الحلقة – 7 - |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت صادق يقول): |
صادق: أخبار مدهشة يا عايدة.. أخبار مثيرة.. قومي خذي واقرئي.. |
عايدة: ماذا أقرأ.. |
صادق: إقرئي وستسغربين وستندهشين.. |
عايدة: وفي أية جريدة من جرائد الصباح يا صادق.. |
صادق: في الصفحات الأولى من جرائد الصباح كلها.. |
عايدة: إذن فهي أخبار هامة.. هات.. |
صادق: إنها أمامك يظهر أنك ما تزالين نائمة.. |
عايدة: ما أنت صحيتني من عِزّ النوم.. |
صادق: إقرئي.. |
(وتقرأ عايدة وما تكاد تنتهي من القراءة حتى تقول بدهشة ظاهرة): |
عايدة: غير معقول.. غير معقول.. فريد يصبح بين عشية وضحاها في طليعة الدعاة لدين الحق وتتحدث عنه صحف العالم.. |
صادق: أجل يا عايدة.. أجل.. ويسلم على يديه العشرات من الرجال والنساء في افريقية.. |
عايدة: حقاً أخبار مثيرة وسارة في نفس الوقت ومن حق هذا البلد أن يفخر بشاب من شبابه نال من ربه الجزاء الأوفى وسطَّر لنفسه ولوطنه صفحات خالدة.. |
صادق: وهل ستقولين فريد بعد هذا النصر المؤزر أنه ملحوس ومهووس.. |
عايدة: (بحدة) أرجوك يا أخي.. لقد كانت زلة لسان وما أكثر زلات.. اللسان وإذا كنت حقاً تعزني فلا تفتح هذا الموضوع ثانية.. |
صادق: أعدك بأني لن أفتح هذا الموضوع ثانية.. |
عايدة: شكراً.. |
(يدخل مصطفى وهو يقول والموسيقى مصاحبة). |
مصطفى: صحيتو بدري يا أولاد لا بد موضوع فريد صحاكم.. |
صادق: يلي يا والدي وأنت كيف عرفت به.. |
مصطفى: من النشرة الإخبارية الصباحية للإذاعة.. |
عايدة: يا سلام حتى الإذاعة نشرت أخباره.. |
مصطفى: وأخبار فوزي ايضاً.. |
صادق: فوزي يا أبي له جمايل علينا أرجو أن يقدرني الله على سداد بعضها.. |
مصطفى: كلنا يا ولدي نرقب اليوم الذي نقدم فيه بعض الواجب نحو فوزي.. على كل حال لعلَّه يعود مع فريد إلى هنا في طريقه إلى مكان عمله. |
عايدة: عسى ولعلَّ.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سامي يقول): |
سامي: ما هو وقع أخبار فريد في نفس ((عايدة)) يا سلوى.. |
سلوى: لقد أحسست أثناء مهاتفتي لها أنها شبه نادمة على تسرعها في الحكم عليه.. يا سامي.. |
سامي: النَّدم بداية حسنة بالنسبة لآمال فريد.. |
سلوى: إنه أمل إبليس في الجنة.. |
سامي: كيف يا خالتي كيف.. |
سلوى: ((عايدة)) بدأ قلبها يخفق بالحب من بعد عودتها من سفرة النصر. |
سامي: أتعنين بدأت تهتم بفريد.. |
سلوى: لا يا سامي.. لا.. |
سامي: ما عرفت من هو الغازي الجديد لقلب ((عايدة)).. |
سلوى: لا ولكني سأعرف ذلك قريباً.. |
سامي: وسيكون وقع هذا الخبر أليماً في نفس فريد.. |
سلوى: ((فريد)) يا سامي تغيرت نفسيته بعد اتهام عايدة له بأنه.. ملحوس ومهووس.. وفي يقيني.. |
سامي: وفي يقينك ماذا.. |
سلوى: ((عايدة)) ستكون الخاسرة فلن تلقى - في رأيي - أحداً يحبها كحب ((فريد)) لها وفريد.. |
سامي: وفريد ماذا.. |
سلوى: يحب ((عايدة)) وسيظل يحبها حتى يلقى ربه.. |
سامي: حسناً وبعد فما هي نتيجة حب المجانين.. والحب جهة واحدة.. |
سلوى: ((فريد)) ولو أنه لم يحدثني بما يعتمل في نفسه لكني استطعت أن أنفذ إلى قلبه فوجدت أنه يترك للزمن تقرير مصير حبه.. |
سامي: يا سلام يا خالتي.. على سعة أفق خيالك! لقد سبقت ((فريد)) بمراحل فيه إنني أنا صديقه الحميم لم أستطع أن أصل إلى النتائج التي وصلت إليها.. |
سلوى: النساء أقدر من الرجال على تصور انفعالات الحب والصراع المحتوم بين كل انفعال منها.. |
سامي: على كل حال، فريد في طريقه إلى وطنه ومعه صديقه ((فوزي)) وسنرى مبلغ صدق تصوراتك وعندها نصدر الحكم.. |
سلوى: سؤال يا سامي.. |
سامي: ما هو يا خالتي.. |
سلوى: فوزي الشاب المربي المسلم وصديق فريد، هل هو متزوج..؟ |
سامي: كما فهمت من ((صادق)) أخي ((عايدة)) إنه غير متزوج.. |
سلوى: هل هو مثقف..؟ |
سامي: على درجة عالية من الثقافة وهو كما فهمت يحضر للدكتوراه، في.. ((علوم القرآن الكريم)) ولكن لِمَ هذا السؤال؟ |
سلوى: من قبيل العلم بالشيء ولا الجهل به.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مصطفى يقول): |
مصطفى: صادق.. صادق.. |
صادق: نعم يا ابي.. |
مصطفى: تعالى.. |
صادق ها أنذا يا أبي.. |
مصطفى: لم تخبرني بنتيجة اتصالاتك بسفارة البلد الذي وقع فيها لنا الحادث المشؤوم.. |
صادق: ذهبت إلى المسؤولين فيها فأخبروني أن البحث ما يزال جارياً.. |
مصطفى: غريب أمر دوائر الأمن في تلك الأرض.. ألم يجزم البحث ما إذا كان هناك أمل أم لا.. |
صادق: الأمل موجود والتحريات جارية كما يقولون.. |
مصطفى: تحريات ايش يا بني.. يظهر أن دوائر الأمن عندهم مش ولا بد.. |
صادق: وأنا ماذا أقول يا والدي إنني أكاد أجن ولولا بقية من إيمان ولولا ما تحيطني به أنت وأختي وأصدقائي من عناية لكنت في ((المرستان)). |
مصطفى: وجود فوزي في رحلة إلى افريقية.. أفاده من جهة وضرَّنا من جهة أخرى.. |
صادق: صحيح يا والدي، فقد كان دائم الاتصال بدوائر الأمن هناك وهذا الاحتمال يجعلهم يهتمون بالأمر.. |
مصطفى: وبعد ((فوزي)) عنهم.. |
صادق: بعده هل قلل من اهتمامهم بالبحث والتحري.. |
مصطفى: بلاد عظيمة مثل البلاد التي وقع فيها الحادث لا تحتاج إلى من.. يراجعها في أمره بل شعورهم بالمسؤولية يدفعهم إلى أداء الواجب وهذا ما أتصوره.. |
صادق: أنت على حق ولكن صاحب الحاجة أرْعن والقلق الذي نعيش فيه يقودنا إلى تصورات غير سليمة أو صحيحة.. |
مصطفى: على كل حال الصبر ضروري يا بني وعدم جزمهم بموت المفقودين يبقي بريقاً من الأمل في نفوسنا.. |
صادق: وقدرة الله فوق كل شيء.. |
مصطفى: ونعم بالله يا ولدي.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عايدة تقول): |
عايدة: إنني أحس يا سلوى بشعور لا أدرك كنهه ولا مبعثه وبضجر يكاد يقودني إلى هاوية اليأس.. |
سلوى: إنه الفراغ يا عايدة: يجب أن تشغلي وقتك كما كنت تفعلين قبل الحادث المشؤوم.. |
عايدة: ولكني لا أشعر بأية رغبة في القيام بأية نشاطات اجتماعية.. |
سلوى: كل واحدة منا تمر بمثل هذه الفترة ولكن لا يجب أن نرضخ لحكمها بل علينا أن نقاومها بخلق نشاطات تزيل تأثيرها في نفوسنا.. |
عايدة: ولكن ما أمرُّ به يا سلوى شيء غريب أشعر وكأنه تجربة جديدة أدخل فيها.. |
سلوى: إنه في رأيي - واسمحي لي أن أكون صريحة معك.. |
عايدة: قولي فأنا أقدر صراحتك حق قدرها.. |
سلوى: إنه.. |
عايدة: إنه ماذا.. |
سلوى: بداية الشعور بالحب.. |
عايدة: (تحاول المكابرة فتتظاهر بالضحك): حب إيه اللي بتقولي عليه.. لقد وأدت عواطفي إثر الحادث المشؤوم.. |
سلوى: لا تحاولي المكابرة يا عايدة.. فمنذ عودتك من الرحلة وأنا أحس بمتغيرات فيك والمثل يقول: |
عايدة: يقول إيش يا سلوى.. |
سلوى: ما يعرف رطني غير ولد بطني.. |
عايدة: ومين تفتكري وش (البكشة) أو (البوي فرند) كما يقولون.. |
سلوى: لا أدري.. اسألي نفسك.. ولكن.. |
عايدة: ولكن ماذا..؟ |
سلوى: إذا صدق ظني فهو.. |
عايدة: هو من..؟ |
سلوى: هو فوزي، فقد سمعت أنه شاب مثقف وجميل جداً وعلى خلق.. يعني خَلْق.. وخُلْق.. |
عايدة: (وتسكت عايدة كما لو أن سلوى أصابت الهدف ثم لا تلبث أن تقول) لا شك أن فوزي شاب ممتاز متمتع بأخلاق عالية وقد خدمنا كثيراً أيام محنتنا.. |
سلوى: (ضاحكة بخبث) ربما كانت خدمته لوجه الله ثم.. |
عايدة: ثم لمن.. |
سلوى: لعايدة.. ومين يشوف عايدة ولا يفتن بها.. |
عايدة: شكراً على هذه المجاملة ولكن ثقي يا ((سلوى)) أنني سأكون صريحة معك كما كنت صريحة معي.. |
سلوى: شكراً.. شكراً.. قولي يا عزيزتي.. قولي.. كلي سمع وآذان.. |
عايدة: ((فوزي)) فيه كل الصفات التي تتمناها كل فتاة وأنا حقيقة منذ رأيته يرعاني وأخي ونحن في المستشفى رعاية خاصة ويحنو علينا وكأننا أهله الأقربون أحسست بشعور غريب نحوه لم أستطع ترجمته إلا.. |
سلوى: إلا ماذا.. |
عايدة: إلا بعد أن فارقناه.. |
سلوى: شكراً على صراحتك وعلى ثقتك التي أرجو أن تكون في محلها.. |
عايدة: بكل تأكيد.. |
سلوى: إنني لم أر ((فوزي)) ولكني سمعت والدك وأخاك يثنيان عليه كثيراً ويمتدحان أخلاقه بالإضافة إلى ما حدثني فريد عنه.. |
عايدة: على كل حال من يدري.. ربما يكون ما اشعر به نحو ((فوزي)) سحابة صيف عما قليل تنقشع.. |
سلوى: بل ربما أول الغيم قطرة ثم ينهمر.. |
|