شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة – 6 -
(نسمع جلبة وصخباً وهرجاً ومرجاً وأصوات حجارة تقذف على مكان الاجتماع فيقول فوزي):
فوزي: ما هذه الجلبة والهرج والمرج..
حامد: أول الغيث قطر.. إنهم شياطين المبشرين..
فريد: ولكنها حجارة وطوب يا حامد..
فوزي: ألا يوجد مخبأ نلجأ إليه فقد يقتحم المتظاهرون المكان.
حمدون: لا تخشَ.. فالشرطة بالمرصاد.. سوف اذهب لأرى أصوات المتظاهرين: أخرجوهم من بلدتنا.. ارموا بهم.. اقتلوهم قبل أن يفسدونا ويفتنونا في ديننا..
فريد: أتسمع يا حامد..
حامد: ليست هذه أول نغمة أسمعها في حياتي التي نذرتها لخدمة الإسلام وتبليغ رسالته ولكن تظاهرات اليوم أشد تظاهرات مرت بي..
فوزي: اتكل على الله.. وعلى الله فليتوكل المؤمنون..
(يدخل حمدون لاهثاً وهو يقول):
حمدون: هيا معي إلى المخبأ ريثما تمر تظاهرات الغوغاء.
(تسمع ضرب الحجارة والطوب والصرخات المدوية).
الأصوات: أخرجوهم من بلدتنا.. ارموا بهم اقتلوهم قبل أن يفسدونا ويفتنونا في ديننا..
حمدون: لا تخافوا فقد تدخلت الشرطة وهي تعمل على تفريق المتظاهرين.
حامد: والاجتماع ماذا سيكون مصيره.. هل سيلغى..
حمدون: إذا استمرت التظاهرات على حدتها فسنضطر إلى تأجيله لا إلغائه.
فريد: للباطل جولة والحق دائماً يعلو يا حمدون.. إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ.
حامد: أصوات النساء في هذه التظاهرات أكثر من أصوات الرجال يا حمدون!
حمدون: يظهر أن أعداء هذا الدين قد ألَّبوا علينا الرجال والنساء اللواتي خرجن لأول مرة في هذه التظاهرات المريعة..
فوزي: ألا نفكر في شيء لمواجهة هذا التحدي..
حامد: أجل.. أجل..
حمدون: أرى أن نوعز إلى بعض سيداتنا المسلمات الاتصال بزعيمات.. المتظاهرات من النساء وإقناعهن بموقف الإسلام العادل من المرأة..
فريد: فكرة رائعة ما رأيكم فيها..
الجميع: موافقون..
حامد: إذن يا أخ حمدون قم بالتنفيذ فور انفضاض هذه التظاهرات..
حمدون: وسوف نقنع زعيمات المتظاهرات بمقابلتكم ومناظرتكم..
حامد: نحن على استعداد للمقابلة والمناظرة أليس كذلك يا أخ فوزي وأنت يا أخ فريد..
فوزي وفريد: بكل تأكيد يا أخ حامد..
حامد: واجتماع الليلة..
حمدون: نؤجله للغد..
فوزي: رأي سديد وسيكون اجتماعاً حافلاً، ذلك لأن المتظاهرات كن أكبر دعاية له..
حمدون: وسأعمل جهدي ليكون لقاؤكم بزعيمات المتظاهرات بعد انتهاء الحفل مباشرة..
فريد: وهو كذلك.. وفقنا الله..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سنتامي يقول):
سنتامي: كانت التظاهرات ناجحة جداً يا جناب القس ((وليم)).
وليم: أظنها أول مرة تخرج فيها نساء هذا البلد في شيء كهذا.
سنتامي: عسى أن نتمكن من إلغاء اجتماع المسلمين هذه الليلة، فإنه لو تمَّ فسيكون أثره سيئاً على حركتنا..
وليم: المسألة بيد رئيس الشرطة.. ليتنا نقنعه بعدم السماح.. للمسلمين بالاجتماع..
سنتامي: لقد اتخذوا اجراءات شديدة ووقائية لمنع المتظاهرات والمتظاهرين من ذبح المسلمين بالجملة.
وليم: يا ليته لم يفعل! كنا تخلصنا من المسلمين ومن تحركاتهم بهذه المدينة..
سنتامي: إذا لم نستطع الفتك بالمسلمين في هذه المرة فإني أطمئنك بأننا سنتمكن من ذلك في المرة القادمة..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت ماريا وجوانا والأولى تقول):
ماريا: مهمتنا شاقة يا (جوانا) فقد ألقت جمعيتنا علينا حملاً ثقيلاً.. بانتخابنا لمقابلة ومناظرة الدعاة المسلمين..
جوانا: لقد أوتيت (ماريا) من العلم والمعرفة ما تقارعين به الحجة بالحجة..
ماريا: ولكنها على أي حال مهمة صعبة أرجو بالتعاون معك لنا.. النجاح..
جوانا: صدقت فالمهمة حقاً صعبة بعد أن نجح المسلمون في عقد اجتماعهم ودخل عدد غير قليل من الشباب المثقف في الدين الإسلامي بعد ذلك الاجتماع..
ماريا: لا شك أنها صفعة قوية للقسيس (وليم) أخشى أن تودي بحياته.. يسمعان طرقاً على الباب فتقول جوانا:
جوانا: من الطارق..
حمدون: حمدون جئت لآخذكما للمقابلة فهل أنتما مستعدتان..
ماريا: أجل يا حمدون أجل..
حمدون: هيا فالسيارة بالانتظار..
