الحلقة – 13 - |
(يدق جرس التلفون فيمسك ((فريد)) بالسماعة ويقول): |
فريد: هلو.. مرحباً.. ماذا تقول.. بالله عليك أعد ما كنت تقول .. عايدة بجانبك تريد أن تكلمني.. تفضل.. هلو.. هلو يا آنسة.. شكراً.. شكراً.. أنا كنت قلت وسأظل أقول إنك في كل شيء قمة.. أكرر الشكر.. تريدين أن تكلمي ((فوزي)) أيوا موجود تعالى يا فوزي.. صباح الخير.. |
فوزي: صباح الخير يا آنسة وألف شكر على التهنئة وأرجو أن أظل مشمولاً بعطفك أينما كنت وأن أنال شرف خدمتك يوم تشمل سعادتك أحد الناس.. مع السلامة (ثم يتم مهاتفته مع صادق.. جميلك لا أنساه.. وستجدني دائماً وأبداً.. مع السلامة وإلى اللقاء.. |
سامي: يا سلام ما أنبلك يا ((عايدة)) ما أنبلك.. |
فريد: كيف رأيت رحلة خيالي يا فوزي وأنت يا سامي.. |
فوزي: لولا أن المعجزات هي للأنبياء لقلت إن خيالك سما إلى حدّ الإعجاز.. |
سامي: حقاً يا فريد.. ولأول مرة أسلم وأعترف بسمو خيالك وبعد أفقك.. والآن استأذن فلا شك أن خالتي ((سلوى)) بحاجة إليًّ بعد مباركة ((عايدة)) لها.. |
فوزي: وأنا أنتظر على أحر من الجمر تعليمات ((سلوى)).. |
فريد: وتعليماتي أنا أنسيتها..؟! |
فوزي: لا يا فريد فأنت النور الذي كنت أهتدي به.. ما رأيكم |
سامي: في أي شيء..؟ |
فوزي: هذا الرأي معلق على موافقة ((سلوى)). |
فريد: (ضاحكاً) من الآن وقعت تحت الانتداب.. |
فوزي: الانتداب الحلو.. يا حلو.. بكرة تقع تحته وتعرف لذته.. |
فريد: بالنسبة لي لسه بدري.. فأنا قررت ألا أتزوج إلا في اليوم الذي يعثر فيه ((صادق)) على المفقودين.. |
سامي: خيبت ظني يا فريد، كنت أنتظر أن يكون حفل زفافي وزفافك في يوم واحد.. |
فوزي: يا جماعة.. اسمعوا رأيي.. |
سامي: أتفضل.. |
فوزي: أرى أن تذهب ((سلوى)) إلى ((عايدة)) لتشكرها وأن أذهب أنا إلى والد ((عايدة)) أرجوه بأن ينوب عني في طلب يد.. ((سلوى)).. |
فريد: رأي سديد عسى أن توافق عليه ((سلوى)).. |
سامي: أتركو الأمر لي.. سلام عليكم.. |
فوزي وفريد: مع السلامة وإلى اللقاء.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت مصطفى.. يقول..): |
مصطفى: أما قلت لك يا صادق أن أختك ((عايدة)) ستبارك زواج ((سلوى)) من ((فوزي)) وتنسحب بهدوء وكرامة.. |
صادق: نظرتك يا والدي كانت في محلها و((عايدة)) ربنا يخليها لم تخيب الآمال المعقودة عليها.. وبيني وبينك يا أبي.. |
مصطفى: ماذا.. |
صادق: أنا كنت غير مرتاح لزواج أختي ((عايدة)) من ((فوزي)).. فوزي لا شك أنه شاب ممتاز في كل الصفات التي تطلبها الفتاة ولكن.. |
مصطفى: ولكن ماذا.. |
صادق: أنا ضد زواج بناتنا من الأجانب.. يعني كانت ((عايدة)) ستذهب إلى بلاد بعيدة.. وتعيش في وسط لا تعرف عادات أهله وتقاليده.. ويقيني.. |
مصطفى: يقينك ماذا.. |
صادق: أنها ستلعننا واسمح لي بهذه الكلمة لأننا لم نحل دون هذا.. الزواج.. |
مصطفى: صدقت يا بني أهو ربنا قدَّر ولطف وربنا يسعد ((سلوى)) أنت عارف أنا أعزها كما لو كانت واحدة منكم.. |
صادق: ذلك ما كنا نَتَلَمَّسَهُ.. على كل حال ((سلوى)) يا بابا قوية ويمكنها أن تسيطر وتأخذ حقها من فم الأسد ولكن أختي يقتلها الحياء. |
مصطفى: الحمد لله همَّ وانزاح عن صدرنا وخلينا نلتفت للحفلة العامة.. القادمة التي نكون بها قد وفينا ما ((لفوزي)) من دين في عنقنا.. |
صادق: أنسيت يا والدي.. |
مصطفى: ماذا يا بني..؟ |
صادق: لو فكر ((فوزي)) في الزواج من ((سلوى)) قبيل سفره، ألا ترى أنه يجب علينا الاحتفاء به.. |
مصطفى: هذا موضوع حساس يا بني أترك البت إلى ما بعد استشارة أختك.. ((عايدة)) فيه.. |
صادق: فليكن ما تريد يا أبي.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سامي يقول): |
سامي: لا شك أن الموقف كان دقيقاً وحساساً بالنسبة لك يا خالتي حين هاتفتك ((عايدة)) مباركة ومهنئة.. |
سلوى: حقاً يا سامي لقد ارتبكت وتعثرت الكلمات على لساني أول الأمر.. ثم ما لبثت أن تمالكت أعصابي وأجبت بما يجب.. |
سامي: أكنت تنتظرين فعل ما فعلته ((عايدة)).. |
سلوى: لا.. بل على العكس كنت أنتظر أن أرفع الراية فأرفض طلب ((فوزي)) مضحية به في سبيل الإبقاء على صداقة ((عايدة)).. |
سامي: ولكن ((عايدة)) كانت وما تزال قمة في كل شيء كما يقول ((فريد)).. |
سلوى: حقيقة إنها أنبل من عرفت وتضحيتها في سبيل إسعادي جميل لن أنساه ما حييت.. قل لي.. |
سامي: تفضلي.. |
سلوى: لا شك أن ((فريد)) يرقص فرحاً وحبوراً أن سارت الأمور على هذه المسيرة.. |
سامي: فريد.. فرح لا شك بانتهاء الأمر بهذه النهاية السعيدة ولكنه .. |
سلوى: ولكنه ماذا.. |
سامي: متألم لأن تضحية ((عايدة)) سيكون لها رد فعل أليم على صحة ((عايدة)) وهو أكثر الناس علماً بحساسية شعور ((عايدة)). |
سلوى: ولكن تضحية ((عايدة)) فرصة ((لفريد)) لكي يتقدم بطلب يدها (ويضحك سامي ملء شدقيه ويقول..): |
سامي: فريد أقسم ألا يتزوج حتى يعثر صادق على المفقودين.. |
سلوى: غريب أمر فريد هذا وعجيب.. |
سامي: لنترك ((فريد)) في أوهامه ورحلات خياله واسمعي ما أقول.. |
سلوى: هات ما عندك.. |
سامي: عندما هاتفنا ((صادق)) ينبئنا بمباركة ((عايدة)) وتهنئتها لك على فكرة وبين قوسين ((عايدة)) كلمت ((فريد)) وهنأت ((فوزي)) أيضاً. |
سلوى: يا سلام! إنها تحلق في سماوات غير سماواتنا.. أكمل حديثك.. |
سامي: بعد انتهاء المهاتفة اقترح ((فوزي)) اقتراحين علقهما على موافقتك.. |
سلوى: ما هما..؟ |
سامي: الأول أن تذهبي إلى ((عايدة)) وتشكريها.. |
سلوى: والثاني.. |
سامي: أن يذهب هو إلى والد ((عايدة)) يرجوه أن ينوب عنه بطلب يدك.. لأنه في منزلة والدك ووالده أيضاً.. فما رأيك.. |
سلوى: ما رأيك أنت ورأي ((فريد)) ايضاً والاقتراحان لا شك عرضا أمامكما.. |
سامي: كنا موافقين على رأيه.. |
سلوى: في الحقيقة أنا فعلاً اتصلت ((بعايدة)) وقلت لها إني سأزورها إذا لم يكن لديها مانع هذا المساء.. |
سامي: وقد رحبت بالزيارة طبعاً؟! |
سلوى: أجل.. أجل.. أما الاقتراح الثاني فطريقة معالجته اتركها للباقة ((فوزي)).. |
سامي: هل أنقل هذا إلى ((فوزي)). |
سلوى: افعل مشكوراً.. |
سامي: أستأذن.. |
سلوى: مع السلامة.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت ((نارمين)) تقول): |
نارمين: بابا.. بابا.. أين أنت.. |
برابر: أأكل طيورك.. تعالي عندي.. |
نارمين: أنا جيه بس أبوس مامتي وعمتي.. |
برابر: بورك فيك.. |
(يسمع صوت زقزقة عصافير وصياح ديكة ثم نسمع بعدها.. صوت نارمين تقول): |
نارمين: يا سلام يا بابا قديش الطيور صارو حلوين من كثر عنايتك بهم ربنا يخليك.. |
برابر: أنت لازم وقت الفراغ إذا كان عندك فرصة برضه تأكلي.. الدجاج والطيور.. |
نارمين: لازم يا بابا أساعد عمتي المسكينة.. |
برابر: برافو عليك يا شاطرة.. برافو.. قولي لي.. |
نارمين: إيش يا بابا.. |
برابر: المدرسة إجازتها امتى تبتدىء ما قالوا لك.. |
نارمين: إلاَّ.. كمان شهرين.. |
برابر: والامتحانات إذن بعد شهر.. |
نارمين: إيوا يا بابا.. |
برابر: شدي حيلك يا روحي أنا أريدك أن تطلعي الأولى إن شاء الله.. |
نارمين: إن شاء الله يا بابا.. |
برابر: وإذا طلعت الأولى رايح اجبلك الهدية اللي أنت تريديها.. |
نارمين: أنا أريد سلامتك يا بابا وفلوس الهدية خلينا نوفرها عشان نداوي ماما.. |
برابر: حاضر يا روحي حاضر.. إيش رايك.. |
نارمين: في إيش يا بابي.. |
برابر: نروح يوم العطلة الأسبوعي القادم فين.. |
نارمين: زي ما تريد يا بابا.. |
برابر: آخدك على جنينة الحيوانات.. |
(وتصفق بيدها فرحاً وتقول): |
نارمين: ربنا يخليك أنا كنت مشتهية أروحها لأن البنات في المدرسة يقولوا فيها حاجات حلوة.. حلوة.. |
برابر: صحيح.. يا بنتي.. كمان نتغدى في حديقة الأسماك.. |
نارمين: وعمتي ومامتي.. |
برابر: إن شاء الله لما تتعافى مامتك نروح كلنا سوا وعمتك كمان معانا.. |
نارمين: ربنا ما يحرمني منك.. أنا استأذن يا بابا.. |
برابر: على فين يا روح بابي.. |
نارمين: على الدرس.. |
برابر: برافو.. برافو.. ربنا يفتح عليكم.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت.. مصطفى يقول): |
مصطفى: كيف كانت مقابلة أختك ((عايدة)) لسلوى يا صادق.. |
صادق: كانت فوق ما كنت أتصور.. |
مصطفى: كيف..؟! |
صادق: لم يظهر شيء على وجه أختي ((عايدة)) أبداً، كانت طبيعية.. قابلت ((سلوى)) وكأن شيئاً لم يحدث بينهما.. |
مصطفى: وسلوى.. |
صادق: أما ((سلوى)) فكانت تتبعثر الكلمات على لسانها ويبدو الاستغراب والخجل عليها ولم تترك في قاموس الاعتذار كلمة إلا.. أوردتها.. |
مصطفى: و((عايدة)) كانت ترد رد الحكيم المطمئن.. |
صادق: وأكثر من ذلك.. |
مصطفى: ماذا.. |
صادق: سمعتها تطلب من ((سلوى)) بأن يكون حفل القِران في دارك.. يا أبي.. |
مصطفى: لقد أحسنت صنعاً بذلك ((سلوى)) يتيمة الأبوين وأنا.. كما تعرف كنت وما زلت أتولى العناية بها.. |
صادق: وسمعت ((سلوى)) تشكرها وتقول إن خالها ربما طلب ذلك ولكن ((عايدة)) أصرت على طلبها.. |
مصطفى: وماذا كان رد الفعل… |
صادق: قبلت وكلها ألسنة شكر وحمد وثناء.. |
مصطفى: إذن فقد صح ما قلته لك من أننا سنقيم حفلاً آخر غير حفلة الغد.. |
صادق: ربنا يخليك يا بابا ويعمر ديارك.. |
(يدق جرس التلفون فيمسك صادق بالسماعة ويقول): |
صادق: مين.. فوزي.. أهلاً تريد تكلم والدي.. هوه موجود تفضل.. |
(ويأخذ السماعة مصطفى ويقول): |
مصطفى:هلو.. فوزي.. مرحبا يا ولدي.. ماذا تقول.. أهلاً وسهلاً.. أنت وفريد.. |
|