الحلقة ـ 5 ـ |
هند: سلمى.. سلمى.. |
سلمى: نعم يا هند.. ما وراءك.. |
هند: أعلمت بنبأ الجيوش التي وجهها الخليفة أبو بكر لفتح بلاد الشام.. |
سلمى: بلى.. بلى.. |
هند: وزوجك مع أي قائد من قواد هذه الجيوش؟ |
سلمى: مع يزيد بن أبي سفيان وزوجك أنت يا هند.. |
هند: مع معاوية بن أبي سفيان.. قولي متى ستشرع حملة يزيد بن أبي سفيان مسيرتها؟ |
سلمى: لا أدري.. وإن كنت موقنة أن وقت الزحف لن يطول.. |
هند: أعندك معلومات عن البلاد التي سنذهب معهما إليها.. |
سلمى: يقولون إنها بلاد جميلة.. خيراتها وفيرة.. مياهها عذبة وأشجار الفواكه بها كثيرة.. |
هند: أليست هي بلاد منابت الزيتون والعنب والرمان. |
سلمى: أجل.. ولكن أترانا نستطيع طرد الروم وتحريرها من نيرهم واستعبادهم.. |
هند: لقد وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بملك الأكاسرة والقياصرة والرسول لا ينطق عن الهوى.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها حديثاً بين قائدين من قواد الروم): |
أرثيموس: تتواتر الأخبار عن حشود إسلامية تتجمع في مدينة نبي المسلمين.. يا جورجيوس.. |
جورجيوس: من أين استقيت هذه المعلومات؟ |
أرثيموس: من التجار الأنباط الذين يتنقلون بين هذه البلاد وبلاد المسلمين.. |
جورجيوس: لعلَّ تجمعات المسلمين هي لإخماد الفتن والاضطرابات التي قامت أثر وفاة نبيهم محمد.. |
أرثيموس: ولكن هذه الفتن أخمدها خليفة المسلمين القوي الصلب.. إنني من المعجبين به يا جورجيوس.. |
جورجيوس: حقاً إنه خليفة عظيم استطاع بحزمه وعزمه أن يقضي على الثورة والثائرين.. |
أرثيموس: إنه الإيمان يا جورجيوس.. ذلك الإيمان الذي أخشى أن تسير جيوش المسلمين إلينا وهي مزودة به فتكتسح ما أمامها.. |
جورجيوس: ولكن جيوش الإمبراطورية مستعدة لصد أي محاولة إسلامية لغزو هذه البلاد.. كما أن الإمبراطور هرقل قد حضر من القسطنطينية ومعه بطريرك أنطاكية وعدد من الأساقفة والقسس وهم يريدون أن يجعلوا من حربهم مع المسلمين حرباً مقدسة.. |
أرثيموس: نقاشنا سيطول بدون فائدة يا جورجيوس وسوف نرى في السنوات القادمة لمن ستكون الغلبة.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت يزيد بن أبي سفيان يخطب في جيشه): |
يزيد: أيها المسلمون سوف نلتقي بجنود لم يسبق لنا قتالهم أو مقابلتهم في ميادين الحرب والطعان وأعلموا أنهم لن يتميزوا عليكم بشيء فقد أعزكم الله بالإسلام.. |
أصوات: الحمد لله على نعمة الإسلام.. |
يزيد: وسنسير من الجهة الجنوبية الغربية من بلاد الشام.. |
أحدهم: إنها منطقة تشبه بلادنا إلى حد بعيد أيها الأمير.. |
يزيد: صدقت.. إن فيها الصحاري والكثبان والرمال والتلال والصخور ومع ذلك يجب أن نكون حذرين يقظين فالروم قد حذقوا فن زرع الكمائن، وهم أعلم منا ولا شك بمداخل هذه الأرض ومخارجها.. وعلى طلائع جيشنا مسؤولية تنقية طريقنا مما سيزرعه الروم.. |
أصوات: صدقت أيها الأمير.. |
يزيد: كذلك يجب أن تعلموا أنكم ستقابلون إخواناً لكم في الدم واللغة في هذه البلاد وليس في الدين وسوف يكونوا رداءاً لكم.. فكونوا لهم القدوة الحسنة في القول والفعل.. |
أصوات: إن شاء الله.. |
يزيد: إذن فلنسر على بركة الله.. |
* * * |
(تصدح موسيقى الزحف ويسير الجيش في طريقه المرسوم نسمع بعدها صوت مالك أحد العرب الواقعين تحت الحكم الرومي يقول): |
مالك: لقد جاء يوم التحرير.. يوم الخلاص من نير الروم.. |
الحارث: ماذا تقول يا مالك.. أتهذي.. |
مالك: لا وربك الأخبار تتوالى عن حملات للمسلمين خرجت من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام لتحريرها من نير الروم.. |
