| الحلقة - 14 - |
| (ويرمي بالسماعة ويقول صادق): |
|
صادق: يا ترى ما هو الهدف من وراء هذه الزيارة.. |
|
مصطفى: لعلَّه مجرد شكر على موقف أختك ((عايدة)).. |
|
صادق: يمكن.. ويمكن.. |
|
مصطفى: ويمكن ماذا.. |
| (وتدخل ((عايدة)) فيقول صادق): |
|
صادق: يمكن ((عايدة)) تعرف.. |
|
عايدة: أعرف ماذا.. |
|
مصطفى: فوزي طلب زيارتي ومعه فريد.. وأنا وأخوك نتحازر ما هي أسباب الزيارة.. فهل عندك تعليل لها.. |
|
عايدة: زيارة ((فوزي)) يمكن أن أفسرها.. |
|
صادق: تفسرينها بماذا.. |
|
عايدة: شكر على موقفي والتماسي من والدي بأن ينوب عنه بطلب يد ((سلوى)) بصفة والدي ولياً وراعياً لها منذ فقدت والديها.. |
|
مصطفى: بورك فيك.. بورك فيك.. ولكن.. |
|
عايدة: ولكن ماذا..؟ |
|
مصطفى: ما رأيك أنت بصورة خاصة في طلب ((فوزي)) كما ترين هل أقبله أو أعتذر.. |
|
عايدة: لا يا والدي.. إن ((سلوى)) ليس لها بعد الله.. وليٌّ سواك وأنا قد أصررت على أن يكون حفل القران في دارنا، وآسف أن أكون قد وضعتك يا أبي تجاه الأمر الواقع.. |
|
مصطفى: بالعكس أنا كنت مسروراً لما قمتِ به عندما سمعت به من صادق.. |
|
عايدة: الحمد لله.. ولكن.. |
|
مصطفى: ولكن ماذا.. |
|
عايدة: تعليق حول زيارة ((فريد)) مع ((فوزي)) و((تعكيزة)) في طلبه.. |
|
صادق: في عندك يا أختي تعليل آخر.. |
|
عايدة: نعم.. |
|
مصطفى: ما هو يا بنتي.. |
|
عايدة: أخشى.. |
|
صادق: تخشين ماذا.. |
|
عايدة: أخشى أن ينتهز ((فريد)) المناسبة فيتقدم إلى والدي بطلب يدي.. |
|
مصطفى: لنفرض أن ذلك حدث.. ما رأيك.. |
|
عايدة: الرفض بشدة.. |
|
صادق: ولماذا يا أختي..؟ |
|
عايدة: صادق أخويا أرجوك عدم التدخل في خصوصياتي.. هذا موضوع يخصني ولا أحب أحداً أن يجبرني على شيء لا أرضاه.. |
|
مصطفى: صحيح يا صادق.. أختك معها الحق والزواج موضوع.. |
|
مصيري وهي أعرف منا بتقرير مصيرها.. |
|
عايدة: إلا إذا كان أخي صادق متضايقاً من بقائي في بيت والدي ويريد تصريفي ولو في ستين داهية.. |
|
صادق: أعوذ بالله يا أختي من تصوراتك.. |
|
مصطفى: أنت في بيتك يا بنتي إذا ما وسعك تسعك قلوبنا.. وعيوننا.. أخوك زي ما نت عارفة يحب المزاح.. |
|
صادق: سامحيني يا أختي.. سامحيني.. |
|
عايدة: سامحتك.. وأستأذن.. |
|
مصطفى: إلى أين..؟ |
|
عايدة: إلى الجمعية النسائية.. |
|
مصطفى: ومتى ستعودين..؟ |
|
عايدة: وقت الغداء.. ولكن لم السؤال يا والدي.. |
|
مصطفى: للتذكير بموعد الحفلة العامة التي سنقيمها اليوم ((لفوزي)).. |
|
صادق: ولأنك ستكونين مسؤولة عن استقبال السيدات المدعوات. فقد خصصنا لهن جناحاً خاصاً.. |
|
عايدة: سنتحدث بالتفصيل في هذا الموضوع على مائدة الغداء.. |
|
مصطفى: حسناً مع السلامة.. |
| * * * |
| (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت برابر يقول): |
|
برابر: ها إن شاء انبسطت في حديقة الحيوانات.. |
|
نارمين: يا سلام يا بابا قديش انبسطت لما شفت القرود والنسانيس.. والفيل يا بابا على زلومته.. |
|
برابر: بس الفيل شفت ما أذاكِ لما ركبت فوق ظهره.. |
|
