الحلقة ـ 22 ـ |
باصلوح: (ينادي) عم.. يا عم.. |
أبو خالد: إيش بك يا واد.. |
باصلوح: عم بوسعيد قِدُهْ هنا.. |
أبو خالد: خليه يتفضل.. |
أبو سعيد: صباح الخير يا أبو خالد.. |
أبو خالد: صباح الخير يا أبو سعيد.. تفضل يا أخي.. تفضل.. |
أبو سعيد: شكراً.. أبغاك.. أنزل لي.. |
أبو خالد: طيب ما تطلع يا شيخ على بال ما ألبس.. |
أبو سعيد: يا سيدي أنزل بالبيجامة وهو في حد غريب.. ما غريب إلا الشيطان.. |
أبو خالد: حاضر أنا نازل.. |
أم خالد: إن شاء الله خير.. |
أبو خالد: اطمّني خير.. لا بدها مسألة هايفة وأبو سعيد عمل لها راس ورجل ودنب.. |
أم خالد: طيب أنزل وشوف.. |
(يصل أبو خالد وهو يقول): |
باصلوح: ها يا عم أبو سعيد.. أشوفك بطلت تطلب سقط وكرش عشان أجبلك.. إيش التقيت مكان أحسن.. |
أبو سعيد: لا تجيب لي سيرة السقط والكرش ترى اليوم دمي فاير منهم.. |
باصلوح: ليش يا عم ليش تفور دمك أنا خدامك باجبلك طلبك كما تريد من غير ما تفور دمك.. |
أبو خالد: يا صباح النور يا أبو سعيد.. يا هلا ويا مرحبا.. خير إن شاء الله الزيارة الصباحية الحلوة.. |
أبو سعيد: أنا أبغاك تروح معايا على البلدية.. |
أبو خالد: حاضرين ليش.. إن شاء الله ما في مشكل.. |
أبو سعيد: في مشكل وأيّ مشكل.. |
أبو خالد: كفانا الله شر المشاكل.. |
أبو سعيد: أنا رايح أقدم شكاية للبلدية ضد أصحاب االكرش والسقط.. |
أبو خالد: وإيش وقعك معاهم تاني.. ما باصلوح قلنا لك مستعد يشتري لك طلبك بس تخبره قبل يوم واحد.. |
أبو سعيد: أنا رايح اشتكي عليهم مو علشان مصلحتي الخاصة لكن علشان المصلحة العامة.. |
أبو خالد: وإيش الشكايه.. |
أبو سعيد: يا سيدي أنا رحت اليوم أقضي بنفسي لأن الخادم كان مريض.. ويا ريتني ما رحت.. |
أبو خالد: وليش تقول يا ريت.. |
أبو سعيد: بعدما قضيت يا خويا هفتني نفسي (الرِّتعه) على السقط زي ما أنت عارف ومريت عليهم وعدوك يا ريتني ما مريت.. |
أبو خالد: إيش في شيء جديد.. |
أبو سعيد: الروائح الكريهة.. الكرش معروضة غير منضفة والأرض تزحلق من فضلات الكرش والرائحة تقتل.. تقتل يا خويا.. هادا يرضيك.. |
أبو خالد: هادا ما يرضيني صحيح.. بس ليش تفور دمك.. حط أعصابك في تلاجه.. ما هو أنت رايح تنضف الكرش في البيت حتى لو أخذتها منضفة من عند بياعينها.. |
أبو سعيد: بس الروائح القاتلة.. لازم الصحة البلدية تجازيهم تربيهم.. |
أبو خالد: وهيه مقصرة يا أبو سعيد ما كل يوم غرامات وشكايات لكن لا حياة لمن تنادي.. |
أبو سعيد: وأظرف شيء وأنا دمي فاير وكل شيء فيّ يهتز اطّلّعت على يميني وجدت إعلان ظريف.. ظريف جدًّا.. |
أبو خالد: إيش في الإعلان.. |
أبو سعيد: إعلان عمرو ما يخطر لك على بال.. |
أبو خالد: قول يا شيخ شوقتني.. |
أبو سعيد: إعلان يقول: قطرة الكرش شفاء من العمش.. |
أبو خالد: يا سلام أما إعلان ظريف.. والإعلان الثاني يقول إيش؟ |
أبو سعيد: عصير الكرش شفاء من الطرش.. |
أبو خالد: والقطرة معباية في قزاز.. |
أبو سعيد: لا يا أخويا.. لا.. |
أبو خالد: طيب كيف.. |
أبو سعيد: أنا سألته وقلت لو أبغي اشتري قطرة فاطّلّع فيّ وقال أنت عينك سليمة ما فيها لا عمش ولا طشاش فقلت له.. |
أبو خالد: قلت لو إيش؟ |
أبو سعيد: قلت لو عندي مريض وأبغي لو من القطرة قال جيبو هنا وأنا أداويه.. |
أبو خالد: يداويه كيف؟.. |
أبو سعيد: قال هادا سر المهنة.. |
أبو خالد: طيب ما سألتو عن مصير الكرش؟.. |
أبو سعيد: ألاّ.. |
أبو خالد: إيش قال؟.. |
أبو سعيد: قال لي شوف.. |
أبو خالد: إيش شفت..؟ |
أبو سعيد: شفت عصارة وجردل مليان من فتافيت الكرش بخيرها وخميرها يخمش منها ويحط بالعصارة وطبعاً تفرمها وتطلعها عصيدة مرخرخة وأشرب يا حبيبي بالهنا والشفا.. |
أبو خالد: أخيه.. أاخيه.. إيش هادا القرف.. يا شيخ أنت رايح تخليني أستفرغ وفسد صيامي.. |
أبو سعيد: ما هادا الاكتشاف هوه اللي خلاني زي المجنون اليوم يعني قل لي.. |
أبو خالد: اقل لك إيش يا شيخ أنت لعّبت نفسي.. |
أبو سعيد: المقلية يا حبيبي يا ريتك تشوفهم لما يفرموها قدام عينك ما تشوف وحش ولاّ اللحمة المفرومة اللي يبيعوها كباب أسياخ أوقف مرة وشوف عمرك ما تأكل لا مقلية ولا كباب أسياخ في السوق.. |
أبو خالد: لا.. لا.. معاك الحق لازم.. نقدم شكاية للصحة وللبلدية حتى يضربوا بيد من حديد على حاجات زي كدا.. هادي ميكروب.. أمراض.. بلا ْزرق.. |
أبو سعيد: هيا بنا.. هيا بنا.. |
أبو خالد: دقيقة لما ألبس.. |
أبو سعيد: أنا استناك في الجنينة بس عجل خلينا نلحق قبل ما تسكر البلدية ولاّ دايرة الصحة.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها جرس التليفون يدق تسرع أم خالد وتمسك السماعة وتقول): |
أم خالد: هلو.. مين.. |
فوزية: أنا فوزية يا خالتي.. |
أم خالد: كيف حالك يا بنتي.. |
فوزية: بخير وعمي كيف حاله.. |
أم خالد: بخير.. |
فوزية: موجود ولا راح على السوق.. |
أم خالد: لا والله راح مع أبو سعيد على البلدية ودايرة الصحة.. |
فوزية: خير إن شاء الله.. |
أم خالد: رايحين يتشكوا من أصحاب الكرش والسقط ووساختهم.. |
فوزية: معاهم حق.. الناس كلها تشتكي منهم ومن قرفهم.. |
أم خالد: الشكاية وحدها ما تنفع يا بنتي لازم نوَعّي بياعين السقط والكرش ونفهمهم مضار الوساخة وأنو ديننا أمر بالنظافة والنظافة من الإيمان ومن هادا الكلام كل مدة ومدة يصير عندهم وعي ويتناضفوا من حالهم.. |
فوزية: يا سلام كلامك ظريف ومفيد يا خالتي.. |
أم خالد: أما الجزاء والغرامه فيدفعوها لأنو مكاسبهم تغطي وتزيد.. |
فوزية: وكمان الجزاء ولاّ الغرامة يا خالتي ماهية على حساب المستهلك.. تطلع من ظهره.. |
أم خالد: قلتي لي يا بنتي كبش الفدا هو المستهلك.. الضحية هو المستهلك.. |
فوزية: وكمان المستهلك يستاهل.. |
أم خالد: ليش.. |
فوزية: لأنو هوه كمان يساعد المستغلين.. يعني إيش فيها لو قاطعنا أكل السقط والكرش ولاّ التجار المستغلين لو قاطعنا بضائعهم ورفعنا أمرهم لأولي الشأن إيش فيها.. |
أم خالد: صدقت يا بنتي نحن نساعد على الاستغلال ونقدم نفسنا ضحية لجشع التجار وغيرهم ونشتري العازة بأضعاف ثمنها.. |
فوزية: شوفي مثلاً الغلاء المفتعل اللي صاير في المواد الغذائية مع أنوا الحكومة لا تأخذ ضرايب ولا جمارك على المواد الغذائية بالإضافة إلى الدعم ومع ذلك نشتري. |
أم خالد: والله ماني عارفة يا بنتي العازة نعرف أنها غالية وأنو التاجر يربح أضعاف أضعاف ثمنها ليش نشتريها ليش ما نصوم عن شرائها وخصوصاً لما تكون ماهية ضرورية.. |
فوزية: برضو يا خالتي الوعي لازم ينتشر بين البائع والمشتري وبين جميع الطبقات.. والحاصل الشرح يطول يا خالتي.. أنا ضربت تلفون لأقول لك.. |
أم خالد: قولي يا بنتي.. |
فوزية: أنا جايا على الفطور اليوم عندكم.. |
أم خالد: يا مرحبا وأبوك مو معاكي.. |
فوزية: لا.. أبويا معزوم عند واحد صاحبو.. |
أم خالد: طيب أخلي عمك يمر عليكي امتى.. |
فوزية: بعدما يخرج من صلاة العصر.. |
أم خالد: على عيني يا مرحبا.. يا مرحبا.. |
فوزية: الله يخليك ليا أنت وعمي.. في أمان الله.. |
أم خالد: مع السلامة.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أبو خالد يقول): |
أبو خالد: باصلوح.. يا واد باصلوح.. أنت راقد.. |
باصلوح: لا يا عم نص على نص.. أنا بين الصاحي والنايم.. |
أبو خالد: في ناس سألوا عني.. |
باصلوح: ولا حد سأل.. عم.. |
أبو خالد: قول.. إيش تبغى.. |
باصلوح: العم عوض بغيت أزوره في عندك مانع.. |
أبو خالد: لا.. تروح معايا.. أنا أبغي أزوره بعد صلاة العصر.. |
باصلوح: كتر خيرك يا عم.. |
(يصعد أبو خالد وهو يقول): |
أبو خالد: يا هو.. يا هو.. أنتو فين؟ |
أم خالد: في المطبخ يا سيدي.. |
أبو خالد: طول النهار في المطبخ.. |
أم خالد: ما هو فوزية جيّتنا على الفطور اليوم.. |
أبو خالد: وأبوها مو معاها.. |
أم خالد: أبوها معزوم بره.. |
أبو خالد: والله اشتقنا لها.. أهلاً وسهلاً فيها.. |
أم خالد: أبغاك بعد صلاة العصر تمر على فوزية وتجيبها معك.. |
أبو خالد: بس أنا أبغي أزور العم عوض.. |
أم خالد: ايوا ذكرتني إيش صار فيه عملوا العملية.. |
أبو خالد: لا.. |
أم خالد: طيب إيش سوّو فيه.. |
أبو خالد: قالوا العملية خطيرة ويمكن يموت وهوه تحت البنج فرايحين يعطولوا أدوية تخسسوا وتنزل وزنوا وأنا رايح اندروا من المستشفى وأجيبوا للعمارة.. |
أم خالد: تجيبوا في سيارتك.. |
أبو خالد: لا يا شيخة.. استأجر له تاكسي وخلي باصلوح يركب معاه يوصلو للعمارة.. |
أم خالد: مسكين صاحب سيارة التاكسي قول على سيارتو العدم.. بس كيف يدخل في سيارة التاكسي.. أنا ماني متصورة.. كيف.. |
أبو خالد: إذا ما دخل في التاكسي استأجر له (ونيت) وأمري لله.. |
أم خالد: طيب وبعدين تمر وتجيب فوزية معاك.. |
أبو خالد: تبغي حاجه ولا محتاجه وأنا جاي.. |
أم خالد: لا يا بوخالد الخير وأجد والحمد لله.. |
أبو خالد: الحمد لله.. |
أم خالد: أوه على النسيان.. |
أبو خالد: نسيان إيش.. |
أم خالد: نسيت أسألك عن حكاية البلدية والصحة.. |
أبو خالد: نحن طَرْبقَنا الدنيا عليهم وقامت لك كبسة عليهم من الصحة والبلدية بس بيني وبينك.. |
أم خالد: إيش بيني وبينك.. |
أبو خالد: حكاية قطرة الكرش وعصير الكرش مآمير الصحة والبلدية ما صدقوها افتكرونا نبالغ فيها ونهول.. |
أم خالد: وإيش قال أبو سعيد الراوي في الرد على شك المآمير.. |
أبو خالد: أقسم وحلف.. |
أم خالد: يمكن صادق يا شيخ وأنو صاحب الإعلان ولد فرخ يبغي يجذب أنظار الناس حتى يشوفوا المناظر المؤذية ويبلغوا الصحة والبلدية عنها… |
|