الحلقة - 11 - |
(نسمع أصواتاً تختلط بموسيقى مرعبة وصراخ وعويل وسقوط قتلى وأنين جرحى ثم صوت القائد الإسرائيلي يوشع بن نون يقول): |
جشم: ها هي قافلة وفد بني إسرائيل تدنو من المكان الذي قررنا أن نقضي عليها فيه.. هل أنت ومن معك (يا ضراغم) مستعدون؟ |
ضراغم: أجل (يا جشم) أجل.. |
جشم: عندما أصرخ الويل للمعتدين.. تبدؤون الهجوم.. اقتلوا ولا تأسروا فإنهم لا يستحقون إلا القتل.. |
ضراغم: وستتولى (سيافة) ومن معها من النساء العربيات القضاء على الإسرائيليات المرافقات لهذا الوفد.. |
جشم: هذه هي الخطة والآن ليأخذ كل منا مكانه في المعركة.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سيافة تقول): |
سيافة: هل أنت مستعدة يا (تمائم)؟ |
تمائم: كل الاستعداد يا سيافة.. |
سيافة: إن علينا الفتك بالإسرائيليات يا (تمائم).. |
تمائم: سنفتك بكل من يقف في طريقنا نساءً ورجالاً.. |
سيافة: بورك فيك يا (تمائم).. ولكن.. |
تمائم: ولكن ماذا يا (سيافة)؟ |
سيافة: خذي حذرك يا (تمائم).. |
تمائم: ماذا؟ |
سيافة: إن الإسرائيليات يرتدين زي الرجال.. |
تمائم: لا تخافي فرائحة بنات حواء لا تخفي يا سيافة.. |
سيافة: هيا ننتظم أماكننا فساعة المعركة قد أزفت ولنصغ إلى صوت قائد (جشعم) يا تمائم.. |
تمائم: هيا فكلي آذان وأسماع صاغية تتلهف للقاء الأعداء.. |
سيافة: والعدوات يا تمائم أليس كذلك؟ |
تمائم: كيف لا وهن غنيمتنا هذه الليلة.. |
(سكون مطبق لا نسمع فيه وقع حوافر حمير الوفد الإسرائيلي ثم يقطع هذا السكون صوت جشم يصرخ قائلاً): |
جشم: الويل للمعتدين.. الويل للمعتدين.. |
سيافة: اقتلوهن.. إنهن مسلحات لا تأخذكن بهن شفقة أو رحمة إنهن مغتصبات.. |
جشم: لقد أبيد أعداؤنا عن بكرة أبيهم بورك في رجالنا ونسائنا.. وهنيئاً لنا بالنصر.. |
أصوات: بورك فيك أيها القائد.. |
جشم: مرحى لفتيان وفتيات عمون ومؤاب مرحى.. مرحى.. مرحى..! |
أصوات: مرحى.. مرحى.. مرحى.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت القائد الإسرائيلي يوشع ابن نون يخاطب رفيقه كالب بن يوغتة): |
القائد: إنها فجيعة ما بعدها فجيعة يا رفيقي.. ولكن كيف عرفت كل هذه التفاصيل؟ |
رفيقه: من (أيشالوم) أحد أفراد الوفد فقد جرح أثناء هجوم الكنعانيين وتظاهر بالموت.. وحين ذهب المهاجرون مشى حتى شاهدته الدورية التي كنت أقودها فروى لي القصة كما حدثت ثم فاضت روحه إلى بارئها.. |
القائد: خسارة موت (أبشالوم) إنه من خيرة فرساننا.. |
رفيقه: الموت يختار دائماً جواهر الرجال.. |
القائد: والآن ما الرأي يا رفيقي.. لقد تعقد الموقف وازداد عدد ضحايانا.. |
رفيقه: الرأي أن ننتظر فربما حدثت مفاجأة تكون في صالحنا.. |
القائد: ننتظر ريثما يقضي الكنعانيون على قوتنا المحدودة.. |
رفيقه: ولكنه أهون الشرين سيدي القائد.. |
القائد: لقد ألمحت يا رفيقي إلى المفاجآت.. فما هو نوع هذه المفاجآت؟ |
رفيقه: مثلاً يقع انقسام في صفوف الكنعانيين والعمونيين والمؤابيين.. |
القائد: خلاف وانقسام ذلك مستحيل يا رفيقي.. إن إسرائيل هو العدو المشترك لهؤلاء العرب والموحد لصفوفهم.. |