نارمين: يمكن خاف منك يا بابا.. |
| (ويضحك ((برابر)) ويقول ): |
|
برابر: الفيل حبك لأنك شجاعة ما صرخت زي الأولاد التانيين اللي كانوا يصرخوا لما أهاليهم يحبّوا يركبوهم على الفيل.. |
|
نارمين: لازم بكره يا بابا تعلمني كمان ركوب الخيل.. |
|
برابر: بس أبوكي صياد سمك.. |
|
نارمين: إذن لازم أروح معاك على البحر أساعدك في الصيد.. |
|
برابر: لما تكبري يا روحي وتصيري تقدري تتحملي البحر والموج.. |
|
نارمين: قد كدا البحر مخيف يا بابي.. |
|
برابر: إيوا يا روحي إيوا مو كل واحد يقدر يتحمل اللي يتحملوا الصيادين.. |
|
نارمين: مسكين يا بابا.. أنت تتعب كثير عشان نعيش نحنا.. |
|
برابر: أمَّال الواحد يجيب أولاد ويرميهم في الشارع لازم يعيشهم لحتى يكبروا وبعدين هم يعيشوا آباءهم.. وأنفسهم وأولادهم كمان.. |
|
نارمين: بكره يا بابا أنا أتخرج في الجامعة واشتغل واخليك ترتاح من تعب الصيد وهم الصيد.. |
|
برابر: ربنا يخليكي يا بنتي ولا يحرمني منك.. امتى يا رب يجي اليوم اللي أشوفك فيه لابسة روب الجامعة.. |
|
نارمين: إن شاء الله تعيش يا بابي وتشوفني.. |
|
برابر: يا ما أنت كريم يا رب.. |
| * * * |
| (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت مصطفى يقول): |
|
مصطفى: أختك عايدة ما شاء الله عليها حزرت أسباب زيارة ((فوزي)) و ((فريد)). |
|
صادق: النساء يا والدي - كما تعلم - بطبيعة نفوسهن الدفاقة - أقدر من الرجال على تصور أبعاد الأمور العاطفية واستكناه حقيقتها.. |
|
مصطفى: هذه حقيقة واقعية يا بني.. |
|
صادق: هل تنوي يا والدي زيارة ((سلوى)) أو تدعوها إليك.. |
|
مصطفى: في بيته يؤتى الحكم.. |
|
صادق: صدقت وأنت خير من يكرم الناس.. |
|
مصطفى: كيف رأيت ((فريد)).. |
|
صادق: عادياً يا والدي.. لقد كان متحمساً لصديقه ((فوزي)) ومتلهفاً على أن يكون حفل القِران في أقرب فرصة ممكنة.. |
|
مصطفى: الحق معه لأن ((فوزي)) يعيش في بلد بعيد وليس.. باستطاعته القدوم.. مرة أخرى إلا بعد مدة وخير البر عاجله.. |
|
صادق: أجل خير البر عاجله.. أنا كنت منتظر بعد أن رأيت تحمس فريد أن تكون الخلوة التالية في حديثه تكليف ((فوزي)) بأن ينوب عنه بطلب يد أختي ((عايدة)) .. |
|
مصطفى: وأنا كنت أتوقع ذلك وأخشى ما كنت أخشاه ولكن الله سلم.. |
|
صادق: غريب وعجيب ((فريد)) هذا يا أبي.. كان مجنوناً.. بأختي ((عايدة)) فإذا بي أراه يزهد فيها.. |
|
مصطفى: أتظن ذلك يا بني.. |
|
صادق: ذلك ما تتضافر عليه الأدلة والظواهر.. |
|
مصطفى: اتهام أختك ((عايدة))
((لفريد)) بأنه ملحوس ومهووس.. ترك في نفسه جرحاً لما يندمل بعد.. |
|
صادق: هذا يعني أنه زهد فيها.. |
|
مصطفى: لا.. لا يا صادق.. لا إن ((فريد)) ينتظر اليوم الذي يندمل فيه جرحه ليتقدم بعده يطلب يد أختك.. |
|
صادق: وهل أختي ستنتظر ذلك اليوم ربما جاء من يروقها.. ربما جاء من يروقها فزوجناها له.. |
|
مصطفى: أختك.. في رأيي - ترك ((فوزي)) في قلبها جرحاً لن يندمل بسرعة، وقد يوافق اندمال جرحها وجرح ((فريد)) في وقت واحد وهنا يأتي ما لم يكن في الحسبان.. |
|
صادق: أختي ((عايدة)) وصلت.. |
|
مصطفى: للحديث بقية.. |
| (وتدخل ((عايدة)) وهي تقول): |
|
عايدة: بابا.. إن شاء الله ما أكون تأخرت.. |
|
مصطفى: لقد أتيت في الوقت تماماً كعادتك في التقيد بالمواعيد.. |
|
عايدة: ها.. إيش أخبار ضيوفكم.. |
|
مصطفى: صح الشطر الأول مما كنت تتوقعينه.. |
|
عايدة: لا أذكر.. ما هو يا أبي.. |
|
صادق: أن يكلف ((فوزي)) والدي بأن ينوب عنه بطلب يد ((سلوى)).. |
|
عايدة: وقبلت يا والدي أليس كذلك.. |
|
مصطفى: وهل هنالك مجال للرفض يا بنيتي.. |
|
صادق: أما الشق الثاني من تفسيرك للزيارة فغير وارد.. |
|
عايدة: الحمد لله الآن.. والآن ألا تقومون للغداء فأنا (محرقة) من الجوع.. |
|
مصطفى: كلنا يا بنيتي وسنكمل حديثنا عن برنامج حفلة هذا المساء على المائدة.. |
| * * * |
| (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت ((فريد)) يقول): |
|
فريد: أرأيت ما أنبل وأكرم والد ((صادق))).. |
|
فوزي: الشيء من معدنه لا يستنكر يا ((فريد)).. وأرجو ألا تخلق لنا سلوى أية تعقيدات.. |
|
فريد: مثلاً.. |
|
فوزي: كأن تطلب مثلاً تأخير عقد القران إلى أجل.. |
|
فريد: لكن أنا رتبت الموضوع مع سامي وفهمته وضعك.. والليلة بعد الحفلة أنا رايح أشوف (صادق) لكي يؤكد على والده موضوع.. القران.. |
|
فوزي: ألف شكر يا فريد.. |
|
فريد: ولعلي فهمت من سامي أيضاً أن ((عايدة)) طلبت أن يكون حفل القران في دارهم.. |
|
فوزي: هذا أنا أيضاً سمعته من سامي، ولكن يمكن ((سلوى)) تؤجل القِران لفرصة أخرى.. |
|
فريد: ((سلوى)) فتاة ذكية ومدركة تقدر الأمور حق قدرها وتعرف أنك مرتبط بعمل ولا يمكنك أخذ إجازة إلا في مواعيدها.. |
|
فوزي: إنني معك ولكن.. |
|
فريد: ولكن ماذا..؟ |
|
فوزي: يا ليت ((عايدة)) تتدخل في الأمر.. |
|
فريد: بسيطة يا أخي.. ((صادق)) أخوها سأكلمه وأعتقد أنه سيقنع أخته بالتدخل.. و ((سامي)) سيقنع خالته بعدم التأجيل.. |
|
فوزي: فلننتظر، وما أصعب الانتظار.. |
|
فريد: يا سلام يا ((فوزي)) أمورك كلها تسير بهذه السهولة وتقول حضرتك ما أصعب الانتظار.. |
|
فوزي: عفوك يا صديقي عفوك فصاحب الحاجة أرعن كما يقولون.. |
|
فريد: أنا متأكد يا عزيزي أن ((سلوى)) سوف توافق بدون أي تدخل من ((عايدة)) وأرى أن تباشر في اتخاذ الاجراءات اللازمة نحو عقد القِران.. |
|
فوزي: تقصد بطاقات الدعوة وما يلزم لذلك من اجراءات أخرى.. |
|
فريد: بالطبع يا فوزي.. |
|
فوزي: ولكننا لا نستطيع القيام بطبع البطاقات قبل أن أتفق مع.. ((سلوى)) على اليوم.. |
|
فريد: على كل نؤجل الكلام في الموضوع ونستعد لحفلة اليوم.. المسائية فالوقت يمضي.. |
|
فوزي: حسناً.. حسناً.. |
| (يدق الجرس فيقول فريد): |
|
فريد: هذه دقات ((سامي)) لعلَّ قدومه خير.. |
| (يدخل سامي والموسيقى مصاحبة وهو يقول): |
|
سامي: سلام عليكم.. |
|
الجميع: وعليك السلام.. |
|
سامي: خذ يا أخي هذه برقية مستعجلة وصلتك على عنواني فعجلت بها إليك.. |
| (ويفتح ((فريد)) البرقية ويقرأها ويقول): |
|
فريد: يا إلهي.. غير معقول.. غير معقول.. |
|
|