شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 6 -
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت المطران كرياكوس يقول):
كرياكوس: لقد أحدق بنا الخطر يا أانتياخوس
انتياخوس: أي خطر يا جناب المطران..
كرياكوس: خطر الزحف الإسلامي على بلاد البنط ودخول السكان هناك في هذا الدين بشكل منقطع النظير..
انتياخوس: لا شك أنه خطر فظيع اجتاح منطقة كبيرة من مناطق نفوذنا كنا نود أن نطل منها على المحيط الهندي..
كرياكوس: إنها غلطة أسلافي من المطارنة..
انتياخوس: كيف يا جناب المطران كرياكوس؟
كرياكوس: أسلافي المطارنة تقاعسوا عن التبشير وانغمسوا في لهوهم وترفهم وناموا في أبراجهم العاجية في ظل ظليل ونعيم مقيم.
انتياخوس: بينما خلفاء المسلمين بل وكل مسلم كان داعية لدينه مبلغاً رسالات ربه. وهكذا قضوا على إمبراطوريتين كبيرتين في فترة وجيزة.
كرياكوس: المد الإسلامي في بلاد البنط أخذ يمتد نحو الجنوب والشرق وأخشى..
انتياخوس: تخشى ماذا؟
كرياكوس: أن يمتد الزحف الإسلامي صوب الغرب فيتهددنا في عقر دارنا.
انتياخوس: أترى المسلمين يجرؤون على تحطيم صرح العلاقات الودية التي أرسى قواعدها أسلافهم عندما هاجروا إلى الحبشة فارين من إيذاء القرشيين.
كرياكوس: إنها علاقة وطيدة ولا شك ولكن الاندفاع العقائدي قد لا يقيم وزناً لمثل هذه العلاقات.
انتياخوس: ولكن خلفاء المسلمين في رأيي حريصون على بقاء هذه العلاقات الطيبة بدليل..
كرياكوس: بدليل ماذا أيها الأسقف انتياخوس..
انتياخوس: بدليل أنهم لم يقوموا بأي غزو مسلح لهذه الجهات بعد وفاة نبيهم.
كرياكوس: وما نشاهده في بلاد البنط أليس غزواً وإن لم يكن له طابع الغزو المسلح؟
انتياخوس: هذه جهود فردية يا جناب المطران..
كرياكوس: ولكنها في رأيي أعظم أثراً من الجهود المسلحة. لقد دخل أهل البنط في الدين الإسلامي مقتنعين طائعين مختارين لا يرهبون سيفاً ولا رمحاً.
انتياخوس: أهي خطيئة المسلمين أم تقصيرنا يا جناب المطران..
كرياكوس: إنه تقصير منا سيحاسبنا عليه تاريخ المسيحية في هذه البلاد.
انتياخوس: ولعلّك يا جناب المطران علمت.
كرياكوس: علمت ماذا؟
انتياخوس: عن زعيم المسلمين هناك عقيل بن أبي طالب ابن عم نبيهم محمد إلى الجهة الشرقية من بلاد البنط في سبيل الدعوة إلى الدين الإسلامي..
كرياكوس: بلى. يا انتياخوس بلى ولكنه لما بعد بعد..
انتياخوس: ولكن الأخبار التي تناقلها بحارة السفن والقادمون من هناك تدل على أن الرحلة تسجل نجاحاً ساحقاً. وأن الناس يدخلون في هذا الدين أفواجاً أفواجاً.
كرياكوس: يا ويلنا من الدين الإسلامي وأهله. كلما أردنا الزحف على بلد وجدناه قد سبقنا إليه.
انتياخوس: ويا ليت الأمر اقتصر على ذلك بل امتد حتى أنه صار يستولي على الجهات التي بذلنا جهوداً كبيراً لتنصير أهلها.
كرياكوس: أرى أن هذا الدين ستصبح له الغلبة في المنطقة التي نعيش فيها وأنه قد يأتي يوم لا نشعر إلا وقد سحب ما تحت أيدينا.
انتياخوس: ليس ذلك ببعيد ولكن.
كرياكوس: ولكن ماذا؟
انتياخوس: أنترك المد الإسلامي يجتاحنا ولا نفعل شيئاً.
كرياكوس: كيف..؟
انتياخوس: يجب أن نحمل شيئاً ما لإعاقة هذا المد وصد تقدمه.
كرياكوس: كلام جميل ورأي سديد ولكن كيف الوصول إليه..
انتياخوس: أترك لي تدبر ذلك وسأطلعك على كل إجراء قبل القيام به.
كرياكوس: بورك فيك.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت فاطمة تقول):
فاطمة: ما هي أخبار الرحلة يا عائشة..
عائشة: الأخبار سارة جداً يا فاطمة..
فاطمة: بشرك الله بالخير.. زوديني ببعض التفاصيل عنها.
عائشة: كان المسلمون حينما ساروا أوحلّوا يقابلون بالبشر والترحاب ويتسابق الناس إلى الدخول في الإسلام بمجرد أول خطاب يسمعونه عن الإسلام وتعاليمه.
فاطمة: الحمد لله.. الحمد لله.. ألم تصادفهم أية صعوبة..
عائشة: حتى الآن لم يلقوا أية متاعب. اللَّهم إلا وعورة الطريق فبعض الطرق جبلي وهواء بعض المناطق جاف حار وبعضها رطب خانق.
فاطمة: لا شك أن أجواء بلادنا قاسية ولكن أجواء الحجاز ونجد لا تبعد كثيراً عن قساوة أجزائنا فعندهم سمائم الصيف الحارقة ورطوبة البحر الخانقة.
عائشة: ولكن والدي لم يكتب لنا أن المسلمين شكوا إليه وعورة الطرق وقساوة الطرق وما ذكرته أنا هو من قبيل ما يتعرض له كل مسافر.
فاطمة: أتطول رحلتهم يا عائشة؟
عائشة: لا أدري ولكنهم ربما يعودون بعد أن يطلوا على المحيط الهندي..
فاطمة: وماذا عن المناطق الجنوبية. ألا يفكرون في نشر الدعوة فيها.
عائشة: أتظنين الوصول إليها هيناً..
فاطمة: همم الرجال تدك الجبال والقائمون بالرحلة يدعون إلى سبيل الله وفي هذا السبيل تهون المصاعب والمتاعب.
عائشة: حتى لو لم يذهبوا إليها فالإسلام نما وأورق وسيمتد فيتفيأ ظلاله الوارفة جميع سكان البلاد المجاورة لنا.
فاطمة: ليتني أعيش حتى أرى ذلك اليوم..
عائشة: إنها أمنية كل مسلم ومسلمة يا فاطمة.
فاطمة: أرى إبراهيم وخالد في طريقهما إلينا..
عائشة: إنهما يغذان في السير..
فاطمة: من عادة إبراهيم الإسراع في المشي وقد تأثر به خالد. أو لعلّ خالد هو الثاني مغرم بالمشي السريع من قبل أن يصاهر إبراهيم.
عائشة: كل شيء في بلادنا يسير بسرعة ومجريات الأمور تتحكم في حركاتنا وسكناتنا حتى مشينا.
(يدخل إبراهيم وخالد والموسيقى مصاحبة وهما يقولان):
خالد وإبراهيم: أسعدتما مساءً..
عائشة: طاب مساؤكما. فمن أين كنتما قادمين؟
خالد: وهل عندنا مكان غير المسجد. إنه شغلنا الشاغل. لقد انتهى عمل اليوم فأسرعنا إليكما..
إبراهيم: إذْ أنتما أيضاً شغلنا الشاغل بعده..
فاطمة: شكراً. شكراً ولكن..
إبراهيم: ولكن ماذا؟
فاطمة: متى ينتهي العمل بالمسجد..
إبراهيم: قل لها يا خالد فأنت المساعد الأول للبناء حامد المزني..
خالد: لا أستطيع بالضبط تحديد وقت الانتهاء.
فاطمة: كيف؟
خالد: ذلك لأن حامد المزني يريد أن يكون المسجد تحفة فنية.
عائشة: ولم لم يراع البساطة فالعبرة أن يمتلىء بالمصلين لا بالنقوش والزخرفة.
خالد: الفنانون يا عائشة في كل زمان لهم مملكتهم ويحبون أن تكون من أجمل ما صنعته يد الإنسان. وحامد أطلقت يده في المسجد فهو يريده أن يكون نسيج وحده على حد رأيه.
عائشة: ولكن ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عاد ولما يكتمل المسجد فستعرضون لسخطه..
إبراهيم: سيكون المسجد منتهياً قبل عودتهم..
فاطمة: كيف يا إبراهيم ومجيئهم مرتقب..
