شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة – 9 -
برابر: نارمين.. نارمين.. تعالي..
(ولما لم تجب يقول) إلهي.. أين هي.. هل هربت.. لا بد إنها جالسة تحت ظل إحدى الأشجار تلعب مع قططها.. (ويمشي قليلاً ثم يقول) وجدتها.. وجدتها.. حمداً لك يا رب إن أختي بجانبها ترعاها فلأذهب إلى عملي.. قبل أن تراني فتتمسك بالذهاب معي..
(يخرج متسللاً.. نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت فوزي يقول):
فوزي: فريد..
فريد: ماذا يا فوزي..
فوزي: أراك سارحاً في الأفق البعيد..
فريد: إنها عادتي فهل هي غريبة عنك..
فوزي: لا ولكن..
فريد: ولكن.. ماذا..
فوزي: ألا ترى شيئاً غريباً بالقرب منك..
(ويتطلع فريد فيرى ابنة الربان فيقول):
فريد: إنها ابنة الربان.. ماذا عنها..
فوزي: إني أراها تحوم حولك كما يحوم الفراش حول المصباح..
فريد: مسكينة.. لقد استسمنت ذا ورم كما يقول المثل.. لعلَّه صدى.. الإعجاب بما فعلت..
فوزي: ولكن نظراتها.. كما يلوح لي.. تمتد أكثر من الإعجاب..
(وتتغير لهجة فريد ويقول في جد..):
فريد: لعلَّك تريد أن تقول إنها تحبني.. لم لا تقول..
فوزي: أقول.. ماذا..
فريد: نظرة الغربي للشرقي - لعلّها تنظر إلي كما تنظر إلى قطعة أثرية في أي متحف.. وأنت تعيش في الغرب وتعرف.. وذلك أكثر مني..
فوزي: ربما يا فريد ولكن ابنة الربان فتاة جميلة.. جميلة جداً..
فريد: لعلَّها جميلة في نظرك أما أنا..
فوزي: أما أنت فلا فتاة جميلة في عينك إلا..
فريد: (مقاطعاً) إلا من..
فوزي: إلا (عايدة).. أليس كذلك..
فريد: دعني يا أخي من ذكر ((عايدة)) ولا تنكأ الجراح التي بدأت تندمل مع الأيام، أما ابنة الربان فإذا كانت لك رغبة فيها فسأسعي لدى أبيها ليزوجك منها..
فوزي: أتزوج أجنبية وأنت تعرف كم جر الزواج بالأجنبيات على شبابنا من ويلات ومشاكل لا عد لها ولا حصر..
فريد: إذن دعنا من ابنة الربان، فإعجابها أو غرامها بي إذا كان ذلك يروق لك سيتبخر بمجرد وصولنا إلى أرض الوطن..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت صادق يقول):
صادق: البرنامج إن شاء الله حاز رضاك يا بابا..
مصطفى: كل الرضا.. فوزي يستاهل أكثر وأحسن مؤكداً يا عايدة..
عايدة: نعم يا بابا.. ربنا يجمعنا معاه..
صادق: وفريد نسيناه يا عايدة..
عايدة: فريد إن البيت لازم يشترك معانا في الاحتفاء بفوزي..
صادق: مسكين ((فريد)) حظه معاك وحش دائماً..
عايدة: (منرفزة) سامع يا بابا.. سامع.. أخويا صادق دائماً كدا..
مصطفى: وليش تحتدي يا بنتي ربما صادق لم يحسن التعبير ولكنه لم يشأ أن يجرح شعورك..
صادق: فريد رفع اسم الوطن عالياً ومن حق كل مواطن أن يفخر بما فعل..
عايدة: لقد فعل فريد ما فعل من أجل الله ولا أظنه يريد جزاءً أو شكوراً إلا من خالقه، ثم إن صحافة البلد وإذاعتها أشادت بما فعل كل الإشادة.
مصطفى: أشوف انتو رايحين تتخانقوا من أجل فريد.. غيروا الموال.. وهاتو ما عندكم من أخبار أخرى..
صادق: نسيت يا بابا ارتباطاتك بالمكتب..
مصطفى: أوه.. أوه.. ايو الله نسيت.. الحديث عن فوزي نساني كل شيء هيا بنا يا صادق.. هيا..
صادق: حاضر يا بابا..
عايدة: مع السلامة..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سامي يقول):
سامي: فريد رايح يتجن يا خالتي إذا عرف بالأمر..
سلوى: حقيقة خبر راح ينزل عليه زي الصاعقة بس..
سامي: بس ايش يا خالتي سلوى.. قولي.. أنا خايف على فريد..
سلوى: يمكن الحب من جهة واحدة ثم..
سامي: ثم ماذا..؟
سلوى: فوزي لا شك على علم بحب (فريد) (لعايدة).
سامي: أجل.. أجل..
سلوى: وصداقته ((لفريد)) يمكن تخليه يفرمل عواطفه ويفكر كثير قبل الإقدام على مغامرة كهذه.
سامي: ولكن ((عايدة)) درة تخلب العقول والألباب وجمال تتحطم أمامه كل الصداقات والعلاقات..
سلوى: هذا الموضوع - في رأيي - امتحان لصداقة ((فوزي)) بشكل خاص ولمفهوم الصداقة بشكل عام..
سلمى: وسيكون صراعاً رهيباً بين حب ((عايدة)) لفوزي وصداقة هذا ((لفريد))..
سلوى: وضحية هذا الصراع من سيكون منهما في رأيك..
سامي: لا يمكنني إبداء الرأي لأني لم أتعرف بشخص ((فوزي)) وعليه فلا أستطيع تقييم صداقته ((لفريد)).
سلوى: وأنا مثلك لا أستطيع إبداء الرأي..
سامي: قد تكونين أصدق مني في الحكم لصلتك القوية ((بعايدة)) أما أنا فلا صلة لي بأي منهما ولا سيما ((فوزي))..
سلوى: على كل حال فالأيام القادمة ستكون الفصل في هذا الأمر..
سامي: أرجو ألا يكون ((فريد)) الضحية..
سلوى: وأنا لا أريد لأي منهما أن يكون الضحية وعسى أن يجعل الله لكليهما مخرجاً..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مصطفى يقول):
مصطفى: المثل يقول إذا كبر ولدك خاويه وأنا أريد أن أسر إليك بشيء.. يا صادق..
صادق: تفضل يا أبي.. عسى أن أكون عند حسن ظنك بي..
مصطفى: لما كنا في بلد الحادث المشؤوم ألم تلاحظ شيئاً بين أختك ((عايدة)) و((فوزي)).
صادق: كنت ألاحظ عطفاً متبادلاً بين أختي وفوزي ترجمته على أنه تقدير من أختي للخدمات التي كان يسديها إلينا..
مصطفى: وأختك ألم تلاحظ تغيراً في حركاتها وسكناتها..
صادق: لا يا أبي..
مصطفى: والشرود والوجوم والانطواء الذي كان يغلف أختك ما هو تفسيرك له..
صادق: لعلَّه الحزن على المصاب الجلل..
مصطفى: صحيح مصابنا كان جللاً وأي جلل ولكن..
صادق: ولكن ماذا يا أبي..
مصطفى: الفرحة التي تشيع في محيا أختك عندما يزورنا ((فوزي)) فتبدد ذلك الوجوم والشرود والانطواء بم تعللها..
صادق: لا أدري يا أبي..
مصطفى: وعودة أختك إلى حالة الشرود والوجوم والانطواء بعد ذهاب ((فوزي)) بم تفسرها..
صادق: يا لدقة ملاحظاتك يا أبي.. حقاً إنها ملاحظات في محلها.. وإنها تبعث على التساؤل طالبة الحل.. فماذا عندك يا أبي..
مصطفى: أنا أفسرها بأنها بداية حب أصبحت أختك تشعر به وحين تحاول إيجاد متنفس له تغمرها موجات من الشرود والوجوم والانطواء وهي تفكر في المخرج..
صادق: تفسيرك منطقي وتعليلك رائع.. ويلوح لي يا أبي..
مصطفى: يلوح لك ماذا يا بني..
صادق: يلوح لي أن أختي تريد أن تعرف ما إذا كان ((فوزي)) يحمل نفس الشعور الذي تحمله وهذا ما يجعلها تركن للانطواء والوجوم.. والشرود..
مصطفى: كلام سليم.. إذن فنحن متفقان أن أختك تحب ((فوزي)) ولكن..
صادق: ولكن ماذا يا أبي..
مصطفى: هل ((فوزي)) حقاً على دين وخلق.. هل هو كفء لأختك..
صادق: لم اختلط به يا أبي حتى أعرف ميوله وعاداته وطباعه.. أما الدين والحق فيكفيه ما قام به مع فريد في افريقية.. والمهم يا أبي..
مصطفى: المهم ماذا يا بني..
صادق: المهم أن تعرف هل ((فوزي)) يبادل أختي نفس الشعور..
مصطفى: هذا بيت القصيد بالنسبة لنا ولأختك..
صادق: وسنرى ذلك عند وصول ((فوزي)) إلى بلادنا..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت.. عايدة تقول):
عايدة: هل عند ((سامي)) أخبار جديدة يا سلوى..
سلوى: تقصدين أخبار ((المفقودين)) أم القادمين..
عايدة: هؤلاء وهؤلاء..
سلوى: أما المفقودين فقد تعامت عنهم الأخبار..
عايدة: لا حول ولا قوة إلا بالله..
سلوى: وأما القادمون فموعد وصول الباخرة لم يتغير يا عايدة فيما أعرف..
عايدة: لعلَّ ((فوزي)) يأتينا بأخبار جديدة عن المفقودين..
سلوى: من أين له يا حسرة وهو دود على عود وسماء وبحر..
عايدة: ربما اتفق مع أصدقائه في بلد الحادث بأن يبعثوا إليه بأية معلومات جديدة على عنوان ((فريد)).
سلوى: من يدري.. لعلَّك على صواب يا أختي.. قولي يا عايدة..
عايدة: تفضلي..
سلوى: البرنامج الذي وافق عليه أبوك، هل قام أخوك صادق بإعداد الترتيبات اللازمة..
عايدة: يقيني أنه أتم كل شيء، ألم يخبرك ((سامي)).
سلوى: سامي كما تعلمين مشغول بدراساته العليا ومعتمد كل الاعتماد على أخيك..
عايدة: الذي فهمته من أخي أنه أتم كل شيء أو كاد يتم وأنه لم تبق إلا اللمسات الأخيرة على الترتيبات.. كما أن والدي يرشده ويعينه..
سلوى: والدك ربنا يحفظه ويبقيه ويمتعه بالصحة والعافية إنه بركتنا..
عايدة: الله يبارك فيك..
سلوى: سؤال يخطر على بالي يا عايدة ومترددة أفاتحك فيه..
عايدة: قولي ولا يهمك..
سلوى: فريد..
عايدة: ماذا عن فريد..
سلوى: إيش رايح يكون موقفه عندما يعلم بالعلاقة بينك وبين فوزي..
عايدة: أولاً أحب أن أصحح في مفاهيمك عن العلاقة بيني وبين فوزي..
سلوى: تفضلي..
عايدة: ليست هناك أية علاقة بيني وبين فوزي.. والموضوع لم يتعد الاستلطاف من جانبي والشعور ببداية عاطفة.. أما..
سلوى: أما ماذا..
عايدة: أما إذا كان الشعور متبادلاً فهذا ما لا أعرفه وقد تكشفه الأيام التي سيمكثها ((فوزي)) بيننا..
سلوى: شكراً على هذا التصحيح..
عايدة: ثانياً.. فريد ليس طرفاً في الموضوع على الأقل بالنسبة لي.. لأني ما أحسست في يوم ما بأي ميل نحوه وإن كنت أقدره وأقدر بصورة خاصة موقفه معنا أيام محنتنا..
سلوى: الشيء الذي كنت أحب أن أعرفه كرأي منك هو..
عايدة: هو ماذا..
سلوى: ماذا سيكون موقف فريد إذا ما علم بشعورك نحو صديقه ((فوزي))..
عايدة: في رأيي، إذا كان فريد مخلصاً لصديقه ((فوزي)) فعليه أن يبارك ذلك ولا سيما هو يعرف رأيي فيه..
سلوى: أتظنين الأمر بهذه السهولة بالنسبة لفريد..
عايدة: على كل حال يا سلوى، نحن نتناقش في أمر وصاحب الأمر لا يدري بوجودنا..
(يدق جرس التلفون فتمسك عايدة بالسماعة وتقول.. هلو.. مين أخويا صادق.. ماذا تقول.. مش معقول.. مش معقول..):
 
طباعة

تعليق

 القراءات :670  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 9 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج