شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة – 21 -
سلوى: ما هي البشارة يا سامي.. شاركني معك..
سامي: البشارة لك بالدرجة الأولى ثم لي بالدرجة الثانية..
سلوى: فهمت.. نعم البشارة.. نعم البشارة..
سامي: بس ما هي يا خالتي؟؟
سلوى: جواب الربان بالموافقة...
سامي: وتفويض ((فريد)) بتزويجها لمن يشاء...
سلوى: يا سلام يا ((فريد)) يا سلام... لقد أصبح شخصية عالمية يشار إليها بالبنان...
سامي: صدقت.. صدقت.. أصبح إسمه على كل لسان.
(وتضرب ((سلوى)) كفاً على كف وتقول):
سلوى: سامي أنت مستني إيش...
سامي: مستني توجيهاتك يا خالتي...
سلوى: أرى أن أذهب حالاً إلى العم مصطفى والد (عايدة) فهو الذي يسيرني ويسيرك...
سامي: ولكنني أستحي منه.. حبذا لو اتصلت (بعايدة) وأخذت منها التوجيهات وما يجب علي أن أفعل...
سلوى: حسناً هذا رأي سديد... سأتصل بها.. المهم تبدأ تهيء بنفسك للسفر معنا أنت وعروسك...
سامي: إن شاء الله...
سلوى: على كل حال أنا أرى أيضاً أن تذهب إلى فريد وتتلقى إرشاداته في الوقت الذي أتصل فيه أنا (بعايدة).. إما تلفونياً أو أزورها إذا سمح وقتها...
سامي: حسناً.. أنا ذاهب.. إلى اللقاء...
سلوى: إلى اللقاء...
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت ((فوزي)) يقول):
فوزي: فرجت يا ((فريد)) فرجت...
فريد: الحمد لله يا فوزي الحمد لله.. تخلصت من هم كبير.. وأنت كمان يا حبيبي فرجت بالنسبة لك فسيعقد قرانك في وقته المحدد...
فوزي: الحمد والشكر لله...
فريد: وفرجت بالنسبة ((لعايدة)) لأنها ستقوم برحلتها الاستجمامية.
فوزي: حقاً يا فريد... كل منا فرج الله كربه، فمتى يفرج الله كرب ((صادق)).
فريد: من يدري يا فوزي فالشاعر يقول:
دع المقادير تجري في أعنتها
ولا تبيتن إلا خالي البال
ما بين غمضة عين وانتباهتها
يغير الله من حال إلى حال
فوزي: يغير الله من حال إلى حال.. قدرة الله لا حد لها.. ولعل العذاب الذي يعيشه ((صادق)) هو إمتحان لصبره في البأساء والضراء...
فريد: أما من حيث الصبر فقد كسر ((صادق)) (الريكورد) كما يقولون وإني يا فوزي...
فوزي: وإنك ماذا يا ((فريد))؟؟
فريد: يقيني بأن الله سبحانه وتعالى سيبدل أحزان ((صادق)) بأفراح وسيعثر على المفقودين...
فوزي: أهكذا أوحت إليك فكرة خيالك يا ((فريد))...
فريد: ليس خيالي فحسب بل قلبي أيضاً... وكل آت قريب...
(يدق الجرس فيقول فريد):
فريد: هذه دقة سامي.. إنه هو.. ولا شك...
فوزي: لا بد وأن لديه تعليمات من سلوى...
فريد: (ضاحكاً) كل يغني على ليلاه...
(يدخل سامي وهو يقول والموسيقى مصاحبة):
سامي: سلام عليكم...
فوزي: وعليك السلام...
فريد: أهلاً بالعريس...
سامي: عقبالك يا سيدي...
فريد: ربما بعد انتهاء رحلة الخيال...
فوزي: إذن فليل عزوبتك طويل يا فريد...
سامي: وليش ما تقول: صبحه قريب...
فوزي: لا أرى في الجو تباشير بزوغ فجر جديد...
فريد: الحمد لله الذي رأيتك يا فوزي وأنت يا سامي تضعان القيد الذهبي طائعين مختارين مسرورين...
فوزي: الحمد لله...
سامي: الحمد لله... أثري نعيش ونراك تدخل القفص الذهبي يا فريد...
فريد: لأن يكون ذهباً خيراً من أن يكون حديداً...
سامي: ولكن متى؟؟
فريد: عندما يدخل البغل في الإبريق...
(يضحكون جميعاً)..
فوزي: دعونا والحديث عن زواج ((فريد)) وخلونا نتكلم في زواجنا...
فريد: صدقت فالصلاة على الحاضر...
فوزي: هل عند ((سلوى)) أية تعليمات بشأنك يا سامي؟؟
سامي: لا شك أن لديها بعض الأفكار وقد ذهبت إلى ((عايدة)) لتتداولها معها... وطلبت مني أن أذهب إلى ((فريد)) لأتلقى تعليماته...
فريد: ما لدي أبلغته للعم مصطفى الذي نقله بالطبع إلى ولده ((صادق)) وابنته ((عايدة)) كما أني نقلته إليك وأنت لا شك أوصلته إلى ((سلوى)).
سامي: أجل.. أجل..
فريد: إذن فنحن جميعاً بانتظار ساعة الصفر.. التي يملكها العم ((مصطفى)).
فوزي: ما رأيكما أن نذهب إليه لتلقي بركاته وإرشاداته...
فريد: إنه رأي سديد... ما رأيك يا سامي..
سامي: أنا مسير لا مخير.
فوزي: وإذا خيرت...
سامي: فسوف أسير في طريقكما...
فريد: إذن فإلى العم ((مصطفى))...
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها ((مصطفى)) يقول):
مصطفى: الحمد لله الذي جاءت موافقة الربان بهذه السرعة ولو لم تأت لاضطررنا إلى التأجيل والتغيير والتبديل نزولاً عند رغبة ((سلوى))..
صادق: حقاً يا أبي ونحن مثقلون بالمتاعب.. ولا نحتاج إلى زيادة...
عايدة: الشيء الذي يلفت النظر هو ظهور شخصية ((فريد)) العالمية والتوفيق الذي بدأ يواكب مساعيه...
مصطفى: شيء يفرح قلوبنا يا بنيتي فما ((فريد)) و((صادق)) إلا عينان في رأس واحدة...
صادق: ليت ((فريد)) يا والدي في رحلته القادمة حول العالم يحط رحاله في البلاد التي نكبنا بها فلعله يأتينا بالخبر اليقين عن المفقودين.. فوجهه كله خير وبركة...
عايدة: من يدري يا أخي ألا تكون بلاد النكبة ضمن البلدان التي سيزورها ((فريد)) بل إني موقنة أن سيفعل للصداقة الوطيدة بينه وبين ((فوزي))..
مصطفى: ربنا قدير وكريم يا بني.. أنا ذاهب إلى الحديقة فابعثي بالشاي إلى هنالك يا ((عايدة))...
عايدة: حاضر يا أبي...
مصطفى: هيا يا صادق... لا تتأخري يا ((عايدة)).
عايدة: سألحق بكما...
مصطفى: الجنايني الذي جئت به يا ((صادق)) فاهم شغله...
صادق: الحمد لله...
مصطفى: تعالى نمشي نستعرض الوضع استعداداً للقران الذي أصبح قرانين...
صادق: ربنا يخليك يا بابا...
مصطفى: هل لديك المخطط الذي وضعه متعهد حفل القران...
صادق: لا يا أبي...
مصطفى: أين هو؟
صادق: لدى أختي ((عايدة)) لأنها تريد إدخال بعض التعديلات عليه...
مصطفى: معها حق فالحفلة أصبحت حفلتين...
(يتطلع ((صادق)) نحو الباب العمومي ثم يقول بفرحة):
صادق: فوزي وفريد وسامي يا أبي...
مصطفى: يا مرحبا... يا مرحبا...
(يصلون فيقول فريد):
فريد: السلام عليك يا عمي...
مصطفى: وعليكم السلام... أهلاً وسهلاً...
فوزي: شكراً يا عمي...
سامي: شكراً يا عمي...
صادق: زيارة مفاجئة ولكنها سارة...
فريد: شكراً يا صادق...
مصطفى: لقد جئتم في الوقت المناسب وكنت قبل مجيئكم أطوف مع صادق بالأماكن التي خصصها متعهد الحفلة للزينة وأماكن الجلوس والبوفيه...
فريد: وقد كانت ولا شك بتوجيهاتكم وإرشاداتكم الصائبة يا عمي...
مصطفى: إلى حد محدود ولكني فهمت من ((صادق)) أن ((لعايدة)) بعض التعديلات.
فوزي: أين هي يا عمي...
مصطفى: في الدار ولا شك أنها في طريقها إلينا...
(يتطلع صادق نحو باب الفيلا ثم يقول):
صادق: ها هي ((عايدة)) ومعها ((سلوى))..
مصطفى: أهلاً وسهلاً ((بسلوى)) ولكن كيف دخلت ((سلوى)) ولم نرها هل نزلت بهليوكبتر على السطح... (يضحك).
صادق: دخلت من الباب الخلفي للفيلا يا والدي..
فريد: لا شك أن ((سلوى)) كانت على اتفاق سابق مع ((عايدة))...
فوزي: هذا هو الواقع كما يظهر...
مصطفى: سامي، لم لا تتكلم...
فريد: خجل العرسان يا عمي (يضحكون)...
(تصل ((عايدة)) و((سلوى)) والأولى تقول):
عايدة: يا مرحباً... لو كنا عملنا ترتيباً مسبقاً ما كان (ظبط) الاجتماع بهذا الشكل...
سلوى: عمي مصطفى كله خير وبركة ربنا يخليه ويجعل داره عامرة...
مصطفى: شكراً وأهلاً وسهلاً بكم جميعاً في داركم...
فريد: ربنا يبارك فيك يا عمي...
صادق: في الحقيقة أنتم أسعدتمونا يا ((صادق))...
فوزي: مدموزيل ((عايدة)) قال لنا العم والدك المبجل أن لديك بعض التعديلات على المخطط الذي وضعه متعهد حفل القران...
عايدة: أجل يا ((فوزي)) أجل... وقد تدارست هذه التعديلات مع ((سلوى)).
فريد: (ضاحكاً) في اجتماع سري مفاجىء...
عايدة: (ضاحكة أيضاً) ومغلق أيضاً يا فريد... وسأطلعكم عليها بينما نحن نتناول الشاي في صالة الطعام...
فريد: لا ينقصك شيء من الذكاء والكمال يا ((عايدة))
عايدة: شكراً ((فريد)).. كما أن عندي مفاجأة لم تخطر لكم على بال...
مصطفى: ما هي يا بنيتي؟؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :653  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 21 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.