الحلقة ـ 14 ـ |
(يتخللها حديث بين مسلمة وحذيفة): |
سلمة: لقد علمت فيما علمت أن عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري كان ممن شهد العقبة الثانية وبايع مع من بايع من الأنصار.. |
حذيفة: وكان أحد النقباء الأثني عشر.. |
سلمة: وكان بنو قينقاع حلفاء عبد الله بن أبي بن سلول كما كانوا حلفاء عبادة بن الصامت فلما حاربت بنو قينقاع رسول الله صلَّى الله عليه وسلم قام عبد الله بن أبي سلول دونهم.. |
حذيفة: لعنه الله.. أما عبادة فمشى إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلم فخلعهم وتبرأ منهم كما أنه تولى إخراج بني قينقاع من المدينة بناء على أمر النبي صلَّى الله عليه وسلم.. |
سلمة: حقاً لقد كان مثالاً للأمانة والإخلاص والإيمان العميق.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مزنة تقول): |
مزنة: علمت يا فارعة أن عمرو بن العاص المكلف من قبل عمر بن الخطاب بفتح مصر أرسل يطلب مدداً منه نظراً للمقاومة التي واجهها من الروم والقبط.. |
فارعة: وهل أمدّه أمير المؤمنين يا مزنة؟ |
مزنة: بلى.. لقد أمده بأربعة آلاف رجل على كل ألف رجل منهم رجل مقام ألف.. |
فارعة: لقد شوقتني إلى معرفة أسمائهم فمن هم؟ |
مزنة: الزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت وخارجة بن حذافة.. |
* * * |
(نقلة صوتية سريعة مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سلمة تقول): |
سلمة: وقد اختار عمرو بن العاص عبادة ليرأس وفد المفاوضات إلى المقوقس حاكم مصر.. |
حذيفة: (يضحك).. |
سلمة: لم تضحك يا حذيفة؟ |
حذيفة: لقد تذكرت أن المقوقس قال لعبادة عندما رآه وكان أسود اللون ضخماً طويلاً: تقدم يا أسود وكلمني برفق فإني أهاب سوادك وإن اشتد كلامك علي ازددت لك هيبة.. |
سلمة: وتصالح عمرو مع المقوقس على أنّ لهم أرضهم وأموالهم وكنائسهم وصلبهم وبرهم وبحرهم وألا يغزوا ولا يمنعوا من تجارة صادرة ولا واردة.. |
حذيفة: ولكن الروم وهم الحكام الحقيقيون لمصر آنئذ لم يرضوا بذلك وكانت معارك حصن بابليون التي فتحها الله على يد الزبير بن العوام.. |
سلمة: وظل الروم بالإسكندرية فندب عمرو بن العاص عبادة إليهم ففتحها الله على يديه وكان فرح المسلمين بذلك عظيماً.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مزنة تقول): |
مزنة: ومنزلة عبادة عند أمير المؤمنين عظيمة إذ قال له مرة حينما ذهب إليه في المدينة: ((ارجع إلى مكانك فقبح الله أرضاً لست فيها ولا أمثالك)).. |
مزنة: وقد اشترك في فتح بعض المدن بالشام.. |
فارعة: وقد تقدمت به السنون ومع ذلك كان يجاهد في جهات الشام وما يسمى بفلسطين اليوم وقد مات في بلدة بها سنة 34هـ وهو ابن اثنين وسبعين سنة.. |
المذيع: ما اسم البلد التي مات ودفن بها عباده بن الصامت! |
|