الحلقة ـ 10 ـ |
أبو خالد: البلدية تعبت مع بياعين البسطات.. مخالفات.. مخالفات.. وما فيش فايده.. |
فريد: الربح أكثر من غرامة المخالفات. هادا السبب.. |
سعيد: يا أخي أنا رايح أجننّ.. |
أبو خالد: تتجنن من إيش يا سعيد يا خويا.. |
سعيد: أتجنن من بياعين السقط والكرش.. |
أبو خالد: تتجنن هو أنت لسه ما تجننت.. أنت حظّك من السما.. |
سعيد: همّا جننوك قبلي.. |
أبو خالد: ايوا وكنا رايحين نمسك بحلوق بعض ونضّارب وبعدها ننزل ضيوف على الشرطة إلاّ اللَّه.. |
سعيد: يا شيخ.. دول جماعة بيوظوا أعصاب الواحد ما يكفي وساختهم والكرش اللي باسطينها على الأرض زي بياعين الشرابات حتى يِلْحَسُوكْ بلسان أحد من السيف.. |
أبو خالد: وأوسخ من دَبِلْ الطهارة الله يعزك.. |
سعيد: طيب وبطلت تأكل كرش وانحرمت من شربة الشّكِنْبَهْ ومن السقط مع الحمص والكبده في السحور.. |
أبو خالد: لا.. ما انحرمت أبداً.. |
سعيد: كيف.. دلني.. يا خويا.. دلني.. أعمل معروف.. |
أبو خالد: الواد باصلوح حل المشكلة.. |
سعيد: قلّي.. دبرني.. نفسي في شربة شِكِنْبَهْ وسقط في رمضان.. |
أبو خالد: يوم ما تبغي كرشه تقول لي وأنا أخلي باصلوح يوصي الحضارمة الي يدبحوا جفرات وتيوس على كرشه أو اثنين مع السقط.. بس.. |
سعيد: بس إيش.. |
أبو خالد: بس قبل يوم على الأقل حتى تاخذ دورك.. |
سعيد: وهيه بالدور.. |
أبو خالد: أيوا يا سيدي بالدور وبالرَّعَوِيَّهْ كمان.. |
سعيد: بالرعويه ليش ما أحنا ندفع حقها.. |
أبو خالد: صحيح بس الطلب كثير والعرض قليل.. |
سعيد: طيب يا سيدي خليه يوصي لنا على كرشه وسقط لبعد بكره.. |
أبو خالد: حاضر يا خويا. حاضر.. |
سعيد: والفلوس كام.. |
أبو خالد: الكيس واحد.. نتحاسب بعدين.. |
سعيد: كتر خيرك.. كتر خيرك.. في أمان الله.. |
أبو خالد: في أمان الله.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها قرع جرس التليفون.. تأخذ أم خالد السماعة وتقول): |
أم خالد: مين.. فوزية.. إيش هادا.. طولت الغيبة في المدينة.. |
فوزية: الواحدة لما تروح هناك تنسى نفسها وهيا تذكر جهاد الرسول صلى الله عليه وسلم في تبليغ رسالة الإسلام ونشرها وما تعرض له من مؤامرات من اليهود والمنافقين وكفار قريش.. |
أم خالد: يا بختك كسبت زيارة المسجد والسلام على الرسول العظيم عليه أفضل الصلاة والتسليم.. |
فوزية: أنت وعمي مو ناويين على الزيارة.. |
أم خالد: النية موجودة يا بنتي بس الدعوة ما وصلت.. |
فوزية: أي دعوة؟ |
أم خالد: (تضحك) الحج دعوة يا فوزية والزيارة دعوة وربنا يكتب لنا الزيارة.. |
فوزية: إن شاء الله.. إن شاء الله.. |
أم خالد: ربنا يسمع منك.. |
فوزية: ما في أخبار من خالد.. |
أم خالد: لا غير برقية التهنئة اللي تعرفها واللي جاتك زيها.. أنت جاوبتيه.. |
فوزية: في يومها.. |
أم خالد: أما عمك حباله طويلة يا بنتي.. وأمتي نبغي نشوفك..؟ |
فوزية: الليلة إن شاء الله بعد التراويح.. |
أم خالد: ما تجي تفطري معانا.. |
فوزية: أصحاب أخويا جايين عندو على الفطور اليوم وأنا مشغولة زي ما أنت عارفه.. |
أم خالد: الله يعينك.. |
فوزية: إن شاء الله بكره آجي عندكم.. |
أم خالد: ترى نِستنَّاكِ على الفطور.. |
فوزية: إن شاء الله.. |
أم خالد: وأمك وأبوك وأخوك.. |
فوزية: لا.. هادي المرة أنا وحدي.. |
أم خالد: زي ما تحبي.. |
فوزيه: في أمان الله.. |
أم خالد: في أمان الله.. |
(يُفتح باب الزقاق ويدخل أبو خالد وهو يقول): |
أبو خالد: باصلوح.. يا واد.. |
باصلوح: أيوا يا عم.. |
أبو خالد: كنت نايم.. |
باصلوح: لا.. |
أبو خالد: كنت فين.. |
باصلوح: في الجنينة أسقي الخضرة.. |
أبو خالد: برافو عليك.. برافو عليك.. اسمع.. |
باصلوح: قول يا عم.. |
أبو خالد: عمك سعيد يبغي كرشه وسقط بعد بكره.. وصي جماعتك.. |
باصلوح: بس عمي سعيد ما يعجبو العجب ولا الصيام في رجب.. |
أبو خالد: كيف يا واد؟ |
باصلوح: هادا يبغي الكرشه تطلع من الطلي منضفة بالتَّايِدْ.. |
أبو خالد: (يضحك) على كل حال الكرشه والسقط اللي تجيبها كل مرة أنضف من كرش وسقط الواد (قَرَنْبَعْ).. |
باصلوح: حاضر يا عم.. |
أبو خالد: لا تنسى.. أنا طالع فوق.. |
(نسمع صوت صعوده ثم صوت أم خالد وهي تقول): |
أم خالد: تحيرت يا سيدي في السوق اليوم.. |
أبو خالد: المعارف والحبايب هم اللي عطلوني وحيروني وبعدين صليت الظهر وجيت.. |
أم خالد: المقاضي جو مع باصلوح وأنت تحيرت انشغل بالي.. |
أبو خالد: ربنا ما يشغلك بال.. ودحين أبغي أسحبها نومه.. لأني مشيت شوية والدنيا حارة.. ولساني شايفو أدلدل من العطش.. |
أم خالد: خش نام والتعب كلو رايح يزول.. |
أم خالد: يا إلهي! ابتدأت حفلة رقص الزنوج عند جيراننا الأعزاء.. وقد اشتركت في أدائها أحدث آلات عرفها فن العزف فمن (هوند) قام بدور ضابط (الإيقاع) (نسمع صوت الهوند) إلى (صنبور الحنفية) وقد قام بدور (الشيلّو) إلى (القدور) وقد قامت بصوت الطبول، إلى (الصحون) وقد قامت بدور الصاجات إلى الموسيقى الحالمة وقد قامت بآدائها (ماكنة اللحمة) إلى الموسيقى المعربدة وقد أدتها خير أداء (ماكنة تنظيف السجاد) واصطفاق الأبواب إلى صوت جارتنا العزيزة جداً (أنكر الأصوات) وهو يصدر الأوامر ويزجي (بتحيات) الشتائم والمسبّات على الخدم إلى بنات جارتنا اللائي انصرفن إلى سماع الراديو وقد فتحته على (أعلى) سلم في الموسيقى تاركات صاحبة الصوت الرخيم جارتنا (الموسيقارة) العظيمة تستمتع بعزف (الجاز) وسرت في جسمي رعشة وهزة من أن يصحو (أبو خالد) من النوم وأنا أنتظر انتهاء الوصلة الأولى من أوركسترا جيراننا الأعزاء (جداً) بيد أنها تتابعت بدون انقطاع إلا عند فترة الخروج من نغم إلى آخر ومن رقصة إلى أخرى. ولم يبق في قوس صبري منزع فنهضت لأدعو الخادم وإذا لا بسيدي أبو خالد يجأر. |
أبو خالد: ألم تنته الوصلة الأولى من حفلة جارتنا العزيزة؟ |
(ويستمر العزف وتقول أم خالد): |
أم خالد: زي ما أنت سامع.. وصلة وراء وصلة والنهار طويل.. |
أبو خالد: لا حول ولا قوة إلا بالله.. |
(ثم ينادي) باصلوح! باصلوح! |
باصلوح: يا نعم.. |
أبو خالد: روح يا ولد لجارنا وقلو عمي يسلم عليك ويترجاك تهونوا شويه من الدق والخبط فالدنيا رمضان وكل رمضان وأنتو بخير.. |
باصلوح: يا عم.. جارنا ما يقدر على (حرمته) يخاف منها.. |
أبو خالد: يا واد وطِّي صوتك لا تسمعك عمتك.. |
باصلوح: وأنت تخاف كمان من عمتي.. |
أبو خالد: وجع في لسانك.. تبغى تفضح المستور.. |
باصلوح: طيب سكتنا.. أروح.. |
أبو خالد: روح لحرمة جارنا وقل لها عمتي تسلم عليكم وتقول لكم هونوا دقكم وخبطكم من فضلكم في هذا الشهر (الفضيل).. |
باصلوح: حاضر.. يا رب تسترنا من صاروخ (مكنسه) وإلاّ (مدّاس) طاير.. |
أبو خالد: وانصرف الخادم ورجعت لأنقل لزوجتي ما قلته على لسانها.. وربما فسره بعضهم على خوفي من زوجتي.. لا.. يا ناس.. ليس هو الخوف وإنما هو الاحترام لها وإشراكها في المسؤولية وابتسمت زوجتي حين أخبرتها بما قلته على لسانها وقالت.. |
أم خالد: عمرهم ما يردوا علينا.. إحنا لازم نفكر في استئجار شقة غير هادي.. |
أبو خالد: وقطع علينا الحديث صوت جارتنا وهو يلعلع كالرعد ويهدر كالبحر ولم نستطع أنا وزوجتي أن نسمع كل كلمة قالتها بالرغم من أن الجدار الفاصل بيننا من النوع (الموصل جداً) للأصوات، وليس من النوع العازل فقد كانت تتكلم بسرعة عشرين كلمة في الدقيقة وكانت تتوعد وتزمجر وزوجتي تفرك يديها وتعض على شفتيها كأنما تحاول أن تكيل لها من (الردح) أقذعه وأفظعه.. |
أم خالد: باب الزقاق انفتح يمكن باصلوح رجع.. |
باصلوح: (ينادي) الحقني يا عم.. تاسُومَهْ طايره (فضَّخّت) جبيني |
أبو خالد: تاسومه (فضخت) جبينك.. يعني إيش (فضخت).. |
باصلوح: شفت.. جرحت جبيني الدم نازل.. |
أبو خالد: التاسومه من جارتنا.. |
باصلوح: مين غيرها ربنا يكسر إيدها.. |
أم خالد: خد.. هادا المر كركروم وهادا القطن.. إسعف المسكين.. أحنا سببنا لو هادي الضربة.. |
أبو خالد: الجرح بسيط يا واد.. أنت تهول الأمور.. |
باصلوح: الجرح يا عم جرح اللسان.. جارتنا قطع الله لسانها لما كلمتها هجمت علي كما اللبوة وقالت: |
(نسمع صوت الجارة وهي تقول): |
الجارة: روح يا واد يا كلب.. إيش دخّل عمتك في بيوت الناس.. قل لها الناس (حرين) في بيوتهم واللي عاجبو عاجبو واللي مو عاجبو (يرحل).. |
أبو خالد: سمعت يا أم خالد.. تحيات جارتنا لا كتر الله من أمثالها.. |
أم خالد: سمعت يا سيدي.. إيش أبغي أقول.. |
أبو خالد: قولي اللَّهم إني صائمة.. اللَّهم إني صائمه.. |
أم خالد: اللَّهم إني صائمة.. اللَّهم إني صائمة.. |
|