شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 26 -
الإمبراطور: هل علم رئيس الأساقفة بمصرع نسطوريوس؟..
قيصوم: لمّا نبلغه بعد..
الإمبراطور: لا شك أن وقع النبأ سيكون أليماً في نفسه وسأتولى أنا نقل الخبر إليه..
قيصوم: وسيدتي الإمبراطورة؟
الإمبراطور: سأبلغها بنفسي مع علمي بأنها ستجزع عليه كثيراً فلنسطوريوس مكانة خاصة عندها…
قيصوم: لقد ذهب فداء في سبيل الإمبراطورية..
الإمبراطور: ولكنه ذهب بعد أن أراحنا من سلطان وقائد من ألدّ الأعداء..
قيصوم: لي رجاء آخر يا مولاي…
الإمبراطور: ما هو قل وأوجز..
قيصوم: أن تنقل مركز سلطانك إلى مكان لا يصله أعداؤك…
الإمبراطور: أتخشى ألا يقف جندنا أمام موجات المسلمين الزاحفة..
قيصوم: أجل يا مولاي هذا من جهة ومن جهة أخرى أريد أن استدرج قوات المسلمين حتى تبعد عن مراكز تموينها…
الإمبراطور: ولكن الأراضي التي سيحتلونها زاخرة بخيراتها وثرواتها..
قيصوم: هذا صحيح ولكن ابتعاد المسلمين عن مواطن تموينهم سيمكن أسطول البرتغال من إنزال قوات خلفية تطوق قوات المسلمين الأمامية الزاحفة..
الإمبراطور: أنسيت أن للمسلمين أسطولاً قوياً وقائداً ماهراً..
قيصوم: ولكني متيقن أن أسطول المسلمين لن يثبت أمام الأسطول البرتغالي وعبقرية قائده ((فاسكو دي جاما)).
الإمبراطور: ولكن أين هو ((فاسكو دي جاما)) إنك تعيش في الخيال يا قيصوم..
قيصوم: إنني واثق يا سيدي الإمبراطور من أن رسول مولاي إلى قائد أسطول البرتغال قد أوشك أن يبلغ محله إن لم يكن قد وصله..
الإمبراطور: أنا لا أؤمن إلا بالأشياء الملموسة.. وعندما أرى الأسطول البرتغالي يدخل بحر القلزم عندها أصدق ما تقول..
قيصوم: أرجو أن تأتي الأنباء بما يطابق قولي..
الحاجب: سيدتي الإمبراطورة..
الإمبراطورة: لأمر ما حضرت الإمبراطورة.. عسى أن يكون خيراً..
الإمبراطورة: المجد والسلام لك أيها الإمبراطور العظيم..
الإمبراطور: لك المجد والسلام..
الإمبراطورة: لقد أحزنني نبأ مصرع نسطوريوس فهل حقاً كان مصرعه؟
الإمبراطور: بلى ومع الأسف الشديد..
الإمبراطورة: أيمر مصرعه هكذا من دون أن نفكر في تسديد ضربة مماثلة للمسلمين..
قيصوم: لعلَّك سيدتي الإمبراطورة لم تعلمي أن نسطوريوس قد قضى نحبه بعد أن رأى مصرع سلطان المسلمين وقائد قوات المجاهدين..
الإمبراطورة: المسلمون قد يجدونه العوض عمن يفقدون أما نحن فمن نفقده لا يعوض..
الإمبراطور: هذه حقيقة لا يمكن أن نتجاهلها ولا نستطيع دفعها..
الإمبراطورة: ولكن يجب التفكير في حل فإما أن نقوم بعمل حاسم وإما أن نستسلم لأنه إذا ما استمر المسلمون في خطتهم هذه فعلينا السلام..
الإمبراطور: ولكننا كما تعلمين بعثنا نستنجد ونستصرخ قائد أسطول البرتغال أن يهب لمساعدتنا..
الإمبراطورة: ولا جواب حتى الآن..
الإمبراطور: ولا جواب حتى الآن لكن..
الإمبراطورة: ولكن ماذا؟
الإمبراطور: تكلم يا قيصوم.. أشترك في الحديث.. قل عن قصورك.. أعتذر هات أي شيء..
قيصوم: المسافة بيننا وبين أسطول البرتغال بعيدة والطريق محفوفة بالمكاره ومن أرسلناه سوف يحذر كل شيء ولا يسير من بلد إلى بلد إلا وهو مطمئن إلي موقع قدميه..
الإمبراطورة: هذا يعني أن الرسول لو وصل فالمدد لن يأتي إلا بعد أن نكون في عداد الهالكين..
قيصوم: هذا منتهى جهدي وإذا كان لدى سيدي الإمبراطور من يفعل أكثر مما فعلت فأني سأكون خادماً له حتى يحقق هذه المهمة..
الإمبراطورة: ما العمل أيها الإمبراطور العظيم؟..
الإمبراطور: الصبر وليس غير الصبر مع العمل بنصيحة قيصوم…
الإمبراطورة: ما هي نصيحة قيصوم؟
الإمبراطور: الابتعاد إلى أماكن نائية من إمبراطوريتنا لا يمكن للمسلمين أن يصلوا إليها حتى تتبلور الأمور..
الإمبراطورة: فليكن ما تريد وسأهيء نفسي للرحيل منذ الآن..
الإمبراطور: افعلي بورك فيك أما أنا فسأذهب إلى ساحة القتال..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مزينة تقول):
المنادي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. الإمام أحمد بن إبراهيم يدعوكم للجهاد في سبيل الله فسارعوا أثابكم الله.. وإلى الأمام لإعلاء كلمة الله..
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
مزينة: لعلَّك أشدنا سروراً في هذا اليوم يا فارعة..
فارعة: صدقت يا أختاه فإني لأتطلع إلى انتشار هذا الدين وبالتالي تخليص إخوتي من الأسر.
مزينة: كلنا نتطلع إلى توسيع رقعة الإسلام وتبليغ رسالته وإنقاذ أسرى المسلمين من أيدي الأعداء..
فارعة: كيف كان وقع هذا الزحف عند سليمان؟
مزينة: إنه مسرور به ولا سيما بعد أن تمت عملية تطهير جيوب الأعداء بنجاح ماهر.. وعثمان كيف هو يا فارعة؟..
فارعة: عثمان بحر لا قرار له لا تدرين ما يخفي في صدره ولكني أراه مهموماً..
مزينة: إنها المسؤولية يا أختاه تثقل كاهل الرجال..
فارعة: صدقت يا مزينة.. صدقت..
مزينة: نسيت أن أسألك عن رأيك في الإمدادات التي وصلت حديثاً..
فارعة: إنها تزخر بخيرة من رجال بلادي المؤمنين الأشداء.. ولقد سررت أيما سرور حين رأيت بينهم أقارب لي..
مزينة: وماذا عن النساء المشتركات في هذه الإمدادات..
فارعة: رأيت بينهن بعض لداتي وجاراتي وقد طمأنّني عمن تبقى من أهلي وأقاربي..
مزينة: أبين النساء عدد من الخبيرات بشؤون التمريض؟..
فارعة: لا يا أختاه إنهن بحاجة إلى تدريب على التمريض.. أما الأعمال الأخرى فبينهن ذخيرة طيبة..
مزينة: سيتدربن في ميادين القتال إذ ليس أحسن منها للتدريب على فنون القتال وفنون التمريض..
فارعة: على كل حال لقد قمت منذ وصولهن بإعطاء بعض الإرشادات الأولية عن الإسعاف والتضميد..
مزينة: حبذا لو أكون بجانبك أثناء المعارك ولكنك أردت ألا أن أكون مع الجيوش الأمامية..
فارعة: لقد أصبحت يا مزينة ماهرة في التمريض وفي إدارة سير العمل بصورة خاصة.. والجيوش المتقدمة تتعرض دائماً لإصابات أكثر من الجيوش الخلفية..
مزينة: بلى.. بلى..
فارعة: أو وجود متمرنة ماهرة مثلك مع إخوانها خلف الجيوش المتقدمة يخفق ويلات الجرحى والمصابين…
مزينة: أدعو الله ألا تكون الإصابات بين المسلمين بالغة في المستقبل…
فارعة: هذه حرب حياة أو موت بالنسبة لنا وللأعداء..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الإمام أحمد يقول):
الإمام أحمد: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. ها أنتم تدنون من مدينة هرر وقد تجمع عددكم حولها فاهجموا حالما تسمعونني أقول الله أكبر..
أصوات: لبيك أيها الإمام.. لبيك..
قيصوم: ها هي طلائع جيش المسلمين تصل مشارق مدينة هرر.
الإمبراطور: أهم في أعداد كبيرة؟..
قيصوم: بلى.. يا مولاي بلى..
الإمبراطور: وتنظيم قوي…
قيصوم: أجل تنظيم قوي ورائع لعلي أول مرة أشاهد المسلمين بهذا التنظيم..
الإمبراطور: كيف عرفت ذلك؟..
قيصوم: لقد كنت مع الكشافة الذين أرسلتهم لرصد حركات المسلمين ومعرفة عددهم وتنظيماتهم..
الإمبراطور: إذن فالمعركة ستكون حامية الوطيس..
قيصوم: أجل يا مولاي أجل وقد حشد لها المسلمون خيرة ورجالهم وعتادهم..
الإمبراطور: ونحن أيضاً ألم نحشد لها خيرة ما عندنا من رجال وعتاد؟..
قيصوم: بلى يا مولاي بلى..
الإمبراطور: ثم إننا في مواقع أحسن من مواقع المسلمين فإننا نشرف على المسلمين الزاحفين الذين سيكون عرضة لحمم نبالنا وقذائف منجنيقاتنا..
قيصوم: هذا صحيح.. ومع ذلك أرى..
الإمبراطور: ترى ماذا؟
قيصوم: ألا يشترك مولاي في القتال وأن يعود حالاً إلى الأماكن التي اتفقنا أن تكونوا فيها..
الإمبراطور: أفر من المعركة كالجبناء ماذا يقول عني افراد جيشي حين يسمعون بذلك..
قيصوم: إنني أخشى عليك..
الإمبراطور: تخشى علي أن أقتل أو أجرح..
قيصوم: بلى.. بلى..
الإمبراطور: ولماذا لا أقتل في سبيل الدفاع عن بلادي.. لماذا لا نقتدي بالمسلمين الذين جاءوا من أماكن نائية ليقتلوا في سبيل دينهم وعقيدتهم.
قيصوم: هذا رأي ولمولاي الرأي الأول والأصوب..
الإمبراطور: سأقاتل مع جيشي سأقاتل وليكن ما يكون…
قيصوم: سنبقى في المعركة إلى النهاية حتى لو فرضنا ورجحت كفة المسلمين فإن قراركم من المعركة - آنئذ سيكون كارثة علينا ما بعدها كارثة..
الإمبراطور: أتظنني جباناً إلى هذا الحد إنك تعطي نفسك أكثر مما تستحق من التطاول عليّ..
قيصوم: مولاي (العفو يا مولاي) إنما أقول خوفاً على حياة مولاي وحياة جيشه..
الإمبراطور: إذهب إلى مكانك فإني أرى قوى المسلمين الرئيسية قد وصلت إلى ميدان المعركة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية تختلط بقعقة السلاح وصهيل الخيل ووقع حوافرها.. نسمع بعدها صوت الإمام أحمد يقول):
الإمام أحمد: يا معشر المسلمين إلى الأمام إلى الجهاد (الله أكبر والله اكبر.. الله اكبر)
أصوات: الله أكبر.. الله اكبر.. الله أكبر..
سليمان: يا معشر المسلمين من يبايعني على الموت..
أصوات: لبيك يا سليمان لبيك.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
الإمام أحمد: أبيدوهم حشوهم بسيوفكم.. وأرموهم بنبالكم اللَّهم أنت آتنا النصر الذي وعدتنا أنك لا تخلف الميعاد..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الإمبراطور يقول):
الإمبراطور: المعركة شديدة يا قيصوم والقتل يستمر بين جنودي وكدت أقتل لو لم تكن بجانبي وإني أرى أن كفة المسلمين بدأت ترجح..
قيصوم: أنج بنفسك يا مولاي (أنج) فإني أرى رجالاً كالقرود يقتربون من مكانك (أنج)..
الإمبراطور: آه لقد أصبت بسهم في فخذي.. يا قيصوم.. أدركني..
قيصوم: أردف الإمبراطور خلفك يا كاسا وأنج به..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الإمام أحمد يقول):
الإمام أحمد: يا معشر المسلمين.. عدوكم ينهزم (سددوا عليه طرق النجاة) أبيدوهم ولا ترحموهم..
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله اكبر..
الإمام أحمد: يا معشر المسلمين.. هذا رأس قائد أعدائكم قيصوم على سن رمحي.. من يأتني برأس الإمبراطور فله خمسون ألف دينار..
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
الإمام أحمد: يا معشر المسلمين.. عدوكم يرفع راية الإسلام كفوا عن القتال واجمعوا الأسرى والأسلاب.. الحمد لله الذي أعز جنده وهزم الأحزاب وحده..
مزينة: سقطت هرر والأسرى كثيرون..
فارعة: سأذهب لتفقد الأسرى فلعلَّ بينهم إخوتي..
الإمام أحمد: يا معشر المسلمين.. سقطت هرر بأيدينا فترفقوا فترفقوا بالشيوخ والنساء والأطفال وقولوا معي.. الحمد لله والشكر لله..
أصوات: الحمد والشكر لله..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :717  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 49 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج