شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة – 8 -
(يدق جرس التلفون فتمسك (عايدة) بالسماعة وتقول):
عايدة: هلو.. مين.. سامي مساء الخير.. تريد.. سلوى.. تعالي يا سلوى..
(وتقوم سلوى من مكانها وتمسك بالسماعة وتقول):
سلوى: مرحبا سامي.. خير إن شاء الله.. ماذا تقول.. بالله عليك..
سأخبرهم جميعاً.. شكراً، مع السلامة.. (وترمي بالسماعة فتقول لها ((عايدة)) بلهفة):
عايدة: ما الخبر يا سلوى.. إن شاء الله خير..
سلوى: خيراً يا عزيزتي.. سامي تلقى برقية من فريد يخبره أنه وفوزي سيصلان على الباخرة ((دار السلام)) يوم 15 الجاري..
عايدة: (بفرحة مكبوتة) بالباخرة هو وفوزي ولم اختارا العودة بالباخرة والخطوط الجوية على رأس مين يشيل..
سلوى: السفر بالبحر متعة يا عايدة.. يشوف الواحد بلاد كثيرة.. ويتعرف بناس كتير..
عايدة: صحيح بس عندما يكون البحر هادئاً أما إذا هاج فالعياذ بالله..
سلوى: والسفر بالطائرة ممتع عندما يكون الجو خالياً من السحب.. والزوابع والأعاصير..
عايدة: على كل حال ربنا يكتب لهما السلامة.. ما تتصوريش قديش حايكون والدي وأخي مسرورين بمرور ((فوزي)) من هنا..
سلوى: (بخبث) بس والدك وأخوك.. فقط لا غير..
عايدة: يا سلام يا سلوى ما أشطرك.. بالطبع وأنا كمان.. أأشبع رغبتك هذا الجواب..
سلوى: كل الرضا.. أنا أستأذن لأفسح المجال لتحضير نفسك للعشاء عند زوجة السفير الماليزي..
عايدة: ولم أعتذرت أنت..
سلوى: لأن خالي وزوجته وسامي مدعوون عندي للعشاء ولو اعتذرت لهم يمكن ما اخلص من لسان مرت خالي طول عمري..
عايدة: صدقت ما شاء الله عندها لسان يكنس ويرش..
(تضحكان وتخرج سلوى وهي تقول):
سلوى: إلى اللقاء..
عايدة: إلى اللقاء..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت صادق يقول):
صادق: لا أستطيع أن أصف لك يا سامي مبلغ سروري حينما علمت بعزم ((فوزي)) القدوم مع ((فريد)) لزيارة بلادنا..
سامي: أنا وإن لم أرَ ((فوزي)) ولكني أصبحت متشوقاً لرؤيته بعد المديح والثناء الذي سمعته عنه..
صادق: لا شك أنت ستسر بلقائه يا سامي والتعرف به.. إنه شخصية مثالية لقد كان لنا بعد الله نعم العون في أيام نكبتنا هناك.. لقد عمل المستحيل من أجل راحتنا وسلامتنا..
سامي: حقاً إنه إنسان نبيل..
صادق: ومنذ سمعت خبر قدومه المنتظر وأنا أفكر فيما يجب أن أقوم به نحو هذا الإنسان النادر المثال.. ووالدي أيضاً مهتم بالأمر..
سامي: إنه يستحق منتهى الحفاوة والتكريم..
صادق: بكل تأكيد.. بكل تأكيد..
سامي: هل فكرت مع سيدي والدكم المحترم في ترتيب برنامج ((لفوزي)) أثناء إقامته ببلادنا..
صادق: (ويضرب كفاً على كف قائلاً) يا سلام على أفكارك النيرة يا سامي. لم يخطر على بالنا ذلك أما وقد ذكرت فسنقوم بوضعه. بس لازم..
سامي: لازم إيش..
صادق: تشاركنا أنت وخالتك سلوى في وضع البرنامج..
سامي: وعايدة ألا تريد أن تشركها معنا..
صادق: من كل بد.. وبعد وضع البرنامج نعرضه على والدي فإذا أَقَرَّه طبعناه وأخذنا في تهيئة مواده..
سامي: شيء جميل.. ومتى ترى أن نجتمع لهذه الغاية فأنت تعلم مبلغ انشغالي بدراساتي العليا..
صادق: من جهتي وعايدة على استعداد في أي وقت والمهم أنت وسلوى تحددان الوقت وتخبراننا..
سامي: وهو كذلك..
صادق: حسناً أنا استأذن بانتظار تلفونك..
سامي: مع السلامة وإلى اللقاء..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى جميلة تختلط بارتطام الموج.. بأطراف الباخرة التي تقل ((فريد وفوزي)) وفريد يقول):
فريد: ما أجمل البحر حين تكون الريح رخاء والسماء صافية والأديم..
فوزي: أرى بداية مخاض شعري يا فريد ولَّدها منظر البحر الرائع..
فريد: يا ليتني أستطيع نظم الشعر يا صديقي.. إنني أتذوقه وأحفظه.. وأرويه ولكني لا أقرضه..
فوزي: ولكني أعلم فيما أعلم أن قلبك يخفق بالحب وما يزال منذ زمن، فهلا أرحت ذبذبات هذا الخفقان بشيء..
فريد: (ضاحكاً) أصبت بنكسة فتبلَّد تفكيري.. وتصدع فيَّ صرح آمالي..
فوزي: إذن فما سمعته اليوم ونحن على ظهر هذه الباخرة هو بداية انطلاقة أثارتها نسمات العودة إلى الوطن ومن في الوطن..
فريد: لعلَّها أول مرة أراك تتكلم بالألغاز والأحاجي منذ تعارفنا..
فوزي: ربما يا صديقي، أتريدني أن أضع النقط على الحروف..
فريد: أجل يا فوزي يا صديقي فما تعودت منك إلا الصراحة..
فوزي: سأقول ولكن بعد أن تمرَّ الكُدرةُ التي أراها تحجب الأفق.. والتي تنذر بخطر الزوابع والأعاصير..
فريد: وعليم أيضاً بأحوال البحر يا صديقي..
فوزي: أتستغرب يا فريد وأنا من بلد كله جزر منتثرة على سطح أكبر محيط في العالم..
فريد: لا تؤاخذني فقد غاب ذلك عني..
(نسمع زئير العاصفة وارتطام الأمواج العاتية بجوانب السفينة وصوت بوق ربان الباخرة يعلن..).
الربان: الركاب على ظهر الباخرة يدخلون إلى أماكنهم..
فوزي: أرأيت يا فريد.. هيا بنا ندخل إلى غرفتنا، فالعاصفة قد بدأت ربنا يكتب لنا السلامة..
فريد: يا رب..
(يدخلان وتزداد زمجرة الرياح وضربات الموج وضجيج ركاب الدرجة - الثالثة والسَّطح.. يتردد بوق السفينة ثلاث مرات فيقول فوزي)..
فوزي: أتسمع يا فريد..
فريد: أسمع ضجيج الركاب وبوق الباخرة ينفخ ثلاث مرات..
فوزي: أتدري ماذا يعني نفخ البوق ثلاث مرات..
فريد: لا يا أخي لا..
فوزي: إنه صوت الاستغاثة، فلعلَّ بعض السفن القريبة تسمعه فتسارع إلى نجدته..
فريد: ولكنها مثله تكابد وتصارع العاصفة والموج..
فوزي: ربما تكون لديها الاستعدادات أكثر وأحسن..
فريد: استعدادات إيش وكلام إيش.. إن لم يتداركنا الله بلطفه فسنكون في عداد المرحومين..
فوزي: ما العمل يا فريد فالعاصفة شديدة والموج كالجبال..
فريد: أرى..
(وقبل أن يتم كلامه يسمع صوت ربان الباخرة يقول)..
الربان: ايها البحارة أنزلوا قوارب النجاة ورابطوا بجانبها وانتظروا أوامري..
فوزي: هيا يا فريد نستعد لأخذ أي مكان في أحد هذه القوارب..
فريد: هنالك مَنْجَى أحسن من القوارب يا فوزي..
فوزي: ما هو..
فريد: هيا معي إليه..
(ويخرجان فيصرخ فريد..)
أيها الركاب من مسلمين وغير مسلمين، الخطر محدق بنا من كل جانب وقوارب النجاة لن تنفعنا ولا ينفعنا إلا الله النافع الضار المنجّي والمنقذ فتعالوا معي نصلّي ركعتين ونبتهل إليه النَّجاة من هذا الهمّ والكرب..
أصوات: هيَّا صلِّ بنا أيها الرجل.. صلّي.. لعلّ الله يتقبل منا الدعاء..
فريد: نسمعه وهو يقيم الصلاة ثم يدخل فيها وما إن ينتهي منها حتى يدعو والمصلون يرددون خلفه:
اللَّهم إليك نشكو.. وإليك نضرع.. وإليك نلجأ.. اللَّهم ارفع عنا هذا البلاء.. اللَّهم اكشف لنا هذا الغم والكرب واكتب لنا السلامة والنَّجاة.. اللَّهم إنك قلت وأنت أصدق القائلين - ادعوني أستجب لكم - استجب لنا يا الله.. استجب لنا يا الله - وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.. الفاتحة..
(ويقرأ الجميع الفاتحة ويستجيب الله الدعاء وتسكن العاصفة وينادي الربان).
الربان: أيها البحارة، أرجعوا أرجعوا قوارب النجاة إلى أماكنها.. فقد سكنت العاصفة دلّوني على الرَّجل الشَّجاع الصالح الذي ثبت الله به القلوب فوجهها إلى الإله القادر على كل شيء.. أين هو..
فوزي: ها هو أيها الربان..
الربان: أنت أيها الرجل الصالح دعني أقبل يديك..
فريد: لا تقبل يدي فما أنا إلا واحد من العشرات الذين تضرعوا إلى الله.. عزّ وجلّ فتقبل منهم الدعاء..
الربان: أأنت مسلم..؟
فريد: نعم والحمد لله..
الربان: أريد أن أدخل في دينك فما افعل..
فريد: قل معي عبارة بسيطة في لفظها عظيمة في معناها ومبناها..
الربان: ما هي..
فريد: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله..
الربان: اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله..
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
أصوات: نريد أن ندخل في دين الإسلام كما دخل الربان..
فريد: رددوا معي.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله..
الأصوات: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله..
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت صادق يقول):
صادق: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
عايدة: ما بك يا أخي.. ما بك.. ما جرى..
صادق: انتصار رائع.. يحققه فريد.. وفريد وحده..
عايدة: ما هو يا أخي قل لي فخبره لا شك سيسرني..
صادق: لن أقوله لك.. هيا بنا..
عايدة: إلى أين..؟
صادق: إلى دار سلوى..
عايدة: لماذا..؟
صادق: لنسمع الخبر فقد سجلته سلوى بجميع اللغات التي أذاعته..
عايدة: بس طمنّي..
صادق: لا، أريدك أن تسمعيه من مسجل سلوى..
عايدة: وهل سمعت التسجيل..
صادق: سامي ذكر لي شيئاً منه ودعاني وإيَّاك لسماعه في دار سلوى..
عايدة: ولكن ربما سلوى لا تكون مستعدة لاستقبالنا..
صادق: لقد هاتفها أمامي فرحبت بالزيارة وبعدها أسرعت إليك لنذهب معاً إليها..
عايدة: هيا بنا.. هيا بنا..
(ونسمع انطلاق سيارتهما مختلطاً بموسيقى نسمع بعدها صوت ((برابر)) ينادي):
 
طباعة

تعليق

 القراءات :677  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 8 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.