الحلقة - 16 - |
مصطفى: أريد أن أقول.. |
عايدة: تفضل يا والدي.. |
مصطفى: ضيفة ((فريد)) من المؤلفة قلوبهن وأية عناية منا ستزيد في ترسيخ الإسلام في صدرها كما أننا.. |
صادق: كما أننا ماذا.. |
مصطفى: كما أننا بهذه الطريقة نستطيع استكشاف نفسها ومعرفة نواياها والوقوف على طبائعها وأحكامها.. أما.. |
عايدة: أما ماذا يا أبي.. |
مصطفى: أما تركها في الفندق وتس |
ليمها إلى بعض الفتيات من أفراد الجمعية النسائية اللائي ربما يسئن إليها فنفقدها.. ولذلك أرى.. |
صادق: ترى ماذا يا والدي.. |
مصطفى: أرى أن تستضيف ((عايدة)) هذه الفتاة فدارنا والحمد لله واسعة ولعلَّك يا ((عايدة)) تجدين فيها صديقة تعوضك بعض ما ستفقدينه بعد سفر ((سلوى)). |
عايدة: أمرك يا أبي.. |
مصطفى: إذن اتصل بفريد يا صادق وأبلغه أن ((عايدة)) ارتأت استضافتها في دارنا ولا لزوم للحجز لها في الفندق.. وإنك ستكون في استقبالها معه لتأتي بها إلى هنا.. |
صادق: سمعاً وطاعة.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت ((سامي)) يقول): |
سامي: كيف رأيت حفل الأمس يا خالتي.. |
سلوى: رائع يا سامي.. رائع.. لقد حلَّق فيه كل من ((فوزي)) و ((فريد)) بشكل ما كان يخطر على بال أحد.. |
سامي: صدقت.. ولا سيما طلاقة ((فوزي)) ومفاجأة ((فريد)) للناس بما لم يكن في الحسبان.. |
سلوى: أجل يا سامي أجل كل شيء إلا مفاجأة ((فريد)).. ((فوزي كنت أنتظر ذلك منه بعد الذي كنت أسمعه عنه من صادق وعايدة.. أما ((فريد)) فحقاً ((فريد)).. |
سامي: هل رأيت ((عايدة)) أثناء الحفل أو بعده.. |
سلوى: كنت بجانبها أثناء الحفل كانت تهتز فرحاً غير أن محياها كانت.. تشوبه انفعالات متباينة.. |
سامي: بم تعللين ذلك يا ست العارفين.. |
سلوى: أعلله بأن ((عايدة)) يعتصرها ألم شديد على إساءتها ((لفريد)).. |
سامي: وأنا أحب أن أضيف إلى نظرتك نظرة أخرى.. |
سلوى: ما هي.. |
سامي: إن ((عايدة)) أصبحت حائرة تائهة ولا سيما بعد الصفعة التي تلقتها من ((فوزي)) وبعد.. |
سلوى: وبعد ماذا.. |
سامي: وبعد أن كانت تنتظر أن يتقدم ((فريد)) بطلب يدها عندما جاء مع ((فوزي)) طالباً وساطة والدها لطلب يدك.. |
سلوى: ولكني علمت من ((عايدة)) إنها أسلفت رفضها لأي طلب يتقدم به ((فريد)).. |
سامي: وهذا التسرع في رأيي سبب رئيسي من أسباب الانفعالات التي كان يعرضها محياها.. |
سلوى: رأيك وجيه يا سامي.. |
سامي: مسكينة ((عايدة)) يا خالتي.. إنني أرثى لها.. |
سلوى: ولم لا تتقدم بطلب يدها.. هل تفوضني بمفاتحتها.. |
سامي: أرجوك يا خالتي.. |
سلوى: لماذا.. |
سامي: أولً أنا لا أشعر نحو ((عايدة)) إلا بما يشعر به الأخ نحو أخته ثانياً أنا متأكد أن ((فريد)) يحب ((عايدة)) ولكنه يتكتم ذلك حرجاً على كرامته المجروحة.. |
(يدق جرس التلفون فتمسك ((سلوى)) بالسماعة وتقول): |
سلوى: مين ((عايدة)) أهلا حبيبتي.. ماذا تقولين.. نعم ما تفعلين سأكون أنا أيضاً تحت تصرفك.. سنلتقي. موعدنا لم يتغير.. مع السلامة.. |
(وترمي بالسماعة فيقول لها ((سامي))).. |
سامي: ها.. ماذا عند ((عايدة)).. |
سلوى: أخبرتني أنها ستنزل ضيفة ((فريد)) في دارها خلال مدة.. إقامتها ببلادنا.. |
سامي: يا له من خبر سيطير ((فريد)) مسروراً به.. هاتي التلفون لأخبره.. |
سلوى: لا تتعب نفسك لقد كلفت ((عايدة)) أخاها ((صادق)) بإخباره.. |
سامي: ألا ترين معي أن ((عايدة)) بدأت تسير في طريق استرضاء ((فريد)).. |
سلوى: لعلَّ هذا هو الظاهر وستكشف الأيام ما خبأت الليالي.. |
سامي: أظن الآن وقد انتهت حفلة تكريم ((فوزي)) يجب أن نلتفت إلى حفلة القران.. |
سلوى: لقد وضعت بالاتفاق مع ((عايدة)) البرنامج.. |
سامي: والبطاقات.. |
سلوى: وبعد العجب العجاب الذي ظهر من ((فريد)) تظل سادراً في سخريتك منه.. |
سامي: لقد تعودت أن أمزح وهو أمر لا يغضب ((فريد)).. |
سلوى: لا شك أن ((فريد)) وقد انتهى من (هيصة) حفل التكريم سيتصل بك ويقيني أنه الآن يفتش عليك.. |
سامي: سأذهب إليه.. استأذن.. |
سلوى: مع السلامة.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت ((فوزي)) يقول): |
فوزي: وجهك يطفح بشراً يا ((فريد)) أكثر من كل يوم.. |
فريد: هم وانزاح عن صدري يا ((فوزي)) جزى الله ((عايدة)) عني كل خير.. |
فوزي: إنني دائماً أردد قولك ((عايدة)) قمة في كل شيء.. إلا في معاملتها لك.. |
فريد: وهل تريد أعظم من عملية الإنقاذ هذه.. كانت ستكون ورطة لي لو لم يقيض الله ((عايدة)) لي.. |
فوزي: أنا أقصد غير ذلك.. |
فريد: وأنا فهمتها على الطاير يا حِدِقْ.. فوزي.. لقد رجوتك أكثر من مرة ألا تفتح هذا الباب فما بالك تتعمد إلا تتمه أتريد أن تحطم ما بيننا من ود.. |
فوزي: عفوك يا صديقي عفوك.. أعدك بألا تسمع مثل هذا القول مني مستقبلا.. |
فريد: شكراً.. |
فوزي: ألم تعثر على ((سامي)) بعد يا فريد.. |
(يدق جرس الباب فيقول ((فريد))): |
فريد: إنها دقات ((سامي)) يا فوزي ابن الحلال عند ذكره يبان.. |
(ويدخل سامي وهو يقول والموسيقى مصاحبة): |
سامي: سلام عليكم يا أصحاب العظمة.. |
فريد: إيش مالك يا سامي حامل ((إذاعة)) تريقة وجاي علينا.. |
سامي: بعد حفل أمس أصبحتما في القمة.. |
فوزي: ولا قمة ولا يحزنون هذه عيون الرضا من الجماهير المسلمة.. |
سامي: إنه تواضع العظماء.. |
فريد: برضه مش رايحين نخلص من التريقة.. اللَّهم طوِّلك يا روح.. |
سامي: خلاص سكتنا.. هات ما الذي عندك.. |
فريد: هات يا ((فوزي)) صورة البطاقة.. بطاقة حفل القران.. |
فوزي: تفضل يا سامي.. |
(ويقرأ سامي والموسيقى مصاحبة ثم يقول): |
سامي: هل اطلعت ((سلوى)) عليها.. |
فوزي: نعم وعلقت موافقتها على موافقتك.. |
سامي: خلاص.. أنا موافق.. بس هل أخذتم رأي العم مصطفى.. |
فريد: العم مصطفى هو الذي أرسل البطاقة لنا لأخذ الرأي قبل الطبع والتوزيع.. |
سامي: ولا بد ((عايدة)) أطلعت أيضاً.. |
فريد: أكاد أجزم أن لغة البطاقة هي من وضعها.. |
سامي: يا سلام على رحلات خيالك يا فريد.. إذن فلتذهب أنت يا فريد أو فوزي بها إلى العم مصطفى.. |
فريد: أرى أن يذهب ((فوزي)). |
سامي: وبقية البرنامج سمعت أن سلوى وعايدة اتفقتا عليه.. |
فوزي: هكذا قالت لي سلوى.. |
سامي: ربنا يجعله قراناً مباركاً حافلاً بالخير والسعادة بالرفاه والبنين وعقبال المهنئين.. |
فريد: وأنت في طليعتهم.. |
سامي: وأنا منهم رضيت.. |
فريد: أجل.. أجل.. |
سامي: أنا نسيت أهنيك يا فريد على القرار الذي اتخذته عايدة بشأن استضافة ضيفتك.. |
فريد: صدقني يا خويا يا سامي لا أعرف بما أشكر ((عايدة)). |
سامي: إنها تريد يا صاحب الخيال البعيد.. |
فريد: تريد ماذا يا صاحب المقالب.. |
سامي: تريد أن تمسح شيئاً فشيئاً إساءتها إليك.. |
فريد: ولكني نسيت وسامحت.. |
سامي: أما ((عايدة)) فنفسها العفافة ما تزال تتألم من الإهانة التي وجهتها لك.. |
فريد: هذا شيء تفعله لأنها قمة في كل شيء.. |
سامي: إذن فلينصرف كل منا إلى ما خصص له من عمل والتلفون بيننا.. |
فوزي: وهو كذلك ألف شكر يا سامي.. |
سامي: العفو يا نسيبي.. |
فوزي: ربنا يقدرني وأخدمك يوم زفافك.. |
سامي: شكراً.. شكراً.. في أمان الله.. |
فوزي وفريد: مع السلامة مع السلامة.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ((صادق)) يقول): |
صادق: هل أرسل ((فوزي)) بطاقة حفل قرانه إلى هنا.. |
عايدة: لا يا صادق.. يمكن في الطريق هكذا هاتفتني ((سلوى)).. |
صادق: لعلَّ ((فوزي)) و ((فريد)) أعاداها إلى والدي في المكتب.. |
عايدة: ربما وهذا هو الطريق الصحيح.. لأن ((سلوى)) أيضاً لا تدري إلى أين سيرسلانها.. |
صادق: حسناً.. إذن فلنذهب إلى والدي فلعلَّه في حاجة إلى.. |
عايدة: حسناً تفعل وأنا إن جاءني شيء سأتصل بالوالد.. مع السلامة.. |
صادق: الله يسلمك.. |
(ويذهب صادق من جهة ويدق جرس التلفون فتمسك ((عايدة)) ): |
عايدة: مين سلوى.. أهلاً خير إن شاء الله.. فريد وفوزي.. ذهبا بالبطاقة إلى مكتب والدي.. حسناً فعلا.. شكراً وإلى اللقاء.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت سلوى تقول): |
سلوى: أترى ((فريد وفوزي)) ذهبا بالبطاقة إلى عمي مصطفى.. |
سامي: تركتهما يزمعان الذهاب إليه.. قولي.. |
سلوى: ماذا.. |
سامي: هل انتهيت من إعداد فستان العرس والملابس الأخرى.. |
سلوى: باقي البروفة الأخيرة.. |
سامي: وماذا عن بقية الملابس فالبلاد التي ستذهبين إليها الملابس فيها غالية ولا سيما الخياطة.. |
سلوى: هذا ما قاله لي ((فوزي)).. |
سامي: سؤال خاص وخاص جداً.. |
سلوى: قل ما هو.. |
سامي: عايدة.. |
سلوى: ماذا عنها..؟ |
سامي: هل طرأ أي تغيير على معاملتها لك وخاصة في هذه الأيام التي هي بالنسبة لمن وقع لهن مثلها جد عصيبة.. إنها لا شك تعتصر من الألم.. |
سلوى: لم أحس يا سامي بأي تغير في معاملة ((عايدة)) أو تعاطفها معي.. كل شيء يبدو طبيعياً.. |
سامي: يا لمتانة أعصابها وقوة تحملها.. لو كنت في موقفها هل كنت تتحملين مثلها.. |
سلوى: لا يا سامي.. لا ربما قلبت الأرض عاليها سافلها لو استطعت.. |
سامي: الحمد لله الذي لم تكوني في موقف ((عايدة)).. قولي.. |
سلوى: ماذا.. وما أكثر أسئلتك اليوم.. |
سامي: بالنسبة لضيفة ((فريد)) ألم تعلق ((عايدة)) بشيء.. |
سلوى: كانت تمتدح جمال الضيفة الخارق.. |
سامي: وماذا أيضاً.. |
سلوى: وكانت تتمنى لو أن ((فريد)) يتزوجها ما دامت تحبه وما دام مجيئها هنا هو من أجله.. |
سامي: أتظنين ((عايدة)) صادقة في تمنياتها.. وهي تعلم أن فريد.. لا ولن يحب سواها.. لم مثلاً.. |
سلوى: مثلاً ماذا.. |
سامي: لم لا تتمناها زوجة لأخيها.. |
سلوى: ولكنها موقنة كالإيمان أن أخاها صادق لن يتزوج حتى يعرف مصير زوجته وابنته المفقودتين.. |
سامي: إذن.. |
سلوى: إذن ماذا.. |
سامي: يلوح لي أن ((عايدة)) عندما قبلت عرض أبيها باستضافة ضيفة ((فريد)) أدركت في سرعة.. |
سلوى: أدركت أي شيء.. |
سامي: أدركت أن وجود الضيفة عندها سيمكنها من السيطرة عليها وتحويل عواطفها نحو ((فريد)) إلى جهة أخرى.. |
سلوى: لماذا قلقتني بأسئلتك وجدلك.. |
سامي: ذلك لأن ((عايدة)) بدأت وأراهن على ذلك.. |
سلوى: بدأت ماذا بربك قل.. |
|