الحارث: سمعت مثلك ولم أعلق عليه لأني أعلم أنه لا قبل لجيوش المسلمين بجيوش الروم.. |
مالك: كيف أصدرت حكمك، وأنت لم تر المسلمين في معركة من معاركهم.. لقد جاؤوا إلى حدودنا مع نبيهم محمد والروم جنبوا عن قتالهم.. |
الحارث: إنك تبالغ في أهمية المسلمين مدفوعاً بعامل العصبية لأنهم عرب مثلنا.. كما أنك نسيت حذق الجندي الروسي لفنون الحرب والقتال.. |
مالك: إن الجندي المسلم يحارب في سبيل العقيدة والجندي الروسي يحارب في سبيل الارتزاق وشتان بين أهداف الجنديين.. |
الحارث: سيطول نقاشنا والمهم ماذا تريد مني أن أفعل بدعوتك إياي.. |
مالك: اسمع.. أتحفظ السر.. |
الحارث: كيف لا أحفظ السر وقد أئتمنتني على أختك حين زوجتني بها.. |
مالك: شكراً.. شكراً.. |
الحارث: قل ولا تخف.. |
مالك: نحن الآن مجندون في جيش الروم.. والروم حينما علموا بسيرة الحملات الإسلامية على بلاد الشام وضعوا العراقيل وزرعوا الكمائن ورسموا الخطط لتدميرها.. |
الحارث: بلى.. بلى.. |
مالك: ومن واجبنا أن نبصر إخواننا المسلمين بما يبيت لهم.. إن فشلهم يا حارث معناه إذلال للعرب واستعبادهم للأبد.. |
الحارث: صدقت.. ولكن ماذا تريد أن نفعل.. |
مالك: نزود قائد حملة المسلمين التي ستعبر من هنا بما هيأه جورجيوس قائد هذه المنطقة من خطط لتدميرها والقضاء عليها.. |
الحارث: رأي سديد.. ولكن من سيقوم بهذه المهمة.. |
مالك: أختي سلافة.. زوجتك.. |
الحارث: سلافة.. ولكن أخشى ألا يصدقها المسلمون أو تقع في كمين من كمائن الروم الأمامية.. |
مالك: سلافة تعرف هذه الجهات بالشبر.. لقد كنا نجوبها ونحن نرعى الغنم وجبناها ونحن نتصيد وزرعنا كثيراً من جهاتها حين كبرنا.. |
الحارث: حسناً.. |
مالك: إذن فتول أنت الأمر معها.. |
الحارث: لا يا مالك.. لأني لو قلت لها ذلك فتظن أني سألقي بها إلى التهلكة لأتخلص منها وأتزوج بعدها.. (يضحكان).. |
مالك: سأتولى أنا ذلك بنفسي.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مزنة تقول): |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت يزيد بن أبي سفيان يقول): |
يزيد: ما رأيكم فيما جاءت به الفتاة العربية سلافة أتراها صادقة أم أنها مرسلة من قبل الروم للكيد لنا وإيقاعنا في المصيدة.. |
أحدهم: لقد نطقت بالشهادتين أمامي ثم قالت: لقد سمعت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما معناه: المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يسلمه.. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. وتحفظ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.. |
يزيد: أرى يا هذا أن نقوم بمهاجمة الروم المجتمعين في وادي العربة.. ومتى ما هزمناهم قضينا على الأسطورة القائلة إن الجندي الرومي لا يغلب وبذلك نرفع معنويات جنودنا.. |
أحدهم: بأمر الأمير.. كما أني أرى أيضاً.. |
يزيد: ماذا ترى؟ |
أحدهم: أعزل الكمائن الرومية من القوات الرئيسية وأبيدها مستعيناً بالمعلومات التي جاءت بها هذه الفتاة فإن كانت صادقة قضينا على هذه الكمائن.. |
يزيد: وإن كانت كاذبة.. |
أحدهم: أهاجم القوات الرومية بقواتي الرئيسية بينما تشاغل قواتي العازلة كمائن الروم وتقوم أنت أيها الأمير بهجوم كاسح على هذه الكمائن فتقضي عليها ثم تأتي لمساعدتي.. |
يزيد: يا لها من خطة حكيمة.. نفذها حالاً.. |
الأصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. انتصرنا انتصرنا.. الحمد لله الذي صدقنا وعده. |
المذيع: من هو صاحب الفكرة ومهاجم وادي العربة؟ |
|