شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 4 -
إبراهيم: وأريد أن أزف بشرى ثالثة..
فاطمة: ما هي يا أخي، إن جعبتك مليئة بالبشائر. هات..
إبراهيم: سيتولى عقيل بن أبي طالب عقد القران في ليلة الجمعة القادمة إن شاء الله..
(وتزغرد فاطمة وتقول فاطمة):
فاطمة: يا لها مفاجأة سارة. ألم يكن عندك علم بها يا عائشة..
عائشة: وأبيك والشيء الذي يحيرني هو السرعة.
فاطمة: أنظري يا عائشة..
عائشة: ماذا أنظر أيضاً.. هل من مفاجآت أخرى..؟
فاطمة: بلى.. بلى..
عائشة: ما هي؟
فاطمة: والدك إنه قادم.. فاسمحي لي بالانصراف فلعلّ لديه ما يريد أن يحدثك به كما أني سأذهب لأهنأ نفسي للاحتفال بيوم زفافك.
عائشة: مع السلامة. لا تنقطعي عن زيارتي فإنني في حاجة إليك أكثر من أي وقت مضى.
فاطمة: سأفعل.. وعلى العين والرأس..
عائشة: سلمت يا بنت العم.. مع السلامة..
(يدخل عثمان والموسيقى تصاحب دخوله ويقول):
عثمان: هيه عائشة.. أراك وحدك..
عائشة: لم أكن وحدي يا أبي..
عثمان: من كان عندك..
عائشة: فاطمة ابنة عمي.
عثمان: أين هي الآن..
عائشة: ذهبت قبل مجيئك إلى بيت خالها..
عثمان: ليتني أدركتها قبل ذهابها فلها عندي بشارة..
عائشة: ما هي؟
عثمان: عريس..
عائشة: من هو؟
عثمان: من شباب المسلمين الذين فروا إلينا أخيراً..
عائشة: كيف عرف فاطمة..
عثمان: طلب أن يصاهرني فأخبرته أن لي ابنة وحيدة مخطوبة لابن عمها، فسألني إن كان عند أحد من أقاربي من تصلح له فتذكرت فاطمة..
عائشة: أذكرتها له؟
عثمان: لا يا بنيتي ولكني وعدته بأن أفتش له وأخبره.
عائشة: خيراً فعلت يا أبتاه..
عثمان: أترين فاطمة تقبل التزوج من غريب.
عائشة: لا أدري لأن الموضوع مفاجأة لي وسيكون مفاجأة لها أيضاً ولكن.
عثمان: ماذا..
عائشة: ولكن السؤال هو.. كيف الفتى؟
عثمان: شاب في الخامسة والعشرين من العمر صحيح البدن قوي البنية. حلو القسمات. حنطي اللون لا عاهة به ولا علة.
عائشة: وأصله.
عثمان: من قريش ومن أقارب عقيل بن أبي طالب..
عائشة: المؤهلات والصفات مكتملة والرأي لفاطمة يا أبي أولاً وأخيراً..
عثمان: صدقت. ألا تتوسطين في الأمر فتوفرين عليَّ الوقت..
عائشة: وما سر اهتمامك بالأمر يا أبتاه.
عثمان: أريد أن يعقد قرانك وقران الفتى القرشي ليلة الجمعة القادمة..
عائشة: ولم هذه السرعة؟
عثمان: لأن عقيل بن أبي طالب ومن معه سيقومون بجولة في مناطق البنط للدعوة إلى الإسلام وسأكون معهم..
عائشة: حسناً.. سأرسل في طلب فاطمة لتكلمها أنت بنفسك فالموضوع من الأهمية بمكان.
عثمان: لا بأس. افعلي. بورك فيك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت عقيل بن أبي طالب يقول):
عقيل: ما كنت أظن أن حامد المزني له هذا الإلمام الجيد بتخطيط المساجد وبنائها أنه في الحقيقة رائع لقد أثار اليوم إعجاب الجميع ولا سيما أهل هذا البلد.
سهيل: لعلّه من دواعي سرورنا واعتزازنا أن تنبت بلادنا مثل هذا النابغة على أن شيئاً ما يحيرني بالنسبة لحامد هذا.
عقيل: ما هو يا سهيل..
سهيل: ما هي الدوافع التي حدث به إلى ترك بلاده والمجيء معنا مع أنه يملك صنعة يمكنه أن يخدم بلده بها..
عقيل: يخيل إلى أنه خرج للدعوة والجهاد في سبيل الله وأنه عرف بذكائه أن الإسلام سينتشر وبانتشاره تصبح الحاجة ماسة إلى إنشاء مساجد وبذلك يفيد ويستفيد.
سهيل: الحقيقة عبقري لماح وتقديره كان في محله.
عقيل: لعلّه من حسن حظنا أن يكون بيننا مثل حامد فقد وفر علينا بالأمس جهوداً نحن بحاجة لاختزانها للمستقبل..
سهيل: لقد كان أكثرنا تحمساً لتعمير المسجد..
عقيل: آمل بعد عودتنا من رحلتنا في سبيل الدعوة للإسلام أن نجده وقد فرغ من رفع قواعد المسجد..
سهيل: إن شاء الله..
عقيل: هل أخذتم في التجهيز لرحلتنا المنتظرة؟
سهيل: بلى يا عقيل فالأخ عثمان الزيلعي قد أخذ على نفسه ترتيب جميع مستلزمات الرحلة.
عقيل: جزاه الله خيراً ولكن يجب أن نساعده كما يجب أن نتولى نحن تجهيز بعض الأشياء التي نحتاجها وقد لا يعرف عثمان أننا نحتاجها.
سهيل: صدقت تولى مسعود ذلك وهو كما تعلم خبير بمثل هذه الأمور.
عقيل: بورك فيه. قل لي.
سهيل: أقول لك ماذا؟
عقيل: كيف وجدت البلد يا سهيل التاجر؟
سهيل: المجال واسع لكني لا أستطيع أن أعطي حكماً صحيحاً إلا بعد أن تتم جولتنا المرتقبة لبقية مناطق بلاد البنط. وعلى فكره.
عقيل: ماذا عندك أو في فكرك؟
سهيل: ما رأيك لو غيرنا اسم هذه البلاد؟
عقيل: ولكنه اسم تاريخي قديم عرفت به منذ عهد الفراعنة واليونان والرومان.
سهيل: ولكن هذه البلاد ستصبح إسلامية بإذن الله وستتطهر من الشرك والوثنية فيجب أن تتطهر من اسمها الوثني.
عقيل: رأي سديد يا سهيل ولكن..
سهيل: ولكن ماذا..
عقيل: لا أملك أنا وأنت حق تغيير الاسم بل يجب أن نأخذ رأي قادة هذا البلد قبل كل شيء وفي مقدمتهم زعيمها عثمان الزيلعي.
سهيل: ولكن لم لا نختار اسماً أو أكثر من اسم ونخضعه لرأي الجماعة.
عقيل: لعلّنا نفكر في هذا الأمر بعد عودتنا من رحلتنا سالمين بعون الله تعالى.
سهيل: فليكن ما تريد.
عقيل: لقد تأخر عثمان عن عادته في المجيء إلينا.
سهيل: الغائب حجته معه.
عقيل: ربما شغل بالتفتيش على عروس لخالد..
سهيل: ذكرتني بابن أبي طالب. لقد ألح خالد عليّ في متابعة موضوع زواجه من ابنة الأخ عثمان..
عقيل: عثمان يعرف واجبه. ولن يهمل طلباً كهذا. ولئن تأخر في قضائه فمرد ذلك إلى حرصه على أن يكون الطلب كاملاً مستوفياً جميع الشروط.
سهيل: انظر هناك يا بن أبي طالب.
عقيل: ماذا انظر؟
سهيل: عثمان يغذ في سيره إلينا..
عقيل: إنه كعادته دائب الحركة متجدد النشاط بالرغم من تقدم سنه.
سهيل: لعلّه يحمل إلينا أنباء عروس خالد..
عقيل: كنت أتمنى أن تكون عائشة ابنة عثمان من نصيب خالد فهي كما سمعت من خيرة بنات هذا البلد وأكملهن جمالاً وخلقاً وتقي وصلاحاً..
سهيل: ما كل ما يتمنى المرء يدركه..
عقيل: صحيح.. ولكن مما لا شك فيه أن عثمان سوف يجد لخالد العروس الصالحة.
سهيل: إن شاء الله..
(يدخل عثمان وهو يلهث ويقول):
عثمان: السلام عليكما..
عقيل وسهيل: وعليك السلام..
عثمان: لقد تأخرت من عادتي في القدوم إليكما فأرجو المعذرة..
عقيل: لا لوم ولا عتاب فقد عذرناك ولا سيما ونحن نعرف سبب تأخرك.
سهيل: في كل تأخيره خيرة.. عسى إنك وفّقت في مسعاك..
عثمان: أقول إن شاء الله لأن الفتاة ابنة أخي المرحوم..
عقيل: أهي أخت إبراهيم..
عثمان: بلى يا بن أبي طالب..
عقيل: وإني أزكيها وإن لم أعرف شيئاً عنها طالما هي أخت إبراهيم وابنة أخيك ولعمري أنه من حسن حظ خالد يا سهيل..
سهيل: الحمد لله.. الحمد لله..
عقيل: إذن فسنعقد قرانها مع قران ابنة عثمان..
سهيل: على بركة الله..
عقيل: ولا سيما وأننا سنعتمد بعد الله على إبراهيم وخالد وحامد المزني في الإسراع في تعمير المسجد لعلّنا نستطيع بعون الله الصلاة فيه بعد عودتنا من رحلتنا..
سهيل وعثمان: إن شاء الله.. إن شاء الله..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عائشة تقول):
عائشة: لا شك أنها كانت مفاجأة لك يا فاطمة..
فاطمة: وأية مفاجأة يا عائشة. لقد ألجمتني فلم أستطع كما رأيت أن أجيب عمي على طلبه.
عائشة: ولكنه اعتبر سكوتك إقراراً..
فاطمة: إنه يعلم في قرارة نفسه أني لا أخرج على إرادته وإنني طوع بنانه إنه لا يريد لي إلا الخير..
عائشة: ما في ذلك شك. ولكن ما وقع النبأ على إبراهيم..؟
عائشة: إبراهيم علم به قبلي فقد استشاره عمي قبل أن يفاتحني في الأمر..
عائشة: إذن إبراهيم كان موافقاً..
فاطمة: بلى يا عائشة بلى.
عائشة: أتراه يعرف خالد هذا؟
فاطمة: أجل إنهما يعملان معاً في بناء المسجد وقد توثقت الصلات بينهما وكم من مرة سمعته يثني على خالد ويمتدحه..
عائشة: وأنت هل رأيت خالد؟
فاطمة: كنت ألمحه عندما يزور أخي أو عندما أمر بقرب المسجد الذي يشتغل فيه مع أخي..
عائشة: قولي لي يا فاطمة..
فاطمة: ماذا أقول لك؟
عائشة: هل أنت راضية في قرارة نفسك بالعريس أو أن حياءك من عمك وأخيك يستر صورة الحقيقة في نفسك..
فاطمة: صدقيني إنني راغبة راضية كل الرضا..
عائشة: لقد أشعت السرور في نفسي.. مبروك.. ألف مبروك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بأمواج البحر وتلاطمها بالسفن نسمع بعدها صوت إبراهيم يقول):
إبراهيم: تعال يا عمي تعال..
عثمان ما وراءك يا إبراهيم..
إبراهيم: سفن وركاب..
عثمان: أهم من العرب أم من غيرهم..
إبراهيم: لا أستطيع الجزم لأن السفن ما تزال بعيدة عن مدى بصري..
عثمان: يا مرحبا بهم يا مرحبا أياً كانوا..
إبراهيم: حتى لو كانوا من المشركين..
عثمان: هؤلاء لهم السيوف والحراب.
إبراهيم: أأنقل الخبر إلى عقيل بن أبي طالب؟
عثمان: أسرع يا بني أسرع وسألحق بك بعد أن احتاط للأمر ولعلّ القادمين من الأعداء..
عائشة: كفانا الله شر الأعداء يا أبتاه. إن قلبي يحدثني أن ركاب السفن من العرب المسلمين..
عثمان: عسى أن يصدق حديث قلبك يا بنيتي..
عائشة: إني واثقة يا أبي فالذين يملكون السفن في هذه الأيام هم العرب المسلمون ولا أحد سواهم.
عثمان: حسناً سأذهب لاتخاذ الاجراءات اللازمة للطوارىء..
عائشة: أبي أنتظر قليلاً فإبراهيم قادم إلينا وهو يركض..
عثمان: لعلّه يحمل أخبار سارة إلينا..
عائشة: إن شاء الله..
(يدخل إبراهيم وهو يلهث ويقول):
إبراهيم: البشرى يا عماه..
عثمان: بشّرك الله بالخير. ما وراءك..
إبراهيم: ركاب السفن من العرب المسلمين..
عثمان: الحمد لله هيا بنا نستقبل القادمين ومن ثم نستكمل الاستعدادات اللازمة لزفاف عائشة وفاطمة ليكون عرساً لم تشهد بلادنا مثله إن شاء الله..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :970  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 27 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان الشامي

[الأعمال الكاملة: 1992]

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج