الحلقة – 11 - |
فوزي: رحلات خيالك يا صديقي في بعض الأحايين تقذف بالواحد إلى حافة اليأس.. |
فريد: ولكن خيالي يحاول أن يلم بجوانب الموضوع كلَّه حتى تأتي الصورة واضحة.. |
فوزي: ولكني أراها قاتمة تلك الصورة التي صورها خيالك اليوم.. |
فريد: بدري يا عزيزي بدري.. لقد طرقت الباب أمس وتريد أن يفتح لك حالاً.. يلوح لي أنها أول مغامرة تقوم بها.. |
فوزي: ربما.. وعلى كل حال فما الرأي.. |
فريد: أترك لي حرية التصرف.. |
فوزي: يا سيدي أنت مطلق التصرف.. |
فريد: مع الرجاء.. |
فوزي: أي رجاء.. |
فريد: أن تترفق بعواطف ((عايدة)) نحوك فإنها حساسة جداً وأي صدمة ستكون بالنسبة لها كارثة.. |
فوزي: إذا كان الموضوع بهذا الشكل فأنا أفضل أن أرحل عقب الحفلة التي ينوون القيام بها تكريماً لي.. |
فريد: لن يبلغ الأمر إلى هذا الحد يا عزيزي، وما قلته هو من قبيل لفت النظر إلى موضوع لديك كل اللَّباقة لمعالجته.. |
فوزي: وسأعمل بكل جهدي على تحقيق أحلامك.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت سامي يقول): |
سامي: تبدين يا خالتي غير طبيعية اليوم.. فما الذي تشكين منه.. |
سلوى: لا شيء يا سامي وإنني لا أحس بأي شيء غير عادي في حياتي.. |
سامي: وهذا الوجوم الذي يرين على محياك ما تعودته من قبل في وجهك المتفتح بشراً وحبوراً.. |
سلوى: قد يكون آثار إرهاق أو لفحة برد.. |
سامي: أو مثلاً يا خالتي.. |
سلوى: مثلاً ماذا يا سامي.. في نفسك شيء أفصح عنه.. |
سامي: لا.. ولكن.. |
سلوى: ولكن ماذا.. |
سامي: ألم تلاحظي شيئاً ما في حفلة العشاء البارحة.. |
سلوى: لا.. لا لم ألاحظ شيئاً ما يستحق ملاحظة خاصة.. |
سامي: أبداً.. أبداً.. |
سلوى: أبداً.. أبداً.. |
سلوى: لعلَّك كنت مشغولة بنفسك أو لا تحبين أن تعلقي على حفلة أمس.. |
سلوى: وماذا يمنعني من ذلك.. |
سامي: لأن صديقتك الحميمة ((عايدة)) قد سلطت الأضواء على نفسها بما كانت تبديه من عناية خاصة ((بفوزي)).. |
سلوى: و ((فوزي)) كان يبادلها نفس العناية والشعور أليس كذلك.. |
سامي: (قفشتك) يا خالتي سلوى.. وتقولين أنك لم تلاحظي شيئاً.. |
سلوى: وأصر على قولي ذلك، لأن معاملة ((عايدة)) و ((فوزي)) أمر منتظر ومعروف عند العالمين ببواطن ((عايدة)).. |
سامي: ولكن.. |
سلوى: ولكن ماذا.. |
سامي: هل حصر ((فوزي)) كل اهتمامه وعنايته ((بعايدة)) وحدها أو أنه أشرك غيرها.. معها بشكل أثار بعض الهمسات.. |
سلوى: إذا كنت تقصدني فآداب المجاملة تقتضي ((فوزي)) أن يفعل ما فعل، ولا شك أن جمال ((عايدة)) يثير الهمسات والآهات.. |
سامي: ولكن الهمسات لاحظت أنَّ ((فوزي)) كان منحازاً نحوك بشكل ظهرت آثاره على محيا ((عايدة)) في آخر الحفل وأرادت مداراته بالحديث مع ((فريد)) تارة ومعي تارة أخرى.. |
سلوى: ربما انصراف ((فوزي)) للحديث معي أكثر من ((عايدة)) لأني دخلت معه في موضوع اجتماعي متشعب الجوانب.. وأثار جدلاً كثيراً.. |
سامي: والهمسات تقول.. |
سلوى: تقول ماذا.. |
سامي: هالة من الإعجاب المتبادل كانت تغلفكما.. |
سلوى: لا أكتمك يا سامي إني معجبة ((بفوزي)) وأني أغبط ((عايدة)). فقد وجدت الشخص المناسب.. أخيراً.. |
سامي: لا أدري يا خالتي.. ((عايدة)) التي وجدت الشخص المناسب أم غيرها.. التي وجدته.. |
سلوى: ماذا تعني.. هل من المعقول أن أزاحم صديقة عمر (العمر) على من تحب.. |
سامي: من يدري يا خالتي فالجو أراه مليئاً بالمفاجآت.. أستأذن.. وللحديث بقية.. |
سلوى: لم لا تتغدى معي.. |
سامي: سأتغدى مع فريد.. |
سلوى: و ((فوزي)) طبعاً.. |
سامي: لا ((فوزي)) مدعو على الغداء عند سفير بلاده.. |
سلوى: مع السلامة وإلى اللقاء.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت مصطفى يقول): |
مصطفى: ما هي تعليقاتك يا ولدي يا صادق على حفل عشاء البارحة.. |
صادق: لا أستطيع أن أمدح لأني صاحب العشاء، ولكن المسموعات هي الاستحسان.. |
مصطفى: وما هي ملاحظاتك الأخرى.. |
صادق: تقصد المدعوين يا أبي.. |
مصطفى: أجل وعلى رأسهم ((فوزي)) الضيف و ((فريد)) و ((سلوى)) و ((سامي)) والبقية.. |
صادق: وعايدة يا والدي وهي بيت القصيد.. |
مصطفى: كأنك تقرأ ما يجول بخاطري يا بني.. |
صادق: يلوح لي مع الأسف الشديد أن ((عايدة)) ستتعرض لصدمة عاطفية قاسية.. |
مصطفى: أفصح يا بني.. |
صادق: ليس هنالك ما يدعو للإفصاح ولا بد أنك لاحظته كما لاحظه الكثيرون.. |
مصطفى: تقصد اندفاع ((فوزي)) نحو ((سلوى)).. |
صادق: أجل يا أبي أجل.. |
مصطفى: ما في شك أنا لاحظته شأني شأن الآخرين في الملاحظة ولكن ما في القلب في القلب.. |
صادق: مسكينة أختي ((عايدة)) إنني أخشى عليها من الصدمة.. |
مصطفى: ولكن أعصاب أختك كانت كما تبين لي قوية.. |
صادق: كيف يا أبي كيف.. |
مصطفى: ذلك أنها عندما أدركت بحاستها السادسة انحياز ((فوزي)).. وتهافته على ((سلوى)) ضغطت على أعصابها وشغلت نفسها بالحديث مع فريد مرة وسامي مرة أخرى.. |
صادق: هذا صحيح يا أبي، ولكنه كما أرى السكون الذي يسبق العاصفة.. |
مصطفى: أتظن أن صراعاً سيشرع بين ((سلوى)) و((عايدة)) على ((فوزي)). |
صادق: هذا ما أكاد أجزم به.. |
مصطفى: ولكني من غير رأيك يا بني.. |
صادق: كيف.. |
مصطفى: أختك تتمتع والحمد لله بعقلية واسعة ومرنة وأعصاب فولاذية فإذا رأت أن الجو في غير صالحها ستنسحب بهدوء.. |
صادق: هذا إذا لم يكن حب ((فوزي)) متمكناً منها.. أما إذا كان مستوراً كالبركان والويل لمن يقف في سبيل البركان.. |
مصطفى: إنك تضخم الأمور وتلبسها لباساً فضفاضاً.. |
صادق: اسأل مجرب يا بابا ولا تسأل طبيب.. |
مصطفى: أنسيت يا بني الصداقة القوية بين أختك عايدة و ((سلوى)). |
صادق: لا يا أبي.. |
مصطفى: هذه الصداقة ستفرض على إحداهما أن تضحي بحبها في سبيل إسعاد الأخرى.. ثم.. |
صادق: ثم ماذا.. |
مصطفى: نحن عرفنا مبلغ تعلق أختك ((عايدة))
((بفوزي)) ولكننا لما نعرف بعد تعلق ((سلوى)) به.. |
صادق: المكتوب من عنوانه كما يقول المثل.. |
مصطفى: كيف.. |
صادق: سلوى يا أبي داهية وانتهازية.. و((فوزي)) بالنسبة لها طلبة العمر.. |
مصطفى: كلام سليم وبعد.. |
صادق: وطلبة العمر هذه متأكدة ((سلوى)) أنه يحبها فليس من المعقول أن تضحي بهذا الصيد إلى غيرها ولا سيما وإن هذا الغير ليس إلا ((عايدة)) يا أبي.. |
مصطفى: تعليل معقول.. معقول.. |
صادق: وعلى أختي ((عايدة)) أن تختار إما أن تندفع في صراع مرير مع صديقة العمر أو ترضى بالهزيمة وتنسحب بانتظام - وكأن شيئاً لم يكن.. |
مصطفى: وعلينا أن نشجع ((عايدة)) بطريق غير مباشرة على الانسحاب.. بانتظام والتسليم بالأمر الواقع.. |
صادق: نعم الرأي يا أبي وأرى أن يسعى كل منا من جهته بشكل لا تشعر معه ((عايدة)) أنه أمر مبيت.. |
مصطفى: وهو كذلك.. |
صادق: أنا استأذن يا أبي فلدي ارتباطان أحدهما مع ((سامي)) والآخر مع ((فريد)). |
مصطفى: على ذكر ((فريد)) حبذا لو جسيت النبض وعرفت منه شيئاً عن نوايا ((فوزي)).. |
صادق: سأفعل يا أبي.. |
مصطفى: في أمان الله وحفظه.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى هادثة نسمع بعدها صوت ((فريد)) يقول): |
فريد: وجود فوزي شغلك بعض الشيء عن متابعة دراساتك يا سامي.. |
سامي: إلى حد ما والمثل يقول: |
فريد: ماذا يقول.. |
سامي: من أجل عين تكرم مرج عيون.. |
فريد: شكراً يا عزيزي.. قل لي يا سامي.. |
سامي: تفضل يا أخي.. |
فريد: ما رأيك في ((فوزي)). |
سامي: نعم الشاب… ولكن لم هذا السؤال.. |
فريد: سأقول لك.. |
سامي: قل لا عليك.. |
فريد: يا عزيزي كما تعرف ليس بيننا أي شيء (مخبَّى) أو مكتوم.. |
سامي: صح. |
فريد: وسؤالي رأيك في ((فوزي)) لأنه يرغب في أن يتقدم بطلب يد خالتك ((سلوى)) إذا لم يكن لديها مانع.. |
سامي: ولكني فيما أعلم أن ((عايدة)) تميل إليه.. |
فريد: لعلَّه ميل من جهة واحدة يا سامي.. |
سامي: حسناً ما رأيك أنت في ((فوزي)) كصديق للطرفين.. |
فريد: إنه شاب على خلق ودين واستقامة ومن عائلة إسلامية كريمة، كما أنه على درجة عالية من الثقافة وحالته المادية جيدة، بالإضافة إلى أنه حالياً موظف في سفارة بلادنا هناك.. |
سامي: تقصد في البلد الذي جرى فيه الحادث ((لصادق)). |
فريد: أجل.. أجل.. |
سامي: أنا شخصياً اقرب الناس إلى ((سلوى)) أرحب بمصاهرة ((فوزي)) ولكن.. |
فريد: ولكن ماذا..؟ |
سامي: أخشى أن تتردد ((سلوى)) في القبول لعلاقة الصداقة الوطيدة بينهما.. |
فريد: ولكن ((عايدة)) وهي الفتاة العاقلة قد أدركت من سهرة حفل العشاء التي أقامها والدها ((لفوزي)) ومما ترشح لها من مصادرها الخاصة أن ((فوزي)) لا يبادلها نفس الشعور.. |
سامي: هذا الشيء أدركه كثيرون غير ((عايدة)) فهل ترضى بالهزيمة أو تعلن النضال.. ثم.. |
فريد: ثم ماذا..؟ |
سامي: أنا وإن كنت في حديث عابر مع خالتي ((سلوى)) أدركت يا فريد أنها معجبة ((بفوزي)) ولكني أعتقد أن إعجابها قد لا يمتد إلى قبول الزواج من ((فوزي)) وهي تعلم مقدار حب صديقة العمر ((عايدة)) له.. |
|