الحلقة - 28 - |
الإمام
أحمد: (يقرأ الرسالة) من عثمان أمير البحر إلى الإمام أحمد.. سلام عليكم وبعد تلقيت أنباء موثوقة تفيد أن قوات الأسطول البرتغالي قد دخلت مياه بحر القلزم فماذا تأمرون؟.. التوقيع عثمان.. |
فارح: إذن فالهمسات صحيحة.. |
الإمام
أحمد: بسم الله الرحمين الرحيم: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ صدق الله العظيم (آل عمران آية 173). |
فارح: حسبنا الله ونعم الوكيل.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. |
الإمام
أحمد: أدع قادة قواتنا البرية إلى اجتماع هام عاجل.. |
فارح: حسناً سيكونون لديك في القريب العاجل إن شاء الله تعالى.. وماذا عن أمير البحر عثمان ألا دعوته.. |
الإمام
أحمد: بعد اجتماعي بقادة القوات البرية سندرس مسألة دعوة أمير البحرعثمان إلى هنا أو نذهب إلى حيث يرسو بسفنه.. |
فارح: رأي سديد.. |
الإمام
أحمد: اذهب بارك الله فيك… |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الاس جيروم يقول): |
حيروم: سيدي الإمبراطور البشري سيدي الإمبراطور.. |
* * * |
الإمبراطور: قلها بسرعة.. |
حيروم: دخل الأسطول البرتغالي بقيادة (فاسكو دي جاما) إلى بحر القلزم.. |
الإمبراطور: يا لها من بشرى تستأهل عليها مكافأة سخية.. |
حيروم: رضاء مولاي علي هو نعم المكافأة… |
الإمبراطور: الرضا حاصل ولكن المكافأة ضرورية.. هل أخبرت الإمبراطورة؟ |
حيروم: كيف أخبرها بدون إذن منك.. |
الإمبراطور: قل للحاجب يدعو الإمبراطورة للحضور إلى مجلسي.. |
حيروم: بالأمر يا مولاي.. |
الإمبراطور: وأخيراً جاءت النجدة،، سأنتقم من المسلمين شر انتقام.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى مبهجة تواكب دخول الإمبراطورة إلى حيث يجلس الإمبراطور وهي تقول): |
الإمبراطورة: لك المجد والسلام على الأرض أيها الأمبراطور… |
الإمبراطور: تفضلي بالجلوس.. |
الإمبراطورة: هل لي أن أسأل سبب دعوتي العاجلة إلى مجلسك؟ |
الإمبراطور: دعوتك لأزف إليك البشرى.. |
الإمبراطورة: أية بشرى.. مقتل الإمام أحمد.. |
الإمبراطور: أعظم من ذلك أعظم… |
الإمبراطورة: أعظم من ذلك دخول الأسطول البرتغالي إلى بحر القلزم… |
الإمبراطور: أجل أيتها الإمبراطورة.. دخل الأسطول البرتغالي بقيادة ((فاسكو دي جاما إلى مياه بحر القلزم)). |
الإمبراطورة: وسندمر أسطول المسلمين وجيوش المسلمين بحيث لا تقوم لهم قائمة بعدها… |
الإمبراطور: وسنحرر بلادنا من احتلالهم البغيض… |
الإمبراطورة: بل يجب أن نغزوهم في عقر دارهم ونقضي على مملكة (العدل).. |
الإمبراطور: صدقت.. فما دامت سلطنة (العدل) قائمة فلن يستقر لنا حال.. |
الإمبراطورة: حيروم.. |
حيروم: مولاتي.. |
الإمبراطورة: هل جاءك علم عن رد الفعل الذي تركه دخول الأسطول البرتغالي لدى المسلمين… |
حيروم: لم تتسرب بعد إلي معلومات وافية عن رد الفعل ولكن قيل لي إن زحف المسلمين قد توقف عند (كسلا).. |
الإمبراطور: هذا أول الغيث وستنهمر عليك بعده الأخبار.. المهم إن صح ما نقل إليك فذلك يدل على أن المسلمين يريدون تجميع قواهم لملاقاة أسطول البرتغال.. |
الإمبراطورة: وماذا علينا أن نفعل؟.. |
الإمبراطور: قل يا حيروم قل… |
حيروم: الموضوع خطير والتمس دعوة قواد الجيش ورئيس الأساقفة وقادة الرأي للتشاور في هذا الأمر.. |
الإمبراطورة: رأي سديد.. |
الإمبراطور: أوافق عليه وآمرك باستدعائهم عاجلاً.. |
حيروم: بالأمر يا مولاي… |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت فارعة تقول): |
فارعة: وأخيراً صح ما كنت تتوقعه يا عثمان.. |
عثمان: عثمان: أجل يا فارعة أجل.. وإنني جد مهموم منه.. |
فارعة: لا تفكر فيه كثيراً فربما لا يستأهل كل هذه الأهمية.. |
عثمان: ولكني أعلم يقيناً ما عليه أسطول البرتغال من قوة واستعداد.. |
فارعة: إذا كانت أساطيله من حيث الاستعداد أقوى من أساطيلنا فإننا من حيث الرجال أقوى وأعز بإذن الله.. |
عثمان: ولكن صدور رجالنا وجوانب سفننا لا تستطيع تحمل قوة عتاده ووفرة سلاحه… |
فارعة: ولكن قواتنا البرية من دون شك أقوى من قواته.. |
عثمان: هذا يعني إنني مع أسطولي ورجالي يجب أن نكون الضحية الأولى للمعركة المرتقبة.. |
فارعة: أوف إنك تتكلم بمنطق لا أستطيع مجاراته ولذلك يجب أن التزم الصمت ريثما يرد جواب الإمام أحمد على رسالتك.. |
عثمان: إنني أعلم مسبقاً ماذا سيكون عليه جواب الإمام أحمد.. |
فارعة: كيف؟.. |
عثمان: سيقول: قم بواجبك ونحن سنساندك بكل طاقاتنا ومجهوداتنا.. |
فارعة: وما عساه أن يقول غير هذا؟.. |
عثمان: أجل هذا في الحقيقة ما عنده وما بيده أن يفعل.. |
فارعة: هل عندك جواب غير هذا لو كنت في مكان الإمام أحمد؟ |
عثمان: لا.. ولكن ربما في الاجتماع الذي سيعقده معي ومع بقية القواد تظهر بعض أمور تنير لنا سبيل المعركة وكيفية تسيير دفتها.. |
فارعة: ولا شك أن عندك بعض الخطط لمواجهة خطط عدوك.. |
عثمان: بكل تأكيد يا فارعة ستكون المعركة بيننا وبين أسطول البرتغال معركة حياة أو موت.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الإمام أحمد يقول): |
الإمام
أحمد: أيها الأخوة القادة جمعتكم لنتحدث في موضوع ما تناقلته الأخبار عن دخول أسطول البرتغال إلى مياه بحر القلزم لمؤازرة أعدائنا.. |
يافع: في الحقيقة كنت أسمع همسات أفراد جنودي عن أسطول البرتغال في بحر الهند ولكني لم أسمع بدخوله بحر القلزم إلاّ منكم الآن.. |
الإمام
أحمد: إن الأسطول البرتغالي لم يدخل بحر القلزم إلا منذ أيام وهو في طريقه لمساندة أعدائنا الذين استنجدوا به.. |
فارح: ماذا عند الإمام أحمد لمقاومته؟ |
الإمام
أحمد: ماذا عندكم أنتم أولاً.. |
يافع: أرى أن نجتمع حالاً يا أمير البحر عثمان ونستطلع رأيه لأنه وأسطوله هم الذين سيتحملون الضربات الأولى من أسطول البرتغال.. |
فارح: أجل أيها الإمام وإني أؤيد القائد يافع… |
الإمام
أحمد: وماذا عن قواتنا البرية المنتشرة في طول بلاد الأعداء وعرضها… |
يافع: أرى أن نترك قوات رمزية بسيطة في الأماكن التي احتليناها ونتوجه بقواتنا الرئيسية إلى المكان الذي يجب أن نحدده نحن للمعركة… |
الإمام
أحمد: رأيك سليم.. |
فارح: وأنا أرى أن نبدأ في التنفيذ فالعدو يدق أبواب بلادنا ويهدد سلامتها.. |
الإمام
أحمد: ولكنني أخشى من عدونا المتربص بنا والرابض في الجبال والمواقع النائية من أرضه أن ينتهز فرصة وجود قوات رمزية فينقض عليها ويبيدها. |
يافع: إننا نواجه يا إمام أحمد معركة مصيرية يجب أن نحشد لها كل ما لدينا من قوات وطاقات.. أما أن ينقض عدونا على القوات الرمزية البسيطة فيبيدها فالحرب لها وقودها وطعامها.. |
فارح: الانسحاب الكامل من الأراضي التي احتليناها ربما يكون أسلم لتفادي ازدياد عدد الضحايا… ومتى ما انتهت المعركة المصيرية أمكننا استئناف القتال ضد أعدائنا.. |
الإمام
أحمد: إنني أؤيد فكرة الانسحاب الكامل من أراضي العدو لأننا بحاجة شديدة إلى كل جندي في معركتنا المصيرية.. |
يافع: أرجو من الإمام أحمد أن يأمر بالتنفيذ الفوري حتى نشرع فيه فالوقت ضيق وأخشى أن يفاجئنا أسطول البرتغال قبل أن نكون قد فرغنا من استعداداتنا لمواجهته… |
الإمام
أحمد: تول يا فارح العملية.. أما أنا ويافع ومن معنا من قوات فسنسرع إلى حيث يقيم أمير البحر عثمان حتى نتداول معه فيما يجب.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الإمبراطور يقول): |
الإمبراطور: إذن فقد بدأ المسلمون بالانسحاب التام من أراضينا.. |
حيروم: بلى.. بلى.. وهذه آخر الأخبار.. |
الإمبراطور: ماذا يرى القادة المجتمعون؟ |
رئيس
الأساقفة: المسألة حربية محضة وتقديراتنا لها أو رأينا فيها بالأحرى لا يكون كرأي القادة الذين يعملون في ميادين القتال.. |
الإمبراطور: هذا رأي جميل.. ماذا يرى قواد الميدان… |
حيروم: اسمحوا لي أيها القادة أن أتكلم بلسانكم.. |
أصوات: تكلم.. |
حيروم: أرى أن ننقض على قوات المسلمين المنسحبة.. |
الإمبراطور: هل لدينا قوات كافية للانقضاض؟… |
حيروم: لا ولكننا سنقوم بحرب عصابات يكبد قوات المسلمين المنسحبة خسائر كبيرة في الرجال والعتاد.. |
رئيس
الأساقفة: ما رأي الإمبراطور المبجّل فيما يقوله قائده؟ |
الإمبراطور: لعلَّ هذا النوع من الحرب هو الأنفع في حرب قوات العدو المنسحبة.. |
أصوات: موافقون.. موافقون… |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الإمام أحمد يقول): |
الإمام
أحمد: ماذا تقول يا عثمان؟ |
عثمان: أقول إن سفن أسطول البرتغال مجهزة بعتاد مدمر لا تملك مثله سفننا.. |
الإمام أحمد: ألا يمكن شراء مثله من جهات أخرى.. |
عثمان: قلت لكم إن هذا النوع من الأسلحة لا يصنعه إلا البرتغاليون أنفسهم.. |
الإمام
أحمد: إذن ما العمل؟.. |
عثمان: لعلَّ لدى الأخوة القادة آراء وتوجيهات.. |
يافع: تفوق العدو في السلاح أمر له خطورته وخصوصاً في السفن الحربية لأن الحرب فيها يعتمد على قوة السلاح ولذلك أرى ألاّ يجري حرب بين أسطولنا وأسطول العدو. |
الإمام
أحمد: ماذا تقول؟ |
يافع: لأن مصير أسطولنا الدمار لا محالة.. |
عثمان: إنه يقول صدقاً أيها الإمام ولكن.. |
الإمام
أحمد: ولكن ماذا؟ |
عثمان: سأعمل جهدي على أن أقوم بمناورة أقترب فيها جداً من أسطول البرتغال بحيث يتمكن رجالي من القفز على سفن العدو والالتحام معهم بالسلاح البيض.. |
يافع: ولكنها محاولة محفوفة بالخطر يا عثمان.. |
عثمان: نحن بين الانسحاب من المعركة وترك القوات البرية تتحمل ثقلها وبين القيام بالمحاولة الخطيرة التي قلتها.. |
الإمام
أحمد: أؤيد المخاطرة خيراً من الانسحاب.. |
أحدهم: شوهدت سفن الأسطول البرتغالي على بعد يوم أو بعض يوم من مواقعنا.. |
(وهكذا استطاع المسلمون اقتحام الأسطول والقضاء على من فيه، وكتب الله لهم بذلك نصراً مؤزراً). |
|