الحلقة - 26 - |
الإمبراطور: هل علم رئيس الأساقفة بمصرع نسطوريوس؟.. |
قيصوم: لمّا نبلغه بعد.. |
الإمبراطور: لا شك أن وقع النبأ سيكون أليماً في نفسه وسأتولى أنا نقل الخبر إليه.. |
قيصوم: وسيدتي الإمبراطورة؟ |
الإمبراطور: سأبلغها بنفسي مع علمي بأنها ستجزع عليه كثيراً فلنسطوريوس مكانة خاصة عندها… |
قيصوم: لقد ذهب فداء في سبيل الإمبراطورية.. |
الإمبراطور: ولكنه ذهب بعد أن أراحنا من سلطان وقائد من ألدّ الأعداء.. |
قيصوم: لي رجاء آخر يا مولاي… |
الإمبراطور: ما هو قل وأوجز.. |
قيصوم: أن تنقل مركز سلطانك إلى مكان لا يصله أعداؤك… |
الإمبراطور: أتخشى ألا يقف جندنا أمام موجات المسلمين الزاحفة.. |
قيصوم: أجل يا مولاي هذا من جهة ومن جهة أخرى أريد أن استدرج قوات المسلمين حتى تبعد عن مراكز تموينها… |
الإمبراطور: ولكن الأراضي التي سيحتلونها زاخرة بخيراتها وثرواتها.. |
قيصوم: هذا صحيح ولكن ابتعاد المسلمين عن مواطن تموينهم سيمكن أسطول البرتغال من إنزال قوات خلفية تطوق قوات المسلمين الأمامية الزاحفة.. |
الإمبراطور: أنسيت أن للمسلمين أسطولاً قوياً وقائداً ماهراً.. |
قيصوم: ولكني متيقن أن أسطول المسلمين لن يثبت أمام الأسطول البرتغالي وعبقرية قائده ((فاسكو دي جاما)). |
الإمبراطور: ولكن أين هو ((فاسكو دي جاما)) إنك تعيش في الخيال يا قيصوم.. |
قيصوم: إنني واثق يا سيدي الإمبراطور من أن رسول مولاي إلى قائد أسطول البرتغال قد أوشك أن يبلغ محله إن لم يكن قد وصله.. |
الإمبراطور: أنا لا أؤمن إلا بالأشياء الملموسة.. وعندما أرى الأسطول البرتغالي يدخل بحر القلزم عندها أصدق ما تقول.. |
قيصوم: أرجو أن تأتي الأنباء بما يطابق قولي.. |
الحاجب: سيدتي الإمبراطورة.. |
الإمبراطورة: لأمر ما حضرت الإمبراطورة.. عسى أن يكون خيراً.. |
الإمبراطورة: المجد والسلام لك أيها الإمبراطور العظيم.. |
الإمبراطور: لك المجد والسلام.. |
الإمبراطورة: لقد أحزنني نبأ مصرع نسطوريوس فهل حقاً كان مصرعه؟ |
الإمبراطور: بلى ومع الأسف الشديد.. |
الإمبراطورة: أيمر مصرعه هكذا من دون أن نفكر في تسديد ضربة مماثلة للمسلمين.. |
قيصوم: لعلَّك سيدتي الإمبراطورة لم تعلمي أن نسطوريوس قد قضى نحبه بعد أن رأى مصرع سلطان المسلمين وقائد قوات المجاهدين.. |
الإمبراطورة: المسلمون قد يجدونه العوض عمن يفقدون أما نحن فمن نفقده لا يعوض.. |
الإمبراطور: هذه حقيقة لا يمكن أن نتجاهلها ولا نستطيع دفعها.. |
الإمبراطورة: ولكن يجب التفكير في حل فإما أن نقوم بعمل حاسم وإما أن نستسلم لأنه إذا ما استمر المسلمون في خطتهم هذه فعلينا السلام.. |
الإمبراطور: ولكننا كما تعلمين بعثنا نستنجد ونستصرخ قائد أسطول البرتغال أن يهب لمساعدتنا.. |
الإمبراطورة: ولا جواب حتى الآن.. |
الإمبراطور: ولا جواب حتى الآن لكن.. |
الإمبراطورة: ولكن ماذا؟ |
الإمبراطور: تكلم يا قيصوم.. أشترك في الحديث.. قل عن قصورك.. أعتذر هات أي شيء.. |
قيصوم: المسافة بيننا وبين أسطول البرتغال بعيدة والطريق محفوفة بالمكاره ومن أرسلناه سوف يحذر كل شيء ولا يسير من بلد إلى بلد إلا وهو مطمئن إلي موقع قدميه.. |
الإمبراطورة: هذا يعني أن الرسول لو وصل فالمدد لن يأتي إلا بعد أن نكون في عداد الهالكين.. |
قيصوم: هذا منتهى جهدي وإذا كان لدى سيدي الإمبراطور من يفعل أكثر مما فعلت فأني سأكون خادماً له حتى يحقق هذه المهمة.. |
الإمبراطورة: ما العمل أيها الإمبراطور العظيم؟.. |
الإمبراطور: الصبر وليس غير الصبر مع العمل بنصيحة قيصوم… |
الإمبراطورة: ما هي نصيحة قيصوم؟ |
الإمبراطور: الابتعاد إلى أماكن نائية من إمبراطوريتنا لا يمكن للمسلمين أن يصلوا إليها حتى تتبلور الأمور.. |
الإمبراطورة: فليكن ما تريد وسأهيء نفسي للرحيل منذ الآن.. |
الإمبراطور: افعلي بورك فيك أما أنا فسأذهب إلى ساحة القتال.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مزينة تقول): |
المنادي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. الإمام أحمد بن إبراهيم يدعوكم للجهاد في سبيل الله فسارعوا أثابكم الله.. وإلى الأمام لإعلاء كلمة الله.. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
مزينة: لعلَّك أشدنا سروراً في هذا اليوم يا فارعة.. |
فارعة: صدقت يا أختاه فإني لأتطلع إلى انتشار هذا الدين وبالتالي تخليص إخوتي من الأسر. |
مزينة: كلنا نتطلع إلى توسيع رقعة الإسلام وتبليغ رسالته وإنقاذ أسرى المسلمين من أيدي الأعداء.. |
فارعة: كيف كان وقع هذا الزحف عند سليمان؟ |
مزينة: إنه مسرور به ولا سيما بعد أن تمت عملية تطهير جيوب الأعداء بنجاح ماهر.. وعثمان كيف هو يا فارعة؟.. |
فارعة: عثمان بحر لا قرار له لا تدرين ما يخفي في صدره ولكني أراه مهموماً.. |
مزينة: إنها المسؤولية يا أختاه تثقل كاهل الرجال.. |
فارعة: صدقت يا مزينة.. صدقت.. |
مزينة: نسيت أن أسألك عن رأيك في الإمدادات التي وصلت حديثاً.. |
فارعة: إنها تزخر بخيرة من رجال بلادي المؤمنين الأشداء.. ولقد سررت أيما سرور حين رأيت بينهم أقارب لي.. |
مزينة: وماذا عن النساء المشتركات في هذه الإمدادات.. |
فارعة: رأيت بينهن بعض لداتي وجاراتي وقد طمأنّني عمن تبقى من أهلي وأقاربي.. |
مزينة: أبين النساء عدد من الخبيرات بشؤون التمريض؟.. |
فارعة: لا يا أختاه إنهن بحاجة إلى تدريب على التمريض.. أما الأعمال الأخرى فبينهن ذخيرة طيبة.. |
مزينة: سيتدربن في ميادين القتال إذ ليس أحسن منها للتدريب على فنون القتال وفنون التمريض.. |
فارعة: على كل حال لقد قمت منذ وصولهن بإعطاء بعض الإرشادات الأولية عن الإسعاف والتضميد.. |
مزينة: حبذا لو أكون بجانبك أثناء المعارك ولكنك أردت ألا أن أكون مع الجيوش الأمامية.. |
فارعة: لقد أصبحت يا مزينة ماهرة في التمريض وفي إدارة سير العمل بصورة خاصة.. والجيوش المتقدمة تتعرض دائماً لإصابات أكثر من الجيوش الخلفية.. |
مزينة: بلى.. بلى.. |
فارعة: أو وجود متمرنة ماهرة مثلك مع إخوانها خلف الجيوش المتقدمة يخفق ويلات الجرحى والمصابين… |
مزينة: أدعو الله ألا تكون الإصابات بين المسلمين بالغة في المستقبل… |
فارعة: هذه حرب حياة أو موت بالنسبة لنا وللأعداء.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الإمام أحمد يقول): |
الإمام
أحمد: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. ها أنتم تدنون من مدينة هرر وقد تجمع عددكم حولها فاهجموا حالما تسمعونني أقول الله أكبر.. |
أصوات: لبيك أيها الإمام.. لبيك.. |
قيصوم: ها هي طلائع جيش المسلمين تصل مشارق مدينة هرر. |
الإمبراطور: أهم في أعداد كبيرة؟.. |
قيصوم: بلى.. يا مولاي بلى.. |
الإمبراطور: وتنظيم قوي… |
قيصوم: أجل تنظيم قوي ورائع لعلي أول مرة أشاهد المسلمين بهذا التنظيم.. |
الإمبراطور: كيف عرفت ذلك؟.. |
قيصوم: لقد كنت مع الكشافة الذين أرسلتهم لرصد حركات المسلمين ومعرفة عددهم وتنظيماتهم.. |
الإمبراطور: إذن فالمعركة ستكون حامية الوطيس.. |
