الحلقة ـ 6 ـ |
(موسيقى نسمع بعدها صوت ((هند)) وهي تبكي وتقول): |
هند: ليتني ما عشت حتى أرى هذا اليوم الذي يستشهد فيه علي بن أبي طالب وتنازل الحسن وتولى معاوية بن أبي سفيان الخلافة.. ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً.. |
هو: هوني عليك يا هند فالدنيا دول.. |
هند: كيف ولم تمضِ على وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم أربعون سنة، ينقسم المسلمون فيها على أنفسهم فيتطاحنون ويتقاتلون.. لا حول ولا قوة إلاّ بالله.. |
هو: هذه أحسن عبارة تقولينها في هذا الموقف يا هند.. لا حول ولا قوة إلاّ بالله.. اللَّهم اجمع شمل المسلمين وثبتهم على الحق برحمتك يا أرحم الراحمين.. |
هند: يا إلهي.. وبهذه السرعة تعود العنعنات والعصبيات الجاهلية.. اللَّهم لا اعتراض على ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك.. |
هو: الابتهال والدعاء هو خير ما تفعلين يا هند.. أكثري من الدعاء.. أكثري من قراءة القرآن الكريم فسوف تجدين فيه العزاء والصبر والسلوى.. |
هند: سأفعل.. سأفعل.. |
هو: ثم يجب أن تطمئني إلى أن وضع المسلمين قد أخذ في التحسن والاستقرار بعد أن استلم معاوية بن أبي سفيان الخلافة.. |
هند: وأصبحت دمشق عاصمة الإسلام بعد أن كنت المدينة المنورة هي العاصمة.. |
هو: ولكن مقام المدينة المنورة محفوظ وقداستها موضع التجلي والاحترام من جميع المسلمين وأهلها لهم مكانة خاصة عند بني أمية.. |
هند: حسناً.. ما هي أخبار سلمى وأخي ياسر زوجها؟ |
هو: نقلا إلى شمالي العراق.. |
هند: شمالي العراق.. يا لبعد الشقة بيننا وبينهم.. |
هو: من يدري فقد يقدر الله لنا الاجتماع بهم.. |
هند: لعلَّه من رابع المستحيلات.. والدي معاوية بن خديج المقيم بمصر لا ْاستطيع زيارته بل قد لا أطمع في زيارته فكيف نجدهم في العراق.. |
هو: الله على كل شيء قدير.. فاصبري فنحن مقبلون على معركة حامية مع الروم.. |
هند: ماذا تقول؟ |
هو: كنت أريد أن أخبرك بها ولكني أحجمت حين وجدتك تولولين وتنتحبين.. |
هند: وأين ستكون المعركة؟ |
هو: فكري وأعصري دماغك.. فكري.. |
هند: لقد تبلد تفكيري في زحمة الأحداث.. قل بربك أين؟ |
هو: جزيرة.. (تونسية).. |
هند: وبدون أسطول.. |
هو: الأسطول في الطريق إلينا.. |
هند: إذن فقد تحقق ما كنت تصبو إليه.. |
هو: الحمد لله.. وإني لأبتهل إليه جلت قدرته أن ينصرني على أعدائه الروم فلهم كما تعرفين أسطول قوي هناك.. |
هند: هذا صحيح.. فماذا أنت فاعل؟ |
هو: أدعي لي بالتوفيق والنجاح.. وكوني مستعدة للاشتراك في المعركة.. |
هند: ولكنها معركة بحرية ولم أجرب بعد ركوب البحر.. |
هو: وأنا مثلك لم أجرب بعد ركوب البحر.. |
هند: إذن فمعك يا أعز إنسان لدي أركب المخاطر والأهوال وأسير بجانبك إلى أقصى المعمورة.. |
هو: شكراً أيتها الزوجة الوفية الصالحة المخلصة.. هيا خذي في تجهيز أمرك مع إخواتك الممرضات فستكونين أنت المسؤولة الأولى عنهن.. |
هند: ولأول مرة.. |
هو: ولأول مرة.. |
هند: اللَّهم أعنا وآتنا النصر الذي وعدتنا أنك لا تخلف الميعاد.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت حسان يخاطب هند).. |
حسان: وهكذا تحققت أمنية زوجك يا هند.. ففتح الجزيرة التونسية وطهرها من أسطول الروم وعاد إلى برقه مكللاً بأكاليل الظفر والنصر.. |
المذيع: ما اسم الجزيرة التونسية؟ وما اسم القائد الذي فتحها؟ |
|