(نسمع محرك السيارة مصحوباً بموسيقى نسمع بعده صوت ماريا تقول):
ماريا: هل وصلنا..
حمدون: نعم.. تفضلا وانزلا..
جوانا: ألا تنبئهم بقدومنا..
حمدون: لا شك أنهم شاهدونا من النافذة عندما وقفت السيارة.. وسمعوا بوق السيارة..
(يدخلون والموسيقى مصاحبة وحمدون يقدم الدعاة لهما.. قائلاً):
حمدون: الأخوة المسلمون حامد وفوزي وفريد.. الآنستان ماريا وجوانا مندوبتا الجمعية التبشيرية..
حامد: أهلاً وسهلاً.. تفضلا وأجلسا..
(وتجلسان فيقول حمدون..):
حمدون: قهوة أم شيء بارد..
ماريا: شكراً لا هذا ولا ذاك..
حامد: كما تريدان..
ماريا: يا سيد حمدون نريد من الدعاة المسلمين الحاضرين أمامنا أن.. يقنعانا بأن الإسلام ساوى بين الرجل والمرأة..
فوزي: طلب بسيط.. هل هناك سؤال غيره..
جوانا: لا..
فريد: لقد عرفتا كيف تضربان على الوتر الحساس ولا شك أن قسيس جمعيتهم هو الذي أوحى إليهما بهذا السؤال..
حامد: سؤال بسيط.. ناولني يا حمدون ترجمة معاني القرآن الكريم لعبد الله يوسف علي..
(يناوله حمدون فيقول فوزي):
فوزي: يا أخ حامد الآية التي تبحث عنها على ما أذكر في سورة الأحزاب ولكن قبل أن تتلو الترجمة أريد أن اسأل الفتاتين..
ماريا: سل ما تريد يا سيد فوزي..
فوزي: هل تريدان أن تسمعا ما يقوله القرآن الكريم بلغة القرآن أي باللغة العربية أو بترجمة معانيه كما قام بها عبد الله يوسف علي.
ماريا: نريد أن نسمع القرآن بلغة القرآن ومن ثم بالإنجليزية كما ترجمها عبد الله يوسف علي.
حامد: ويقرأ حامد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا صدق الله العظيم (سورة الأحزاب آية 35).
ماريا: أعطنا ترجمة عبد الله يوسف علي يا سيد حمدون لنتصفحها..
حمدون: تفضلا..
(ويقرآن بينما يعيش كل من حامد وفوزي وفريد وحمدون على أعصابهم منتظرين رد الفعل وتنتهي ماريا وجوانا من قراءاتهما تقول ماريا):
ماريا: هل تسمحون لي ولأختي بأن نختليا..
حمدون: تفضلا في الغرفة المجاورة..
ماريا: ونأخذ معنا ترجمة عبد الله يوسف علي..
حمدون: بكل سرور..
(وتدخلان الغرفة المجاورة فتقول جوانا).
جوانا: لم أسمع بمثل جمال الجرس الموسيقي في لغة القرآن.
ماريا: ولم أسمع فيما قرأت من كتب أروع ولا أعظم من هذه المساواة بين الرجل والمرأة..
جوانا: حقاً لقد كان القسيس وليم ومن هم على شاكلته يشوهون تعاليم قرآن المسلمين.. فإني حقاً لم أسمع بمثل ما سمعت..
ماريا: ما رأيك يا جوانا.. وهل توافقين على ما سأقوله لهم..
جوانا: على بياض..
(وتعودان إلى حيث يجلس الدعاة فتقول ماريا والموسيقى مصاحبة):
ماريا: كيف السبيل إلى دخولنا في الإسلام..
(وتشيع الفرحة في وجوه الحاضرين ويقول حامد):
حامد: عبارة بسيطة تخرجان بها من الظلمات إلى النور.. سأقولها وترددان معي.
جوانا: حسناً قل وسنردد معك..
حامد: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله..
ماريا وجوانا: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
(فوزي وفريد وحمدون وحامد يقولون):
مبارك.. مبارك..
ماريا: الله يبارك فيكم….
جوانا: نريد أن تسميانا بأسماء مسلمات..
فوزي: أنت يا ماريا اسميك آمنة..
فريد: وأنت يا جوانا اسميك فاطمة..
ماريا وجوانا: شكراً.. شكراً.. نستأذن..
حمدون: لن تذهبا قبل أن تتقبلا تهاني إخواتكن المسلمات اللائي ينتظرنكما في قاعة المحاضرات وتتعشيان معهن..
ماريا وجوانا: شكراً.. شكراً..
حمدون: هيا بنا إليهن..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت جرس التلفون يدق في غرفة فوزي فيمسك بالسماعة ويقول):
فوزي: هلو.. مين فريد.. خيراً إن شاء الله.. صحيت بدري مين صحَّاك..
فريد: حمدون..
فوزي: وماذا عند حمدون..
فريد: أخبرني أن القسيس (وليم) رئيس الإرساليات التبشيرية النصرانية بهذه المدينة قد أصيب بنوبة قلبية قضى نحبه على اثرها..
فوزي: إلى جهنم وبئس القرار..
فريد: يظهر أن الانتصار الذي حققه الاجتماع ولا سيما دخول الفتاتين.. المبتعثتين من قبله في الإسلام من أسباب الإصابة..
فوزي: لقد أراح الله المسلمين هنا من شره ومكائده..
فريد: الحمد لله.. الحمد لله..
فوزي: هيا يا فريد.. هل تود البقاء بهذه المدينة بضعة أيام..
فريد: لا يا فوزي فقد حنَّت الإبل إلى أظعانها..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :708  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 6 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل