شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة – 18 -
سامي: أن تكون ابنة الربان ضيفة على الجمعية النسائية وأن تبلغ ذلك من قبل الفتيات اللاتي سيستقبلنها في المطار..
سلوى: يا سلام.. ما أعظمك يا ((عايدة)) إنها عملية انقاذ رائعة ((لفريد))
سامي: ما قلت لك يا خالتي إن ((فريد)) بدأ يدخل في وجود ((عايدة))
سلوى: ربما يكن تصورك في محله..
سامي: ولكن أكاد أجزم بذلك..
سلوى: إنك تدرس العلوم الرياضية.. والرياضيون دائماً حذرون في إبداء آرائهم..
سامي: إذا كنت تشكين فبم تعللين عمليات الانقاذ التي تقوم بها ((عايدة)) من أجل ((فريد))..؟
سلوى: ربما لتمسح اساءتها نحوه..
سامي: أراني على وشك أن أسحب استنتاجي.. شكراً يا خالتي.. شكراً
سلوى: على كل حال ستكشف الأيام أينا على الحق.. والآن..
سامي: والآن ماذا..
سلوى: نسيت إنني على موعد مع ((عايدة)) فقد طلبت مني أن أكون بجانبها عندما تصل ضيفة ((فريد))
سامي: حقاً إنني نسيت.. عفوك..
سلوى: ولم لم تذهب مع ((فريد)) و((فوزي)) لاستقبال الضيفة
سامي: خشيت القيل والقال..
سلوى: حسناً فعلت.. وعلى كل حال ستراها عند ((عايدة)) أو عندي أو في الشارع..
سامي: رؤيتها لا تهمني يا خالتي..
سلوى: كيف أشغلنا وأهمَّنا جميعاً مجيئها..
سامي: هيا يا خالتي أوصلك بسيارتي إلى منزل ((عايدة))
سلوى: شكراً هيا بنا..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت.. ((فوزي)) يقول..):
فوزي: أرأيت صنيع ((عايدة)) يا ((فريد))
فريد: إنها البركة كما قلت لك.. لقد انقذتني أمام المستقبلين والمستقبلات وقد فرحت ((ماريا)) أو ((مريم)) كما سمت نفسها بهذه الحفاوة..
فوزي: يا سلام يا فريد ما أحلاها.. إنها آية في الجمال..
فريد: حلاوة ولاَّ جمال المهم ربنا يعديها على خير وترجع لبلدها
فوزي: رأيتها تسلمك رسالة فهل هي من أبيها..
فريد: أجل يا ((فوزي)) يوصيني بها خيراً وإنه مطمئن إلى أنها بين أيد أمينة..
فوزي: لا شك إنه عند حسن ظنه ((فعائدة)) وأعضاء الجمعية النسائية نعم الأيدي الأمينة التي ستسهر على راحتها والعناية بها..
فريد: ولعله من حسن حظها أن تأتي في الوقت الذي سوف نحتفل فيه بعقد قرانك وسترى لوناً من الأفراح.. ما رأته قبل اليوم.
فوزي: وقد علمت أن ((سلوى)) ستشترك مع ((عايدة)) في العناية بالضيفة بالرغم من مشاغلها بالتحضير للقران..
فريد: جزاها الله عني كل خير..
فوزي: كيف رأيت ((صادق)) وهو يستقبلها..
فريد: كان لطيفاً ومندهشاً في نفس الوقت..
فوزي: إن جمالها من النوع الطاغي.. من يدري..
فريد: من يدري ماذا..
فوزي: قد يفكر فيها..
فريد: أتعني أن يقدم على الزواج منها.. مستحيل..
فوزي: لا شيء مستحيل تحت الشمس..
فريد: أنا أعرف حب ((صادق)) لزوجته ((عايدة)) ولطفلته.. لن يقدم على عمل كهذا.. إنه يفضل أن يترمل كل عمره على الزواج وهو لما يعرف بعد مصير زوجته وطفلته..
فوزي: يا أخي كل الرسائل التي تردني من سفارتنا هناك تشيد بالجهود التي تبذل للبحث عن المفقودتين وتؤكد أن المسؤولين لم يفقدوا الأمل..
فريد: وتريد بعد هذا أن يفكر ((صادق)) في الزواج من ضيفتي ((مريم))
فوزي: بل قل ضيفة الجمعية النسائية..
فريد: إنها سرحة الخيال وما أكثر سرحانه في هذه الأيام..
فوزي: احتفظ به للأيام القادمة يا ((فريد)) فمسراه فيها سيكون طويلاً
فريد: وأرجو أن يأتي بنتيجة طيبة..
فوزي: سامي لم يتصل بنا اليوم كعادته..
فريد: ربما يكون مشغولاً مع خالته أو بمذاكرته..
فوزي: لعل تأخره لأمر فيه الخير..
فريد: هيا بنا إلى شركة الطيران نثبت الحجز..
فوزي: نسيت.. كتر خيرك.. وكمان نشتري بعض الحاجات والهدايا.. للأصحاب هناك..
فريد: هيا..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت.. ((سلوى)) تقول..):
سلوى: أرأيت ضيفة ((فريد)) بل الجمعية النسائية..
سامي: أجل يا خالتي..
سلوى: أين..
سامي: في السوق ((عايدة)) وبعض عضوات الجمعية..
(ثم يتنهد ويقول) وليتني ما رأيتها..
سلوى: لماذا..
سامي: سبحان من خلقها يا خالتي.. لقد تسمرت في مكاني في حين عرفتني بها ((عايدة)) وعرتني دهشة فتعلقت عيناي بها..
سلوى: ولاحظت ((عايدة)) ذلك..
سامي: أجل وابتسمت ابتسامة خبيثة.. يا سلام يا خالتي.. لا أدري كيف لم أتمالك نفسي وأنت تعلمين متانة أعصابي.
سلوى: إنه سحر الجمال وفتنته..
سامي: فريد حقاً مغفل.. مجنون.. إذا لم يتزوج منها وقد جاءت إليه تسعى..
سلوى: فريد ما أحب قلبه قبل ولا بعد أحد كحبه ((لعايدة))..
سامي: ولكن ضيفته هذه تحبه حباً جنونياً..
سلوى: ((فريد)) يعرف كيف ينسل من وجود ضيفته كما تنسل الشعرة من العجينة..
سامي: وسوف تعود ((ضيفته)) بخفي حنين أو بدون خف..
سلوى: من يدري يا سامي فقد تتعلق بغيره كما..
سامي: (مقاطعاً) كما تعلق فوزي بك..
وتعتدل ((سلوى)) في جلستها وتقول:
سلوى: صدقني يا سامي..
سامي: سأقول الحق.. والحق أقول..
سلوى: أوقعت في غرامها..
سامي: وغرقت..
سلوى: وبهذه السرعة..
سامي: (ضاحكاً) ربما ليس في سرعة ((فوزي)) وسرعتك..
سلوى: (وتضحك قائلة) حسناً قل لي..
سامي: تفضلي..
سلوى: لو مهدت لك الطريق.. هل تتزوجها..
سامي: كيف يا خالتي وأنا أعرف أنها تحب ((فريد)) ثم أنها لم ترني إلا مرة واحدة..
سلوى: ((عايدة)) ستجد الحل..
سامي: إنها بركتنا جميعاً كما يقول ((فريد)) ليس إلا ((عايدة)).. ولاسيما وأنت ستسافرين قريباً..
سلوى: لن نسافر حتى نشهد قرانك على ضيفة ((فريد))
سامي: أراك تتكلمين كما لو كنت متأكدة أن الأمور تسير في صالحي..
سلوى: لقد هاتفتني ((عايدة)) قبل مجيئك وروت لي ما حدث معك..
سامي: وكتمت ذلك عني..
سلوى: هذا سر المهنة..
سلمى: وماذا قالت لك ((عايدة))..
سلوى: لن أقول لك وللحديث بقية.. فأنا كما ترى على أهبة الخروج لولا مجيئك..
سامي: سأمضي وأنا أتقلب على جمر الانتظار..
سلوى: جرب ما جربه غيرك وستستعذب التقلب على جمر الانتظار..
سامي: أظنك ذاهبة إلى الخياطة..
سلوى: أجل.. أجل..
سامي: سأوصلك إليها ومن هناك أذهب إلى ((فريد)) فإني لم أره اليوم
سلوى: أياك وفتح موضوعك معه..
سامي: المثل يقول يا خالتي ((الطبخة إذا كترو طباخينها احترقت))
سلوى: برافو عليك.. هيا بنا..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت.. ((مصطفى)) يقول..):
مصطفى: كيف وجدت ((ضيفة)) فريد يا صادق..
صادق: تقصد يا والدي ضيفة الجمعية النسائية..
مصطفى: (ضاحكاً) نعم.. نعم.. كما شاءت ((عايدة))
صادق: لطيفة يا والدي.. كادت تطير فرحاً وهي تشاهد المستقبلين من الرجال والنساء.. لم تكن تتصور أن تقابل بمثل هذا.. ولذلك
مصطفى: ولذلك ماذا..
صادق: أبرقت لأبيها تخبره بوصولها وبالحفاوة البالغة التي قوبلت بها
مصطفى: في الحقيقة أنا أعجبت بهذه الفتاة ولعلي لا أكون مخطئاً إذا قلت إنها اعتنقت الإسلام عن عقيدة وإيمان..
صادق: حقاً يا أبي وهذا ما تلمسناه في مجرى حديثنا معها..
مصطفى: ولعل أختك ((عايدة)) تكتشف أكثر فأكثر من نفسية هذه الفتاة ومقاصدها..
يرى ((صادق)) أخته ((عايدة)) قادمة فيقول:
صادق: أختي ((عايدة)) قادمة إلينا..
تدخل عايدة فيقول لها والدها ((مصطفى)):
مصطفى: يا مرحبا ببركتنا كلنا يا مرحبا..
عايدة: أنت الخير والبركة كلها يا والدي وإذا كان فينا أي شيء فمنك وإليك..
صادق: كيف ضيفتك..
عايدة: تقصد ضيفة الجمعية النسائية..
مصطفى: وقعت في نفس الغلطة يا ((صادق))
صادق: أجل.. كيف هي..
عايدة: بخير يا أبي.. تجولت في المدينة وسرت بما شاهدت وخاصة الأماكن الدينية..
مصطفى: أما قلت لك يا صادق أن الفتاة أسلمت عن عقيدة وإيمان..
عايدة: وهذا ما أتلمسه يا أبي في حركاتها وسكناتها..
صادق: وأين تركتها الآن..
عايدة: تركتها مع بعض عضوات الجمعية يشاهدن التلفزيون ويتسامرن بشتى الأحاديث..
مصطفى: كم تمنيت أن أكون في المطار ساعة لقاء ((فريد)) بالضيفة.. قل لي يا صادق.. كيف كان..
صادق: كان متحفظاً ومترسماً ولم يقف طويلاً معها بل تركها لعضوات الجمعية وعلى رأسهن ((عايدة)) أليس كذلك يا أختي..
عايدة: أجل يا أبي.. أجل..
مصطفى: وهي حين التقت ((بفريد))
صادق: كانت طبيعية كما ظهر لي ولم تبد عليها انفعالات المحبين..
عايدة: من الصعب يا ((صادق)) استجلاء ومعرفة مثل هذه الأمور إلا بعد مرور بعض الوقت وضيفة الجمعية وصلت أمس..
مصطفى: صدقت ((عايدة)) يا بنتي.. المسألة تحتاج إلى بعض الوقت
عايدة: وماذا يهمنا إن كانت تميل نحو ((فريد)) أو لا تميل..
صادق: كيف يا ((عايدة)).. و((فريد)) يريد توجيه هذا الميل إن وجد إلى جهة أخرى.. ولهذا لجأ إليك.. لمعرفة ما عندها
عايدة: طالما أنتم و((فريد)) قد ألقيتم المسؤولية علي فاتركوني أتصرف..
صادق: المهم إنقاذ ((فريد)) يا أختي..
مصطفى: أنا ذاهب للراحة..
عايدة: نوم العافية يا والدي..
(يذهب والموسيقى مصاحبة وحالما يغيب تقول عايدة):
عايدة: أصادق أنت حقاً يا صادق في تمنياتك أم لك هدف من وراء ذلك..
صادق: ماذا تقصدين يا أختاه.. افصحي بربك..
عايدة: أقصد اهتمامك بموضوع انقاذ ((فريد)) من هذه الفتاة نابع عن أخلاصك لـ((فريد)) أم أن وراء الأكمة ما وراءهما
صادق: برضه يا أختي مش فاهم..
عايدة: يعني أنت كما يقول المثل ((تحمي القرض علشانك))
(ويضرب ((صادق)) على صدره ويقول بحزن)
صادق: سامحك الله يا عايدة أتظنين أن ما أفعله هو بهدف الزواج من هذه الفتاة..
(ثم ينفجر باكياً وهو يقول):
لقد آليت على نفسي ألا أتزوج حتى أعرف مصير زوجتي وابنتي..
سامحك الله.. سامحك الله..
عايدة: سامحني يا أخي.. إن بعض الظن إثم.. سامحني.. أرجوك..
صادق: سامحتك..
(يدق جرس التليفون فتمسك ((عايدة)) بالسماعة وتقول):
عايدة: هلو.. مين سلوى.. مساء الخير.. سامي.. بالله عليك.. بانتظارك.. معه لا.. الليل طويل.. وكلام الليل حلو وجميل..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :684  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 18 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.