رفيقه: إن العرب لا يطيقون حرب المطاولة إذ سرعان ما يدب الملل بين صفوفهم.. وهنا عنصر المفاجأة أيها القائد.. |
القائد: إنني أشك فيما تقول يا رفيقي.. |
رفيقه: ستكشف الأيام كل شيء لك يا سيدي القائد.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت صرواح يقول): |
صرواح: سيدي المليك.. |
عبد
حيبار: ما وراءك يا صرواح.. بشر ولا تنفر.. |
صرواح: كل الخير يا مولاي.. |
عبد
حيبار: قل وافصح يا صرواح.. |
صرواح: نصبت قيادتنا في غور الأردن كميناً للوفد الذي أرسلته قيادة بني إسرائيل للحصول على المؤن والذخائر ((مساعدة الأعراب النازلين على سفوح جبال الغور)) وهاجمته في الوقت المناسب فأبادته عن بكرة أبيه. |
عبد
حيبار: يا لها من بشرى سارة يا صرواح.. |
صرواح: ولعلّه مما يسر مولاي أن قوات من المتطوعين والمتطوعات بقيادة (صمصام) و (سيافة) قد اشتركت في هذا الهجوم وأبلت بلاءً حسناً.. |
عبد
حيبار: سيافة!! أتعني الفتاة العمونية يا صرواح؟ |
صرواح: أجل يا مولاي.. أجل.. |
عبد
حيبار: ومن (صمصام) هذا يا صرواح؟ |
صرواح: إنه فارس من فرسان العمونيين كان طلب يد (سيافة) من أبيها فقبلت الزواج منه بشرط أن يكون ذلك بعد القضاء على بني إسرائيل.. |
عبد
حيبار: يا لها من فتاة مخلصة لقومها وبلادها.. إنني فخور بمثل هذه الفتاة.. |
صرواح: إنه شرف لها إذا ما عملت به.. |
عبد
حيبار: بلغها ذلك في رسالة بتوقيعي وبلغ أيضاً جميع من اشتركوا في هذا الهجوم.. |
صرواح: أمرك مولاي.. |
عبد
حيبار: إن أمة فيها مثل هذه الفتاة لا شك أنها ستنتصر مهما قست عليها الأيام.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى أفراح وأهازيج وأناشيد وزغاريد وصوت جشم يقول): |
جشم: لقد أوفدني ملك الكنعانيين للاشتراك في حفل زفاف (تمائم) البطلة العمونية من البطل العموني (غضنفر).. |
ضراغم: إن (تمائم) تستحق كل هذا التكريم من ملك الكنعانيين ( يا جشم) لقد قاتلت قتال الأبطال في هجومنا على الوغد الإسرائيلي.. |
جشم: لماذا يا أخي نتابع هؤلاء المغتصبين في تسمية أنفسهم ببني إسرائيل ولماذا لا نسميهم باسمهم الحقيقي يا ضراغم؟ |
ضراغم: ما هو يا جشم؟ |
جشم: إنهم العبرانيون وإن إسرائيل وهو النبي يعقوب بريء من هذا الشعب القذر.. |
ضراغم: سنطلق عليهم بعد اليوم اسم العبرانيين، والآن ماذا ترى سيفعل العبرانيون بعد الضربة القاصمة التي نزلت بهم؟ |
جشم: لا أدري يا ضراغم وأنا بانتظار تعليمات قائدنا (صرواح).. |
سيافة: مبروك يا (تمائم) مبروك.. لقد أحسنت الاختيار (فغضنفر) من خيرة شباب العمونيين وفي القمة من فرسانهم.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت تمائم تقول): |
تمائم: العقبى عندكم يا (سيافة) لقد كنت أوثر أن يتم زفافنا معاً أنت على (صمصام) وأنا على (غضنفر).. |
سيافة: ولكني آليت على نفسي ألا أتزوج من (صمصام) إلا بعد أن تتطهر بلادي من دنس العبرانيين.. |
تمائم: ولكني أرى أن قتالنا مع العبرانيين سيكون طويلاً ومريراً.. |
سيافة: لماذا تظنين ذلك يا (تمائم)..؟ |
تمائم: ذلك لأن العبرانيين شذاذ آفاق ويريدون مكاناً يستقرون فيه ولو خاضوا في سبيل ذلك بحراً من الدماء.. |
سيافة: ولكننا لهم بالمرصاد ولن نمكنهم من تحقيق حلمهم هذا يا تمائم.. |
تمائم: ولكن موقف العمونيين والمؤابين من مساعدة الكنعانيين لا ينم بالجدية يا (سيافة).. أليس من المعيب في حق العمونيين والمؤابيين أن نتطوع نحن النساء وفئة من الرجال بينما جيوش البلدية قابعة في ثكناتها كأن أمر العبرانيين لا يعنيها.. |
سيافة: قد تكونين مصيبة في رأيك ولكن علينا أن نثير الناس على هؤلاء الحكّام المنشغلين بخلافاتهم الداخلية تاركين عدوهم اللدود يسرح ويمرح.. |
تمائم: هذا تخطيط جميل يا (سيافة) يجب أن ننفذه لأننا نخشى ألا يستطيع الكنعانيون المقاومة وخاصة وأن هنالك شائعات عن تحرشات من اليونانيين النازلين في جهات غزة وعسقلان.. |
سيافة: وهؤلاء اليونانيون الذين وفدوا من سواحل البحر الأبيض على بلادنا أليسوا مغتصبين أيضاً يا أختاه؟ |
تمائم: أجل يا سيافة إنهم كالعبرانيين حذوك النعل بالنعل.. |
سيافة: ولكن هؤلاء اليونانيين المغتصبين يسمون بالفلسطينيين ويقولون أنهم أصحاب حضارة وتقدم وخاصة في صناعة الحرب والقتال.. |
تمائم: بلى يا أختاه بلى.. إنهم يستعملون سلاحاً فتّاكاً صنعوه من ماذة صلبة تسمى الحديد.. |
سيافة: أخشى ما أخشاه أن يتم الاتصال بينهم وبين هؤلاء العبرانيين وهنالك الطامة الكبرى.. |
تمائم: يقيني أن هذه التحرشات التي يقوم بها اليونانيون في غزة ضد الكنعانيين ربما تكون باتفاق مع العبرانيين.. |
سيافة: ولكن كيف أمكنهم الاتصال بالعبرانيين ونحن أغلقنا سبل الاتصال بينهم وبين أي أحد.. |
تمائم: يخطر في بالي يا سيافة.. |
سيافة: ماذا يا تمائم؟ |
تمائم: لا شك أن جميع العبرانيين لم يتمكنوا من الخروج من بلاد الفراعنة ولا بد أن هنالك بقية منهم.. هذه البقية ربما علمت بسوء حال جماعتهم في غور الأردن فاتصلت باليونانيين في غزة وألبتهم على الكنعانيين.. |
سيافة: لا استبعد تصورك هذا يا (تمائم) إذ ليس من المعقول أن يكون كل العبرانيين خرجوا من بلاد الفراعنة مع نبيهم (موسى).. |
سيافة: هاهو عريسك قادم مع رسول ملك الكنعانيين.. إنك تستحقين هذا التكريم من ملك الكنعانيين يا (تمائم) وتستحقين هذا الزوج البطل.. مبروك.. مبروك.. |
تمائم: شكراً يا سيافة شكراً.. وإني لأتطلع بفارغ الصبر إلى اليوم الذي تزفين فيه (صمصام).. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت رفيقه يخاطب القائد): |
رفيقه: بشراك سيدي القائد.. بشراك.. |
القائد: بماذا يا رفيقي.. قل.. افصح.. |
رفيقه: قبضنا على أحد الكنعانيين وبعد تعذيبه ألوان العذاب أخبرنا.. |
القائد: أن هنالك تحرشات ومصادمات بين اليونانيين في غزة والكنعانيين الذين اضطروا إلى سحب بعض قواتهم التي وضعوها أمامنا لمواجهة هذه التحرشات الجديدة.. |
القائد: يا لها بشرى سارة يا رفيقي.. |
رفيقه: ألم أقل لك سيدي القائد عن المفاجآت وهذه مفاجأة.. |
القائد: يا لها من مفاجأة سارة.. |
رفيقه: علينا أن نستغلها خاصة وأن حكام العمونيين والمؤابيين مشغولون بخلافاتهم الداخلية.. |
القائد: سنقوم بهجوم مباغت على الكنعانيين نفك به طوق الحصار لعلّنا نصل إلى أريحا فأريحا هي هدفنا المقبل.. |
رفيقه: ولكن (أريحا) مدينة مدينة حصينة سيدي القائد وإني أخشى أن يستعصي علينا فتحها.. |
القائد: ربما حدثت مفاجآت يا رفيقي.. المهم فك طوق هذا الحصار والخروج من هذه الأماكن الوعرة إلى سهول أريحا ونهر الأردن.. |
رفيقه: فليكن ما تريد سيدي القائد.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت صرواح يقول): |
صرواح: سيدي المليك؟ |
عبد
حيبار: ما وراءك يا صرواح؟ |
صرواح: تواترت الأنباء عن تحشدات من اليونان المغتصبين للقسم الجنوبي من بلادنا.. |
عبد
حيبار: يا لها من أخبار مزعجة.. ماذا أعددت لمواجهة الموقف؟ |
صرواح: إنني مضطر لسحب بعض قواتنا الرئيسية الموجودة في غور الأردن لمجابهة اليونانيين فخطرهم لا يقل عن خطر العبرانييين إن لم يكن أشد ذلك لأنهم يملكون أسلحة فتّاكة مصنوعة من معدن يسمى الحديد.. |
عبد
حيبار: إن سحب بعض قواتنا الرئيسية من غور الأردن سيمكن العبرانيين من فك حصارنا لهم.. |
صرواح: صحيح يا مولاي ولكن بعض الشر أهون من بعض.. |
عبد
حيبار: كيف يا (صرواح) كيف؟ |
صرواح: إن العبرانيين إذا تمكنوا من فك حصارنا لهم فستكون وجهتهم مدينة أريحا.. وأريحا محصنة تحصيناً جيداً يُعْجِزْ العبرانيون اختراقه.. |
عبد
حيبار: ثم ماذا يا (صرواح)؟ |
صرواح: ثم إن العبرانيين سيكونون مكشوفين لجيوشنا في سهول أريحا والأردن. |
عبد
حيبار: وا أسفاه يا (صرواح) أن يشتغل جيراننا العمونيون والمؤابيون بخلافاتهم الداخلية ويتركونا نواجه عدونا المشترك يتحكم في سير المعارك.. |
صرواح: شيء يؤسف له حقاً يا مولاي لا يدرك هؤلاء القوم هذا الخطر الذي يتهدد كياننا وكيانهم أيضاً.. |
عبد
حيبار: صحيح يا (صرواح) صحيح.. حتى تحتمس الأول فرعون مصر بعثت أناشده مساعدتنا في حربنا مع العبرانيين فأجاب أنه مشغول بمشاكله الداخلية.. |
صرواح: علينا أن نعتمد على ربنا وأنفسنا سيدي المليك.. |
عبد
حيبار: بلى يا صرواح بلى.. ولكن الخطر محدق بمملكة الكنعانيين من كل جانب.. |
صرواح: علينا أن نعتمد على ربنا وأنفسنا سيدي المليك.. |
عبد
حيبار: صدقت يا صرواح صدقت.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت جشم يقول): |
جشم: ها نحن ننقل إلى جهات (غزة) يا ضراغم لمواجهة الحشود اليونانية.. |
ضراغم: إننا جنود وما علينا إلا السمع والطاعة.. |
جشم: أجل يا ضراغم أجل ولكن نقلنا هنا سيمكن العبرانيين من فك وثاق الحصار الذي طوقناهم به.. |
ضراغم: لعلّ قواتنا هنالك تستطيع إحباط أية محاولة لفك هذا الحصار.. |
جشم: إني أخشى هجوماً مباغتاً من العبرانيين يبذلون فيها بعض الضحايا في سبيل فك هذا الحصار.. |
ضرغام: ولماذا هذا التشاؤم يا جشم.. ودعنا نفكر في العدو اليوناني المتحفز لابتلاعنا.. |
جشم: ولكن العدو اليوناني لا يفكر في استيطان بلادنا وتشريدنا منها.. |
ضراغم: كيف يا جشم كيف وهو يقيم في القسم الجنوبي من بلادنا.. |
جشم: إنه احتلال مؤقت لا يلبث أن يزول.. أما الاحتلال العبري فيستهدف إفناءنا وإبادتنا وإجلاء من يتبقى منا ليستوطن مكانه.. |
ضراغم: حقاً إنه خطر فظيع.. فظيع جداً يا جشم.. |
جشم: ومن المؤسف يا (ضراغم) إن جيراننا العمونيين والمؤابيين غير متنبهين للخطر المحدق بهم وبنا.. إنه خطر يستهدف كل هذه المنطقة يا ضراغم.. |
ضراغم: صه يا جشم صه.. إني أبصر تحركات مريبة من جانب اليونانيين.. لعلّهم يريدون القيام بهجوم مفاجىء.. |
جشم: ربما يا ضراغم.. إنهم قوم حذقوا أساليب الحرب والنضال.. |
ضراغم: لقد أحبطنا الهجوم يا جشم ولكن الثمن كان فادحاً.. |
جشم: إن سلاح اليونانيين كان فاتكاً فقد أودى بأرواح الكثيرين من رجالنا.. |
سيافة: خسرنا قائداً ممتازاً كان يعرف كيف يؤقت المعركة.. |
تمائم: أتعنين (جشم) يا سيافة؟ |
سيافة: بلى يا تمائم بلى.. |
تمائم: ولكنه أرسل إلى جهة رأي قائد جيوش الكنعانيين (صرواح) أن (جشم) خير من يقودها.. |
سيافة: ولكننا هنا بأمس الحاجة إليه.. فقد تمرس قتال العبرانيين وعرف أساليب قتالهم وفنونها.. |
تمائم: أجل يا سيافة أجل.. ولكن قائد جيوش الكنعانيين أدرى برجاله.. |
سيافة: يا لخطر العبرانيين يا أختاه.. كيف ساقت لهم الظروف ظهور اليونانيين في الميدان.. ما أبعد تصوراتك يا تمائم.. كيف علمت بتحشدات اليونانيين.. |
تمائم: علمت من والدي فأنت تعرفين علاقته الوطيدة بحاكم العمونيين.. |
سيافة: وحاكم العمونيين هذا ألم تثر نخوته هذه التحركات الجديدة لليونانيين.. ألم يستطع والدك أن يستفزه وينعه بالخطر المحدق به وببلاده مع الكنعانيين.. |
تمائم: إن والدي ما يفتأ يذكر حاكم العمونيين ويستصرخه لنجدة الكنعانيين ولكنه يعتذر.. |
سيافة: ولكن العبرانيين سيطوحون به وبالكنعانيين إن ظل على هذه الحال.. |
تمائم: هذا المصير متوقع أن استمر على هذا المنوال يا سيافة.. |
سيافة: صدقيني يا أختاه لقد بدأ اليأس يتسرب إلى نفسي وأنَّ نذر الكارثة تتهدد مصيرنا وحكّامنا متغافلون عنها.. |
تمائم: إياك واليأس يا (سيافة) فنحن في بداية المعركة وقد اشتد أوراها وشعبت ميادينها.. |
سيافة: أجل يا تمائم أجل.. |
تمائم: وعلينا أن نترصد حركات العبرانيين وسكناتهم فقد يقومون بهجوم خاطف يفكون به هذا الحصار ويصلون إلى أريحا.. |
سيافة: ليس ذلك ببعيد يا (تمائم) فالأنباء الأولية تفيد وجود تحركات مريبة بين العبرانيين.. |
تمائم: لعلّ قائدنا الجديد متأهب للقضاء على أية محاولة يقوم بها العبرانيون لفك هذا الحصار.. |
سيافة: ربما يا (تمائم) وإن كنت غير مطمئنة إلى حسن قيادته فهو جد مغرور وكلما جئناه بأنباء عن العبرانيين ادعى أن عنده سابق علم بها.. |
تمائم: الغرور قتال يا (سيافة).. |
القائد: هل أصبحت جميع فصائل جيشنا على أهبة الاستعداد للدخول في المعركة حالما أصدر الأوامر؟ |
رفيقه: بلى سيدي القائد.. إنها على أتم الاستعداد للهجوم المرسوم وبانتظار الأوامر.. |
القائد: اهجموا حالاً عندما تدق الطبول وتقرع الأجراس.. |
أصوات وأهازيج فرحة بالنصر
|
|