الحلقة ـ 18 ـ |
( نسمع جرس التيلفون يدق فيهرع أبوخالد إليه وهو يقول ): |
أبو خالد: يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم.. مين مصابحنا بالهرد بالتلفون؟ |
أم خالد: الله يعلم.. اللَّهم اجعله خير.. |
أبو خالد: هلو.. مين.. أخويا سيدي يوسف.. خير إن شاء الله.. نزورهم بعد صلاة الظهر في المستشفى.. حاضر.. حاضر.. أنا أمر عليك.. نروح نصلي سوا ونزورهم سوا أمرك يا خويا مع السلامة.. مع السلامة.. |
أم خالد: ومين هم اللي رايحين تزوروهم؟ |
أبو خالد: فوزي ولد الشيخ بركات.. |
أم خالد: والثاني مين.. |
أبو خالد: فريد ولد صديقنا التاجر يعقوب.. |
أم خالد: إيش صار لهم.. |
أبو خالد: حادث سيارة.. |
أم خالد: أعوذ بالله من حوادث السيارات ما أكثرها يا أبو خالد في هادي الأيام.. كيف صار معاهم الحادث.. |
أبو خالد: يا ستي كانوا رايحين يتمشوا على (جعرانة) ولا بد كانوا مسرعين بنشر الكفر القداماني وانقلبت السيارة عدة قلبات.. |
أم خالد: لا حول ولا قوة إلا الله.. قاتل الله السرعة.. إن شاء الله سلموا ما صار لهم شيء.. |
أبو خالد: عدة قلبات وتبغيهم يطلعوا سالمين.. |
أم خالد: يعني إيش صار لهم.. |
أبو خالد: واحد منهم أصيب بارتجاج في الدماغ والثاني فخذه انكسر ويده اليمين انكسرت كمان.. |
أم خالد: يا لطيف.. يا لطيف.. الطف بنا فيما جرت بو المقادير.. يا حسرة على أمهاتهم.. |
أبو خالد: وأبّهاتهم لا.. الولد غالي بس على أمه.. |
أم خالد: لا الغلاوة مشتركة لكن قلوب الأمهات رقيقة.. |
أبو خالد: وقلوب الأبَّهات من حجر.. |
أم خالد: الحق عليكم ليش سميتونا الجنس اللطيف وسميتو حالكم الجنس الخشن.. |
أبو خالد: وعشان كدا شايفين حالكم علينا.. |
أم خالد: شايفين حالنا عليكم يا حسرة احنا نبغي سلتنا بدون عنب.. |
أبو خالد: وأنتو خليتو لنا عنب في السلة ما كل حاجة حلوة أكلتوها.. |
أم خالد: ما هو لأننا حلوين والحلويين يبغا لهم كل شيء حلو.. مؤكداً يا أبو خالد.. |
أبو خالد: أبغي أقول.. لكن.. |
أم خالد: قول يا سيدي قول.. |
أبو خالد: اللَّهم إني صائم.. اللَّهم إني صائم.. |
أم خالد: طيب قوم من غير مطرود.. |
أبو خالد: على فين.. |
أم خالد: الظهر قرب ونسيت موعد الزيارة.. |
أبو خالد: والله صحيح.. طيب أنا رايح أتوضى.. |
أم خالد: من الزرقا يا بوخالد.. |
أبو خالد: صحية يا روح أبو خالد.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بغمغمات وهمهمات وأصوات تعلو وتنخفض نسمع بعدها صوت الشيخ بركات يقول): |
بركات: طمني يا دكتور.. إن شاء الله ما في خطر على الأولاد.. |
الطبيب: المصاب بارتجاج في المخ ما يزال تحت الخطر.. أما التاني المكسور فخذو ويدّو فقد وضعناهما في الجبس.. |
بركات: يعني ولدي فوزي ما يزال تحت الخطر.. |
الطبيب: ايوا يا شيخ بركات.. هوه حادث قليل.. الحمد لله اللي جات على ارتجاج وكسر ما كانوا ماتوا أشنع ميتة.. |
بركات: الحمد لله على كل حال.. طيب.. وفي أمل بالله أنو الخطر يزول عن ولدي.. |
الطبيب: الأمل بالله كبير يا شيخ بركات طالما ما في كسر أو شعر في الدماغ.. |
بركات: أنا كنت دائماً أوصيهم بعدم السرعة في السواقة.. لكن ما قدر الله لا راد له.. |
الطبيب: أنتو يا أهل الدين دائماً تعلمونا بالتسليم بقضاء الله وقدره.. |
بركات: أجل يا دكتور أجل وأنا أول الراضين والمسلمين بقضاء الله وقدره ولكن أسأله تعالى اللطف فيما جرت به المقادير.. |
الطبيب: طيب أنا استأذنك أبغي أمر على المرضى.. |
بركات: الله معاك.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت يوسف يقول): |
يوسف: سلام عليكم يا شيخ بركات.. |
أبو خالد: إن شاء الله سليمة.. |
بركات: سليمة إن شاء الله الدكتور أملو في الله كبير.. |
يوسف: ربنا يكتب له السلامة.. |
أبو خالد: وكيف ابن الأخ يعقوب.. |
بركات: حاطين فخذُ ويَدُّ في الجبس والدكتور يقول إن شاء الله تجبر.. |
يوسف: ربنا يهديهم شباب اليوم عندهم طيش وجنون في كل شيء.. |
أبو خالد: مو نحن عايشين يا خويا في عصر الذرة والصواريخ.. |
بركات: عايشين في عصر الجنون في كل شيء.. |
يوسف: صدقت يا شيخ بركات ربنا يتولانا برحمته ويحرسنا بعين عنايته.. |
أبو خالد: اللَّهم آمين.. اللَّهم آمين.. |
يوسف: تؤمر أي خدمة يا شيخ بركات.. |
بركات: الدعا.. وسلامتك.. |
يوسف: ربنا يشفيهم ويعافيهم.. |
بركات: آمين يا رب.. |
أبو خالد: تعمل معروف يا شيخ بركات تقول للأخ يعقوب إن نحنا جينا كمان لزيارة ولده فريد وما التقيناه.. |
بركات: على عيني.. شكرا لله مسعاكم.. |
يوسف: في أمان الله.. |
بركات: مع السلامة.. |
(نسمع أزيز السيارة ومسيرها تختلط بموسيقى نسمع بعدها صوت أبو خالد يقول): |
أبو خالد: إيش رأيك يا خويا تفطر اليوم أنت وعباسية عندي.. |
يوسف: يا ريت يا خويا.. |
يوسف: يا ريت يا خويا.. |
أبو خالد: ليش يا ريت وإيش يمنعك.. |
يوسف: عباسية.. |
أبو خالد: عباسية تمنعك من الفطور عندي.. |
يوسف: لا يا خويا لا.. |
أبو خالد: إذن ليش.. |
يوسف: عباسية عاملاً لي فطور صلحه.. وأنت عارف مش معقول أتركه وأفطر عندك.. |
أبو خالد: تتهنوا يا خويا.. والله سريتنا ربنا يجعل أيامك هنا وسرور.. |
يوسف: وأيامك يا خويا مع السلامة.. |
(نسمع أزيز السيارة وسيرها تختلط بموسيقى ثم تتوقف السيارة أما دار أبي خالد وينزل منها وينادي): |
أبو خالد: باصلوح.. باصلوح.. |
باصلوح: يا نعم يا عم.. |
أبو خالد: تعال خد السيارة دخلها الكراج.. |
باصلوح: زين يا عم زين.. قِدْني جاي.. |
أبو خالد: ما في أحد سأل عني.. |
باصلوح: سألت عنك العافية يا عم ما بْعَدْ سأل أحد.. |
(نسمع وقع أقدام أبي خالد وهو يصعد ثم صوت أم خالد وهي تقول): |
أم خالد: أهلاً يا سيدي كيف المرضانين.. |
أبو خالد: أدعي لهم.. اللي عندو ارتجاج في المخ لسه الخطر ما زال عنه واللي عندو كسور حاطين كسوره في الجبس.. |
أم خالد: ربنا يشفيهم ويعافيهم.. |
أبو خالد: يا سبحان الله يا أم خالد.. يا سبحان الله. إنه يمهل ولا يهمل.. |
أم خالد: أجل يمهل ولا يهمل.. |
أبو خالد: تذكري يا أم خالد يوم جيتك زعلان في رمضان وقلت لك إني سلمت على فلان وفلان وكانت ريحة الدخان طالعه من فِمِيمَهُمْ.. |
أم خالد: ايوا.. أذكر.. إيش همْ الأولاد هدولا.. |
أبو خالد: أيوا يا ستي هدولا همّ.. لاقوا جزاء إفطارهم.. اللَّهم لا شماتة لا شماتة.. |
أم خالد: يا لطيف وعقاب شديد ما بعدو عقاب.. يعني تفتكر يرتدعوا بعدما يتعافوا.. |
أبو خالد: مين يدري يمكن ربنا جازاهم حتى ينصلحوا ويرجعوا للطريق الصحيح.. |
أم خالد: أهو زي ما قلت ربنا يشفيهم ويهديهم.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت زجاج يكسر ثم صوت ولد يبكي يعقبه صوت امرأة تقول): |
المرأة: وتضرب الولد.. إن شاء الله تنكسر يدك يا صبي الكلب.. |
باصلوح: ما كلب إلا أهل الكلب.. احبسوا كلبكم ليش يكسر شبابيك الناس بالحجارة.. |
المرأة: إن شاء الله تنكسر رقبتك ورقبة اللي حايشينك ومفّحلينك.. |
باصلوح: واللي حايشيني تدعي عليهم ليش يا جارة السوء إن شاء الله رقبة اللي تِدْعِي تِنْكسر.. |
المرأة: تسكت والاّ أنزل أقطع التاسومة على رأسك.. |
باصلوح: اتفضلي.. سكتنا لك المرَّة اللي مضت.. لكن اليوم ما عادني ساكت على الأذية اللي يؤذيني أذية مين ما كان.. |
المرأة: الحق مو عليك الحق على عمانك.. |
باصلوح: وعماني هم اللي كسروا قزازا بيتنا.. ما هو ولدك الشيطان هو اللي كسره لازم تدفعي حقّ القزاز المكسر.. |
المرأة: انكسر حقك.. ماني دافعة ولا قرش ورايحة أخلي ولدي يكسر كل قزاز البيت.. |
باصلوح: وأنا رايح أوديه على الشرطة يربوه إذا أنت ما ربيتيه ويغرموك حق القزاز تدفعيه وأنت راضية.. |
المرأة: أدفعوا.. دا بعدك يا صبي النحس يا بو فم (أَفْقَمْ).. |
باصلوح: تقولي إيش يللي لسانك أطول من ديل التور.. |
المرأة: أنا تقول لي لساني أطول من ديل التور.. |
باصلوح: طيب موعاجبك أطول من ديل الحصان.. |
المرأة: وكمان الحصان.. أما صبي (مزبلح) مسحوب من لسانك أنا جايه لعمتك أخليها تربيك وإذا ما ربتك أنا أعرف أربيك.. |
باصلوح: تربيني ربي بزورتك قبيل ما تربي أولاد الناس.. |
أم خالد: قوم يا سيدي قوم.. خناقة بين جارتنا العزيزة وباصلوح.. |
أبو خالد: جارتنا كفانا الله شرها وإيش وقع باصلوح معاها.. |
أم خالد: ماني عارفة أنا قمت على صراخها وصراخه.. هيه تسبو وهوه يسبها.. |
أبو خالد: بس باصلوح ما لو حق يسبها حتى لو أخطت عليه.. هيه ست ولازم يحترمها ما لازم يطّاول بلسانه عليها.. |
أم خالد: اسمع يا سيدي لسه الخناقه دايره.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت المرأة): |
المرأة: أنا دحين أوريك.. |
باصلوح: توريني إيش قَدَّرِك.. |
المرأة: إيش قدرني.. تقول إيش قدرني.. دحين يجي جوزي وأنا أخليه يربيك ويقطع لسانك الزفر.. |
أبو خالد: هادا الصبي من فين عمال يكلمها؟ |
أم خالد: يظهر من الشباك اللي يطل على جهات بيتهم.. |
أبو خالد: ول على لسانو ما أقواه.. |
أم خالد: ولسانها نسيتو.. |
أبو خالد: باصلوح.. باصلوح.. اقفل الشباك يا واد وبلاش فضايح استحي.. هادي جارتنا.. والله وصّى بالجار.. اقفل اقفل قبل ما أنزل وأقفل فمك بضبّة ومفتاح.. |
|