الحلقة – 12 - |
فريد: إذن ما الرأي يا سامي..؟ |
سامي: الرأي والقرار عند ((عايدة)).. |
فريد: مستحيل. من يجرؤ على مفاتحة ((عايدة)) في موضوع حساس كهذا.. |
سامي: لازم ناس من أقاربها.. |
فريد: مثلاً.. |
سامي: صادق مثلاً.. |
فريد: يا سلام صادق ولا أحد غير صادق.. إن جرأته كفيلة بحل هذا الموضوع.. |
سامي: إذن أتركك لترتيب أمورك مع صادق.. |
فريد: إنني على موعد معه.. وقد يأتي وأنت هنا.. |
سامي: إذن فلأذهب قبل مجيئه.. |
فريد: حسناً.. ولكن لا تنسى من جهتك تمهيد الأمر مع ((سلوى)).. |
سامي: كن مطمئناً من هذه الناحية.. |
فريد: ألف شكر يا سامي وإلى اللقاء.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت (برابر) يقول): |
برابر: نارمين.. نارمين.. تعالي يا روحي.. تعالي.. |
نارمين: نعم يا بابا.. |
برابر: كيف وجدت المدرسة..؟ |
نارمين: حلوة وجميلة.. |
برابر: والمدرِّسة.. |
نارمين: طيبة يا بابا.. |
برابر: والبنات اللي معاك طيبين زيك.. |
نارمين: المدرِّسة مع البنات يحبوني يا بابا والمديرة وزعت علينا علب الحلوى ووجبة غداء.. |
برابر: إذن أنت مش رايحة تتغدي معايا ولا مع عمتك.. |
نارمين: لا أنا رايحة أغدِّي عمتي بدِّي أريح عمتي المسكينة شوية عَمَّال تتعب كثير.. |
برابر: برافو عليك.. أنت بنت شاطرة.. وأنا في العصر رايح اشتري لك ملابس.. |
نارمين: ليش يا بابا المدرسة أعطت لَنَا زَيَّ المدرسة (اليونيفورم) وبلاش تضيع الفلوس خلينا نجمعها حتى نداوي ماما.. |
برابر: حاضر يا عيون ماما وبابا.. حاضر.. أنا عَمَّال أجمع فلوس حتى نداوي مامتك.. |
نارمين: ربنا يعطيك يا بابا.. وأنا كمان رايحة أوفر في الحصَّالة من مصروفي كمان عشان ماما.. |
برابر: تعالي أبوسك.. تعالي.. |
(وتسمعه يقبلها ثم تسمعه يبكي فتقول له نارمين): |
نارمين: تبكي ليش يا بابا.. |
برابر: أبكي.. من فرحتي ببكي.. |
نارمين: وهوه الفرح يبكي.. |
برابر: زيادة الفرح تبكي يا بنتي.. |
نارمين: طيب بلاش تفرح كثير حتى لا تبكي.. |
برابر: حاضر يا روحي حاضر.. أنا رايح على السوق.. |
نارمين: مع السلامة يا أبي.. مع السلامة.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت فريد يقول): |
فريد: يا مرحبا صادق يا مرحبا.. |
صادق: شكراً يا فريد: شكراً.. |
فريد: لا أدري بأي لسان أشكرك أنا وفوزي على ما تغمرنا من عطف وعناية.. |
صادق: ذلك بعض الواجب يا فريد ولا سيما نحو ((فوزي)) على فكرة.. أين هو.. |
فريد: في زيارة لبعض أصدقائه في سفارة بلاده الذين أصروا على أخذه في جولة للتفرج على معالم البلد.. |
صادق: شكراً لهم لقد قاموا بما كان علينا أن نقوم به.. |
فريد: على كل حال إنك تفعل الكثير من أجل ((فوزي)).. |
صادق: عسى أنه كان مسروراً من حفل العشاء.. |
فريد: كل السرور يا عزيزي.. |
صادق: وقد رأيته منسجماً مع ((سلوى))، أتراها بداية لنهاية سعيدة.. |
فريد: أتظن ذلك..؟ |
صادق: الظواهر تشير إلى ذلك.. وأنت أعرف مني لعلاقتك القوية ((بفوزي)).. |
فريد: ربما في الجو غيم.. |
صادق: ثم ينهمر المطر أليس كذلك.. |
فريد: لا أدري يا صادق.. ربما أختك ((عايدة)) تعرف أكثر الكل.. |
صادق: وما دخل أختي في كل ذلك.. |
فريد: الأصابع كلها كانت تشير إلى احتمال تقدم ((فوزي)) بطلب يد أختك 66عايدة)) ولكن حفل العشاء غير اتجاه الأصابع.. |
صادق: أتعني إلى ((سلوى)).. |
فريد: ذلك ما كان يتهامس به الناس في الحفل وبعده.. |
صادق: كل شيء قسمة ونصيب.. |
فريد: هذا صحيح. ولكن الناس تريد أن تعرف موقف ((عايدة)) من صديقتها ((سلوى)) بعد أن مالت كفة ((فوزي)) نحوها.. |
صادق: ولكن علاقة أختي ((بفوزي)) لم تصل إلى حد التفكير في الزواج وإنما كانت من قبيل الاعتراف بما ((لفوزي)) من جميل علينا إبان محنتنا.. |
فريد: إذا كان حقاً ما تقول، فهل تبارك أختك ((عايدة)) زواج فوزي من سلوى إذا ما أصبح الكلام عنه حقيقة.. |
صادق: أتعني أن ((فوزي)) يريد أن يتقدم لطلب يد ((سلوى)).. |
فريد: و ((سلوى)) لن تقبل زواجاً لا تباركه صديقتها ((عايدة)). |
صادق: إذا كان ((فوزي)) راغباً في الزواج من ((سلوى)) فأنا على يقين أن أختي ((عايدة)) ستباركه.. |
فريد: أهو وعد منك تقطعه على ((عايدة)).. |
صادق: وأنا جد واثق أن ((عايدة)) ستتصل ((بسلوى)) مهنئة مباركة وبك لتؤكد لك هذا القول.. |
فريد: لساني عاجز عن الشكر.. سيطير ((فوزي)) من الفرح.. |
صادق: والعقبى عندك يا فريد.. |
فريد: سأتزوج يوم تعود إليك زوجتك وابنتك.. |
صادق: ألم تصل رحلة خيالك بعد إلى ذلك اليوم.. |
فريد: الرحلة طويلة والصبر جميل يا صديقي.. |
صادق: سأصبرحتى يعلم الصبر أنني.. صبرت على شيء أمرَّ من الصبر.. |
(ثم يبكي فيقول له فريد..). |
فريد: آسف يا صادق أني نكأت جراحك وبعثت بآلامك وأحزانك من مرقدها.. |
صادق: لا يا عزيزي إن آلامي وأحزاني تطالعني كل يوم وتزاملني في غدوي ورواحي ونهاري وليلى.. لئن كنت تراني أضحك وأمزح وقد أغني في بعض الأحيان فما أنا إلا كالطير يرقص مذبوحاً من الألم.. |
فريد: أنا لا أمنعك من البكاء ففيه تفريج للكروب والأحزان، على أني أقول بل وأؤكد لك يا صديقي أن رحلة خيالي ستصل إلى الحقيقة التي ستفرحك وتفرحني بإذن الله.. |
صادق: يا رب.. يا رب.. إلى اللقاء يا عزيزي.. |
فريد: إلى اللقاء.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت (برابر) يقول): |
برابر: يا سلام قديش الفستان حلو عليك يا روحي.. |
نارمين: ربنا يخليك ليّه يا أبي يا حبيبي يا بابي.. |
برابر: ويخليك ليّه يا عيون بابي ويا روح بابي.. |
نارمين: أنا رايحة ألبس الفستان في الحفلة اللي رايحة المدرسة تسويها.. للطالبات.. المتفوقات.. |
برابر: وأنت واحدة منهم.. أليس كذلك.. |
نارمين: ايوا يا بابا أنا أخذت أحسن علامة تقريباً بين بنات صفي.. |
برابر: برافو عليك برافو.. ربنا يحفظك ويسلمك.. |
نارمين: ولازم تحضر يا بابا الحفلة.. |
برابر: وكيف ما أحضرها.. شوفي أنا كمان اشتريت لحالي بدلة عشان ألبسها يوم الحفلة.. |
نارمين: أشوف يا بابي.. أشوف.. |
برابر: خذي.. شوفي.. إيش رأيك.. |
نارمين: جنان يا بابا.. جنان.. |
برابر: يا الله أظن صار موعد العشاء.. هيا نتعشى.. هيَّا.. |
نارمين: وعمتي فين.. |
برابر: تعشي مامتك وتلحقنا.. |
نارمين: ما نستناها يا بابي.. |
برابر: زي ما تريدي.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت فريد يقول): |
فريد: الأمور والحمد لله تسير حسب الخطة المرسومة.. |
فوزي: خطة إيش ومرسومة إيش أراك تتكلم بلغة الدبلوماسيين.. |
فريد: أخاطبك باللغة التي تفهمها.. ألست منهم.. |
فوزي: ولكن موضوعي يحتاج إلى البساطة والتوضيح لا الأحاجي والألغاز.. |
فريد: لا أريد أن أعيد ما قلته لك من قبل والصبر طيب.. |
فوزي: ولكن صاحب الحاجة أرعن كما يقولون.. |
فريد: إلا في المسائل المصيرية.. والزواج في قمتها.. أليس كذلك.. |
فوزي: أجل يا فريد أجل ولكن إجازتي على وشك الانتهاء.. |
فريد: إذا ما انتهينا قبل انتهاء إجازتك فالمراسلات بيننا وما دمت تريد ((سلوى)) وهي تريدك فالانتظار مطلوب… |
فوزي: أخشى أن تركب ((عايدة)) رأسها.. |
فريد: كل شيء جائز.. ولماذا لا تركب ((سلوى)) رأسها وتقبل رغم الصداقة التي بينها وبين ((عايدة)).. |
فوزي: كل شيء ممكن يا صديقي.. ولكن.. |
فريد: ولكن ماذا.. |
فوزي: ألا ترى أن نقابل ((سامي)) لنرى هل من جديد عنده.. عن ((سلوى)).. |
فريد: أنا بانتظار ((سامي)) قبل مجيئك، ولا بد أنه تأخر لعذر قاهر.. |
فوزي: اللَّهم اجعله خيراً.. |
(يدق الجرس فيقول فريد): |
فريد: يدخل سامي والموسيقى مصاحبة وهو يقول..: |
سامي: سلام عليكم.. |
فوزي وفريد: وعليك السلام.. |
فريد: تأخرك شغل بالي.. |
سامي: أخذني الحديث مع خالتي ((سلوى)) فنسيت الموعد.. |
فوزي: لا بد أنه حديث ذو شجون ولا سيما وخالتك واسعة الأفق والاطلاع.. تحب الجدل والحوار ولا تعدم الحجج.. والبراهين.. |
سامي: يظهر أنها أفحمتك في حديثك الطويل معها ليلة العشاء.. |
فوزي: أجل يا سامي أجل! لقد بهرتني معلوماتها الواسعة وسرعة بديهيتها.. ودفعها الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق حتى إنني رفعت الراية البيضاء أخيراً.. |
فريد: (ضاحكاً) وما تزال رافعاً الراية البيضاء، أليس كذلك يا سامي.. |
سامي: ولكنا لا ندري هل استسلم طائعاً مختاراً.. أو مكرهاً مقهوراً.. |
فوزي: بل كان الاستسلام المحبوب.. |
فريد: قل لي يا سامي.. |
سامي: تفضل.. |
فريد: هل من جديد.. |
سامي: لا جديد تحت الشمس ونحن بانتظار ما تسفر عنه جهود (صادق) الصادقة.. |
فريد: أراك تقول ونحن.. |
سامي: نعم ونحن اقصد ((سلوى)) وأنا معها.. |
فوزي: هل لي أن أسأل يا سامي.. |
سامي: تفضل.. |
فوزي: أيمكن أن أفهم من كلامك أن الآنسة ((سلوى)) ليس لديها مانع من القبول في حال مباركة ((عايدة)) لها.. |
سامي: بكل تأكيد.. |
فريد: لقد رتب سامي الأمور مع خالته وأفهمها كل ما عرفه مني عنك.. |
فوزي: شكراً له ولك.. |
|