قيصوم: أجل يا مولاي أجل وقد حشد لها المسلمون خيرة ورجالهم وعتادهم.. |
الإمبراطور: ونحن أيضاً ألم نحشد لها خيرة ما عندنا من رجال وعتاد؟.. |
قيصوم: بلى يا مولاي بلى.. |
الإمبراطور: ثم إننا في مواقع أحسن من مواقع المسلمين فإننا نشرف على المسلمين الزاحفين الذين سيكون عرضة لحمم نبالنا وقذائف منجنيقاتنا.. |
قيصوم: هذا صحيح.. ومع ذلك أرى.. |
الإمبراطور: ترى ماذا؟ |
قيصوم: ألا يشترك مولاي في القتال وأن يعود حالاً إلى الأماكن التي اتفقنا أن تكونوا فيها.. |
الإمبراطور: أفر من المعركة كالجبناء ماذا يقول عني افراد جيشي حين يسمعون بذلك.. |
قيصوم: إنني أخشى عليك.. |
الإمبراطور: تخشى علي أن أقتل أو أجرح.. |
قيصوم: بلى.. بلى.. |
الإمبراطور: ولماذا لا أقتل في سبيل الدفاع عن بلادي.. لماذا لا نقتدي بالمسلمين الذين جاءوا من أماكن نائية ليقتلوا في سبيل دينهم وعقيدتهم. |
قيصوم: هذا رأي ولمولاي الرأي الأول والأصوب.. |
الإمبراطور: سأقاتل مع جيشي سأقاتل وليكن ما يكون… |
قيصوم: سنبقى في المعركة إلى النهاية حتى لو فرضنا ورجحت كفة المسلمين فإن قراركم من المعركة - آنئذ سيكون كارثة علينا ما بعدها كارثة.. |
الإمبراطور: أتظنني جباناً إلى هذا الحد إنك تعطي نفسك أكثر مما تستحق من التطاول عليّ.. |
قيصوم: مولاي (العفو يا مولاي) إنما أقول خوفاً على حياة مولاي وحياة جيشه.. |
الإمبراطور: إذهب إلى مكانك فإني أرى قوى المسلمين الرئيسية قد وصلت إلى ميدان المعركة.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية تختلط بقعقة السلاح وصهيل الخيل ووقع حوافرها.. نسمع بعدها صوت الإمام أحمد يقول): |
الإمام
أحمد: يا معشر المسلمين إلى الأمام إلى الجهاد (الله أكبر والله اكبر.. الله اكبر) |
أصوات: الله أكبر.. الله اكبر.. الله أكبر.. |
سليمان: يا معشر المسلمين من يبايعني على الموت.. |
أصوات: لبيك يا سليمان لبيك.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
الإمام
أحمد: أبيدوهم حشوهم بسيوفكم.. وأرموهم بنبالكم اللَّهم أنت آتنا النصر الذي وعدتنا أنك لا تخلف الميعاد.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الإمبراطور يقول): |
الإمبراطور: المعركة شديدة يا قيصوم والقتل يستمر بين جنودي وكدت أقتل لو لم تكن بجانبي وإني أرى أن كفة المسلمين بدأت ترجح.. |
قيصوم: أنج بنفسك يا مولاي (أنج) فإني أرى رجالاً كالقرود يقتربون من مكانك (أنج).. |
الإمبراطور: آه لقد أصبت بسهم في فخذي.. يا قيصوم.. أدركني.. |
قيصوم: أردف الإمبراطور خلفك يا كاسا وأنج به.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الإمام أحمد يقول): |
الإمام
أحمد: يا معشر المسلمين.. عدوكم ينهزم (سددوا عليه طرق النجاة) أبيدوهم ولا ترحموهم.. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله اكبر.. |
الإمام
أحمد: يا معشر المسلمين.. هذا رأس قائد أعدائكم قيصوم على سن رمحي.. من يأتني برأس الإمبراطور فله خمسون ألف دينار.. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
الإمام
أحمد: يا معشر المسلمين.. عدوكم يرفع راية الإسلام كفوا عن القتال واجمعوا الأسرى والأسلاب.. الحمد لله الذي أعز جنده وهزم الأحزاب وحده.. |
مزينة: سقطت هرر والأسرى كثيرون.. |
فارعة: سأذهب لتفقد الأسرى فلعلَّ بينهم إخوتي.. |
الإمام أحمد: يا معشر المسلمين.. سقطت هرر بأيدينا فترفقوا فترفقوا بالشيوخ والنساء والأطفال وقولوا معي.. الحمد لله والشكر لله.. |
أصوات: الحمد والشكر لله.. |
|