شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 9 ـ
أبو خالد: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وأعاننا وقدرنا وهدانا وأرشدنا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله..
أم خالد: وأن تعدوا نعمة الله لا تحصوها..
أبو خالد: اللَّهم اجعلنا من الحامدين الشاكرين..
أم خالد: قولّي يا سيدي إيش برنامجك الليلة..
أبو خالد: أبغي أحضر الليلة الدرس اللي يعطيه في الحرم الشيخ عبد اللطيف..
أم خالد: والدرس امتى..
أبو خالد: بين المغرب والعشاء..
أم خالد: إذن دوبك تروح.. وبعد الدرس..
أبو خالد: أرجع للبيت ونفكر وقتها في برنامج فليالي رمضان طويلة..
أم خالد: فليكن ما تريد.. في أمان الله..
أبو خالد: في أمان الله..
(تنطلق السيارة ثم أصوات الطائفين حول الكعبة ثم صوت عبد اللطيف يقول):
الشيخ عبد اللطيف: حدثناكم في الحلقات الماضية عن الصوم ومتى شرع وذكرنا نبذة تاريخية عن الصوم عند غير المسلمين وألمحنا إلى ما يتميز به صيام أهل الإسلام..
أبو خالد: (لباصلوح) يا خسارة يا باصلوح راحت علينا هادي الفوائد.
الشيخ عبد اللطيف: والليلة نحدثكم عن فوائد الصوم الاجتماعية..
باصلوح: الشيخ بحر من العلم يا عم وما فاتنا إلا القليل..
الشيخ عبد اللطيف: تتمايز المجتمعات في درجات الحضارة والرقي بتمايز الأفراد في مجتمع عن الآخرين في مجتمع آخر بقوة الإرادة ومضاء العزيمة والصوم أفضل وسيلة لتربية قدرة الإرادة فما الصائم إلا الإنسان يمارس الصبر على اللذائذ المباحة ليستطيع الصبر على اللذائذ المحرمة..
أبو خالد: ما أعظمها من فائدة..
الشيخ عبد اللطيف: والصوم يفيد في تربية الجماهير على تحمل الجوع والعطش والحرمان وهو أمر تتعرض له كل أمة خلال الحرب كما تتعرض له في فترات السلم وفي أيام الجدب ونقصان الأغذية.. ويتعرض له الأفراد أيام الضيق وفي الأسفار والسجون والمعتقلات..
أبو خالد: هل تسمح بالكلام أيها الشيخ؟
الشيخ عبد اللطيف: تكلم لعلَّ في كلامك فائدة تجتنى..
أبو خالد: تأييداً لكلامكم أروي لك هذه الحادثة..
الشيخ عبد اللطيف: قل وأوجز..
أبو خالد: كنت طالباً في إحدى المدارس بأستانبول ودخلت تركيا الحرب العالمية الثانية فخفت الانقطاع فأخذت القطار إلى دمشق فاعتقلني الحلفاء وسجنت في قلعة (المزيريب) مع كثيرين غيري..
الشيخ عبد اللطيف: وأين تقع (المزيريب)
أبو خالد: في سوريا..
الشيخ عبد اللطيف: أفادك الله وبعد..
أبو خالد: وكان الطعام ينقل إلينا من دمشق بالسيارات.. وفي فصل الشتاء فوجئنا بهطول الثلج بغزارة سدت الطرق فانقطعت المواصلات بيننا وبين دمشق..
الشيخ عبد اللطيف: لا حول ولا قوة إلا بالله..
أبو خالد: واستمر الانقطاع ثمانية أيام لقينا فيها من الجوع جهداً كبيراً..
الشيخ عبد اللطيف: وبعد..
أبو خالد: وقد لاحظت أنه لم يصمد في هذه الفترة إلاّ الذين اعتادوا الصيام من قبل بينما تهاوى الآخرون على فرشهم لا يكادون يستطيعون حراكاً.. وهذا فيه تأييد لما ذكرت من فوائد الصوم.
الشيخ عبد اللطيف: أفدتنا جزاك الله عنا كل خير.. والآن يا إخوان حان موعد صلاة العشاء فإلى الغد إن شاء الله تعالى..
الجميع: إن شاء الله تعالى..
باصلوح: حكايتك يا عم أضفت على حديث الشيخ عبد اللطيف جمالاً فوق جماله.. يا ريتك تتحفنا بكره يا عم بحاجات حلوة زي الليلة..
أبو خالد: ربنا يدينا العمر والصحة والعافية ولبكره فيها فرج..
(صوت أم خالد وهي تقول):
أم خالد: يا مرحبا بأم يوسف.. يا مرحبا.. أنت آنستينا ونورت بيتنا..
أم يوسف: أنت الإنس وأنت الخير والبركة علينا كلنا يا أم خالد..
أم خالد: الله يبارك فيك.. أتفضلي أهلاً وسهلاً..
أم يوسف: أخويا فين؟
أم خالد: سيدي في الصلاة..
أم يوسف: وي أنا نسيت هوه ما شاء الله ما يترك صلاة التراويح.. وبعد الصلاة يبغى يرجع على البيت وإلاّ عنده سهرة بره..
أم خالد: لا.. ما قلّي.. لو يبغي يسهر بره كان قلّي.. زمانو جاي.. بس أنت عارفه.. بعد التراويح الواحد يشوف ناس ومعارف ما يحلم يشوفهم لولا الصلاة..
أم يوسف: وهادي من فضائل صلاة الجماعة ثواب من الله تعالى ومناسبة أنو الواحد يشوف معارفو وأحبابو وقرايبو..
أم خالد: صدقيني أنا لما أروح للصلاة في الحرم أشوف ستات معارف وقرايب وأعرف الأحياء من الأموات والغايبين من الحاضرين..
أم يوسف: بس عندنا مشكلة في الصلاة هيا مشاكل الحريم اللي يجيبوا بزورتهم معاهم على الحرم.. لا يصلّوا همّا ولا يخلو الواحد يعرف يصلي…
أم خالد: صدقت.. والغريبة زامور البزورة ما ينفتح ((إلاّ عندما ننتظم للصلاة)).
أم يوسف: والشحادين والشحادات كل بنت زي الفرس وكل ولد زي الحصان دايرين يشحذوا..
أم خالد: والمصيبة شحدا بقلة أدب.. يجروك من عبايتك أو يدعسولك على مشايتك.. أنا شقوا لي عبايتي قبل يومين..
أم يوسف: وجوزي قطعوا مداسو بعدما صلى المغرب بالحرم الليلة..
أم خالد: الغريبة شرطة الحرم مو مقصرة تطاردهم وتلمهم في السيارات وترسلهم على الملجأ ومع ذلك تأتي يوم ينبعوا لك زي الماء ما تعرفي من فين طلعوا..
أم يوسف: والمصيبة البلد فيها أزمة خدم وخدامات وكثير من دول البنات الشحادات والأولاد الشحادين يصلحوا خدامين عز الطلب..
أم خالد: لو قلت للبنت تعالي اشتغلي عندي تدير لك ظهرها وتضحك..
أم يوسف: بالطبع الشحدة أهون من الخدمة في البيوت..
أم خالد: على كل الشرطة السنة هادي محمرة عينها عليهم وربنا معاهم..
أم يوسف: يا شيخه والله الواحد ينكسف.. احنا مشهورين ببلاد الدهب الأسود ولما يجو كبار الحجاج والزّوار ويشوفو منظر الشحادين والشحادات إيش يقولوا..
أم خالد: أطمئنك.. اجراءات شديدة عمال تتخذ ضدهم سيدي أخوك قللي عنها..
أم يوسف: ربنا يوفقهم..
(أم خالد تسمع صوت باب الزقاق فتقول):
أم خالد: سيدي.. جاء.. باب الزقاق انفتح..
أبو خالد: (ينادي) يا هو.. في ناس عندك..
أم خالد: ايوا يا سيدي أم يوسف..
أبو خالد: يا مرحبا يا ختي يا مرحبا أنا طالع..
باصلوح: تبغي مقاضي يا عم..
أبو خالد: دحين عمتك ترسل لك الورقة والفلوس قضِّي بسرعة وأرجع..
باصوح: زي الطير..
(يطلع أبو خالد وهو يقول):
أبو خالد: يا مرحبا.. شَقَّة عزيزة..
أم يوسف: الله يعزك يا خويا ويعمر دارك.. وكل رمضان وأنت بخير..
أبو خالد: وأنت بخير.. بس ليش ماجيتي على الفطور أنت وجوزك..
أم يوسف: احنا نزلنا من الطايف اليوم العصر ورحنا رأساً لبيت والد جوزي. وبعد الفطور عنده وصلني أبو يوسف عندكم وراح التراويح..
أبو خالد: وما يبغي يجي عندنا..
أم يوسف: كيف؟ هادا يصير ما يجي عندك..!!
أبو خالد: طيب ليش تْحَيَّرْ..
أم يوسف: لا بد انشغل مع المعارف والقرايب اللي شافهم وهو خارج من صلاة التراويح..
باصلوح: (ينادي) عمي فريد وصل..
أبو خالد: أهلاً وسهلاً أتفضل يا أبا يوسف.. بيتنا عليه نور..
فريد: كل رمضان وأنتو بخير..
أبو خالد: ونت بخير يا هلا.. ويا مرحبا.. فين البزورة؟
فريد: خليناهم بالطايف عند عمتهم..
أبو خالد: ما لك حق.. كنت جبتهم نشوفهم والله اشتقنا ليوسف.. لا بد دحين صار راجل..
فريد: ما شاء الله كبر بس عفريت..
أبو خالد: الأولاد في سنو تكثر عفرتتهم ربنا يخليهم ويحلي لهم أيامهم..
فريد: آمين يا رب..
أبو خالد: طيب فين حوايجكم..
فريد: في بيت أبويا..
أبو خالد: وهادا مو بيتك..
فريد: هادا بيت أخويا وأعز..
أبو خالد: وما لنا حصة.. تعالي يا أم يوسف..
أم يوسف: أنا سمعت..
فريد: إيش رأيك تنامي يا أم يوسف عند أخوك وأنا أنام عند أبويا ونرضي الاثنين..
أم يوسف: أنصفت يا سيدي أنا موافقة..
أبو خالد: وفطوركم بكره عندنا مع والدك يا أبو يوسف.. خليه يشرفنا حتى تزورنا البركة..
فريد: الله يبارك فيك..
أبو خالد: وكيف الهوى بالطايف..
فريد: براد مقبول.. وجو لطيف والواحد ما يشعر بالصوم أبداً..
أبو خالد: ربنا يحيينا ويحييك بكره يجي الصيام في الحر ونصوموا بالطايف..
فريد: ربنا يحيينا ويحييكم الحياة الطيبة..
أم يوسف: أبغي أستأذنك يا خويا وآخذ أم خالد وأنزل على السوق..
أبو خالد: لا بأس..
فريد: الستات ما عندهم شغل غير نزلة السوق.. ما يشبعوا من الشرا
أبو خالد: واحنا المساكين الرجاله..
(أم يوسف والله ماني دَاريْا مين المساكين فينا)..
أبو خالد: أنتو تبغو تنزلوا على السوق.. خذو معكم الصبي باصلوح وأنا وفريد نبغى نتفرج على بسطات مكة.
(تسمع أصوات الباعة)..
أصوات: منفوش.. يا منفوش..
أصوات: دجاج البر.. دجاج البر..
أصوات: حلاوة لدو.. هريسه ومهجمية..
أصوات: أًنْقُرْ ما نِيسْ بارد مثلج تختلط بأبواق السيارات وضجيج المشائين نسمع بعدها صوت فريد يقول)..
فريد: إيش هادا يا أبو خالد.. الواحد ما يقدر يمشي مع (البسطات) اللي سادا الطريق..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :760  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 9 من 83
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[صفحة في تاريخ الوطن: 2006]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج