الحلقة – 15 - |
سامي: إي هوّه اللي غير معقول.. واللي جعلك تستغيث بالله.. |
فوزي: صحيح أنت خوفتنا.. قول.. هوَّه ايه.. |
فريد: هَنيَّه.. |
سامي: هنيَّة مين.. (يا بني) يا ريتني فتحت البرقية لما سلمني إياها ساعي البريد كنت عرفتها.. |
فريد: حتى لو فتحتها مو ممكن تعرف السر.. |
سامي: سرّ.. سرّ.. |
فريد: سر ما يعرفوا غيري وغير فوزي.. |
سامي: طيب أنا انسحب وشوف أنت و((فوزي)) الحل لهذا السر.. |
فريد: وهوَّه في سرّ مخبى عليك يا سامي.. |
فوزي: طيب قول.. وطَمِّنا مين هنَّية.. |
فريد: بنت الربان.. |
فوزي: إيش صار لها ماتت.. |
فريد: باعْتَه تقول إنها حصلت على تأشيرة وتصل يوم 2 الجاري.. إلى هنا.. |
فوزي: يعني بعد خمسة أيام وعلى أي الخطوط.. |
فريد: الفرنسية.. وتطلب احجز في الفندق وإذا أمكن استقبلها في المطار.. |
فوزي: يا وقعتك.. أنا قلت لك في الباخرة يومها أن الموضوع لن يمر بسلام.. |
فريد: والعمل.. |
فوزي: خلينا نشرك سامي في الرأي.. |
سامي: بس أنا زي الأطرش في الزفة.. ماني فهمان من هية بنت الربان |
فريد: قول يا فوزي.. |
فوزي: عندما نجانا الله تعالى من الغرق أسلمت بنت الربان هذه مع أبيها في جملة من أسلموا .. |
سامي: وبعد.. |
فوزي: وكانت في طليعة المعجبين والمعجبات ((بفريد)).. وبطولته.. |
فريد: حيلك بلاش تريقة يا ((فوزي)).. |
فوزي: أنا لا أهزأ وإنما أقول الحقيقة.. العمل الذي.. قمت به يومئذ كان عملاً بطولياً.. أليس كذلك يا سامي.. |
سامي: لقد مجدَّته صحافتنا وإذاعتنا وما راءٍ كمن سمعا الحاصل يا فوزي استمر.. |
فوزي: وانقلب إعجاب بنت الربان إلى استلطاف فبداية.. انعطاف.. |
سامي: ((وفريد)) لا شك جبر خاطرها وتعاطف معها.. |
فوزي: يشهد الله (فريد) كان أسمى وأرفع من أن ينحدر إلى مثل هذه الهاوية وكان يعلل هذا العطف بأنه سيتبخر أول ما ننزل من الباخرة.. ولكن.. |
سامي: حساب القَرَابَا ماجا على حساب السَّرايا.. |
فوزي: ذلك ما كنت أخشاه وما لمحت ((فريد)) به في حديث لي معه.. |
فريد: (مقاطعاَ) فإذا كنت تريدني أن افعل.. |
فوزي: فعلت عين العقل.. وأحسنت التصرف.. |
سامي: ولم الجدل يا جماعة.. المهم.. |
فريد: المهم ماذا.. |
سامي: تحجز لها في أحد الفنادق وتستقبلها وتكرمها كفتاة مسلمة دخلت في هذا الدين وأنا أعتقد ((سلوى)) و ((عايدة)).. سيتوليان المهمة عنك.. |
فريد: يا سلام على أفكارك النيرة.. بس ((سلوى)) ستكون مشغولة بأمر القران.. |
سامي: ((عايدة)) ستقوم بذلك وبعدها نصرفها إذ لا شيء عندنا ممنوع من الصرف.. |
فريد: ولكن (عايدة) مشغولة بأمر صديقتها ((سلوى)) يا سامي .. |
سامي: سنتدبر لها من فتيات الجمعية النسائية من يعتني بها.. ويقمن عنك وعنها بالعناية بها حتى تعود إلى بلدها. |
فريد: برضه رأي.. سأعرض الموضوع على ((صادق)). |
سامي: وهو يقيناً سينقله إلى أخته والآن حان موعد الذهاب إلى الحفلة هيا بنا.. |
فوزي: هيا بنا.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الربان يقول): |
الربان: سأفتقدك كثيراً يا بنيتي فأنت وحيدتي وأنت النور الذي أبصر به طريقي في هذه الحياة.. |
ماريا: ولكني سأعود يا والدي بإذن الله ولن أغيب طويلاً.. |
الربان: ولكنك سوف تذهبين إلى بلد غريب لا أهل ولا قريب.. |
ماريا: يا والدي المؤمنون إخوة.. هكذا علمنا الإسلام وسأجد في ذلك البلد أخوات سيرحبن بي ثم لا تنس.. |
الربان: أنسى ماذا.. |
ماريا: ((فريد)).. المسلم البطل.. لقد أبرقت إليه بأن يحجز لي في أحد الفنادق ويستقبلني.. في المطار.. وما أظنه إلا فاعلاً.. |
الربان: وإذا خاب ظنك.. |
ماريا: لن أضيع يا أبي فقد تعودت معك على الأسفار وركوب الإبحار ودخول بلاد لا نعرف حتى لغة أهلها.. |
الربان: والبلد الذي ستقصدينه هل تعرفين لغة أهله.. |
ماريا: إنه بلد إسلامي ولقد تعلمت خلال هذه المدة قليلاً من لغة القرآن أستطيع أن أتفاهم بها إذا لم أجد من يتكلم اللغة الإنجليزية.. |
الربان: إنني خائف عليك يا ماريا لأنني أعرف الهدف من رحلتك.. أخشى أنك تركضين وراء سراب.. أخشى أن تصابي بصدمة.. تحطمك وأنا بعيد منك.. |
ماريا: لا تخف يا أبي فالإسلام علمنا الصبر في البأساء والضراء علمنا أن ندعو الرب في حال الشدة وأنه لا شك سيستجيب.. أتذكر دعاء ((فريد)) يوم كانت سفينتنا على وشك الغرق.. |
الربان: أذكر ولن أنسى ولكن حنان الأبوة يا ماريا لما تتذوقينه بعد حتى تعرفي كيف يعصف بقلب الوالدين.. |
ماريا: على كل هي تجربة.. هي مجازفة.. سمها ما شئت وقد توكلت على الله وسيكون معي حيثما أكون.. وسيكلؤني بعين عنايته التي لا تنام.. وأنت.. |
الربان: أنا ماذا.. |
ماريا: أدع لي بعد كل صلاة.. أدع لي في غدوك ورواحك.. في صباحك ومسائك.. |
الربان: سأدعو لك ربي في كل الأوقات.. أن يجعل سفرك سعيداً.. وعودك حميداً.. |
ماريا: اللَّهم استجب يا رب العالمين.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت.. سامي يقول): |
سامي: حفلة رائعة يا صادق.. رائعة جداً.. أبدع فيها ((فوزي)) وأجاد وأمتع في خطاب كله سحر وبيان.. لعمري ما كنت أظنه بهذه الفصاحة وبهذه الطلاقة.. |
صادق: (وفريد) الذي خرج على المجتمعين فاستولى على مشاعرهم وسيطر على أحاسيسهم وفاجأهم بذخيرته الدينية والعلمية فأذهلهم وبهرهم ولم يصدقوا أن من يحدثهم هو (فريد) ذلك المنطوي على نفسه تحت أغلال خيالاته.. |
سامي: أنا يا صادق أقرب الناس إلى (فريد) وألصقهم به فتنت بما سمعت فكدت لا أصدق ما سمعت ففركت عيني مراراً لأتأكد بأن من رأيت هو ((فريد)) الذي كنت أسخر من رحلات خياله.. |
صادق: حقاً كانت رحلات خياله تحلق في سماوات لا نتصورها.. لقد أصبح ((فريد)) بين عشية وضحاها على كل لسان فهنيئاً له بما حصل وهنيئاً لنا بإخوته وصحبته.. |
سامي: وهنيئاً لك ولسيدي العم والدك على تلك الحفلة.. العظيمة التي تألق فيها نجم ((فريد)) فحمله الناس وطافوا به وهم يرددون الله أكبر.. الله اكبر.. الله أكبر.. |
صادق: أجل إنها انتفاضة رائعة تدل على قوة الإسلام في قلوب.. الناس وتقديرهم وتكريسهم لكل من يسعى لرفعة هذا الدين وإعلاء كلمة الله.. |
سامي: كان ((فريد)) يريد أن يراك بعد الحفل فهل استطاع أو استطعت مقابلته.. |
صادق: لا يا سامي ولكني سأسعى إليه بعد أن ينهض المهنئون عنه.. |
سامي: أما أنا فلم أستطع الوصول إلى ((سلوى)). |
صادق: ولا أنا إلى ((عايدة)).. |
سامي: وسيدي العم والدك أين هو.. |
صادق: تركته يتقبل ارتال من المهنئين في القاعة الجانبية من بهو.. الاحتفال.. |
سامي: لا شك أنه منهوك القوى وبحاجة إليك لتكون بجانبه وأرى أن تذهب إليه و ((فريد)) سيسعى إليك إن لم تدركه في.. زحام المهنئين.. |
صادق: حسناً أستودعك الله وإلى اللقاء.. |
سامي: إلى اللقاء.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ((عايدة)) تقول): |
عايدة: تعالي يا حبيبي يا بابا وارتح فقد تعبت هذا المساء.. وسأصنع لك بيدي كوباً من عصير الليمون ينعشك.. |
مصطفى: شكراً لا عدمتك يا بنيتي.. أين صادق ألم يعد بعد.. |
عايدة: تاه في زحام الناس وربما كان يفتش عليك وعلى.. |
مصطفى: كان زحاماً شديداً أطبق الناس فيه على ((فريد)) حتى خفت أن تعتصره صدور الناس فلما رأيته فوق أعناقهم سررت أيما سرور.. |
عايدة: ((فريد)) أصبح على كل لسان.. هنيئاً له سأذهب لصنع العصير.. |
مصطفى: ها هو ((صادق)) قادم فاجعلي أكواب العصير ثلاثة فهو لا شك بحاجة إليه مثلي.. |
عايدة: حاضر.. حاضر.. |
(وتذهب والموسيقى مصاحبة يدخل صادق وهو يقول): |
صادق: بابا أنت هنا.. الحمد لله على رؤياك بخير.. لقد خشيت عليك من الزحام.. فذهبت إلى حيث كنت فلم أجدك.. فعلمت أنك عدت في صحبة صديقك رئيس الشرطة.. |
مصطفى: جزاه الله عني كل خير.. فقد أفسح لي بسيارته الطريق وأوصلني إلى هنا.. |
صادق: وحينما اطمأنيت عليك قابلت ((فريد)) بعد التي واللتيَّا وقد قال لي إنه كان يرغب في مقابلتي لأمر هام.. |
مصطفى: ما هو الأمر الهام.. |
(تدخل ((عايدة)) ومعها أكواب العصير وهي تقول): |
عايدة: تفضل يا أبي وأشرب هنيئاً مرئياً.. |
مصطفى: من يد لا نعدمها.. |
صادق: تسلم أيديك يا أختي يا سلام أما عصير هايل.. هايل.. |
مصطفى: أكمل حديثك يا صادق ما هو الأمر الهام الذي أراد ((فريد)) مقابلتك من أجله.. |
(ويضحك ثم يقول).. |
صادق: ينتظر وصول ضيفة عزيزة.. |
عايدة: (ضاحكة) ضيفة عزيزة.. أهي من أقاربه أم من صديقاته.. التي تعرف عليهن في أسفاره.. |
مصطفى: ولم الاتهام من يدري يا ((عايدة)) دعينا نعرف من هي الضيفة ثم نحكم.. |
عايدة: حسناً من هي يا صادق..؟ |
صادق: هي ابنة ربان الباخرة التي كادت تغرق فأنجاهم الله على يد (فريد).. |
مصطفى: تذكرت الباخرة التي كانت على وشك الغرق.. |
عايدة: وابنة الربان من المعجبات بالبطل ((فريد)).. فلحقت به أليس كذلك.. |
صادق: اسمعي يا أختي بقية الحديث.. |
مصطفى: قل يا بني.. |
صادق: وهذه الفتاة اعتنقت مع أبيها الإسلام مع الذين اعتنقوه.. من ركاب الباخرة.. |
عايدة: وبعد.. |
صادق: وقد أبرقت إلى ((فريد)) تنبئه بعزمها على المجيء لهذا البلد للتعرف على أخواتها المسلمات فيه وترجوه حجز مكان لها في الفندق واستقبالها في المطار.. |
عايدة: وما دخلك أنت في الأمر..؟ |
صادق: إليك يساق الحديث.. ((فريد)) يرجوك يا ((عايدة)) أن تتدبري بعض فتيات الجمعيات النسائية ليرافقن هذه الأخت المسلمة.. طيلة إقامتها في بلادنا.. |
مصطفى: الفتيات اللائي دخلن حديثاً في الإسلام يجب أن نعتني بهن عناية إسلامية خاصة حتى يرسخ الإسلام في قلوبهن.. |
صادق: صدقت يا أبي.. و ((فريد)) لا يمكنه أن يكون مع هذه.. الفتاة لأن ذلك سيشوه الصورة المعرفة ((لفريد)) في أذهان الناس والجماهير.. |
عايدة: كلام سليم وبعد.. |
مصطفى: وبعد فما رأيك أنت.. |
عايدة: أنا ما عندي وقت يا أخي أني سأكون مشغولة ((بسلوى)).. |
صادق: ألا يمكنك تدبر بعض فتيات الجمعية النسائية لمرافقتها.. |
مصطفى: يا ليت يا عايدة ولكن.. لا.. لا.. |
عايدة ولكن ماذا يا أبي.. |
مصطفى: أخشى ألا تروقك الفكرة.. |
عايدة: قل يا ابي.. |
صادق: قل يا أبي أنت تأمر وعلينا السمع والطاعة.. |
|