شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 18 ـ
( نسمع جرس التيلفون يدق فيهرع أبوخالد إليه وهو يقول ):
أبو خالد: يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم.. مين مصابحنا بالهرد بالتلفون؟
أم خالد: الله يعلم.. اللَّهم اجعله خير..
أبو خالد: هلو.. مين.. أخويا سيدي يوسف.. خير إن شاء الله.. نزورهم بعد صلاة الظهر في المستشفى.. حاضر.. حاضر.. أنا أمر عليك.. نروح نصلي سوا ونزورهم سوا أمرك يا خويا مع السلامة.. مع السلامة..
أم خالد: ومين هم اللي رايحين تزوروهم؟
أبو خالد: فوزي ولد الشيخ بركات..
أم خالد: والثاني مين..
أبو خالد: فريد ولد صديقنا التاجر يعقوب..
أم خالد: إيش صار لهم..
أبو خالد: حادث سيارة..
أم خالد: أعوذ بالله من حوادث السيارات ما أكثرها يا أبو خالد في هادي الأيام.. كيف صار معاهم الحادث..
أبو خالد: يا ستي كانوا رايحين يتمشوا على (جعرانة) ولا بد كانوا مسرعين بنشر الكفر القداماني وانقلبت السيارة عدة قلبات..
أم خالد: لا حول ولا قوة إلا الله.. قاتل الله السرعة.. إن شاء الله سلموا ما صار لهم شيء..
أبو خالد: عدة قلبات وتبغيهم يطلعوا سالمين..
أم خالد: يعني إيش صار لهم..
أبو خالد: واحد منهم أصيب بارتجاج في الدماغ والثاني فخذه انكسر ويده اليمين انكسرت كمان..
أم خالد: يا لطيف.. يا لطيف.. الطف بنا فيما جرت بو المقادير.. يا حسرة على أمهاتهم..
أبو خالد: وأبّهاتهم لا.. الولد غالي بس على أمه..
أم خالد: لا الغلاوة مشتركة لكن قلوب الأمهات رقيقة..
أبو خالد: وقلوب الأبَّهات من حجر..
أم خالد: الحق عليكم ليش سميتونا الجنس اللطيف وسميتو حالكم الجنس الخشن..
أبو خالد: وعشان كدا شايفين حالكم علينا..
أم خالد: شايفين حالنا عليكم يا حسرة احنا نبغي سلتنا بدون عنب..
أبو خالد: وأنتو خليتو لنا عنب في السلة ما كل حاجة حلوة أكلتوها..
أم خالد: ما هو لأننا حلوين والحلويين يبغا لهم كل شيء حلو.. مؤكداً يا أبو خالد..
أبو خالد: أبغي أقول.. لكن..
أم خالد: قول يا سيدي قول..
أبو خالد: اللَّهم إني صائم.. اللَّهم إني صائم..
أم خالد: طيب قوم من غير مطرود..
أبو خالد: على فين..
أم خالد: الظهر قرب ونسيت موعد الزيارة..
أبو خالد: والله صحيح.. طيب أنا رايح أتوضى..
أم خالد: من الزرقا يا بوخالد..
أبو خالد: صحية يا روح أبو خالد..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بغمغمات وهمهمات وأصوات تعلو وتنخفض نسمع بعدها صوت الشيخ بركات يقول):
بركات: طمني يا دكتور.. إن شاء الله ما في خطر على الأولاد..
الطبيب: المصاب بارتجاج في المخ ما يزال تحت الخطر.. أما التاني المكسور فخذو ويدّو فقد وضعناهما في الجبس..
بركات: يعني ولدي فوزي ما يزال تحت الخطر..
الطبيب: ايوا يا شيخ بركات.. هوه حادث قليل.. الحمد لله اللي جات على ارتجاج وكسر ما كانوا ماتوا أشنع ميتة..
بركات: الحمد لله على كل حال.. طيب.. وفي أمل بالله أنو الخطر يزول عن ولدي..
الطبيب: الأمل بالله كبير يا شيخ بركات طالما ما في كسر أو شعر في الدماغ..
بركات: أنا كنت دائماً أوصيهم بعدم السرعة في السواقة.. لكن ما قدر الله لا راد له..
الطبيب: أنتو يا أهل الدين دائماً تعلمونا بالتسليم بقضاء الله وقدره..
بركات: أجل يا دكتور أجل وأنا أول الراضين والمسلمين بقضاء الله وقدره ولكن أسأله تعالى اللطف فيما جرت به المقادير..
الطبيب: طيب أنا استأذنك أبغي أمر على المرضى..
بركات: الله معاك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت يوسف يقول):
يوسف: سلام عليكم يا شيخ بركات..
أبو خالد: إن شاء الله سليمة..
بركات: سليمة إن شاء الله الدكتور أملو في الله كبير..
يوسف: ربنا يكتب له السلامة..
أبو خالد: وكيف ابن الأخ يعقوب..
بركات: حاطين فخذُ ويَدُّ في الجبس والدكتور يقول إن شاء الله تجبر..
يوسف: ربنا يهديهم شباب اليوم عندهم طيش وجنون في كل شيء..
أبو خالد: مو نحن عايشين يا خويا في عصر الذرة والصواريخ..
بركات: عايشين في عصر الجنون في كل شيء..
يوسف: صدقت يا شيخ بركات ربنا يتولانا برحمته ويحرسنا بعين عنايته..
أبو خالد: اللَّهم آمين.. اللَّهم آمين..
يوسف: تؤمر أي خدمة يا شيخ بركات..
بركات: الدعا.. وسلامتك..
يوسف: ربنا يشفيهم ويعافيهم..
بركات: آمين يا رب..
أبو خالد: تعمل معروف يا شيخ بركات تقول للأخ يعقوب إن نحنا جينا كمان لزيارة ولده فريد وما التقيناه..
بركات: على عيني.. شكرا لله مسعاكم..
يوسف: في أمان الله..
بركات: مع السلامة..
(نسمع أزيز السيارة ومسيرها تختلط بموسيقى نسمع بعدها صوت أبو خالد يقول):
أبو خالد: إيش رأيك يا خويا تفطر اليوم أنت وعباسية عندي..
يوسف: يا ريت يا خويا..
يوسف: يا ريت يا خويا..
أبو خالد: ليش يا ريت وإيش يمنعك..
يوسف: عباسية..
أبو خالد: عباسية تمنعك من الفطور عندي..
يوسف: لا يا خويا لا..
أبو خالد: إذن ليش..
يوسف: عباسية عاملاً لي فطور صلحه.. وأنت عارف مش معقول أتركه وأفطر عندك..
أبو خالد: تتهنوا يا خويا.. والله سريتنا ربنا يجعل أيامك هنا وسرور..
يوسف: وأيامك يا خويا مع السلامة..
(نسمع أزيز السيارة وسيرها تختلط بموسيقى ثم تتوقف السيارة أما دار أبي خالد وينزل منها وينادي):
أبو خالد: باصلوح.. باصلوح..
باصلوح: يا نعم يا عم..
أبو خالد: تعال خد السيارة دخلها الكراج..
باصلوح: زين يا عم زين.. قِدْني جاي..
أبو خالد: ما في أحد سأل عني..
باصلوح: سألت عنك العافية يا عم ما بْعَدْ سأل أحد..
(نسمع وقع أقدام أبي خالد وهو يصعد ثم صوت أم خالد وهي تقول):
أم خالد: أهلاً يا سيدي كيف المرضانين..
أبو خالد: أدعي لهم.. اللي عندو ارتجاج في المخ لسه الخطر ما زال عنه واللي عندو كسور حاطين كسوره في الجبس..
أم خالد: ربنا يشفيهم ويعافيهم..
أبو خالد: يا سبحان الله يا أم خالد.. يا سبحان الله. إنه يمهل ولا يهمل..
أم خالد: أجل يمهل ولا يهمل..
أبو خالد: تذكري يا أم خالد يوم جيتك زعلان في رمضان وقلت لك إني سلمت على فلان وفلان وكانت ريحة الدخان طالعه من فِمِيمَهُمْ..
أم خالد: ايوا.. أذكر.. إيش همْ الأولاد هدولا..
أبو خالد: أيوا يا ستي هدولا همّ.. لاقوا جزاء إفطارهم.. اللَّهم لا شماتة لا شماتة..
أم خالد: يا لطيف وعقاب شديد ما بعدو عقاب.. يعني تفتكر يرتدعوا بعدما يتعافوا..
أبو خالد: مين يدري يمكن ربنا جازاهم حتى ينصلحوا ويرجعوا للطريق الصحيح..
أم خالد: أهو زي ما قلت ربنا يشفيهم ويهديهم..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت زجاج يكسر ثم صوت ولد يبكي يعقبه صوت امرأة تقول):
المرأة: وتضرب الولد.. إن شاء الله تنكسر يدك يا صبي الكلب..
باصلوح: ما كلب إلا أهل الكلب.. احبسوا كلبكم ليش يكسر شبابيك الناس بالحجارة..
المرأة: إن شاء الله تنكسر رقبتك ورقبة اللي حايشينك ومفّحلينك..
باصلوح: واللي حايشيني تدعي عليهم ليش يا جارة السوء إن شاء الله رقبة اللي تِدْعِي تِنْكسر..
المرأة: تسكت والاّ أنزل أقطع التاسومة على رأسك..
باصلوح: اتفضلي.. سكتنا لك المرَّة اللي مضت.. لكن اليوم ما عادني ساكت على الأذية اللي يؤذيني أذية مين ما كان..
المرأة: الحق مو عليك الحق على عمانك..
باصلوح: وعماني هم اللي كسروا قزازا بيتنا.. ما هو ولدك الشيطان هو اللي كسره لازم تدفعي حقّ القزاز المكسر..
المرأة: انكسر حقك.. ماني دافعة ولا قرش ورايحة أخلي ولدي يكسر كل قزاز البيت..
باصلوح: وأنا رايح أوديه على الشرطة يربوه إذا أنت ما ربيتيه ويغرموك حق القزاز تدفعيه وأنت راضية..
المرأة: أدفعوا.. دا بعدك يا صبي النحس يا بو فم (أَفْقَمْ)..
باصلوح: تقولي إيش يللي لسانك أطول من ديل التور..
المرأة: أنا تقول لي لساني أطول من ديل التور..
باصلوح: طيب موعاجبك أطول من ديل الحصان..
المرأة: وكمان الحصان.. أما صبي (مزبلح) مسحوب من لسانك أنا جايه لعمتك أخليها تربيك وإذا ما ربتك أنا أعرف أربيك..
باصلوح: تربيني ربي بزورتك قبيل ما تربي أولاد الناس..
أم خالد: قوم يا سيدي قوم.. خناقة بين جارتنا العزيزة وباصلوح..
أبو خالد: جارتنا كفانا الله شرها وإيش وقع باصلوح معاها..
أم خالد: ماني عارفة أنا قمت على صراخها وصراخه.. هيه تسبو وهوه يسبها..
أبو خالد: بس باصلوح ما لو حق يسبها حتى لو أخطت عليه.. هيه ست ولازم يحترمها ما لازم يطّاول بلسانه عليها..
أم خالد: اسمع يا سيدي لسه الخناقه دايره..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت المرأة):
المرأة: أنا دحين أوريك..
باصلوح: توريني إيش قَدَّرِك..
المرأة: إيش قدرني.. تقول إيش قدرني.. دحين يجي جوزي وأنا أخليه يربيك ويقطع لسانك الزفر..
أبو خالد: هادا الصبي من فين عمال يكلمها؟
أم خالد: يظهر من الشباك اللي يطل على جهات بيتهم..
أبو خالد: ول على لسانو ما أقواه..
أم خالد: ولسانها نسيتو..
أبو خالد: باصلوح.. باصلوح.. اقفل الشباك يا واد وبلاش فضايح استحي.. هادي جارتنا.. والله وصّى بالجار.. اقفل اقفل قبل ما أنزل وأقفل فمك بضبّة ومفتاح..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :798  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 18 من 83
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.