الحلقة - 22 - |
عايدة: هل أقولها هنا يا أبي أو في الصالة ونحن متحلقون حول الشاي... |
فريد: رأي ((عايدة)) معقول إذا سمحت يا عمي... |
مصطفى: وهو كذلك... هيا بنا... |
(ويمشون إلى صالة الطعام والموسيقى مصاحبة.. وحينما يشاهدون ابنة الربان تستقبلهم في أول الصالون يقول: ((فوزي))): |
فوزي: أظن ابنة الربان هي المفاجأة يا ((عايدة))... |
عايدة: ما حزرت يا ((فوزي))... تفضلوا واجلسوا وسأقولها لكم... |
فريد: جلسنا... هات يا ((عايدة))... |
عايدة: أراك تستعجمل المفاجأة أنت أيضاً يا ((فريد))... |
مصطفى: كلنا يا بنيتي... |
عايدة: هات ((يا ماريا))... |
(ويتطلع الجميع نحو ((ماريا)) ابنة الربان والتي تسلم ((عايدة)) ورقة تفتحها ثم تقول) هذه برقية وصلت إلى ماريا أقرؤها عليكم... |
فريد: تفضلي... تفضلي... |
عايدة: أصل الساعة العاشرة، العشرين من أغسطس مع شركة ((ساس)) خلي ((فريد)) يستقبلني ويحجز لي مكاناً في أحد الفنادق... |
مصطفى: حقاً إنها مفاجأة سارة... |
الجميع: أجل يا عم مصطفى أجل... |
فريد: سينزل عندي ولا لزوم للفندق فالبيت واسع... |
مصطفى: دارك عامرة يا بني |
فريد: ودارك يا عمي ربنا يخليك ويبارك لنا فيك... |
مصطفى: والآن ما هي التعديلات التي لديك يا ((عايدة))... |
عايدة: التعديلات سترونها على الطبيعة بعد أن تنتهوا من تناول الشاي. |
فوزي: أظننا أنتهينا يا مدموزيل ((عايدة))... ولاَّ لا يا جماعة... |
الجميع: نعم... نعم.. |
عايدة: إذن هيا بنا إلى الحديقة لتشاهدوا التعديلات على الطبيعة.. |
مصطفى: هيا بنا... |
(يمشون إلى الحديقة والموسيقى مصاحبة): |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت ((نارمين)) تنادي): |
نارمين: بابا.. بابا!! |
برابر: أيوا نان.. أيوا.. |
نارمين: نجحت يا بابي.. نجحت.. |
برابر: مبروك يا بنتي.. مبروك.. |
نارمين: وطلعت من العشرة الأوائل.. |
برابر: برافو.. برافو.. تعالي أقبلك يا روحي.. تعالي (نسمع صوت تقبيلة) |
نارمين: وكدا يا بابا.. الحكومة رايحه تدفع رسوم المدرسة.. وتعطيني الملابس وتقدم لي وجبة أكل صباحية... |
برابر: أيوا.. أيوا.. حكومتنا تقدر الطلاب المجتهدين... |
نارمين: شوف يا بابا... |
برابر: قولي يا روح بابا... |
نارمين: الفلوس اللي كنت رايح تصرفها علي خلينا نوفرها علشان لما يجي الطبيب العالمي المختص نداوي ماما.. بيها.. |
برابر: حاضر.. حاضر.. |
نارمين: وكمان أنا ماني عايزا أروح أصيف في أي مكان.. |
برابر: ليش يا روحي ليش.. نروح عند قرايبي في القرية.. مكان جميل ميه وشجر ونبات تلعبي معاهم.. |
نارمين: وماما نخليها عند مين.. |
برابر: الخدامة... |
نارمين: لا يا بابا.. ماما لازم أنا أخدمها بعيوني وأعوضها عن قصوري في خدمتها طوال السنة الدراسية... |
برابر: زي ما تريدي يا نان.. طيب.. |
نارمين: طيب إيش يا بابي... |
برابر: أخدك فسح هنا وهنا... |
نارمين: فسح معليش.. بس مش كل يوم... |
برابر: بالطبع.. أنا كمان ماني فاضي أفسحك كل يوم... اتفقنا |
نارمين: اتفقنا... |
برابر: أنا رايح أجيب المقاضي... |
نارمين: مع السلامة.. مع السلامة |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مصطفى يقول): |
مصطفى: ومضت حفلة القران على خير والحمد لله... |
صادق: وذهب سامي مع عروسه ابنة الربان بصحبة فوزي وعروسه.. آه يا والدي... |
مصطفى: لم تتأوه يا بني؟؟ |
صادق: عسى أن يعاود ((فوزي)) جهوده مع المسؤولين هناك في البحث عن المفقودين... |
مصطفى: لقد أوصيته يا بني كثيراً.. |
صادق: وأنا كذلك يا أبي.. وعسى أن شهر العسل لا يشغله أو ينسيه... |
عايدة: لا أظن يا صادق... فوزي يعرف واجبه وأنا أوصيت ((سلوى)) كثيراً |
مصطفى: ربنا يوفقهم يا بني... |
عايدة: نسينا في زحمة الاهتمام بفوزي وسلوى وسامي وماريا أن نسأل عن ((فريد))
|
صادق: ((فريد)) يا أختي يهيء نفسه لرحلة حول العالم على باخرة الربان... |
عايدة: لم لا تذهب معهما... يا صادق... |
صادق: وأتركك تذهبين رحلتك لوحدك... |
مصطفى: صادق... صادق يا عايدة... لولا أني أكره الأسفار لصحبتك يا بنيتي، وتركت لصادق فرصة السفر مع ((فريد))... |
عايدة: ومتى يسمح أبي لنا بالسفر... |
مصطفى: في أي وقت تشاءان... |
صادق: وأنت يا والدي بالطبع ستذهب إلى مصيفك المحبوب... |
مصطفى: أجل قديمك نديمك.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة تختلط بارتطام أمواج البحر بالباخرة التي تقل ((فريد)) في طريقه إلى أمريكا وصوت ربانها والد ((ماريا)) يقول): |
الربان: نحن الآن في عرض المحيط الأطلسي وفي أعمق مكان به.. وسيكون الموج شديداً.. |
فريد: أدعو الله الاَّ تبلغ شدة الموج الذي قابلناه في الرحلة الماضية... |
الربان: تلك كانت عاصفة يا سيد ((فريد)).. أما الآن فآلات رصد الأنواء بالباخرة لا تشير إلى احتمالات أنواء وعواصف... |
فريد: الحمد لله.. الحمد لله... |
الربان: الحمد لله الذي هدانا بسلطان العقل إلى معرفة ذلك... |
فريد: مهما حمدنا وشكرنا يا أبا ((ماريا)) فلن نفي بعض ما هو واجب علينا. |
الربان: بالحمد والشكر تدوم النعم.. وها هو الجو يصبح رخاء فاذهب وارتح في غرفتك. |
فريد: حسناً سأذهب... |
الريان: وقبيل الوصول سأبعث من يوقظك... |
فريد: شكراً وعسى أن يكون مندوب الجمعية الإسلامية في هيوستن في استقبالنا فقد أخبرني (فوزي) أنه سيبرق إليه ويكلفه باستقبالنا وحجز لنا بالفندق. |
الربان: جزاه الله عنا كل خير. |
(موسيقى يتبعها صوت بوق الباخرة وصوت الربان يقول): |
وصلنا.. الحمد لله.. الحمد لله. |
(ويصحو فريد ويخرج إلى سطح السفينة ويتلقاه كبير البحارين قائلاً): |
كبير البحارة: وصلنا يا سيدي وصلنا سالمين فلم نصادف أي عواصف أو زوابع وهذا من فضل الله وببركتك أيها الرجل الفاضل. |
فريد: أستغفر الله يا أخي.. إنه فضل الله علينا أن كتب لنا السلامة فله الحمد والشكر... |
(ويأتيهم الربان وهو يقول): |
الربان: معذرة يا فريد.. سأكون مشغولاً مع موظفي الميناء والجمارك والأمن والركاب. |
فريد: خذ راحتك... وسأنزل مع الركاب لا تخشى علي... |
الربان: سأترك معك أحد البحارة لمساعدتك... |
فريد: شكراً... |
(موسيقى الوصول... ويلحق الربان بفريد، وبعد الإجراءات الجمركية والخروج من منطقتها يجدان شاباً ومعه اثنان يسألون الركاب عن راكب اسمه فريد. فيسعى إليهم ويعرفهم بنفسه ويقدمون له: رحماني كبيرهم وأخوته عثمان وساماتي ورحماني يقول): |
رحماني: مرحباً بك يا أستاذ فريد أنت ومن معك. نزلتم أهلاً وحللتم سهلاً. |
فريد والربان: شكراً لكم. |
رحماني: السيارة جاهزة.. |
فريد: هل حجزتم لنا بالفندق.. |
رحماني: حجزنا لك ولمن معك في منزل الجمعية فأنتما ضيوفها، فعلى الرحب والسعة. |
فريد: شكراً للجمعية على استضافتها وجزاها الله عنا خير الجزاء... |
(واحتفت الجمعية الإسلامية بفريد فأقامت له حفلاً كبيراً دعت إليه وجوه المسلمين في هيوستن ورؤساء الجمعيات والمراكز الإسلامية القريبة من هيوستن. وألقى رئيس الجمعية كلمة إضافية رحب فيها بفريد وأشاد بجهوده وجهاده في سبيل إعلاء كلمة الإسلام في أفريقيا وأتى على ذكر ما دبجته الصحف الأفريقية عن مناقبه.. وصفق الحاضرون طالبين كلمة من فريد، فلبى طلبهم وارتجل خطاباً قوبل بالهتاف والتصفيق من المجتمعين. |
وتوالت دعوات الجمعيات الإسلامية الأمريكية له لزيارتها فاستجاب لبعضها واعتذر عن البعض الآخر لبعد المسافة بين هذه الجمعية وبينهم. |
أما الربان فسافر في اليوم التالي للحفل وقد ودعه ((فريد)) في الميناء. |
(موسيقى خفيفة شرقية نسمع بعدها صوت صادق يقول): |
صادق: يظهر أن ((فريد)) قوبل بحفاوة وتكريم كبير في أمريكا. فهل قرأت ما أوردته صحافة هذا البلد عنه يا عايدة... |
عايدة: بلى لقد قرأت ذلك وحق لنا ولفريد أن نفخر بما يفعل. كما أن ((سلوى)) اتصلت بي وأخبرتني عن احتفاء المسلمين في أمريكا به... |
صادق: أخشى ما أخشى يا عايدة... |
عايدة: تخشى ماذا... |
صادق: أن تعجبه أمريكا ومن فيها فيسكنها فتضيع آمالنا المعلقة عليه بالنسبة للمفقودين: |
عايدة: لا أظن ذلك يا أخي... فريد سيعود وأكاليل جهوده في سبيل إعلاء كلمة الإسلام تزين رأسه وجبينه... وإنني لعلى يقين أنه لا ولن ينسى موضوع المفقودين... |
صادق: ومواضيع أخرى... |
عايدة: ماذا تقصد يا أخي... |
صادق: (مستدركاً) لا.. لا.. شيء يا أختي! لعل صداقته لفوزي تضطره للعودة... |
عايدة: ربما يا صادق، هل لديك أخبار عن والدي في مصيفه المحبوب... |
صادق: لا يا عايدة.. ويلوح لي أنه مستغرق في قراءته الصحف والنشرات اليومية، واستقبال الأصدقاء القدامى. |
(يرن جرس التليفون بشدة تعقبها موسيقى صاخبة فيمسك صادق بالسماعة وإذا المهاتف خالته سلوى تقول): |
سلوى: البشارة يا صادق. البشارة يا عايدة... |
صادق: بشرك الله بالخير... |
سلوى: عاد ((فريد)) من أمريكا مكللاً بأكليل المجد والفخار ونزل ضيفاً في أحد فنادق المدينة بالرغم من رجاء ((فوزي وأنا)) له بأن ينزل عندنا... |
عايدة: عادة أبو العوايد يا خالتي. على كل حال الحمد لله على عودته... |
صادق: ألديك هاتف الفندق الذي ينزل فيه؟ |
عايدة: بلى.. خذه... |
(وتعطيه رقم الهاتف فيتصل ((بفريد)) مهنئاً إياه بسلامة الوصول وتتبعه عايدة أيضاً مهنئة: ويجيبها ((فريد)) قائلاً): |
فريد: شكراً يا آنسه عايدة على تهنئتك راجياً لك الراحة والهناء في مصيفك الجميل وتوفيقاً في رسالتك الإنسانية مع الجمعيات الخيرية النسائية في بلد مصيفك... |
عايدة: شكراً.. شكراً.. |
فريد: ألديك هاتف سامي يا عايدة... |
عايدة: بلى: تريد أن تطمئن عليه أم على زوجه ماريا... |
فريد: الاثنان معاً يا عايدة فأنت أعلم بصداقتي الحميمة لسامي.. |
عايدة: إليك رقم هاتفه وعنوانه أيضاً... |
|