الحلقة - 9 - |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت جذعان يقول): |
جذعان: لقد جئت يا (فريوان) في غير موعدك.. أمن أخبار جديدة؟ |
فريوان: أجل يا جذعان أجل.. |
جذعان: ما هي قل بربك.. قل.. |
فريوان: علمت أن موسى نبي بني إسرائيل قد مات ودفن عند جبل ((نبو)) المطل على غور أريحا.. |
جذعان: إذن ماتت معه أحلام بني إسرائيل.. |
فريوان: أتظن ذلك يا جذعان.. |
جذعان: وهل عندك من شك في ذلك؟ |
فريوان: إذن فأنت لا تعرف بني إسرئيل.. |
جذعان: كيف يا فريوان كيف؟ |
فريوان: لقد قص علينا الراعي الصالح في مؤاب حكايات وحكايات عن خسة هؤلاء الإسرائيليين ونذالتهم ومكرهم وخداعهم.. |
جذعان: إذن فأنت ما تزال تخشى بني إسرائيل وترى أنهم سوف يعودون من الصحراء إلى بلادنا غازين معتدين.. |
فريوان: أجل يا جذعان أجل.. إن ما فعله الإسرائيليون بتشريقهم إلى الصحراء أمر ينطوي على الخداع والمكر.. |
جذعان: ولكن كيف تبين لك ذلك.. |
فريوان: عندما منعنا بني إسرائيل من العبور إلى بلاد الكنعانيين عن طريق بلادنا.. وعندما علموا بتجمعات العمونيين والكنعانيين لقتالهم أدركوا مبلغ الخطر التي يتهدد مصيرهم.. |
جذعان: أجل لقد كنا لبني إسرائيل بالمرصاد.. |
فريوان: وهكذا لجأوا إلى الحيلة والخديعة فشرقوا إلى الصحراء.. انتظاراً لظروف أكثر ملاءمة ثم عادوا فانثنوا غرباً وهم يبيتون الوقيعة بنا.. |
جذعان: ولكن قائدهم ونبيهم موسى قد مات.. |
فريوان: لئن مات نبيهم موسى فإن بني إسرائيل سيتنخبون خليفة له ينفذ تعاليمه.. |
جذعان: ربما ما تقوله صحيح يا فريوان ولكن فكرة دخول بني إسرائيل إلى بلاد الكنعانيين قد ماتت بموت موسى.. |
فريوان: كيف استنتجت ذلك يا جذعان؟ |
جذعان: لقد انتثرت شائعات في بلادنا بلغت حد التواتر.. |
فريوان: شائعات عماذا يا جذعان.. |
جذعان: تقول الشائعات إن موسى حين وقف على جبل (نبو) المطل على غور أريحا ورأى جبال الكنعانيين الجرداء ولفحت حرارة الجو وجهه قال: |
فريوان: قال ماذا؟ |
جذعان: قال: يا رب! أمن أجل هذه البلاد التي لا تساوي شيئاً نحمل المشاق ونقاسي الآلام؟ |
فريوان: وبعد يا جذعان.. |
جذعان: فأجابه ربه قائلاً: قد أريتك إياها بعينيك ولكنك إلى هناك لا تعبر.. وهكذا شرق موسى بقومه إلى الصحراء.. |
فريوان: قد يكون في هذه الشائعات شيء من الصحة يا فريوان.. ولكن |
جذعان: ولكن ماذا؟ |
فريوان: ولكن بني إسرائيل عادوا إلى حيث كانوا.. |
جذعان: أتعني أنهم غرَّبوا بعد أن شرقوا؟ |
فريوان: فبماذا تعلل ذلك يا جذعان.. |
جذعان: غرَّبوا انتجاعاً للكلأ والماء.. أما إنهم عادوا وهم يستعدون للدخول إلى بلاد الكنعانيين فإني أشك في ذلك.. |
فريوان: أنت لا تعرف غدر الإسرائيليين.. إنهم أحط أناس على وجه هذه الأرض. وستسمع عن غدرهم بنا عما قريب.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت رفكا تقول): |
رفكا: استير.. استير، أين أنت.. تعالي إلي.. |
استير: ما وراءك يا (رفكا)؟ |
رفكا: قبل أن أخبرك أريد أن أسألك ماذا كنت تصنعين هناك.. |
استير: كنت جالسة تحت تلك الشجرة أتفيأ ظلالها المرحة الوارفة وابترد نسيماتها العليلة لعلي أطفىء فيها نيران الصحراء الملتهبة وسمائها اللافحة.. |
رفكا: ظننتك تتأهبين للعبور معنا إلى بلاد الكنعانيين.. |
استير: (تشهق): عدنا إلى النغمة القديمة.. لماذا لا نبقى حيث نحن الآن.. |
رفكا: سنبقى في هذه الأماكن القاحلة ونترك البلاد التي تفيض لبناً وعسلاً.. |
استير: ولكننا جَبُنَّا عن دخول بلاد الكنعانيين حين أمرنا موسى بالدخول وقلنا له: إن فيها قوماً جبارين فإن يخرجوا منها ندخلها.. فهل خرج أهلها منها؟ |
رفكا: لا ولكن قائدنا يشوع بن زعيم جيلنا الصاعد قرر الدخول إلى بلاد الكنعانيين وما علينا إلا السمع والطاعة.. |
استير: وهل حسب قائدنا الهمام حساب العمونيين والكنعانيين؟ |
رفكا: إن جيوش العمونيين والكنعانيين قد تفرقت وعادت إلى قواعدها وجذوة الحماس التي كانت تتقد في قلوب سكان البلدين قد خمدت بعد أن انطلت عليهم خديعة الصحراء.. |
استير: إذن فقد كان تشريقنا إلى الصحراء حيلة وخديعة.. |
رفكا: أجل يا أستير وهل تيقن الحيلة والخديعة أحد كالإسرائيليين؟ |
لقد أرضعناها منذ الطفولة وجرت في دمائنا وعروقنا.. |
استير: صدقت يا رفكا وسنظل نتجرع كؤوس الذل والهوان والاضطهاد والتشريد من جراء خداعنا ومكرنا.. |
رفكا: إنك تبالغين في تشاؤمك يا استير.. كل شيء في هذه الدنيا لا ينال إلاَّ بالخديعة والحيلة وهذا ما نشأنا عليه آباؤنا وأجدادنا بل وما وجدناهم عليه.. |
استير: أف لما غرسه الآباء في الأبناء.. وتباً لما ورث الوارثون.. |
رفكا: هيا يا استير نتهيأ لدخول بلاد الكنعانيين.. هيا إلى حيث النعيم المقيم.. |
استير: بل قولي هيا إلى الجحيم.. هيا نشهد مواكب ضحايا الطمع والجشع والظلم والسيطرة.. |
رفكا: استير! أما تسمعين موسيقى الرحيل.. موسيقى النصر والأمجاد.. |
استير: إني لأسمع يا رفكا عويل الثكالى ونواح الأيامي.. منا وممن سنغتصب أرضهم وبلادهم.. إنها لعنات تنصب على رؤوسنا نحن الغاصبين المعتدين.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت كالب بن يغُنَّه أبن أخت موسى يقول): |
كالب: لقد كنت حكيماً وجريئاً يا يشوع.. كدت أيأس من أن يقتنع بنو إسرائيل برأيك في قتال العمونيين والكنعانيين.. |
يشوع: إن الجيل الجبان الخوار من بني إسرائيل قد التهمته الصحراء المحرقة ووارته الرياح السافية واطلعت من شواظ سمائها اللافحة جيلاً قوياً مستعداً للتضحية .. |
كالب: صدقت يا يشوع.. إن الذين قالوا لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون قد دفنوا في الصحاري والقفار ونبتت على قبورهم هذه البراعم التي لبت نداءك حين دعوتها للتضحية في سبيل إسرائيل.. |
يشوع: صدقت يا كالب سأدكُّ بهذه البراعم المتفجرة حياة وحيوية حصون العمونيين والكنعانيين.. |
كالب: أحسبت لقوات أعدائنا الحساب.. أعرفت مواطن الضعف فيهم يا يشوع..؟ |
يشوع: أجل يا كالب.. إن العمونيين أو الكنعانيين أشبه بالنار في بدء اشتعالها تلتهم ما تلاقي وتحرق ما أمامها ثم لا تلبث أن تخمد فتصبح رماداً.. |
كالب: كلام جميل يا يشوع.. |
يشوع: كذلك كان أعداؤنا العمونيون والكنعانيون عندما حاولنا العبور مع موسى إلى بلاد الكنعانيين مضافاً إلى ذلك.. |
كالب: مضافاً إلى ذلك ماذا يا يشوع..؟ |
يشوع: جماعة الجبناء والانهزاميين الذين كانوا يشكلون أغلبية كبيرة بين صفوف بني إسرائيل.. |
كالب: وهكذا آثرتم التشريق إلى الصحراء حتى لا تتعرضوا إلى خطر الإبادة.. |
يشوع: أجل يا كالب أجل هو ما دفعنا إلى اتخاذ تلك الخطة التي انخدع بها أعداؤنا الأغبياء العمونيون والكنعانيون.. |
كالب: والآن.. ما هي الخطة بالضبط.. |
يشوع: سنهاجم اريحا ونفعل المستحيل لاحتلالها حتى نمنع أي اتصال بين جيوش العمونيين والكنعانيين.. |
كالب: ولكن أريحا منيعة بأسوارها حصينة بقلاعها.. |
يشوع: لقد سبق إن قلت لك يا كالب أني سأدك بهذه البراعم المتفجرة حياة وحيوية حصون العمونيين والكنعانيين.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت فريوان يقول): |
فريوان: من مِنَّا المصيب يا جذعان.. ومن منا العليم بأحوال بني إسرائيل.. |
جذعان: أنت يا أخي أنت.. لقد كنت دائماً تحذرنا من غير الإسرائيليين ومكرهم وخداعهم.. وهاهي الأيام تثبت صدق رأيك.. |
فريوان: كنت تقول يا جذعان إن أحلام بني إسرائيل قد ماتت بموت نبيهم بيد أني أراها بعثت حية بانتخاب بني إسرائيل ليشوع بن نون خلفاً له.. |
جذعان: أتعرف شيئاً عن يشوع بن نون يا فريوان؟ |
فريوان: إنه كان ربيب النبي موسى وحواريه وتلميذه الأمين المخلص.. ثم إنه يمثل الجبل المتعطش للحرب والبطش والتدمير.. |
جذعان: إذن فبنو إسرائيل مقدمون على حربنا وقتالنا.. |
فريوان: بلى يا جذعان بلى.. إنهم يتأهبون للدخول إلى بلاد الكنعانيين.. |
جذعان: ولكنها مغامرة إسرائيلية غير مضمونة النتائج.. |
فريوان: كيف يا جذعان كيف؟ |
جذعان: إن العمونيين والكنعانيين على استعداد تام للتحدي الإسرائيلي.. |
فريوان: لا أظن أن العمونيين والكنعانيين مستعدون لمواجهة الإسرائيليين فقد عادت جيوشهم إلى قواعدها والحماس الذي كان يغمر قلوب الناس قد خف أواره.. |
جذعان: ولكن القضية قضية حياة أو موت.. إن الإسرائيليين يريدون احتلال بلادنا وتقتيلنا وتشريدنا حتى يسكنوا فيها بدلاً منا.. إنهم معتدون مغتصبون سنقاتلهم حتى الرمق الأخير.. |
فريوان: أرجو أن يدرك حكام العمونيين والكنعانيين إخلاص رعاياهم واستعدادهم للتضحية وبذل النفس والنفيس في سبيل الدفاع عن كل شبر من أوطانهم.. |
جذعان: إن الحكام والمحكومين في هذين البلدين يدركون مبلغ الخطر الإسرائيلي الذي يتهدد مصيرهم وكيانهم وسترى إننا لن نؤخذ بالهين يا فريوان وأن مواكب الضحايا ستكون طويلة وطويلة جداً.. |
فريوان: أجل ستكون مواكب الضحايا طويلة وطويلة جداً يا جذعان.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت رفكا تقول): |
رفكا: ها نحن ندخل مع يشوع بن نون أرض الميعاد يا استير.. |
استير: لقد صدق نبينا موسى حين قال: أمن أجل هذه البلاد التي لا تساوي شيئاً نشقى ونحمل الآلام.. |
رفكا: ولكنها الأرض التي تفيض لبناً وعسلاً يا استير.. |
استير: أي لبن وأي عسل يا رفكا.. بل قولي شواظاً وناراً ولهيباً بشوي الوجوه والأبدان.. إني أحس بضيق في صدري ونفسي وأنا انحدر إلى هذه الوديان السحيقة.. |
رفكا: وستصعدين من هذه الوديان إلى الجبال المليئة بالنعم والخيرات.. |
استير: أفي هذه الجبال الجرداء توجد النعم والخيرات قولي المصائب والويلات.. من أهلها الجبابرة العتاة.. |
رفكا: ولكننا سنتغلب عليهم بما لدينا من وسائل وإمكانات.. |
استير: ودس ومكر وخداع.. |
رفكا: قولي ما شئت فالغاية تبرر الوسيلة يا استير.. |
استير: حتى لو كانت الوسيلة أحط الأشياء وأدناها.. |
رفكا: أجل يا استير أجل وهذا شعار بني إسرائيل.. |
استير: وكما تدينون تدانون يا رفكا والبادي أظلم.. |
رفكا: لا يهمني ما يقوله الناس أو ما تدعو إليه المثل والقيم الروحية والأخلاقية في سبيل الوصول إلى غايتي أو هدفي.. |
استير: يا إله موسى خذني إليك ولا تؤاخذني بما عمل قومي أو ما سيعملون.. |
رفكا: استير! استير! ما بك أيتها العزيزة.. |
استير: لا شيء.. لا شيء.. ولكن ساعة الخلاص قد دنت.. قولي لقومي إني بريئة مما سيفعلون.. |
رفكا: أنت بخير يا استير.. |
استير: (تحتضر) إنني.. بخير.. طالما سأكون بعيدة عن شروركم وآثامكم.. أفنهم يا إله موسى فقد خرجوا على رسالة موسى وخالفوا تعاليمه.. |
رفكا: أراك تهذين يا استير.. أتلعنين قومك.. |
استير: اللعنة على بني إسرائيل إلى يوم القيامة.. |
رفكا: ماتت استير قبل أن تستمتع بنعيم أرض الميعاد.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت صرواح يقول): |
صرواح: سيدي.. سيدي.. |
عبد
حيبار: ما وراءك يا صرواح؟ |
صرواح: بدأ الإسرائيليون يجتازون حدودنا الشرقية.. |
عبد
حيبار: ماذا تقول؟ كيف اجترأوا على ذلك.. أمتأكد أنت يا صرواح.. |
صرواح: أجل يا مولاي أجل.. |
عبد
حيبار: ألم يصدهم العمونيون قبل أن يزحفوا على بلادنا؟ |
صرواح: كلا يا مولاي.. إن العمونيين مشغولون بخلافاتهم الداخلية وتزاحمهم على السيطرة والسلطان.. |
عبد
حيبار: ما العمل يا صرواح.. هل لدينا قوى كافية للدفاع عن حدودنا وصد المعتدين.. |
صرواح: إن سحب جيوشنا التي كانت تحرس حدودنا الشرقية قد أعطى عدونا اللدود فرصة ذهبية لا تعوّض.. |
عبد
حيبار: ولكنك يا صرواح القائد العام فلماذا لم تحسب لهذا العدوان حسابه.. |
صرواح: كنت عرضت في حينه على مولاي والدكم المبجل أن نبقى في حالة تأهب واستعداد لأن الإسرائيليين لا يؤمن غدرهم ومكرهم وخداعهم ولكنه قال يرحمه الله: لقد شرق الإسرائيليون صوب الصحراء التي ستكون مقابر لهم.. وأمرني بإرجاع الجنود إلى أماكنهم.. |
عبد
حيبار: الآن تذكرت موقفك المشرِّف يا صرواح فقد حدثتني والدتي الشيماء عنه الكثير.. |
صرواح: إنما فعلته هو ما كان يمليه إخلاصي لعرشكم ولبلدي.. |
عبد
حيبار: إننا الآن نواجه هجوماً إسرائيلياً وعدواً يريد أن يطردنا من بلادنا ويسكنها على أشلائنا ودمائنا فماذا عندك يا صرواح لدفع هذا الخطر الداهم.. |
صرواح: وهل هنالك سبيل غير القتال والدفاع عن كل شبر من أرض الوطن حتى النصر أو الموت.. |
عبد
حيبار: هذا ما هو جار الآن وهذا ما ستقوم به جيوشنا لصد المعتدين ولكن ألا ترى معي.. |
صرواح: أرى ماذا يا مولاي؟ |
عبد
حيبار: أن نستنجد بالفراعنة فبنوا إسرائيل خطر عليهم كما هم علينا أيضاً.. |
صرواح: رأي سديد ولكن الفراعنة منهمكون في حربهم مع الفلسطينيين وفي مشاكل داخلية نجمت عن نزاع ديني.. ولا أظن أنهم يستطيعون إمدادنا بأي شيء.. |
عبد
حيبار: على كل حال طلبنا للنجدة إن لم ينفع فلن يضر.. يا صرواح.. |
صرواح: إن جيشكم المظفر يا مولاي قادر على سحق المعتدين ولكن ما أخشاه هو.. |
عبد
حيبار: هو ماذا يا صرواح؟ |
صرواح: هو أن تنضم القبائل المنتشرة على الحدود الشرقية والجنوبية إلى صفوف المعتدين بقصد النهب والسلب.. ولن يعدم الإسرائيليون الوسائل الدنيئة لإغرائهم.. |
عبد
حيبار: ولكن هذه القبائل عربية مثلنا فهل يعقل أن تساعد أعداءها على إخوانها في اللغة والدم.. |
صرواح: إن هذه القبائل، أقول والحزن يعتصر فؤادي، لا تقدر هذه الأواصر ولا تقيم لها وزناً بل إن من بينها من تعيش على النهب والسلب والغزو وتحترفه.. |
عبد
حيبار: يا لهول ما تقول يا صرواح.. |
صرواح: إن هذه القبائل يا مولاي تتنقل من مكان إلى مكان وليس هناك ما يربطها بهذه الأرض أو تلك أو يشدها إليها وكل ما يهمها هو الحصول على العيش بأية وسيلة.. |
عبد
حيبار: إذن فالاستنجاد بالفراعنة ضرورة ملحة.. |
صرواح: فليكن ما تريد يا مولاي وإن كنت لا أنتظر أي عون منهم.. |
عبد
حيبار: والآن ماذا أعددت يا صرواح لمواجهة الهجوم الإسرائيلي الواقع..؟ |
صرواح: إن خطة العدو الإسرائيلي تستهدف احتلال مدينة أريحا ليمنعوا الاتصال ما بيننا وبين العمونيين.. |
عبد
حيبار: يا لها من خطة ماكرة؟ فماذا أعددت لها.. |
صرواح: لقد بعثت تعزيزات سريعة إلى أريحا ونصبت عدة كمائن للعدو في طريقه إليها.. |
عبد
حيبار: نعم ما فعلت يا صرواح.. بورك فيك.. |
صرواح: وإني آمل أن أوقف زحفهم ريثما يتكامل استعدادنا لمهاجمتهم .. |
عبد
حيبار: هل عرفت عدد قوات العدو المهاجمة..؟ |
صرواح: المعلومات التي جاءتني أن عددهم لا يتجاوز الألف مقاتل عندما كانوا بجوار جبل (نبو) ولا أدري هل انضم إليهم أحد بعد ذلك.. |
عبد
حيبار: يجب أن نعرف كل صغيرة وكبيرة عن هؤلاء المعتدين.. |
صرواح: سيكون ذلك قريباً وقريباً جداً.. |
رفكا: الضبع.. الضبع.. أدركوني أغيثوني.. النجدة.. النجدة.. |
إنه يأكلني يفترسني.. ينهش لحمي ويكسر عظامي.. انقدوني.. |
(نسمع أصوات النجدة تتخللها موسيقى نسمع بعدها صوت ايشالوم يقول): |
|