الحلقة ـ 7 ـ |
(همهمة تدل على اجتماع عام نسمع بعدها موسيقى ثم صوت حاكم حمص يخطب في الناس قائلاً): |
الحاكم: أيها الناس.. لا يزال الإسلام منيعاً ما اشتد السلطان.. وليست شدة السلطان قتلاً بالسيف أو ضرباً بالسوط ولكن قضاء بالحق وأخذ بالعدل.. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
مالك: أسمعت ما يقول أبوك يا عبد الرحمن؟ |
عبد الرحمن: بلى يا خالي بلى.. |
مالك: لقد صدق عمر بن الخطاب حين قال عنه: |
عبد الرحمن: ماذا قال أمير المؤمنين عن أبي يا خالي؟ |
مالك: قال: ((وددت أن لي رجالاً مثله أستعين بهم على أعمال المسلمين)).. |
عبد الرحمن: الله أكبر.. إني لفخور بأبي يا خالي، وأبتهل إلى الله تعالى أن يقدرني على ترسم خطاه.. |
مالك: إنني أدعو الله لك.. أدعوه لك.. إن والدك شديد الإخلاص لدينه لا يسكت، عمن يريده بضر وشر حتى لو كان أقرب المقربين إليه، وأكثر الناس فضلاً عليه.. |
عبد الرحمن: وهذا سر نجاحه في جميع أعماله.. |
مالك: أجل يا بني.. أجل.. أين ثعلبة والحارث وعاصم يا عبد الرحمن؟ |
عبد الرحمن: إنهم بجوار المنبر الذي يخطب منه أبي.. |
مالك: والنساء أين هن؟ |
عبد الرحمن: في المكان المخصص لهن من المسجد.. |
مالك: أكانت الرحلة ممتعة؟ |
عبد الرحمن: ممتعة ونافعة جداً.. |
مالك: كيف؟ |
عبد الرحمن: مناظر الطريق الخلابة كانت متعة لنا جميعاً.. |
مالك: والنفع من أين؟ |
عبد الرحمن: كان ثعلبة والد مزنه يشكو من ألم في سلسلة ظهره حتى أنه بعد أن أزمع على السفر كاد يعدل بسببه.. |
مالك: وبعد.. |
عبد الرحمن: وقد لازمته في المرحلة الأولى من الطريق لأني كنت أخشى أن يسقط عن ظهر راحلته إذا ما جاءته نوبة الألم ولكن.. |
مالك: ولكن ماذا؟ |
عبد الرحمن: مضت المراحل كلها وكأنه لم يشك من قبل بعلة في ظهره.. |
مالك: الحمد لله.. الحمد لله.. إنها بركة الحج إلى بيت الله العتيق.. وإنها لمنفعة من المنافع التي ذكرها الله تعالى بقوله: لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ (سورة الحج: 28).. |
عبد الرحمن: أجل يا خالي.. أجل.. اللَّهم يسر حجنا وتقبله منا يا رب العالمين.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سماوه تقول): |
سماوه: عمك يا مزنه هائل.. هائل جداً.. إن إعجابي به يزداد كل يوم.. |
مزنه: أما رأيت كم هو إعجاب الناس به اليوم.. |
سماوة: لقد صدق عمر بن الخطاب حين قال ((إنه نسيج وحده)) أجل إنه فريد في نوعه بين الولاة.. |
مزنه: يقيني أنه سينجح في ولايته على حمص كما نجح في غيرها.. |
سماوه: هذا لا يخامرني شك فيه أبداً.. يا مزنه.. |
مزنه: وليتك رأيت عمي الحارث وأبي وهما يتحدثان بإعجاب وفخر وفرحة ما بعدها بخطبة عمي إليهم.. |
سماوه: صدقت.. لقد عمت الفرحة جميع سكان حمص وبينت لهم بجلاء أن عمك إداري حازم بالإضافة إلى أنه قائد ماهر.. |
مزنه: بلى.. بلى.. وأبي فرحته فرحتان يا خالتي.. |
سماوه: كيف يا بنيتي.. كيف؟ |
مزنه: لقد زال الألم الذي كان يشكو منه في ظهره، وكان يخشى أن يعاوده بعد أن أخلد إلى الراحة في حمص.. |
سماوه: الحمد لله والله إنها فرحة لا تعد لها فرحة.. فأنا كنت أخشى أن يعاوده مرضه فلا يستطيع السفر معنا.. |
مزنه: إذن فمتى السفر إلى بيت الله الحرام.. |
سماوه: بانتظار قرار والدك والحارث.. |
مزنه: أين هما الآن.. أترى ما يزالان حيث تركتهما.. |
سماوه: لا أدري يا بنيتي.. |
(وترى مزنة الحارث وثعلبة قادمين فتقول): |
مزنه: خالتي انظري والدي ثعلبة وعمي الحارث قادمان إلينا.. |
سماوه: وأرى عبد الرحمن وعاصم والشيماء في أثرهما.. |
مزنه: ألا تسألينهما عن موعد السفر.. |
سماوه: سأفعل.. |
(يدخلان فتقول مزنة والموسيقى مصاحبة): |
مزنه: يا مرحبا.. يا مرحبا.. |
سماوه: ما وراءك يا حارث؟ |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الحارث يقول): |
الحارث: لبيك اللَّهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. |
مزنه: إذن فسنسير إلى الحج.. |
الحارث: غداً بإذن الله.. بإذن الله.. |
الجميع: لبيك اللَّهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. |
المذيع: ما اسم الحاكم الذي امتدحه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ |
|