شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 9 -
إبراهيم: أسمعت بآخر الأنباء يا خالد؟
خالد: لا يا إبراهيم.. ما هي؟
إبراهيم: وصول مهاجرين من المسلمين إلى الشاطىء الشرقي من إفريقية..
خالد: مهاجرون من المسلمين..
إبراهيم: بلى.. بلى..
خالد: من أي القبائل كان هؤلاء المسلمون..
إبراهيم: خليط من تجار عمان مسقط والمهرة..
خالد: يا لها من أخبار سارة.. لقد بدأ الإسلام يزحف على شرق افريقية وبدأت شعلته تضيء أصقاع تلك الجهات المظلمة.. الحمد لله.. الحمد لله..
إبراهيم: ولكن..
خالد: ولكن ماذا؟
إبراهيم: ليس بين هؤلاء التجار شخصية أو شخصيات إسلامية معروفة..
خالد: كيف.. ماذا تعني؟
إبراهيم: عندما قدمتم إلى بلادنا مثلاً كانت بينكم شخصية عقيل بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أما هؤلاء الذين نزلوا على شواطىء إفريقية الشرقية فليس بينهم شخصية من هذا القبيل..
خالد: يظهر أن المغامرة التجارية هي التي جمعت بينهم وعلى كل حال فنزولهم على شواطىء إفريقية الشرقية مقدمة لانتشار الإسلام فيها..
إبراهيم: ولكنكم أنتم السابقون إلى إضاءة هذه البلاد بنور الإسلام..
خالد: إنه توفيق من الله سبحانه وتعالى.. ولعمري هؤلاء أيضاً سابقون مثلنا في إدخال الإسلام إلى ذلك القسم من إفريقية..
إبراهيم: في رأيي أن التوفيق الذي حالفكم في بلادنا هو الذي شجع هؤلاء التجار على المغامرة..
خالد: مهما يكن الدافع فأخبار هؤلاء التجار تبعث على السرور وتبشر بانطلاقة جديدة للإسلام في تلك الأصقاع..
إبراهيم: صدقت يا خالد وسند لنا وقوة ضد أعداء هذا الدين..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عائشة تقول):
عائشة: ومرت الأيام كالأحلام يا فاطمة وأصبحنا أمهات ثم جدات وذهب مَنْ ذهب، وعاش من عاش ولا ندري متى سنلحق بهم..
فاطمة: بمن اصطبحت هذا اليوم يا عائشة؟..
عائشة: لم هذا السؤال؟
فاطمة: لأن اليأس يقطر من كل كلمة من كلامك..
عائشة: والله ما أدري ولكن الذي أدريه هو أني كمسلمة يجب ألا أفكر في مثل هذه الترهات أو السخافات.. اصطبحت بمن.. رأيت الهلال على وجه من؟
فاطمة: أنت على حق يا عائشة كمسلمات نؤمن بأن كل شيء هو من عند الله. ومقدر لنا ومكتوب في اللوح المحفوظ منذ الأزل.. ولكني أحببت أن أمزح لعلّي أسري عنك..
عائشة: شكراً يا فاطمة واسمحي إن صدر مني ما يسيئك..
فاطمة: العفو يا عائشة فنحن أخوات ولم يصدر عنك إلا ما تحمدين عليه.. ولكني أعود فأتساءل ما سر تجهمك هذا الصباح؟
عائشة: تذكرت والدي وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحمهما الله وتذكرت جهودهما وجهود من معهما من المسلمين في سبيل تثبيت أقدام الإسلام بهذه البلاد..
فاطمة: لا شك أننا افتقدناهما ولكنهما لحقا بالرفيق الأعلى بعد أن حملا الأمانة وأديا الرسالة على أحسن وجه..
عائشة: صدقت.. ولكن ذكرى الشيء العزيز الذي يفتقده الإنسان يثير شعوراً بالحزن وإن كنا نفتخر بما أنجزا في سبيل الإسلام والمسلمين..
فاطمة: لعلّ من أهم نتائج دخول الإسلام إلى هذه البلاد هو أخبار الموجة الإسلامية الجديدة التي وصلت إلى شواطىء إفريقية الشرقية..
عائشة: حقاً يا عائشة فأخبارها تطغى على كل شيء..
فاطمة: أترى يحالفها التوفيق كما حالف حملة المسلمين إلى هذه البلاد.
عائشة: ولم لا يا فاطمة.. علينا نحن المسلمين هنا أن نساند هؤلاء المهاجرين ونقوي مركزهم في الأماكن التي نزلوا فيها فقوتهم قوة لنا.. وضعفهم هوان لنا..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت البطريق كرياكوس يقول):
كرياكوس: خبر مزعج.. سيىء.. جداً.. جداً أيها القسس مرقص.. أمتأكدة منه؟
مرقص: كل التأكيد يا جناب البطريق..
كرياكوس: هل جاؤوا بأعداد وفيرة؟
مرقص: لا ولكنها مقدمة تتبعها غيرها وغيرها..
كرياكوس: أقدموا بشكل منظم أم على هيئة مغامرين؟
مرقص: قدموا كمغامرين ولكن دينهم سيوحد بينهم وسنرى بعد أيام أنهم انتظموا واختاروا من بينهم قائداً وإماماً.
كرياكوس: والأماكن التي نزلوا فيها ألا توجد لنا جاليات بها؟
مرقص: لا.. بل أفراد يعدون على الأصابع وهؤلاء لا يستطيعون عمل شيء..
كرياكوس: إن النصر الذي حققه المسلمون في الصومال وفي جنوبه بالذات قد فتح شرق إفريقية أمام موجات من المسلمين لا نهاية لها..
مرقص: يلوح لي أن المد الإسلامي بعد أن انكسرت حدته أمام أسوار القسطنطينية بدأ يزحف نحو الجنوب في اتجاه افريقية..
كرياكوس: صدقت يا مرقص وستشهد هذه البلاد غزوات إسلامية متلاحقة..
مرقص: ولن يكون الصراع فيها عنيفاً مثل صراع المسلمين أمام الروم في القسطنطينية والرومان في روما..
كرياكوس: بالطبع لأنه ليست هنا إمبراطوريات كالروم والفرس والرومان..
مرقص: وسيكون المد الإسلامي هنا أسرع وأخطر منه في أي جهة أخرى..
كرياكوس: هذا صحيح ولكن ما العمل؟
مرقص: وسيكون المد الإسلامي هنا أسرع وأخطر منه في أي جهة أخرى..
كرياكوس: هذا صحيح ولكن ما العمل؟
مرقص: لقد استعملنا سياسة العنف فكانت وبالاً علينا..
كرياكوس: وكان من نتائجها انسياب المد الإسلامي في هذه المنطقة بشكل لا مثيل له..
مرقص: أرى يا جناب البطريق والرأي الأول لك..
كرياكوس: قل فإنك عندي المستشار الأمين..
مرقص: نلجأ إلى سياسة المصانعة والمداهنة وعندما نطمئن ندس ونبذر وبذور الخلف والتفرقة بين المسلمين..
كرياكوس: رأي خليق بالمناقشة.. قل كيف ننفذه؟
مرقص: نبدأ في تنفيذه أو في استعماله مع المسلمين المغامرين الذين نزلوا حديثاً على شواطىء إفريقية الشرقية..
كرياكوس: كيف ولم اخترت المسلمين الذين نزلوا بشواطىء إفريقية الشرقية..؟
مرقص: لأن هؤلاء المسلمين قدموا مدفوعين بحب التجارة والكسب والربح..
كرياكوس: معقول وبعد..
مرقص: نوعز لعملائنا هناك بالاتصال بهؤلاء المسلمين وتسهيل وسائل الربح لهم حتى يكسبوا صداقتهم وبالتالي ثقتهم..
كرياكوس: شيء جميل وبعد..
مرقص: وبعد الحصول على الثقة ندس ونبذر بذور الخلف والانقسام بينهم وبين المسلمين في الصومال وبينهم وبين سكان شرق إفريقية الأصليين..
كرياكوس: كيف؟..
مرقص: نثير العصبية القبلية بين المسلمين والتمييز بينهم وبين أهل البلاد الأصليين..
كرياكوس: نسيت شيئاً هاماً أيها القس..
مرقص: ما هو؟
كرياكوس: النخاسة..
مرقص: (صارخاً بدهشة): يا له من رأي سديد.. إنه ضربة معلم سوف تجعل الإفريقيين في رعب دائم من أن يتخطفهم المسلمون ويبيعوهم في سوق الرقيق..
كرياكوس: وهناك سلاح آخر؟
مرقص: ما هو يا جناب البطريق.. هات من آرائك النيرة..
كرياكوس: تشجيع القراصنة على تهديد سواحل البلاد الإسلامية حتى يظلوا في رعب وهلع دائم.
مرقص: يا سلام.. إنه سلاح فتّاك.. فتّاك جداً..
كرياكوس: والآن فلنشرع في العمل فالظروف مناسبة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت خالد يقول):
خالد: مالي أراك ساهماً واجماً يا إبراهيم؟
إبراهيم: إنني منزعج من الأخبار الجديدة؟
خالد: ما هي؟
إبراهيم: بدأ القراصنة يقومون بهجمات متعددة على سواحلنا ولا سيما النائية منها مما جعل سكان هذه السواحل في خوف ورعب دائم حتى أن بعضهم تراوده فكرة النزوح إلى داخل البلاد..
خالد: حقاً شيء مزعج ولا سيما وسواحل الصومال طويلة..
إبراهيم: ومن الصعب حمايتها..
خالد: كيف يا إبراهيم كيف؟ ونحن كثيرون بإيماننا..
إبراهيم: هذا صحيح والحمد لله ولكننا نحتاج إلى حراس للمدن المنتشرة على هذه السواحل..
خالد: سكان البلاد في تزايد مستمر بسبب الهجرات المتعاقبة ويمكنك تجنيد الرجال الصالحين منهم لحماية الثغور..
إبراهيم: لو كانت إمكاناتنا المادية قوية كنا أنشأنا أسطولاً لحماية سواحلنا..
خالد: لو أمكننا إيجاد نواة الأسطول بحري لألقينا الرعب في قلوب هؤلاء القراصنة..
إبراهيم: ولا شك فيما تقول ولكن القراصنة سوف يقضون على هذا الأسطول الصغير في أول لقاء.. ولا سيما..
خالد: ولا سيما ماذا؟
إبراهيم: ولا سيما وإن هؤلاء القراصنة لا مكان لهم أو مقر فنحشد قوانا ونهاجمه. ولا زمان فنستعد للقائهم..
خالد: يعني يجب أن نظل مستعدين لهجومهم في كل وقت وزمان.. وهذا شيء غير ممكن..
إبراهيم: هذا هو ما يزعجني ويشغل بالي كما تراني عليه..
خالد: لدي فكرة..
إبراهيم: قل ما هي؟
خالد: نزود القادرين من سكان المدن الساحلية بالسلاح والعتاد وندربهم على استعماله بواسطة قواتنا الموجودة في هذه المدن.
إبراهيم: رأي سديد.. ولكن..
خالد: ولكن ماذا؟
إبراهيم: هذه الفكرة تحتاج إلى قائد يتولى تنفيذها والإشراف عليها..
خالد: لدينا والحمد لله منهم الكفاية..
إبراهيم: أتقترح أحداً لهذه المهمة..
خالد: حسان بن سهيل.. شجاع كما تعرف وخبير بالبحر فكثيراً ما قاد السفن من هنا إلى اليمن وبالعكس.
إبراهيم: نِعْمَ الرجل.. نِعْمَ الرجل.. أين هو الآن يا ترى؟
خالد: أما على ظهر سفينة أو جواب في البراري والقفار لولعه بصيد السباع والنمور..
إبراهيم: سأبعث في طلبه فلعلّه هنا..
(نسمع صراخاً وضجيجاً ومرجاً يختلط بموسيقى صاخبة وبارتطام الموج على السفن وعلى صخور الميناء وبأصوات تستغيث):
الأصوات: قراصنة.. قراصنة.. أدركونا.. أغيثونا..
حسان: هاجموهم يا أهل زيلع.. اقتلوهم.. لا تخافوهم.. دافعوا عن أعراضكم وأموالكم وبلادكم..
إبراهيم: إنهم القراصنة يا خالد.. هيا بنا إلى قتالهم..
خالد: هيا..
إبراهيم: إنهم قادمون بأعداد وفيرة..
خالد: ولكن حراس الميناء ومعهم الأهلون يقاتلون ببسالة..
إبراهيم: أرى رجلاً يقود الناس ويفتك بالقراصنة.. انظر تطلّع ملياً.. لعلّك تعرفه.. إنه يصول ويجول.. ويجندل الرجال..
خالد: إنه.. إنه حسان بن سهيل..
إبراهيم: يا إلهي ما أرحمك.. ما أعدلك.. لقد جئت بحسّان في الوقت المناسب..
(حسّان يصرخ وصوته يدوي كالرعد وهو يقول):
حسان: أميركم إبراهيم يشترك معكم في المعركة.. أثبتوا.. أقتلوا.. لا ترحموا أحداً منهم..
إبراهيم: الله أكبر.. الله أكبر..
أصوات: لبيك يا إبراهيم.. لبيك يا إبراهيم..
حسان: إنهم ينهزمون.. إنهم يتساقطون في الماء ليلحقوا بسفنهم.. أبيدوهم قبل أن يصلوا إليها.. أيها الغواصون.. أيها السباحون.. احتلوا سفنهم..
أصوات: يا رجال.. يا رجال.. هيا إلى السفن.. هيا..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :668  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 32 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج