الحلقة - 7 - |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عثمان يقول): |
عثمان: يلوح لي يا بن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ موقفنا في الجهة الجنوبية من بلادنا سيختلف ظن الموقف في شرقها. |
عقيل: كيف يا عثمان؟ |
عثمان: إقبال الناس على الدخول في الإسلام أقلَّ منه في الشرق والشمال أليس كذلك. |
عقيل: بلى. بلى. ولكن ما هو السبب؟ |
عثمان: الجهة الجنوبية من هذه البلاد تزخر بجاليات من أعداء الإسلام الذين يحرضون الأهالي على عدم الدخول فيه. |
عقيل: سندعوهم للإسلام ونخبرهم بين ثلاث. أما الدخول فيه، أو دفع الجزية، أو الحرب. |
عثمان: ولكن دعاتنا قد انتشروا بينهم فوجدوا مقاومة مركزة ضد الإسلام. |
عقيل: إذن فلا مفر من القتال. |
عثمان: هذا ما أظن أننا سنكره عليه.. |
عقيل: هل لدينا العدد والعداد.. |
عثمان: أما العدد فكبير جداً وأما العدد فنحتاج إلى مزيد منها. |
عقيل: ألا يمكن تدبر ذلك؟ |
عثمان: بعثت أشتري ما يلزمنا من تجار الأسلحة. |
عقيل: بورك فيك ولكن. |
عثمان: ولكن ماذا؟ |
عقيل: المال من أين تدبرته؟ |
عثمان: تجار الأسلحة يعرفونني ولي علاقات طيبة بهم وسيمدونني بما احتاج والتسديد قسم منه فوراً والقسم الآخر فيما بعد. |
عقيل: أعانك الله وقوَّاك في خدمة الدين ورسوله. |
عثمان: ربنا يتقبل منك الدعاء.. |
(يدخل سهيل مسرعاً والموسيقى مصاحبة فيقول له عقيل): |
عقيل: ما وراءك يا سهيل؟ |
سهيل: لاحظت كشافتنا تجمعات غير عادية على ضفاف نهر جوبه.. |
عثمان: تجمعات على ضفاف نهر جوبه؟ |
سهيل: أجل يا عثمان أجل.. |
عثمان: لعلّها تجمعات المستقبلين.. |
سهيل: إن المجتمعين في كامل أسلحتهم وبينهم عدد ممن يضعون الصلبان على صدورهم.. |
عقيل: ما رأيك يا عثمان بعد ذلك؟ |
عثمان: أكاد أجزم أنها تجمعات لصدّ هذا الدين عن التقدم نحو الجنوب. |
عقيل: إذن فالحرب واقعة لا محالة.. |
سهيل: أجل يا بن أبي طالب.. |
عثمان: فلنستعد لها ولتكن أنت قائدنا. |
عقيل: لا بل أنت يا عثمان وأنا سيف من سيوفك.. |
عثمان: هذا غير ممكن.. |
عقيل: بل هو الذي سيكون فأنت أدرى ببلادك ومداخلها ومخارجها.. |
عثمان: إذن سأعده أمر منك.. |
عقيل: سمه ما شئت ونحن منذ الآن تحت تصرفك. فسر بنا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (سورة الحج، آية 40). |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت حزقيال يقول): |
حزقيال: لقد نجح المسعى يا عزرا. يا لأفكارك الشيطانية.. |
عزرا: كان من حسن الحظ يا حزقيال حضور مندوب البطريرك كرياكوس الأسقف انتياخوس. |
حزقيال: وقد ألهب حضوره حماس الجماهير وعزمها على صد الاندفاع الإسلامي بكل الوسائل الممكنة. |
عزرا: كان الأسقف انتياخوس بارعاً في مخاطبة الجماهير. |
حزقيال: إنه خطيب رائع يعرف كيف يغزو العقول ومن ثم يسيطر عليها. |
عزرا: أعرفت الخطة؟ |
حزقيال: أية خطة.. |
عزرا: خطة العمل بعد أن أصبحت الجماهير كالخاتم في إصبع الأسقف يحركها كيف يشاء.. |
حزقيال: لا أدري ولكن الذي أدريه هو.. |
عزرا: هو ماذا؟ |
حزقيال: هو أني مستعد لقتال المسلمين أكثر من أي وقت مضى. |
عزرا: وهذا بالطبع من نتائج خطاب الأسقف. |
حزقيال: ومتى كان اليهودي شجاعاً. |
عزرا: هذا صحيح ولكن خطاب الأسقف فعل بك ما لم يفعله السحر. |
حزقيال: أرجو أن يستمر مفعول هذا الخطاب أثناء المعركة المرتقبة مع المسلمين. |
عزرا: لقد أنستني شجاعتك حديثنا عن الخطة. |
حزقيال: صحيح يا عزرا صحيح. قل لي ما هي الخطة؟ |
عزرا: هجوم مباغت على المسلمين وإبادتهم عن بكرة أبيهم. |
حزقيال: يا لها من خطة بارعة ولكن.. |
عزرا: ولكن ماذا؟ |
حزقيال: أترى المسلمين أغبياء إلى هذا الحد؟ |
عزرا: كيف؟. |
حزقيال: كأن لا يحسبون لمثل هذه المباغتة. |
عزرا: ولكن المسلمين ثملون بما حققوه من نصر للإسلام في المنطقة الشرقية.. |
حزقيال: ولكني أرى من الحكمة وسداد الرأي أن ينبه قائدنا إلى مثل هذه الأمور. |
عزرا: هيا بنا إليه. هيا.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت راحيل يقول): |
راحيل: (بتنهد) ليت عزرا لم يدعنا للحضور من الكونغو.. |
راشيل: لماذا يا راحيل؟ |
راحيل: وتسألينني لماذا يا راشيل وأنت ترين أسباب مخاوفي.. |
راشيل: أتعنين القتال المرتقب مع المسلمين؟ |
راحيل: بلى. بلى. وهل خلق اليهود للقتال..؟ |
راشيل: ولكن..؟ |
راحيل: ولكن ماذا..؟ |
راشيل: عزرا يعلم الغيب حين أرسل يدعوكم للمجيء لعقد صفقات تجارية تدر أرباحاً طائلة. |
راحيل: أين هي هذه الصفقات..؟ |
راشيل: لقد جمدها ارتقاب الناس للمعركة التي سنقضي فيها على المسلمين وبعدها يعم السلام والرخاء والاستقرار والطمأنينة. |
راحيل: أواثقة من انتصارنا في المعركة.. |
راشيل: كل الثقة يا راحيل. وأنت؟ |
راحيل: أما أنا فجد خائفة وقلقة من أن تتحول المعركة لصالح المسلمين. ويكون زوجي وزوجك وقوداً لها.. |
راشيل: إنك تهولين الأمور ليست عندك من شجاعة زوجك حزقيال.. |
راحيل: ومتى أصبح حزقيال شجاعاً؟ |
راشيل: إنه مع زوجي عزرا في مقدمة الجيش ينتظر إشارة من قائده الأسقف انتياخوس للانقضاض على المسلمين.. |
راحيل: ليت الأسقف انتياخوس يكون وحده الضحية.. |
راشيل: راحيل.. راحيل.. ما بك. أبلغ بك المبلغ إلى هذا الحد؟ |
راحيل: لقد ترملت مرة يا راشيل ولا أريد أن أترمل ثانية.. |
راشيل: لا. لا. أمرك عجيب يا راحيل. لقد ثبط كلامك من ثقتي بانتصارنا على المسلمين. |
راحيل: ليتني أستطيع اختطاف حزقيال من بين المقاتلين والعودة به إلي الكونغو. |
راحيل: ألا يسرك أن ترى رأسه مكللاً بأكاليل النصر. |
- أخشى أن أرى الطير تأكل رأسه.. |
راعيل: لا. لا. أنت فظيعة.. فظيعة.. سأهرب بعيداً عنك فقد حطمت أعصابي. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت انتياخوس الأسقف يقول): |
انتياخوس: يا جنود الصليب. المعركة بيننا وبين المسلمين معركة حياة أو موت. واعلموا أنكم إن انتصرتم عليهم في هذه المرة فلن تقوم لهم قائمة بهذه الجهات بعد اليوم. |
أصوات: الويل لهم. الموت لهم. |
انتياخوس: خطتنا واضحة وقد فصلها لكم قوادكم.. |
أصوات: بلى. بلى. |
حزقيال: اسمح لي يا جناب الأسقف القائد بالكلام.. |
انتياخوس: من أنت؟ ومن أي فصيل؟ |
حزقيال: أنا حزقيال من الفصيل العاشر. ألا تذكرني يا حضرة القائد؟ |
انتياخوس: تكلم ماذا تريد أن تقول؟ |
حزقيال: الخطة الموضوعة لي عليها اعتراض وقد أوضحته لقائد فصيلة ولكنه لم يستمع لقولي.. |
انتياخوس: حسناً. قل ما هو وجه اعتراضك على الخطة التي وضعتها؟ |
حزقيال: أتظن المسلمين أغبياء بحيث لم يرسلوا عيونهم ويكتشفوا تجمعاتنا هذه حتى يكون عنصر المباغتة في خطتك ناجحاً. |
انتياخوس: عدد المسلمين قليل وسلاحهم ضئيل وهم ما يزالون ثملين بما حققوه من دعاية لدينهم في المنطقة الشرقية وما أظنهم يحسبون لمجابهتنا. |
حزقيال: لقد رأيت دعاتهم قبل أيام بين ظهرانينا يبشرون بدينهم. ألا تعتقد يا جناب الأسقف أنهم وقفوا على استعداداتنا لقتالهم أو على الأقل. |
انتياخوس: أو على الأقل ماذا؟ |
حزقيال: أصبح عندهم شك من جهتنا والشك يوجب الحذر والتحوط.. |
انتياخوس: إنك فيلسوف يا حزقيال. لعلّك طالعت كثيراً من كتب الإغريق فأصبحت لك ملكة حب الجدل والسفسطائية. |
حزقيال: لعمرك يا جناب السقف لم أقرأ في حياتي كتاباً من كتب الإغريق وما سمعته مني هو من قبيل الاحتياط للطوارىء من جهة وتبادل الرأي من جهة أخرى. |
انتياخوس: خطتنا وضعت بعد دراسة وافية للأمر.. |
حزقيال: ونحن معك حتى النصر. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عقيل بن أبي طالب يقول): |
عقيل: ما هي آخر الأخبار عن أعداء هذا الدين..؟ |
عثمان: لقد تجمعوا للكيد لهذا الدين وأهله. |
عقيل: وسيرتد كيدهم إلى نحورهم بإذن الله. وما هي خط خطتهم؟ |
عثمان: المباغتة. |
عقيل: أيظنوننا نائمين غافلين عما يبيتونه لنا. |
عثمان: هكذا يخيل إليهم ولعمري أنه من حسن الحظ ويمن التوفيق وستكون مباغتتهم شراً عليهم لا علينا.. |
عقيل: ومتى سيقومون بهذه المباغتة.. |
عثمان: الليلة يا بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.. |
عقيل: ولا شك أنك أعددت لكل شيء عدته.. |
عثمان: بلى. بلى. |
عقيل: عسى أنك وضعت المهاجرين منا في المقدمة وأنا معهم فإني تواق للاستشهاد في سبيل الله.. |
عثمان: لقد رتبت الأمور حسب مقتضياتها ولا سيما بعد أن نولتموني شرف القيادة.. |
عقيل: هذا صحيح وإنك والله القائد الكفء. |
عثمان: أدع الله لنا بالنصر الذي وعد بد عباده المؤمنين.. |
عقيل: اللَّهم آتنا النصر الذي وعدتنا أنك لا تخلف الميعاد.. |
عثمان: والآن استميحك الذهاب لتفقد رجالنا فإني أنتظر هجوم الأعداء بين الحين والآخر.. |
عقيل: وأنا سأذهب حيث وضعتني.. |
عثمان: وفي المقدمة كما طلبت.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها أقدام جنود الأعداء ونسمع بعدها صوت انتياخوس يقول): |
انتياخوس: لقد اقتربنا من مضارب المسلمين. خففوا وطأ أقدامكم حتى لا يشعروا بنا. وإياكم والهجوم قبل أن يقرع الناقوس. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عثمان يقول): |
عثمان: ها هم يدنون من مضاربنا يا بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. |
عقيل: بلى. يا عثمان. وأراهم يزحفون بأعداد وفيرة.. |
عثمان: إنها معركة حياة أو موت بالنسبة لهم ولنا. |
عقيل: ما هذا يا عثمان؟ |
عثمان: كل الاستعداد.. |
(نسمع أصواتاً غريبة وحشية صادرة من المهاجمين تختلط بصليل السيوف وسقوط القتلى وأنين الجرحى وصوت عثمان يقول): |
عثمان: الله أكبر الله اكبر الله أكبر.. اهجموا. دافعوا عن هذا الدين. |
عقيل: يا معشر المسلمين إنهم ينهزمون. سدوا عليهم الطرق. |
عثمان: الله أكبر الله أكبر. قتل عدو الله قائدهم انتياخوس. إنهم يفرون لا يلوون على شيء (نسمع عويلهم وهم ينهزمون). |
عقيل: الحمد لله الذي صدق وعده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده. |
|