الحلقة - 7 - |
(يدخل صرواح ومعه الطبيب.. فتتلقاهما (زرود) باكية قائلة): |
مات يا صرواح.. مات.. سيدي الأمير.. مات.. واضيعتنا من بعدك يا مولاي.. |
صرواح: كفى يا زرود عن البكاء.. ودع الطبيب يفحصه.. |
زرود: وهل يرد الطبيب الحياة يا صرواح.. لقد أخذ الروح بارئها.. رحماك يا سيدي رحماك.. |
صرواح: ماذا ترى أيها الطبيب.. |
الطبيب: عزاء يا صرواح.. عزاء يا زرود.. الرحمة والمغفرة لك أيها الأمير.. |
فريوان: وها نحن نلتقي ثانية يا (جذعان).. ولكن ليس في (يبوس) بل في (ربة عمون) وبعد مضي سنوات عديدة.. |
جذعان: بلى يا (فريوان) بلى.. إنها صدفة خير من ميعاد.. |
فريوان: كيف كانت عودتك إلى بلدك في المرة الأولى.. لعلّك لم تصادف أية متاعب؟ |
جذعان: لا يا أخي.. كانت العودة هينة لينة.. فبعد أن افترقنا لقيت ركبا يسير في نفس اتجاهي فمضيت معهم حتى وصلت إلى بلدي آمناً مطمئناً.. وأنت ماذا جرى معك؟ |
فريوان: كنت أتوجس خيفة من اللصوص وخاصة من الإسرائيليين ولكن مر كل شيء بسلام.. |
جذعان: إن حظر الإسرائيليين حديث الناس في (ربة عمون).. إنهم يستعدون لمقاومتهم وقتالهم.. إن اخترقوا الحدود. |
فريوان: ولكننا نحن المؤابيين سنمنعهم من المرور من أراضينا إن طلبوا منا ذلك وسيكون الموت والدمار نصيبهم إن هم اقتربوا منا.. |
جذعان: غريب أمر هؤلاء الناس.. ما هي وجهتهم.. وأي بلاد يريدون الذهاب إليها.. |
فريوان: تتواتر الأخبار أن الإسرائيليين يزمعون الدخول إلى بلاد الكنعانيين.. |
جذعان: وهل الكنعانيون مستعدون للترحيب بهم وإسكانهم في بلادهم..؟ |
فريوان: سمعت راعينا الديني في مؤاب حين سأله الناس عن الإسرائيليين يقول.. |
جذعان: وماذا كان يقول؟ |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى مختلطة بهرج ومرج وضجيج مما يدل على اجتماع هام نسمع بعده صوت أحدهم
يقول): |
أحدهم: أيها الراعي الصالح! إن أبناءك المجتمعين في هذه الساحة يلتمسون منك أن تحدثهم عن الإسرائيليين أو العبرانيين.. |
الراعي: يا أبنائي: ما عرف تاريخ الأمم قوماً أجرأ على الكذب والتزوير وقلب الحقائق أكثر من هؤلاء العبرانيين أو الإسرائيليين كما يزعمون.. |
أصوات: كيف أيها الراعي الصالح.. كيف؟ |
الراعي: أدعى الإسرائيليون ميناً وزوراً وبهتاناً أنهم من نسل النبي يعقوب بن اسحق بن إبراهيم أب الأنبياء بينما النبي إبراهيم يمت بنسبه إلى الكلدان الذين يسكنون الأراضي الواقعة بين نهري دجلة والفرات والتي تسمى بالعراق.. |
أحدهم: إذن فالإسرائيليون من أي الأقوام؟ |
الراعي: إنهم ساميون مجهولو الأصل العشائري والقبلي.. |
أحدهم: لكنهم يسمون بالعبرانيين.. |
الراعي: سموا بذلك لأنهم عبروا الصحراء حين دخلوا مصر أيام كان يحكمها الهكسوس.. |
أحدهم: إذن فهم قبائل مجهولة الهوية.. |
الراعي: أجل يا أبنائي أجل.. شأنهم شأن قبائل الهكسوس الذين لا يعرف أحد حقيقة أصلهم.. |
أصوات: يا للخسة! يا للنذالة.. يا للقذارة! يا للدناءة.. |
الراعي: يا أبنائي إنكم لم تسألوني لماذا ادعى العبرانيون أنهم من نسل إسرائيل وهو اسم النبي يعقوب؟ |
أصوات: قل لنا ايها الأب الصالح.. جوزيت خيراً.. |
الراعي: هنالك حديث يروي عن النبي إبراهيم أن ربه قد وعده أن يسكنه وذريته أرض الكنعانيين.. وحينما نسب العبرانيون أنفسهم وادعوا زوراً وبهتاناً أنهم من نسل النبي يعقوب تمسكوا بهذه الرواية وأخذوا يعملون على تحقيقها.. |
أصوات: إنهم كذابون أفاكون.. إبراهيم براء منهم.. براء منهم.. |
الراعي: وهكذا سنكون بالمرصاد للإسرائيليين المزعومين إن هم حاولوا أن يدخلوا أرض الكنعانيين عن طريق بلاد عام وسنبيدهم بقوة النار والحديد.. |
أصوات: مرحى للراعي الصالح.. مرحى مؤاب.. مرحى مؤاب.. مرحى.. مرحى.. مرحى.. |
جذعان: يا له من حديث ممتع رائع.. بوركت مؤاب، وبورك في حكامها.. إن حكام (ربة عمون) لا شك سيحذون حذوا المؤابين فيمنعون الإسرائيليين الأدعياء من دخول أراضي الكنعانيين عن طريقهم.. |
فريوان: هلمّ يا أخي نبشر التقارب والتعاون ما بين العمونيين والمؤابين للوقوف صفاً واحداً ضد الإسرائيليين الأدعياء. |
جذعان: ولكني وأنت من أطراف الناس.. من سيستمع إلى دعوانا هذه.. |
فريوان: إن في بلدينا من الرجال المخلصين الذين يقدرون الأمور حق قدرها ويزنون الأشياء بميزانها الصحيح.. خذ مثلاً الراعي الصالح في بلادنا أنه معبود المؤابيين.. |
جذعان: وعندنا في (ربة عمون) يسيطر السادن (سماعين) على عقول العمونيين بشكل لا يتصور.. |
فريوان: فلنعمل كل من جهته وعلى قدر استطاعته لبلوغ هذا الهدف.. |
جذعان: اتفقنا يا فريان.. اتفقنا.. |
فريوان: اتفقنا على الخير.. وفي سبيل الخير.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الشيماء تقول): |
الشيماء: ما خلوت إلى نفسي يا (زرود) ألا تذكرت أيامنا في (يبوين) ووالدي يرحمه الله يشقى ويسعى في سبيل تشييد (يبوس).. |
زرود: إن الناس في يبوس ما يزالون يشيدون بمناقب سيدي الأمير الذي أفنى عمره واذهب صحته في بناء (يبوس) حتى أصبحت أنضر مدينة في بلاد الكنعانيين.. |
صرواح: إني أرى في حفيده (عبد حيبار) خير خلف لخير سلف.. |
الشيماء: أرجو أن تكون له بعض شمائل جده وصفاته.. |
زرود: سيدتي (الشيماء) أن (عبد حيبار) صورة مصغرة عن جده سيدي الأمير الشماخ.. |
الشيماء: إني أحاول أن ائته على طباع وعادات جده فلعلّه يفلح كما فلح جده.. |
صرواح: إنه سيكون بإذن الله.. له من مزايا جده أحسنها ومن أخلاق أبيه أجملها.. |
الشيماء: ها هي السنة العاشرة تمر على خروجي من (يبوس).. إنني بشوق ملح لزيارتها يا (صرواح).. |
صرواح: إنها تستأهل الزيارة يا سيدتي بعد الإصلاحات والتعميرات والإنشاءات التي أجراها وأشادها سيدي زوجك الملك (عبد سالم).. |
زرود: بلى سيدتي بلى.. لقد حقق الملك حسن ظن الكنعانيين في قيادته الحكيمة وعزمه الذي لا يجاري.. لقد خلق (يبوس) من جديد.. |
الشيماء: ولذلك فهو ينوي أن يسميها (أور سالم) بدلاً من (يبوس).. وإني غير راضية عن هذه التسمية.. |
صرواح: سيظل اسمها (يبوس) خالداً على ما تبقى من معالمها ليطلق الملك اسم (أور سالم) على ما أنشأه هو وابتناه فيها.. |
زرود: وإني التمس كخادمة مخلصة لسيدتي ألا تجعل من هذه التسمية سبباً في خلاف أو شقاق.. |
الشيماء: شكراً.. هذا لن يكون وإني سأنصاع إلى إرادة الملك حتى لو كانت ضد إرادتي.. |
صرواح: نعم ما تفعلين يا مولاتي.. |
زرود: ومتى تنوين زيارة (يبوس) يا سيدتي؟ |
الشيماء: بل قولي (أور سالم يا زرود).. |
زرود: عفوك يا سيدتي.. لقد أعدت على اسم (يبوس).. |
الشيماء: سنزور (أور سالم) في أول فرصة يزورها (عبد سالم) يا زرود.. |
صرواح: أرجو أن يتحقق ذلك قريباً فكلنا شوق إلى زيارة هذا البلد الطيب.. |
(نقلة صوتية مسبوقة نسمع بعدها صوت عبد سالم يقول): |
عبد
سالم: سمعتم ما جاء به رسول المؤابين والإشاعات التي تتواتر عن العبرانيين أو الإسرائيليين الأدعياء وعزمهم غزو بلادنا.. فبما تشيرون؟ |
أحدهم: وهل هنالك جواب على هذا غير السيف يا مولاي.. |
عبد
سالم: أجل.. أجل.. ليس للغزاة جواب غيره ولكني أرى.. |
أحدهم: ماذا يرى مولاي..؟ |
عبد
سالم: أرى أن يكون هنالك تعاون ما بيننا من جهة وبين المؤابين والعمونيين من جهة أخرى.. |
أحدهم: رأي سديد يا سيدي فالعدو مشترك ويجب أن يكون هنالك تكتل وتجميع للقوى لصد أي غزو مفاجىء.. |
عبد
سالم: إذن فأنتم موافقون على رأيي.. |
أصوات: موافقون.. موافقون.. |
عبد
سالم: من ترون رسولي إلى العمونيين لمفاوضتهم في هذا الأمر.. أما المؤابيون فهم معنا كما علمتم من رسالة حاكمهم.. |
أصوات: صرواح.. يا مولاي.. صرواح.. إنه فارس كنعاني إنه خير من يقوم بهذه المهمة.. |
عبد
سالم: كأنكم تقرؤون أفكاري.. لقد كان خيال (صرواح) يراودني حين كنت أسائلكم من رسولي إلى العمونيين.. |
أصوات: أرسله.. إن خير من أرسلت القوي الأمين.. |
عبد
سالم: وهو كذلك.. وهو كذلك.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الكنعاني يقول ): |
الكنعاني: رحم الله الأمير الشماخ يا أخي.. لم يستطع العيش طويلاً بعد زواج ابنته (الشيماء) من ابن ملك الكنعانيين.. |
الفلسطيني: وصرواح وزورد أين هما يا أخي؟ أين البسمة الحلوة التي كانت تزين محيا (زرود) وتلك الطلعة المهيبة التي يتغنى بجمالها كل من عرف أو سمع عن (صرواح).. |
الكنعاني: إن سرواح وزرود يعيشان في بلاط ملك الكنعانيين لقد اصطفاه الملك وأغدق عليه من نعمه الوارفة. |
الفلسطيني: ولكننا افتقدناه هنا في (يبوس) (.. بل أور سالم) يا أخي.. |
الكنعاني: وأنه في بلاط ملك الكنعانيين سيكون سنداً لنا وعضداً.. |
الفلسطيني: لقد سمعت أن الحزن قد هد (الشيماء) فساءت صحتها.. ولولا وجود ابنها (عبد حيبار) وصرواح وزرود لكانت في عداد الهالكين.. |
الكنعاني: بلى يا أخي بلى.. يقول إن ابن الشيماء يشبه جده الشماخ في كثير من سماته وشمائله وخصاله.. |
الفلسطيني: هذا ما يتحدث عنه الناس.. |
الكنعاني: يقولون إنه متأثر بعلوم الآراميين والبابليين ومعارفهم وديانتهم.. وإني لأعجب كيف أن والدته (الشيماء) لم تستطع التأثير على معتقداته.. |
الفلسطيني: لقد أثر عليها موت والدها فلم ترفأ لها دموع ولم يهنأ لها بال.. |
الكنعاني: مسكينة (الشيماء).. إنها تستأهل كل خير.. أتذكرها يا أخي؟ |
الفلسطيني: كيف لا أذكر نبل خصالها وسمو فعالها بالإضافة إلى ما أنعم الله به عليها من الجمال الذي يأخذ بمجامع القلوب.. |
الكنعاني: أجل يا أخي أجل.. من يستطيع أن ينسى (الشيماء).. ولكن كل شيء مصيره إلى الزوال.. |
الفلسطيني: بلى.. بلى.. حتى (يبوس) أصبح اسمها (أور سالم) أي مدينة السلام.. |
الكنعاني: ولم يبق غيري وغيرك نجتر الذكريات الجميلة الحلوة ونبكي على أطلال مدينة - يبوس) الدارسة عهداً سعيداً مضى وانقضى.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الشيماء تقول): |
الشيماء: أرى الأمور تسير في غير الطريق الذي رسمناه لها.. |
زرود: كيف يا سيدتي.. كيف؟ |
الشيماء: كنا نزمع الشخوص إلى (أور سالم) والوقوف على أطلال (يبوس) المدينة العزيزة واجتلاء الذكريات الحلوة ولكن أرى أن ذلك قد أصبح غير ممكن في الوقت الحاضر على الأقل.. |
زرود: صدقت يا مولاتي.. إن الخطر الجديد الذي بات يتهدد بلادنا يتطلب تكريس الجهود لمجابهته والقضاء عليه قبل أن يستفحل.. |
الشيماء: حقيقة أني لفي أمر عجيب من هؤلاء الإسرائيليين.. أضاقت الدنيا في عيونهم فلم يجدوا غير بلاد الكنعانيين يبغونها وطناً.. أيطئونها بلاداً لا أهل لها ولا سكان فيها..؟ |
زرود: إن هؤلاء الإسرائيليين ليسوا إلا غزاة معتدين شأنهم شأن الأقوام الذين تعرضت بلاد الكنعانيين لاعتدائهم.. |
الشيماء: ولكن هؤلاء الإسرائيليين - كما قال راعي المؤابين الصالح يحملون فكرة دينية وآراء ومعتقدات غريبة.. |
زرود: أتقصدين نبوءة النبي إبراهيم بأن بلاد الكنعانيين ستكون له ولذريته من بعده.. |
الشيماء: أجل يا زرود أجل.. |
زرود: ولكن الإسرائيليين ليسوا من ذرية إبراهيم.. |
زرود: الادعاء شيء يا سيدتي والحقيقة شيء آخر.. |
الشيماء: كيف يا زرود كيف؟ |
زرود: الإسرائيليون الأدعياء خليط من شعوب دخلت في دين نبيهم موسى وخرجت معه حين خرج.. إن فيهم العبراني والمصري والفلسطيني واليوناني وغيرهم وغيرهم.. إنهم ليسوا شعباً نقياً كما يحاولون إنهم خليط من أجناس متعددة. |
الشيماء: كيف توصلت إلى هذه المعلومات يا زرود.. إنها في غاية الأهمية.. |
زرود: لقد اشتمل تقرير راعي المؤابين الديني على كل هذه المعلومات القيمة.. وكان (صرواح) يحدثني عما احتواه هذا التقرير كل ليلة حتى حفظت ما فيه عن ظهر قلب.. |
الشيماء: إذن فهم غزاة معتدون والويل للمعتدين.. |
زرود: الويل للمعتدين.. سيرون من بأس الكنعانيين ما يضع حداً لآمالهم.. وأحلامهم.. |
الشيماء: ماذا ترين في وفادة (صرواح) إلى العمونيين؟ |
زرود: ماذا ترين أنت يا مولاتي.. إن (صراوح) زوجي وشهادتي فيه مجروحة.. |
الشيماء: أما رأيي أنا فهو اختيار صادف أهله.. ولكن ماذا تتوقعين لوفادته من النجاح وعدمه.. |
زرود: بالرغم ما في نفوس العمونيين من قضية زواجك فإن الخطر المحدق بهم وبنا يستوجب تناسي الأحقاد ودفنها وتوحيد القوى والصنوف لدرء هذا الخطر.. |
الشيماء: إذن فأنت واثقة من نجاح (صرواح) في وفادته.. |
زرود: أرجو أن يحالفه التوفيق والنجاح.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت فريوان يقول): |
فريوان: إن دعوتنا بل مساعينا يا (جذعان) ستثمر عما قريب.. |
جذعان: إنها دعوة نابعة من قلوب مخلصة لا غاية لها سوى الخير والنفع لقومنا في مؤاب، وعمون، وكنعان.. |
فريوان: لقد تبنى (راعي مؤاب الصالح) وهو العليم الخبير بنوايا الإسرائيليين الدعوة إلى توحيد الصفوف فأرسل الرسائل إلى حكام عمون والكنعانيين شارحاً لهم حقيقة الخطر الذي يتهدد كيانهم.. |
جذعان: وها هي دعوته تثمر فيوفد ملك الكنعانيين رسوله (صرواح) إلى حاكم (عمون) داعياً إلى اتحاد ونبذ الفرقة والاختلاف والعمل الجماعي لدفع المعتدين.. |
فريوان: وما هي آخر أخبار هذه الوفادة يا ((جذعان))؟ |
جذعان: لقد أحسن حاكم عمون وفادة (صرواح) وأكرمه غاية الإكرام.. |
فريوان: حسن اللقاء والكرم من صفات العرب يا جذعان ولكن المهم ماذا تم بشأن الوفادة؟ |
جذعان: فهمت أنها على وشك أن تكلل بالنجاح.. |
فريوان: إذن فالويل للمعتدين.. الويل للمعتدين.. |
جذعان: الويل للمعتدين.. الويل للمعتدين.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الراعي الصالح يقول ): |
الكنعاني: قاتل الله الإسرائيليين وأهلكهم وأبادهم.. لقد حرمونا من رؤية (الشيماء).. |
الفلسطيني: كيف يا أخي كيف..؟ |
الكنعاني: كانت (الشيماء) مصممة على زيارة (أور سالم) مع زوجها الملك (عبد سالم).. ولكن سحابة المخاوف التي خيمت على سماء بلادنا عن احتمال غزو إسرائيلي مفاجىء حالت دون مجيء الشيماء وزوجها.. |
الفلسطيني: وهل هؤلاء الإسرائيليون بهذا الشكل المخيف حتى نحسب لهم حساباً.. إن بلادنا يا أخي ممر للغزاة والفاتحين والمعتدين وهل الإسرائيليون إلا من هؤلاء؟ |
الكنعاني: بلى يا أخي بلى.. إنهم كأي معتد أثيم على بلادنا ولكن هؤلاء يختلفون عن غيرهم من المعتدين.. |
الفلسطيني: كيف يا أخي كيف؟ |
الكنعاني: إنهم يزمعون أن يستوطنوا في بلادنا؟ |
الفلسطيني: أحقاً ما تقول يا أخي؟ |
الكنعاني: أجل يا أخي أجل.. |
الفلسطيني: بأي حق يا أخي.. أهي بلادهم أم بلاد آبائهم وأجدادهم؟ |
الكنعاني: بقوة النار والحديد.. |
الفلسطيني: إذن فالويل للمعتدين.. الويل للمعتدين.. |
الراعي
الصالح: يا معشر المؤمنين: يا معشر المؤابيين.. إليّ.. إليّ.. أصيخوا.. وأنصتوا فقد دعوتكم لأمر هام وهام جداً.. |
أصوات: قل أيها الراعي.. كلنا آذان مصغية.. |
الراعي: أرسل الإسرائيليون يطلبون منا أن نسمح لهم بالمرور من أراضينا في طريقهم إلى بلاد الكنعانيين.. فبماذا تشيرون؟ |
أصوات: الويل للإسرائيليين.. الويل للإسرائيليين. لن نسمح لهم بالمرور من أراضينا للاعتداء على جيراننا وإخواننا.. |
الراعي: ولكن الإسرائيليين يريدون العبور من دون أن يرعوا مواشيهم في مراعينا أو يشربوا مياهنا أو يأكلوا من خيراتنا.. |
أصوات: لا لن يمروا.. لن يدنسوا أرضنا.. سنقتلهم.. سنبيدهم.. الويل للإسرائيليين.. الويل للإسرائيليين.. |
الراعي: بهذه الألوف من السيوف المصلتة والرماح المشرعة سأقول للإسرائيليين لن تمروا.. لن تدخلوا وفينا عرق ينبض.. |
أصوات: لبيك أيها الراعي الصالح.. لبيك.. نحن معك.. الويل للمعتدين.. |
|