الحلقة - 10 - |
سلوى: إيه هو اللي مش معقول يا عايدة.. |
عايدة: وصول فريد وفوزي فجأة.. |
سلوى: أجادة فيما تقولين.. فريد وفوزي يصلان قبل الموعد المقرر.. لوصولهما. أترى أخاك يهزل أو يمزح.. |
عايدة: خذي كلميه.. |
(وتأخذ سلوى السماعة من يد عايدة وتقول): |
سلوى: مرحباً صادق.. أنت تضحك علينا ولا إيش.. طيب كيف وصلوا.. باخرتهم لم ترسو بأحد المواني بسبب العواصف.. خذي يا عايدة.. |
عايدة: طيب فوزي فين نَزَّلتوه.. تقول إيه.. نازل في بيت فريد.. يعني البرنامج تغير.. طيب تقدر تجينا حالاً.. حسناً بانتظارك.. |
سلوى: يظهر إنّو باخرتهم ما قدرت ترسي بأحد المواني التي كان مقرر أنها أن ترسو به فتغير موعد وصولها.. وعلى كل حال الحمد لله على سلامتهم.. |
عايدة: صحيح.. الحمد لله على سلامتهم بس من الصعب إنو فريد يخلي.. ((فوزي)) ينزل في الفندق وبيته زي ما أنت عارفه واسع وفيه كل إمكانات الراحة.. |
(يدخل والد عايدة وهو يقول والموسيقى مصاحبة). |
مصطفى: أنسوكم فوزي وفريد.. |
سلوى: أنسنا بوجودك يا عمي.. |
عايدة: أنس الله بحياتك يا والدي.. |
مصطفى: وكانت مفاجأة لي عندما هاتفني (فريد) يخبرني بوصوله مع ((فوزي)) قبل الموعد السابق بيومين.. |
عايدة: لأنهم لم يمروا بأحد المواني المحددة في طريقهم بسبب العواصف.. |
مصطفى: إيش أنتو عندكم الخبر.. |
سلوى: ايوا يا عمي ((صادق)) كلمنا بالتليفون واحنا منتظرين قدومه.. |
مصطفى: أظنه سيتأخر قليلاً.. |
عايدة: لماذا يا أبي.. |
مصطفى: لأن موعد الحفلة التي كنا سنقيمها على شرف ((فوزي)) و ((فريد)) في الفندق تغير فلازم عمل ترتيب جديد وموعد جديد وتغيير في بطاقات الدعوة.. |
سلوى: عملوا لنا شغلانه.. وتعب زيادة.. |
مصطفى: كله يهون في سبيل تكريم فوزي يا بنتي ((سلوى)). |
سلوى: ربنا يطول في عمرك.. |
عايدة: وبقية مواد البرنامج بالطبع سيطرأ عليها بالتبعية بعض التغييرات.. |
مصطفى: أهم مادة في البرنامج كانت الحفلة.. أما بقية البرنامج فتعديلها بسيط.. |
سلوى: ومسألة نزول ((فوزي)) في دار فريد اعتبرت أمراً واقعاً يا عمي.. |
مصطفى: بالطبع يا بنتي ولا سيما وعلاقة ((فريد)) بفوزي كما تعرفين.. |
سلوى: أنا استأذن يا عمي.. |
مصطفى: لا.. لا.. لازم تتغدى معنا.. صادق.. سيأتي عما قريب وسنتدارس معه الترتيبات والتعديلات الطارئة.. |
عايدة: اسمعي كلام بابا يا سلوى.. |
سلوى: أمرك يا عمي.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ((فوزي))): |
فوزي: يظهر العم مصطفى عامل لنا برنامج طويل وعريض يا ليتك يا فريد لم تخبره بموعد وصولنا.. |
فريد: واجبك كبير يا ((فوزي)) ومعزتك عند العم ((مصطفى)) وولده ((صادق)) فوق الوصف والبيان.. |
فوزي: لكن ما قمت به نحوهم في محنتهم كان بدافع إنساني وأخوي.. |
فريد: بدافع إنساني وأخوي.. المهم كنت لهم ملاك رحمة في ظلمة الحادث الفظيع.. |
فوزي: أنا في قرارة نفسي غير مرتاح لبرنامج التكريم.. |
فريد: لماذا.. |
فوزي: أتدري لماذا لأن التكريم كان يجب أن يكون لك وليس لي فأنت الذي أعليت شأن دينك ورفعت اسم بلدك عالياً.. |
فريد: ولكن تكريم بعض مواطنين لك هو تكريم لي.. ثم إن الحفل الذي سيقيمونه إنما هو وفاء لبعض واجبك عليهم.. |
فوزي: على كل حال، جزاهم الله عما يقومون به نحوي خير الجزاء.. قل لي يا فريد.. |
فريد: تفضل.. |
فوزي: ألا سبيل إلى التحلل من بعض ما جاء في البرنامج.. فهو كما ترى مزدحم كأنما عمل لشخصية كبيرة لا لإنسان بسيط مثلي.. |
فريد: لقد قلت لك إن موضوع التكريم إنما هو سداد لبعض معروف أسديته.. أما التحلل من بعض مواد البرنامج فسأسعى مع صادق وسامي لإلغائها.. |
فوزي: على فكرة يا فريد.. أنا معجب بسامي.. لقد كنت أستكبر ما كنت.. تقوله لي عنه، فلما رأيته ((صفَّرَ الخبرَ الخُبْرُ)).. |
فريد: يا سلام يا ((فوزي)) أراك بدأت تستشهد بالشعر.. |
فوزي: هي العدوى وقد جاءتني منك.. |
فريد: ستشفى منها عندما تعود إلى موطن عملك.. |
فوزي: من يدري فقد لا أشفى منها.. |
فريد: إذن فارحل واسكن معي.. |
فوزي: وعملي.. |
فريد: يمكنني مساعدتك مادياً على القيام بمشروع تجاري ولا سيما مجال العمل واسع في بلادي.. |
فوزي: ولكني مسرور بعملي وناجح فيه كما تعلم والحمد لله.. |
فريد: كما تشاء يا فوزي.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت سامي يقول): |
سامي: أنا مخجول منك يا صادق.. |
صادق: على إيش يا سامي.. |
سامي: على أنني تاركك وحدك في الميدان وأنا.. |
صادق: وأنت تناضل في ميدان الدراسة وهو أهم.. |
سامي: كان يجب أن أعتذر عن عضوية لجنة الاحتفال بسبب دراستي.. |
صادق: أفكارك النيرة يا سامي تكفيني عن قيامك بالأعمال الجسمانية وأنا.. عندي فراغ كبير أقطعه في مثل هذه الأعمال.. |
سامي: شكراً على اختراعك الأعذار عني.. |
صادق: لا أعذار ولا يحزنون أنا قلت الحقيقة.. أفكارك التي تزودني بها بين الحين والآخر أفيد لي من مشاركتك الجسدية.. |
سامي: شكراً.. قل لي.. |
صادق: تفضل.. |
سامي: هل دعوتم الإذاعة والتلفزيون للاشتراك في حفل التكريم.. |
صادق: (يضرب كفاً على كف ويقول) لا.. أما قلت لك يا سامي إن آراءك خير لي من أي جهد جسماني تقوم به.. لقد نسيت ولكني سأفعل شكراً.. سأدعوهم.. |
سامي: حسناً بالطبع اتفقتم مع أحد المصورين لأخذ صور تذكارية للحفل.. |
صادق: وهذه فاتتني يا صادق.. وسأتداركها.. فكر كمان يا سامي.. |
سامي: بالطبع لديك قائمة بجميع ماهيَّات الحفل.. |
صادق: أجل.. أجل.. |
سامي: أطلعني عليها.. |
صادق: تفضل.. خذها.. |
سامي: هل تسمح لي بمراجعتها.. |
صادق: خذ حريتك.. بينما أمتع ناظري بمكتبتك العامرة.. |
سامي: إنها مكتبة بسيطة.. تفضل.. |
صادق: إنها في منتهى التنسيق والأناقة.. |
(وينتهي سامي من قراءة القائمة ثم يقول): |
سامي: القائمة محتوية على كل المطلوب.. الله يعطيك العافية.. |
صادق: الله يعافيك.. طيب أنا استأذن.. |
سامي: مع السلامة وإلى اللقاء.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت فريد يقول): |
فريد: ما لي أراك ساهماً واجماً يا فوزي… أتشكو من شيء يا عزيزي.. |
فوزي: لا… ولكن.. |
فريد: ولكن ماذا.. |
فوزي: لا أدري ماذا أقول يا صديقي.. إنني أشعر بأحاسيس غريبة بعد العشاء العائلي الذي دعانا إليه العم مصطفى في داره.. |
فريد: ماذا تقصد.. |
فوزي: لا أدري يا فريد.. دعني فقد يكون ما أحسّ به حالة طارئة ستزول.. |
فريد: ولكني صديقك بل وأخوك ويجب أن تفتح لي صدرك.. هل أزعجك شيء في حفلة البارحة..؟! |
فوزي: وأي إزعاج.. |
فريد: (ويعتدل فريد في جلسته ويقول) إزعاج! ما الذي أزعجك يا صديقي وقد كنت موضع رعاية الجميع وعنايتهم.. |
فوزي: (ويضحك فوزي ويقول..) أزعجتني سلوى.. |
فريد: سلوى خالة سامي.. |
فوزي: أجل يا فريد.. أجل.. |
فريد: ماذا قالت لك.. ماذا فعلت معك حتى أكلم سامي ليعاتبها.. |
فوزي: (ممعناً في ضحكه) يقولون عنك إنك واسع الخيال.. وإن خيالك دائماً في رحلة ولكن.. |
فريد: ولكن ماذا.. |
فوزي: رحلة خيالك هذه المرة محدودة الأفق.. |
فريد: (ويضرب على جبينه ويقول): صدقت خيالي بدأ ينضب وتفكيري أخذ يتبلد.. الآن أدركت.. يا لغبائي.. |
فوزي: الحمد لله.. اعرفت.. |
فريد: نعم.. نعم.. |
فوزي: ما رأيك.. |
فريد: طبيت بسرعة.. |
فوزي: وغرقت لشوشتي.. |
فريد: والله وقعت يا حلو.. إنها نعم الفتاة خَلقاً وخُلقاً ولكن.. |
فوزي: ولكن ماذا.. |
فريد: لاحظت.. أقول بصراحة.. |
فوزي: قل لا عليك.. قل.. |
فريد: لاحظت عطفاً خاصاً من ((عايدة)) عليك.. |
فوزي: ولكني لم أشعر به.. |
فريد: طبعاً لانشغالك ب- ((سلوى)).. |
فوزي: ولكني أعلم فيما أعلم أن ((عايدة)) هي فتاة أحلامك يا فريد.. |
فريد: قلت لك من قبل لا تنكأ الجراح.. كانت حقاً ولكن ((أيام زمان)).. |
فوزي: أنا آسف يا فريد.. ولكنك أنت فتحت الباب.. |
فريد: أرى أن الصراع بين ((سلوى)) و((عايدة)) الصديقتين سيكون.. شديداً ومريراً.. |
فوزي: أنا كنت ألمس أيام الكارثة التي حلت بأخي ((عايدة)) أنها تميل إلي ولكني كنت أفسره بأنه اعتراف بالجميل.. |
فريد: ولكني أراه اليوم يا فوزي ثورة حب عارمة نحوك.. |
فوزي: لعلَّ ذلك من وحي خيالك.. وما أكثر رحلاتك الخيالية.. |
فريد: و((سلوى)) كما يلوح لي.. أو كما أراها في مرآة خيالي هي الأخرى تحبك ولكنها.. |
فوزي: ولكنها ماذا.. |
فريد: كأني بها تعرف من قبل أن ((عايدة)) تميل إليك فهي لهذا تكبح جماح عواطفها ولكن إلى متى.. |
فوزي: ولكن يا عزيزي أنا لا أشعر بأي انعطاف نحو ((عايدة)) وإن كنت أجلها وأحترمها وأهنىء سلفاً من ستكون زوجته.. |
فريد: غريب أنت يا فوزي.. |
فوزي: كيف يا فريد..؟ |
فريد: الحب يسعى إليك وأنت لا تدري به.. |
فوزي: حتى ولو كنت أدرى به فأنا مجنون ((سلوى)) وسلوى لا غير.. |
فريد: حسناً ولكن ما هو هدفك من وراء حبك ((لسلوى))..؟ |
فوزي: هدف كل إنسان شريف.. الزواج.. في حال التجاوب العاطفي.. |
فريد: هل تسمح لي بأن أجس النبض.. |
فوزي: من الآن وقد فوضتك وأوقع لك على بياض.. |
فريد: نصيحتي أن تفرمل عواطفك.. إن علاقة ((سلوى))
((بعايدة)) علاقة قوية.. جداً وأخشى… |
فوزي: تخشى ماذا.. |
فريد: أن تضحي ((سلوى)) بمشاعرها على مذبح صداقتها ((لعايدة)).. |
|