إبراهيم: سيتأخرون لأنهم سيعرجون على جنوبي بلادنا..
عائشة: كنت تتمنين يا فاطمة أن يعرج المسلمون على الجنوب وهاهو أملك يتحقق بإذن الله.. الحمد لله.. الحمد لله..
عائشة: أترون مهمة الدعاة المسلمين هناك ستكون سهلة كما كانت في المناطق التي مروا بها حتى الآن؟
خالد: أما أنا يا عائشة فلا أستطيع الإجابة وعسى أن تجدي عند إبراهيم ما يشفي غليلك..
إبراهيم: شكراً يا خالد..
فاطمة: هات يا إبراهيم..
إبراهيم: المهمة في رأي ليست من السهولة بمكان..
عائشة: كيف؟.
إبراهيم: إن المنطقة الجنوبية من بلاد البنط فيها جاليات نصرانية ويهودية وهؤلاء لا شك سيقاومون أية محاولة لنشر الدين الإسلامي هناك..
فاطمة: هل تنتظر صراعاً يصل إلى حد استعمال العنف؟
إبراهيم: لا استبعد ذلك يا فاطمة فالزحف الإسلامي خطر يرعب النصرانية واليهودية ولا سيما وهم يرون أن الوثنيين يدخلون فيه بأعداد هائلة..
عائشة: عدد المسلمين في هذه الرحلة قليل يا إبراهيم وهذا يشجع أعداءهم على الفتك بهم والتخلص منهم.
إبراهيم: لا تخافي فالله تعالى يقول: كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (سورة البقرة آية 249):
فاطمة: إنني مع إبراهيم يا عائشة لم لا تنسى أن الذين اعتنقوا الإسلام من الوثنيين سيقاتلون معهم إذا دعا الأمر.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عزرا اليهودي يقول):
عزرا: حزقيال! تعال يا حزقيال.
حزقيال: ما وراءك يا عزرا؟
عزرا: أخبار مزعجة.. أخبار لا تسر.
حزقيال: ها ماتت زوجتك راشيل؟
عزرا: يا ريت. يا ريت.
حزقيال: هل خسرت تجارتك؟
عزرا: يا ريت. يا ريت.
حزقيال: إذن فالخبر سيىء وسييء جداً طالما خطره يتعدى الخسارة التجارية. قل ما هو؟
عزرا: المسلمون.. المسلمون.. أصحاب محمد..
حزقيال: ما بهم؟
عزرا: لقد بدؤوا يزحفون على الجهة التي نحن فيها..
حزقيال: ماذا تقول..؟
عزرا: ورب موسى إنهم منتشرون على الحدود الشمالية من هذه المنطقة.
حزقيال: ومتى جاؤوا؟
عزرا: ألا تدري؟
حزقيال: كيف أدري وأنا أعيش في أواسط بلاد الكنغو منذ هربنا من اليمن. ليتني ما جئت إلى هنا..
عزرا: دخل سكان مدينة زيلع في الإسلام وزحف المسلمون إلى الشرق فدخل الناس في هذا الدين ثم انحدروا إلينا في الجنوب.
حزقيال: فلنهرب إلى أواسط افريقية..
عزرا: هربنا من اليمن خوفاً من المسلمين وها هم يلحقون بنا وتريدني أن أهرب إلى أواسط افريقية واليهود الذين توطنوا هنا ماذا نصنع بهم؟
حزقيال: صحيح.. صحيح.. ما العمل يا عزرا؟ ما العمل؟
عزرا: يجب أن نقاوم المد الإسلامي بشتى الأساليب والطرق.
حزقيال: كيف.. وهل نستطيع؟
عزرا: نستعين بالنصارى فهم يكرهون المسلمين كما نكرههم والخطر يتهددهم كما يتهددنا.
حزقيال: ولكن النصارى الموجودين أقلية لا تصنع شيئاً.
عزرا: إنهم مسنودون من قبل نجاشي الحبشة.
حزقيال: ولكن علاقة المسلمين بالأحباش متينة وطيبة..
عزرا: ولكن المسألة مسألة حياة أو موت..
حزقيال: كيف؟
عزرا: إذا انتصر الإسلام في هذه الجهات قضى على النصرانية وفي سبيل الحفاظ عليها سيقاتل النجاشي المسلمين.
حزقيال: يا لأفكارك النيرة. هيا بنا إلى مطران النصارى.. هيا..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :801  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 29 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج