الحلقة – 18 - |
سامي: أن تكون ابنة الربان ضيفة على الجمعية النسائية وأن تبلغ ذلك من قبل الفتيات اللاتي سيستقبلنها في المطار.. |
سلوى: يا سلام.. ما أعظمك يا ((عايدة)) إنها عملية انقاذ رائعة ((لفريد))
|
سامي: ما قلت لك يا خالتي إن ((فريد)) بدأ يدخل في وجود ((عايدة))
|
سلوى: ربما يكن تصورك في محله.. |
سامي: ولكن أكاد أجزم بذلك.. |
سلوى: إنك تدرس العلوم الرياضية.. والرياضيون دائماً حذرون في إبداء آرائهم.. |
سامي: إذا كنت تشكين فبم تعللين عمليات الانقاذ التي تقوم بها ((عايدة)) من أجل ((فريد))..؟ |
سلوى: ربما لتمسح اساءتها نحوه.. |
سامي: أراني على وشك أن أسحب استنتاجي.. شكراً يا خالتي.. شكراً |
سلوى: على كل حال ستكشف الأيام أينا على الحق.. والآن.. |
سامي: والآن ماذا.. |
سلوى: نسيت إنني على موعد مع ((عايدة)) فقد طلبت مني أن أكون بجانبها عندما تصل ضيفة ((فريد))
|
سامي: حقاً إنني نسيت.. عفوك.. |
سلوى: ولم لم تذهب مع ((فريد)) و((فوزي)) لاستقبال الضيفة |
سامي: خشيت القيل والقال.. |
سلوى: حسناً فعلت.. وعلى كل حال ستراها عند ((عايدة)) أو عندي أو في الشارع.. |
سامي: رؤيتها لا تهمني يا خالتي.. |
سلوى: كيف أشغلنا وأهمَّنا جميعاً مجيئها.. |
سامي: هيا يا خالتي أوصلك بسيارتي إلى منزل ((عايدة))
|
سلوى: شكراً هيا بنا.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت.. ((فوزي)) يقول..): |
فوزي: أرأيت صنيع ((عايدة)) يا ((فريد))
|
فريد: إنها البركة كما قلت لك.. لقد انقذتني أمام المستقبلين والمستقبلات وقد فرحت ((ماريا)) أو ((مريم)) كما سمت نفسها بهذه الحفاوة.. |
فوزي: يا سلام يا فريد ما أحلاها.. إنها آية في الجمال.. |
فريد: حلاوة ولاَّ جمال المهم ربنا يعديها على خير وترجع لبلدها |
فوزي: رأيتها تسلمك رسالة فهل هي من أبيها.. |
فريد: أجل يا ((فوزي)) يوصيني بها خيراً وإنه مطمئن إلى أنها بين أيد أمينة.. |
فوزي: لا شك إنه عند حسن ظنه ((فعائدة)) وأعضاء الجمعية النسائية نعم الأيدي الأمينة التي ستسهر على راحتها والعناية بها.. |
فريد: ولعله من حسن حظها أن تأتي في الوقت الذي سوف نحتفل فيه بعقد قرانك وسترى لوناً من الأفراح.. ما رأته قبل اليوم. |
فوزي: وقد علمت أن ((سلوى)) ستشترك مع ((عايدة)) في العناية بالضيفة بالرغم من مشاغلها بالتحضير للقران.. |
فريد: جزاها الله عني كل خير.. |
فوزي: كيف رأيت ((صادق)) وهو يستقبلها.. |
فريد: كان لطيفاً ومندهشاً في نفس الوقت.. |
فوزي: إن جمالها من النوع الطاغي.. من يدري.. |
فريد: من يدري ماذا.. |
فوزي: قد يفكر فيها.. |
فريد: أتعني أن يقدم على الزواج منها.. مستحيل.. |
فوزي: لا شيء مستحيل تحت الشمس.. |
فريد: أنا أعرف حب ((صادق)) لزوجته ((عايدة)) ولطفلته.. لن يقدم على عمل كهذا.. إنه يفضل أن يترمل كل عمره على الزواج وهو لما يعرف بعد مصير زوجته وطفلته.. |
فوزي: يا أخي كل الرسائل التي تردني من سفارتنا هناك تشيد بالجهود التي تبذل للبحث عن المفقودتين وتؤكد أن المسؤولين لم يفقدوا الأمل.. |
فريد: وتريد بعد هذا أن يفكر ((صادق)) في الزواج من ضيفتي ((مريم))
|
فوزي: بل قل ضيفة الجمعية النسائية.. |
فريد: إنها سرحة الخيال وما أكثر سرحانه في هذه الأيام.. |
فوزي: احتفظ به للأيام القادمة يا ((فريد)) فمسراه فيها سيكون طويلاً |
فريد: وأرجو أن يأتي بنتيجة طيبة.. |
فوزي: سامي لم يتصل بنا اليوم كعادته.. |
فريد: ربما يكون مشغولاً مع خالته أو بمذاكرته.. |
فوزي: لعل تأخره لأمر فيه الخير.. |
فريد: هيا بنا إلى شركة الطيران نثبت الحجز.. |
فوزي: نسيت.. كتر خيرك.. وكمان نشتري بعض الحاجات والهدايا.. للأصحاب هناك.. |
فريد: هيا.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت.. ((سلوى)) تقول..): |
سلوى: أرأيت ضيفة ((فريد)) بل الجمعية النسائية.. |
سامي: أجل يا خالتي.. |
سلوى: أين.. |
سامي: في السوق ((عايدة)) وبعض عضوات الجمعية.. |
(ثم يتنهد ويقول) وليتني ما رأيتها.. |
سلوى: لماذا.. |
سامي: سبحان من خلقها يا خالتي.. لقد تسمرت في مكاني في حين عرفتني بها ((عايدة)) وعرتني دهشة فتعلقت عيناي بها.. |
سلوى: ولاحظت ((عايدة)) ذلك.. |
سامي: أجل وابتسمت ابتسامة خبيثة.. يا سلام يا خالتي.. لا أدري كيف لم أتمالك نفسي وأنت تعلمين متانة أعصابي. |
سلوى: إنه سحر الجمال وفتنته.. |
سامي: فريد حقاً مغفل.. مجنون.. إذا لم يتزوج منها وقد جاءت إليه تسعى.. |
سلوى: فريد ما أحب قلبه قبل ولا بعد أحد كحبه ((لعايدة)).. |
سامي: ولكن ضيفته هذه تحبه حباً جنونياً.. |
سلوى: ((فريد)) يعرف كيف ينسل من وجود ضيفته كما تنسل الشعرة من العجينة.. |
سامي: وسوف تعود ((ضيفته)) بخفي حنين أو بدون خف.. |
سلوى: من يدري يا سامي فقد تتعلق بغيره كما.. |
سامي: (مقاطعاً) كما تعلق فوزي بك.. |
وتعتدل
((سلوى)) في جلستها وتقول: |
سلوى: صدقني يا سامي.. |
سامي: سأقول الحق.. والحق أقول.. |
سلوى: أوقعت في غرامها.. |
سامي: وغرقت.. |
سلوى: وبهذه السرعة.. |
سامي: (ضاحكاً) ربما ليس في سرعة ((فوزي)) وسرعتك.. |
سلوى: (وتضحك قائلة) حسناً قل لي.. |
سامي: تفضلي.. |
سلوى: لو مهدت لك الطريق.. هل تتزوجها.. |
سامي: كيف يا خالتي وأنا أعرف أنها تحب ((فريد)) ثم أنها لم ترني إلا مرة واحدة.. |
سلوى: ((عايدة)) ستجد الحل.. |
سامي: إنها بركتنا جميعاً كما يقول ((فريد)) ليس إلا ((عايدة)).. ولاسيما وأنت ستسافرين قريباً.. |
سلوى: لن نسافر حتى نشهد قرانك على ضيفة ((فريد))
|
سامي: أراك تتكلمين كما لو كنت متأكدة أن الأمور تسير في صالحي.. |
سلوى: لقد هاتفتني ((عايدة)) قبل مجيئك وروت لي ما حدث معك.. |
سامي: وكتمت ذلك عني.. |
سلوى: هذا سر المهنة.. |
سلمى: وماذا قالت لك ((عايدة)).. |
سلوى: لن أقول لك وللحديث بقية.. فأنا كما ترى على أهبة الخروج لولا مجيئك.. |
سامي: سأمضي وأنا أتقلب على جمر الانتظار.. |
سلوى: جرب ما جربه غيرك وستستعذب التقلب على جمر الانتظار.. |
سامي: أظنك ذاهبة إلى الخياطة.. |
سلوى: أجل.. أجل.. |
سامي: سأوصلك إليها ومن هناك أذهب إلى ((فريد)) فإني لم أره اليوم |
سلوى: أياك وفتح موضوعك معه.. |
سامي: المثل يقول يا خالتي ((الطبخة إذا كترو طباخينها احترقت))
|
سلوى: برافو عليك.. هيا بنا.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت.. ((مصطفى)) يقول..): |
مصطفى: كيف وجدت ((ضيفة)) فريد يا صادق.. |
صادق: تقصد يا والدي ضيفة الجمعية النسائية.. |
مصطفى: (ضاحكاً) نعم.. نعم.. كما شاءت ((عايدة))
|
صادق: لطيفة يا والدي.. كادت تطير فرحاً وهي تشاهد المستقبلين من الرجال والنساء.. لم تكن تتصور أن تقابل بمثل هذا.. ولذلك |
مصطفى: ولذلك ماذا.. |
صادق: أبرقت لأبيها تخبره بوصولها وبالحفاوة البالغة التي قوبلت بها |
مصطفى: في الحقيقة أنا أعجبت بهذه الفتاة ولعلي لا أكون مخطئاً إذا قلت إنها اعتنقت الإسلام عن عقيدة وإيمان.. |
صادق: حقاً يا أبي وهذا ما تلمسناه في مجرى حديثنا معها.. |
مصطفى: ولعل أختك ((عايدة)) تكتشف أكثر فأكثر من نفسية هذه الفتاة ومقاصدها.. |
يرى ((صادق)) أخته ((عايدة)) قادمة فيقول: |
صادق: أختي ((عايدة)) قادمة إلينا.. |
تدخل عايدة فيقول لها والدها ((مصطفى)): |
مصطفى: يا مرحبا ببركتنا كلنا يا مرحبا.. |
عايدة: أنت الخير والبركة كلها يا والدي وإذا كان فينا أي شيء فمنك وإليك.. |
صادق: كيف ضيفتك.. |
عايدة: تقصد ضيفة الجمعية النسائية.. |
مصطفى: وقعت في نفس الغلطة يا ((صادق))
|
صادق: أجل.. كيف هي.. |
عايدة: بخير يا أبي.. تجولت في المدينة وسرت بما شاهدت وخاصة الأماكن الدينية.. |
مصطفى: أما قلت لك يا صادق أن الفتاة أسلمت عن عقيدة وإيمان.. |
عايدة: وهذا ما أتلمسه يا أبي في حركاتها وسكناتها.. |
صادق: وأين تركتها الآن.. |
عايدة: تركتها مع بعض عضوات الجمعية يشاهدن التلفزيون ويتسامرن بشتى الأحاديث.. |
مصطفى: كم تمنيت أن أكون في المطار ساعة لقاء ((فريد)) بالضيفة.. قل لي يا صادق.. كيف كان.. |
صادق: كان متحفظاً ومترسماً ولم يقف طويلاً معها بل تركها لعضوات الجمعية وعلى رأسهن ((عايدة)) أليس كذلك يا أختي.. |
عايدة: أجل يا أبي.. أجل.. |
مصطفى: وهي حين التقت ((بفريد))
|
صادق: كانت طبيعية كما ظهر لي ولم تبد عليها انفعالات المحبين.. |
عايدة: من الصعب يا ((صادق)) استجلاء ومعرفة مثل هذه الأمور إلا بعد مرور بعض الوقت وضيفة الجمعية وصلت أمس.. |
مصطفى: صدقت ((عايدة)) يا بنتي.. المسألة تحتاج إلى بعض الوقت |
عايدة: وماذا يهمنا إن كانت تميل نحو ((فريد)) أو لا تميل.. |
صادق: كيف يا ((عايدة)).. و((فريد)) يريد توجيه هذا الميل إن وجد إلى جهة أخرى.. ولهذا لجأ إليك.. لمعرفة ما عندها |
عايدة: طالما أنتم و((فريد)) قد ألقيتم المسؤولية علي فاتركوني أتصرف.. |
صادق: المهم إنقاذ ((فريد)) يا أختي.. |
مصطفى: أنا ذاهب للراحة.. |
عايدة: نوم العافية يا والدي.. |
(يذهب والموسيقى مصاحبة وحالما يغيب تقول عايدة): |
عايدة: أصادق أنت حقاً يا صادق في تمنياتك أم لك هدف من وراء ذلك.. |
صادق: ماذا تقصدين يا أختاه.. افصحي بربك.. |
عايدة: أقصد اهتمامك بموضوع انقاذ ((فريد)) من هذه الفتاة نابع عن أخلاصك لـ((فريد)) أم أن وراء الأكمة ما وراءهما |
صادق: برضه يا أختي مش فاهم.. |
عايدة: يعني أنت كما يقول المثل ((تحمي القرض علشانك))
|
(ويضرب ((صادق)) على صدره ويقول بحزن) |
صادق: سامحك الله يا عايدة أتظنين أن ما أفعله هو بهدف الزواج من هذه الفتاة.. |
(ثم ينفجر باكياً وهو يقول): |
لقد آليت على نفسي ألا أتزوج حتى أعرف مصير زوجتي وابنتي.. |
سامحك الله.. سامحك الله.. |
عايدة: سامحني يا أخي.. إن بعض الظن إثم.. سامحني.. أرجوك.. |
صادق: سامحتك.. |
(يدق جرس التليفون فتمسك ((عايدة)) بالسماعة وتقول): |
عايدة: هلو.. مين سلوى.. مساء الخير.. سامي.. بالله عليك.. بانتظارك.. معه لا.. الليل طويل.. وكلام الليل حلو وجميل.. |
|