الحلقة - 24 - |
السلطان
إبراهيم: سأذهب معكم لتأديب هذه القبائل.. |
فارح: لا.. أيها السلطان أرجوك.. فنحن سنقوم بالأمر نيابة عنك. |
السلطان
إبراهيم: لا يا فارح إنه جهاد في سبيل الله ويجب أن ألبيه.. |
فارح: ولكني أخشى عليك من قناصة هذه القبائل.. |
السلطان
إبراهيم: ليكن ما يكون فقد أزمعت وأجمعت.. |
الشيخ
سالم: وسأحارب معك أيها السلطان في سبيل الله.. |
عثمان: أرجوك أيها السلطان وأنت يا شيخ سالم أن تدخرا جهودكما للمعارك القادمة. |
سليمان: تأديب القبائل معارك جانبية يمكن لقوادنا أمثال فارح أو يافع أن ينهياها بشكل مرض بدون أن تشتركا فيها. |
السلطان: ولكن وجودي بين قواتنا سيعجل في إنهاء المعركة التأديبية بشكل سريع. |
عثمان: هذا صحيح. ولكن المعارك القادمة بحاجة إليك أكثر من هذه. |
سليمان: لا تنسى أيها السلطان أنك لست ملك نفسك بل أنت رمز وحدة الأمة في هذه البلاد.. |
السلطان: شكراً.. شكراً.. ولكني أرى نفسي تواقة للاشتراك في تأديب هذه القبائل كما أنني لم أشترك من قبل في معركة مع قبائل. |
عثمان: نحن نشير بعدم الاشتراك وأنت صاحب الرأي الأول والأخير.. |
سليمان: لقد محضناك النصح فاعمل بما يحلو لك. |
السلطان: ما رأيك يا شيخ سالم؟ |
الشيخ
سالم: لن أرجع عما عزمت عليه.. |
السلطان: إذن توكلنا على الله.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت نطوريوس يقول): |
نطوريوس: بورك فيك يا (حاقوص) لقد أديت مهمتك على خير وجه. وكانت الغنائم كبيرة ووفيرة.. |
حاقوص: والقتلى عديدون وبماذا ترون أن نفعل بالغنائم؟ |
نطوريوس: قسموها بينكم وخذ أنت حصة الأسد.. |
حاقوص: وسيرى المسلمون من بأسنا ما تشيب له النواصي.. |
نطوريوس: وسأكتب للإمبراطور بما قمتم به من بطولات وأطلب منه أن يجزل لكم عطاياه السخيَّة. |
حاقوص: شكراً أيها القمص نطوريوس. |
نطوريوس: حاقوص.. |
حاقوص: نعم أيها القس.. |
نطوريوس: ما رأيك في رأس السلطان إبراهيم على رأس حربة. أو طعنة في الخفاء.. |
حاقوص: إنني موقن أن المسلمين سيبعثون بقسم من قواتهم لتأديبنا. |
نطوريوس: هذا منتظر.. |
حاقوص: فإذا لعب الحظ معنا وكان السلطان إبراهيم على رأس الحملة التأديبية فاغتياله هين جداً. |
نطوريوس: وإذا لم يأت؟ |
حاقوص: فاغتياله أمر مشكوك فيه.. |
نطوريوس: إذن فالمسألة حظ. ولكن الإمبراطور لا يفهم لغة الحظ. لقد أمر باغتيال السلطان إبراهيم وأركان قيادته فيجب أن يتم ذلك مهما كلف الثمن. |
حاقوص: ولكن السلطان إبراهيم محاط بحراس أشداء وخرق هذا الستار يكاد يكون في حكم المستحيل.. |
نطوريوس: لا شيء مستحيل عند الإمبراطور.. |
حاقوص: يمكنك أنت أيها القس القيام بعملية الاغتيال.. |
نطوريوس: كيف.. إنني لم أخلق لمثل هذا الفعل.. |
حاقوص: المسلمون يتساهلون مع رجال الدين المسيحي.. |
نطوريوس: بلى.. بلى.. |
حاقوص: فأخف خنجراً مسموماً في ثيابك وأذهب وسلم عليه ثم أغمد خنجرك في صدره. |
نطوريوس: قبح من رأى ومشورة لن أفعل ذلك أبداً.. |
حاقوص: إذن فاترك مسألة الاغتيالات للظروف.. |
نطوريوس: هذا هو الرأي.. والآن سر على عجل يا حاقوص ونبِّه القبائل إلى الحملة التأديبية المنتظرة حتى يكونوا مستعدين لمواجهتها.. |
حاقوص: وأنت أيها القس.. هل ستشترك معنا في المعركة المرتقبة؟ |
نطوريوس: أجل.. أجل.. وسأكون في مقدمة الصفوف.. |
حاقوص: إن وجودك بين أفراد القبائل المقاتلة يشجعها ويبعث فيها الحماس والحمية.. |
كاسا: ظهرت طلائع المسلمين في الأفق.. |
حاقوص: دقوا الطبول ومتى تجمعتم فليذهب كل فريق إلى المكان المعد له وانتظروا أوامري.. |
نطوريوس: صح ما تنبأت به يا حاقوص.. |
حاقوص: عسى أن تصدق نبوءتي الأخرى فيكون السلطان إبراهيم على رأس الحملة التأديبية.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت القائد فارح يقول): |
فارح: ها قد وصلنا إلى مراكز القبائل الرئيسية.. |
السلطان
إبراهيم: ما هي الخطة.. |
فارح: الخطة هي الخطة التي رسمتها حين قيامنا لتأديب هذه القبائل.. |
السلطان
إبراهيم: إذن فابدأ بتنفيذها. |
فارح: بالأمر يا سيدي ولكن لي رجاء.. |
السلطان: ما هو..؟ |
فارح: إذا رأيتم القبائل تولى الأدبار فلا تندفعوا أنتم والشيخ سالم في المطاردة فإنني أخشى عليكم من الكمائن والقناصة.. |
السلطان: سنأخذ رأيك بعين الاعتبار.. |
المنادي: يا معشر المسلمين.. إلى الأمام.. إلى الجهاد في سبيل الله. سيروا والله معنا.. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بكر الخيل وفرها وصليل السيوف وقعقعة السلاح وسقوط القتلى وأنين الجرحى نسمع بعدها صوت الشيخ سالم يقول): |
الشيخ
سالم: ما أبرع القائد فارح في تنفيذ الخطة.. |
السلطان: صدقت يا شيخ سالم إنه يقوم بمناورة هائلة لتطويق قوات العدو ثم القيام بعملية الإبادة.. |
المنادي: يا معشر المسلمين.. عدوكم مطوق.. أبيدوه حسوه بسيوفكم ولا تأخذكم فيه رحمة. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
السلطان: أرى قسماً من قوات العدو يكسر الطوق وينهزم هلم بنا لمطاردته.. |
الشيخ
سالم: ألم ينصحنا القائد فارح بألا نندفع في المطاردة.. |
السلطان: ولكن القوات المنهزمة قليلة ومطاردتها وإبادتها لا تأخذ وقتاً هلم بنا. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت حاقوص يقول): |
حاقوص: ستبعدنا القوات المطاردة إن لم نقتل قائدها.. |
كاسا: أتركه لي يا حاقوص فسأقتله.. |
حاقوص: ولكنه مطارد ماهر ومقاتل بارع.. |
كاسا: الحرب خدعة.. فاذهب أنت وخلصنا من صاحبه الذي لا يقل عنه بأساً وشدة.. |
حاقوص: حسناً سأفعل.. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
فارح: يا معشر المسلمين أسرعوا في مطاردة عدوكم المنهزم.. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله اكبر.. |
فارح: أنا لله وأنا إليه راجعون.. رحماك أيها السلطان رحماك يا شيخ سالم. لقد طلبتم الشهادة فاعطيتموها (حاشى) غطهما وسنعود لدفنهما مع إخوانهما من الشهداء بعد أن نقضي تماماً على ما تبقى من قوات العدو. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بضجيج وصوت موج واصطفاق سفن وأصوات تعلو وتنخفض نسمع بعدها صوت الأمير أحمد بن إبراهيم أمير العدل يقول): |
أحمد: يا مرحبا بالمجاهدين في سبيل الله. يا مرحبا بإخواننا وأهلنا.. وأهلنا وذوينا. نزلتم أهلاً وحللتم سهلاً.. |
مرواح: أشكرك أيها الأمير على هذا الترحيب.. وحمداً لله تعالى على الأخوة الإسلامية التي أرسى القرآن الكريم قواعدها وأحكمت السنة المحمدية وشائجها وروابطها.. |
أحمد: عسى أن الرحلة كانت سهلة وممتعة.. أيها الأمير مرواح.. |
مرواح: أجل أيها الأمير أحمد وكيف لا تكون سهلة وممتعة وقد نذرناها في سبيل الله.. |
أحمد: أعانكم الله وقواكم وكتب للمسلمين النصر على أعدائهم. إنه سميع مجيب. |
مرواح: اللَّهم آمين.. آمين.. |
أحمد: لقد أعددنا كل شيء لراحتكم. |
مرواح: شكراً وأرجو ألا يطول بنا المقام فإننا نرد الالتحاق بإخواننا الذين سبقونا إلى الجهاد.. |
أحمد: سيكون ذلك بعد أن تأخذوا قسطاً من الراحة بعد هذه الرحلة الطويلة.. |
مراوح: حسناً فليكن ما تريد.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حزينة نسمع بعدها صوت سليمان يقول): |
سليمان: لا حول ولا قوة إلا بالله. وإنا لله وإنا إليه راجعون.. |
عثمان: يا لها من فجيعة تقصم الظهر.. |
سليمان: لقد نصحناه ولكنه رحمه الله لم يستمع لنصحنا.. |
عثمان: هل أخبرتم ابنه الأمير أحمد.. |
سليمان: بلى.. بلى.. والشيء المضحك المبكي أن الأمير أحمد بعث إلى والده برسالة فتحتها فإذا بها يبشره بوصول إمدادات كبيرة من المسلمين إلى العدل. |
عثمان: وماذا عن الشيخ سالم.. لقد علمت أنه لم يمت من إصابته كما ذكر من قبل. |
سليمان: لا.. ولكنه في غيبوبة تامة والأمل ضعيف في نجاته.. |
عثمان: لا حول ولا قوة إلا بالله. لقد بعثت بفارعة إليه منذ علمت بالنبأ المحزن.. |
سليمان: ومزينة معها.. |
عثمان: يا لسرور أعداء الإسلام بهذا النبأ.. |
سليمان: صدقت.. وإنها لخسارة لو دفع العدو الملايين في سبيلها ما نالها ولكنها قدمت له هدية. |
عثمان: يجب أن نعلن الأمير أحمد سلطاناً أم تنتظر ما يرد منه. |
سليمان: أرى أن نتريث حتى نتلقى منه التعليمات.. |
عثمان: هل وضعتم القوات البرية في حالة استنفار.. |
سليمان: أجل بمجرد وصول نبأ استشهاد السلطان إبراهيم.. |
عثمان: وأنا وضعت القوات البحرية كذلك.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حزينة تختلط بصوت فارعة المختنق بالبكاء): |
فارعة: إن الشيخ سالم يحتضر يا مزينة. |
مزينة: لا حول ولا قوة إلا بالله. يا لها من خسارة.. |
فارعة: وأية خسارة.. |
مزينة: أدع الله أن يرحمه برحمته ثم أرجوك أن تكفي عن البكاء فإن ذلك يزعجه.. |
|