اسم المعركة التي انتصر فيها السملمون؟ |
|