شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 16 -
مصطفى: أريد أن أقول..
عايدة: تفضل يا والدي..
مصطفى: ضيفة ((فريد)) من المؤلفة قلوبهن وأية عناية منا ستزيد في ترسيخ الإسلام في صدرها كما أننا..
صادق: كما أننا ماذا..
مصطفى: كما أننا بهذه الطريقة نستطيع استكشاف نفسها ومعرفة نواياها والوقوف على طبائعها وأحكامها.. أما..
عايدة: أما ماذا يا أبي..
مصطفى: أما تركها في الفندق وتس
ليمها إلى بعض الفتيات من أفراد الجمعية النسائية اللائي ربما يسئن إليها فنفقدها.. ولذلك أرى..
صادق: ترى ماذا يا والدي..
مصطفى: أرى أن تستضيف ((عايدة)) هذه الفتاة فدارنا والحمد لله واسعة ولعلَّك يا ((عايدة)) تجدين فيها صديقة تعوضك بعض ما ستفقدينه بعد سفر ((سلوى)).
عايدة: أمرك يا أبي..
مصطفى: إذن اتصل بفريد يا صادق وأبلغه أن ((عايدة)) ارتأت استضافتها في دارنا ولا لزوم للحجز لها في الفندق.. وإنك ستكون في استقبالها معه لتأتي بها إلى هنا..
صادق: سمعاً وطاعة..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت ((سامي)) يقول):
سامي: كيف رأيت حفل الأمس يا خالتي..
سلوى: رائع يا سامي.. رائع.. لقد حلَّق فيه كل من ((فوزي)) و ((فريد)) بشكل ما كان يخطر على بال أحد..
سامي: صدقت.. ولا سيما طلاقة ((فوزي)) ومفاجأة ((فريد)) للناس بما لم يكن في الحسبان..
سلوى: أجل يا سامي أجل كل شيء إلا مفاجأة ((فريد)).. ((فوزي كنت أنتظر ذلك منه بعد الذي كنت أسمعه عنه من صادق وعايدة.. أما ((فريد)) فحقاً ((فريد))..
سامي: هل رأيت ((عايدة)) أثناء الحفل أو بعده..
سلوى: كنت بجانبها أثناء الحفل كانت تهتز فرحاً غير أن محياها كانت.. تشوبه انفعالات متباينة..
سامي: بم تعللين ذلك يا ست العارفين..
سلوى: أعلله بأن ((عايدة)) يعتصرها ألم شديد على إساءتها ((لفريد))..
سامي: وأنا أحب أن أضيف إلى نظرتك نظرة أخرى..
سلوى: ما هي..
سامي: إن ((عايدة)) أصبحت حائرة تائهة ولا سيما بعد الصفعة التي تلقتها من ((فوزي)) وبعد..
سلوى: وبعد ماذا..
سامي: وبعد أن كانت تنتظر أن يتقدم ((فريد)) بطلب يدها عندما جاء مع ((فوزي)) طالباً وساطة والدها لطلب يدك..
سلوى: ولكني علمت من ((عايدة)) إنها أسلفت رفضها لأي طلب يتقدم به ((فريد))..
سامي: وهذا التسرع في رأيي سبب رئيسي من أسباب الانفعالات التي كان يعرضها محياها..
سلوى: رأيك وجيه يا سامي..
سامي: مسكينة ((عايدة)) يا خالتي.. إنني أرثى لها..
سلوى: ولم لا تتقدم بطلب يدها.. هل تفوضني بمفاتحتها..
سامي: أرجوك يا خالتي..
سلوى: لماذا..
سامي: أولً أنا لا أشعر نحو ((عايدة)) إلا بما يشعر به الأخ نحو أخته ثانياً أنا متأكد أن ((فريد)) يحب ((عايدة)) ولكنه يتكتم ذلك حرجاً على كرامته المجروحة..
(يدق جرس التلفون فتمسك ((سلوى)) بالسماعة وتقول):
سلوى: مين ((عايدة)) أهلا حبيبتي.. ماذا تقولين.. نعم ما تفعلين سأكون أنا أيضاً تحت تصرفك.. سنلتقي. موعدنا لم يتغير.. مع السلامة..
(وترمي بالسماعة فيقول لها ((سامي)))..
سامي: ها.. ماذا عند ((عايدة))..
سلوى: أخبرتني أنها ستنزل ضيفة ((فريد)) في دارها خلال مدة.. إقامتها ببلادنا..
سامي: يا له من خبر سيطير ((فريد)) مسروراً به.. هاتي التلفون لأخبره..
سلوى: لا تتعب نفسك لقد كلفت ((عايدة)) أخاها ((صادق)) بإخباره..
سامي: ألا ترين معي أن ((عايدة)) بدأت تسير في طريق استرضاء ((فريد))..
سلوى: لعلَّ هذا هو الظاهر وستكشف الأيام ما خبأت الليالي..
سامي: أظن الآن وقد انتهت حفلة تكريم ((فوزي)) يجب أن نلتفت إلى حفلة القران..
سلوى: لقد وضعت بالاتفاق مع ((عايدة)) البرنامج..
سامي: والبطاقات..
سلوى: وبعد العجب العجاب الذي ظهر من ((فريد)) تظل سادراً في سخريتك منه..
سامي: لقد تعودت أن أمزح وهو أمر لا يغضب ((فريد))..
سلوى: لا شك أن ((فريد)) وقد انتهى من (هيصة) حفل التكريم سيتصل بك ويقيني أنه الآن يفتش عليك..
سامي: سأذهب إليه.. استأذن..
سلوى: مع السلامة..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت ((فوزي)) يقول):
فوزي: وجهك يطفح بشراً يا ((فريد)) أكثر من كل يوم..
فريد: هم وانزاح عن صدري يا ((فوزي)) جزى الله ((عايدة)) عني كل خير..
فوزي: إنني دائماً أردد قولك ((عايدة)) قمة في كل شيء.. إلا في معاملتها لك..
فريد: وهل تريد أعظم من عملية الإنقاذ هذه.. كانت ستكون ورطة لي لو لم يقيض الله ((عايدة)) لي..
فوزي: أنا أقصد غير ذلك..
فريد: وأنا فهمتها على الطاير يا حِدِقْ.. فوزي.. لقد رجوتك أكثر من مرة ألا تفتح هذا الباب فما بالك تتعمد إلا تتمه أتريد أن تحطم ما بيننا من ود..
فوزي: عفوك يا صديقي عفوك.. أعدك بألا تسمع مثل هذا القول مني مستقبلا..
فريد: شكراً..
فوزي: ألم تعثر على ((سامي)) بعد يا فريد..
(يدق جرس الباب فيقول ((فريد))):
فريد: إنها دقات ((سامي)) يا فوزي ابن الحلال عند ذكره يبان..
(ويدخل سامي وهو يقول والموسيقى مصاحبة):
سامي: سلام عليكم يا أصحاب العظمة..
فريد: إيش مالك يا سامي حامل ((إذاعة)) تريقة وجاي علينا..
سامي: بعد حفل أمس أصبحتما في القمة..
فوزي: ولا قمة ولا يحزنون هذه عيون الرضا من الجماهير المسلمة..
سامي: إنه تواضع العظماء..
فريد: برضه مش رايحين نخلص من التريقة.. اللَّهم طوِّلك يا روح..
سامي: خلاص سكتنا.. هات ما الذي عندك..
فريد: هات يا ((فوزي)) صورة البطاقة.. بطاقة حفل القران..
فوزي: تفضل يا سامي..
(ويقرأ سامي والموسيقى مصاحبة ثم يقول):
سامي: هل اطلعت ((سلوى)) عليها..
فوزي: نعم وعلقت موافقتها على موافقتك..
سامي: خلاص.. أنا موافق.. بس هل أخذتم رأي العم مصطفى..
فريد: العم مصطفى هو الذي أرسل البطاقة لنا لأخذ الرأي قبل الطبع والتوزيع..
سامي: ولا بد ((عايدة)) أطلعت أيضاً..
فريد: أكاد أجزم أن لغة البطاقة هي من وضعها..
سامي: يا سلام على رحلات خيالك يا فريد.. إذن فلتذهب أنت يا فريد أو فوزي بها إلى العم مصطفى..
فريد: أرى أن يذهب ((فوزي)).
سامي: وبقية البرنامج سمعت أن سلوى وعايدة اتفقتا عليه..
فوزي: هكذا قالت لي سلوى..
سامي: ربنا يجعله قراناً مباركاً حافلاً بالخير والسعادة بالرفاه والبنين وعقبال المهنئين..
فريد: وأنت في طليعتهم..
سامي: وأنا منهم رضيت..
فريد: أجل.. أجل..
سامي: أنا نسيت أهنيك يا فريد على القرار الذي اتخذته عايدة بشأن استضافة ضيفتك..
فريد: صدقني يا خويا يا سامي لا أعرف بما أشكر ((عايدة)).
سامي: إنها تريد يا صاحب الخيال البعيد..
فريد: تريد ماذا يا صاحب المقالب..
سامي: تريد أن تمسح شيئاً فشيئاً إساءتها إليك..
فريد: ولكني نسيت وسامحت..
سامي: أما ((عايدة)) فنفسها العفافة ما تزال تتألم من الإهانة التي وجهتها لك..
فريد: هذا شيء تفعله لأنها قمة في كل شيء..
سامي: إذن فلينصرف كل منا إلى ما خصص له من عمل والتلفون بيننا..
فوزي: وهو كذلك ألف شكر يا سامي..
سامي: العفو يا نسيبي..
فوزي: ربنا يقدرني وأخدمك يوم زفافك..
سامي: شكراً.. شكراً.. في أمان الله..
فوزي وفريد: مع السلامة مع السلامة..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ((صادق)) يقول):
صادق: هل أرسل ((فوزي)) بطاقة حفل قرانه إلى هنا..
عايدة: لا يا صادق.. يمكن في الطريق هكذا هاتفتني ((سلوى))..
صادق: لعلَّ ((فوزي)) و ((فريد)) أعاداها إلى والدي في المكتب..
عايدة: ربما وهذا هو الطريق الصحيح.. لأن ((سلوى)) أيضاً لا تدري إلى أين سيرسلانها..
صادق: حسناً.. إذن فلنذهب إلى والدي فلعلَّه في حاجة إلى..
عايدة: حسناً تفعل وأنا إن جاءني شيء سأتصل بالوالد.. مع السلامة..
صادق: الله يسلمك..
(ويذهب صادق من جهة ويدق جرس التلفون فتمسك ((عايدة)) ):
عايدة: مين سلوى.. أهلاً خير إن شاء الله.. فريد وفوزي.. ذهبا بالبطاقة إلى مكتب والدي.. حسناً فعلا.. شكراً وإلى اللقاء..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت سلوى تقول):
سلوى: أترى ((فريد وفوزي)) ذهبا بالبطاقة إلى عمي مصطفى..
سامي: تركتهما يزمعان الذهاب إليه.. قولي..
سلوى: ماذا..
سامي: هل انتهيت من إعداد فستان العرس والملابس الأخرى..
سلوى: باقي البروفة الأخيرة..
سامي: وماذا عن بقية الملابس فالبلاد التي ستذهبين إليها الملابس فيها غالية ولا سيما الخياطة..
سلوى: هذا ما قاله لي ((فوزي))..
سامي: سؤال خاص وخاص جداً..
سلوى: قل ما هو..
سامي: عايدة..
سلوى: ماذا عنها..؟
سامي: هل طرأ أي تغيير على معاملتها لك وخاصة في هذه الأيام التي هي بالنسبة لمن وقع لهن مثلها جد عصيبة.. إنها لا شك تعتصر من الألم..
سلوى: لم أحس يا سامي بأي تغير في معاملة ((عايدة)) أو تعاطفها معي.. كل شيء يبدو طبيعياً..
سامي: يا لمتانة أعصابها وقوة تحملها.. لو كنت في موقفها هل كنت تتحملين مثلها..
سلوى: لا يا سامي.. لا ربما قلبت الأرض عاليها سافلها لو استطعت..
سامي: الحمد لله الذي لم تكوني في موقف ((عايدة)).. قولي..
سلوى: ماذا.. وما أكثر أسئلتك اليوم..
سامي: بالنسبة لضيفة ((فريد)) ألم تعلق ((عايدة)) بشيء..
سلوى: كانت تمتدح جمال الضيفة الخارق..
سامي: وماذا أيضاً..
سلوى: وكانت تتمنى لو أن ((فريد)) يتزوجها ما دامت تحبه وما دام مجيئها هنا هو من أجله..
سامي: أتظنين ((عايدة)) صادقة في تمنياتها.. وهي تعلم أن فريد.. لا ولن يحب سواها.. لم مثلاً..
سلوى: مثلاً ماذا..
سامي: لم لا تتمناها زوجة لأخيها..
سلوى: ولكنها موقنة كالإيمان أن أخاها صادق لن يتزوج حتى يعرف مصير زوجته وابنته المفقودتين..
سامي: إذن..
سلوى: إذن ماذا..
سامي: يلوح لي أن ((عايدة)) عندما قبلت عرض أبيها باستضافة ضيفة ((فريد)) أدركت في سرعة..
سلوى: أدركت أي شيء..
سامي: أدركت أن وجود الضيفة عندها سيمكنها من السيطرة عليها وتحويل عواطفها نحو ((فريد)) إلى جهة أخرى..
سلوى: لماذا قلقتني بأسئلتك وجدلك..
سامي: ذلك لأن ((عايدة)) بدأت وأراهن على ذلك..
سلوى: بدأت ماذا بربك قل..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :626  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 16 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.