الحلقة - 5 - |
عايدة: هل سافر فريد.. |
سلوى: لا أدري ولكن لم السؤال.. |
عايدة: ذلك ما ستعرفينه بعد أن أتأكد من سفره من عدمه.. |
سلوى: يمكنك معرفة ذلك من أبيك عندما يعود من الحفلة.. |
عايدة: ولكن ربما سافر بعد الحفلة مباشرة.. |
سلوى: يجب أن اتصل بسامي فهو ألصق الناس بفريد وهو الذي يعرف موعد سفره بالضبط.. ولكن.. |
عايدة: ولكن ماذا.. |
سلوى: سامي مدعو مع أبيك ولا أحسبني أستطيع الاتصال به.. |
عايدة: ألا تعرفين على أي خط من خطوط الطيران سيسافر.. |
سلوى: لم أكلف نفسي عناء ذلك. |
عايدة: (وتمشي في الصالة جيئة وذهاباً وهي تقول): يجب أن أعرف.. يجب أن أعرف.. |
سلوى: (تتطلع إلى ساعتها ثم تقول): الساعة الآن الرابعة والحفل لا شك انتهى ووالدك في طريقه إلينا لن يذهب للمطار لتوديع فريد بل ربما كلف أخاك.. |
عايدة: (وتذهب نحو الشباك وحين ترى أباها تقول): أبي قادم.. يا سلوى.. |
سلوى: فرجت والحمد لله.. ستعرفين منه الجواب.. |
عايدة: هيا بنا نستقبل أبي.. |
سلوى: هيا.. وأنا أنتهزها فرصة للسلام عليه فأستأذنه العودة.. إلى البيت.. |
عايدة: حسناً.. |
* * * |
(وتسيران والموسيقى مصاحبة وحين يراهما والد عايدة يقول): |
مصطفى: إلى أين.. |
عايدة: جئنا لنستقبلك يا أبي.. |
مصطفى: شكراً.. |
سلوى: وأنا استأذن يا عمي.. |
مصطفى: مو بدري.. |
عايدة: صحيح يا سلوى.. |
سلوى: بس أنا مرتبطة بمواعيد وسامي سيأتي ليصحبني بعد توديع فريد. |
مصطفى: كما تشائين والبيت بيتك.. |
سلوى: عامر إن شاء الله بوجودك يا عمي.. أين صادق.. |
مصطفى: ذهب مع سامي للمطار لتوديع فريد.. |
عايدة: ومتى سيسافر فريد يا أبي.. |
مصطفى: يتطلع إلى ساعته - أظن طائرته أقلعت الساعة الآن.. الرابعة والنصف.. وطائرته سوف تقلع الرابعة.. رافقته السلامة.. |
سلوى: وإلى أين وجهة سفره.. |
مصطفى: إلى افريقية كما سمعته يقول.. |
عايدة: ربنا يوفقه.. |
مصطفى: ويعيده سالماً إلينا.. |
سلوى: يا رب.. طيب أنا استأذن.. |
مصطفى: مع السلامة.. سواقك معك أو خذي سواقي.. |
سلوى: سواقي مع سيارتي أراه هناك. |
مصطفى: مع السلامة.. |
عايدة: مع السلامة وإلى اللقاء.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تدل أن المنظر في افريقية نسمع بعدها صوت حامد وفوزي وفريد يتحدثون في مكان ما بإفريقية): |
حامد: أنا سعيد يا إخواني بالتعرف إليكما.. والحمد لله على دين الإسلام الذي وحد بيننا وألف بين قلوبنا.. |
فوزي: إنني وصديقي فريد سعداء أيضاً بالتعرف إلى أخ كريم وداعية من دعاة الإسلام المجاهدين.. |
فريد: صديقي فوزي وأنا جئنا إلى هذا البلد بقصد السياحة.. ومعلوماتنا عن الإسلام ليست بالطبع في غزارة معلوماتك يا أخ حامد.. |
فوزي: ونحن سعداء أن نستفيد من وجودك فتزيد معلوماتنا من معين معرفتك الذي لا ينضب.. |
حامد: شكراً على حسن الظن والثقة.. ما رأيكما.. |
فريد: في أي شيء.. |
حامد: أن ننتهز فرصة وجودكما هنا فنقوم بالدعوة لدين الله.. فالإسلام كما تعلمون يخوض اليوم معارك متلاحقة لا أغالي إذا قلت إنها أشد المعارك التي خاضها الإسلام ضراوة وعنفاً. |
فوزي: الدعوة لدين الحق فريضة على كل مسلم ومسلمة ولا سيما.. والإسلام يتعرض لهجوم عنيف من أعدائه.. ولكن لا يجب أن يدفع ذلك بنا إلى اليأس.. فنحن كمسلمين لا نشك في أن الله سبحانه وتعالى ناصر دينه ومعز كلمته ومخزي أعداءه.. حيث يقول وهو.. أصدق القائلين إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّار صدق الله العظيم (سورة غافر آية 51). |
حامد: صدق الله العظيم.. ما شاء الله يا أخ فوزي.. ما شاء الله. |
فريد: ودعاة الإسلام اليوم مدعوون بل مجندون لمتابعة طريقهم الذي اختاروه لأنفسهم في سبيل فخر الإسلام بين أبناء أمتهم والآخرين الذين يزرون به ويكيدون له وتمتلىء نفوسهم حقداً عليه.. |
حامد: صدقت يا أخ فريد.. فالضلالة لم تكن في عصر من العصور كما هي في عصرنا الحاضر، فهي أشد سلطاناً وأكثر خداعاً وأقوى إغراء وأبلغ فتنة.. |
فوزي: ولعلَّه مما يحز في النفس أن نرى التبشير الصليبي يقوم بغزو منظم وتكتيك مدروس على العالم الإسلامي، والمسلمون مع الأسف يقفون من هذا الغزو موقف المتفرج كأن الأمر لا يعنينا في كثير أو قليل.. |
حامد: يا إخوان مجال الدعوة في هذا البلد واسع جداً.. |
فوزي: ولعلَّ الله أراد لنا الأجر والثواب حين جمعنا بأخ كريم مثلك. |
فريد: كم عدد المسلمين في هذه المدينة يا أخ حامد.. |
حامد: لا يتجاوز الخمسة آلاف ولكنهم على قلتهم أكثر نشاطاً من أية قلة من المسلمين رأيتها في بلاد أخرى.. |
فوزي: القيادة الصالحة تفعل المستحيل.. |
حامد: أجل.. والتبشير الصليبي هنا قوي جداً والضغط على القلة المسلمة شديد. |
فريد: هذا الضغط هو الذي أدى إلى تماسك هذه القلة المسلمة وبقائها صامدة في وجه الطغيان النصراني.. |
فوزي: أنت يا أخ حامد سبقتنا إلى هنا ولا شك أنك أجريت اتصالات بالمسلمين فيها واتفقت معهم على برنامج.. |
حامد: أجل.. أجل.. كنت اتفقت مع الأخ همادوني رئيس الجمعية الإسلامية في هذه المدينة على دعوة المسلمين وغير المسلمين إلى اجتماع يعقد بعد صلاة المغرب مباشرة أتحدث فيه عن الإسلام ودور الشاب المسلم في الدعوة الإسلامية.. |
فريد: وهل وافق الأخ (همادوني) إلى عقد الاجتماع وعيّن مكانه وزمانه. |
حامد: لا ولكني بانتظار نتيجة جهوده وسأخبركما.. |
فوزي: حسناً سنذهب لفندق للراحة منتظرين إعلامنا بموعد الاجتماع ومكانه.. |
حامد: وهو كذلك بحفظ الله وأمانه.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بأصوات حيوانات كاسرة نسمع بعدها صوت ((سنتامي)) يقول): |
سنتامي: أبلغتك الأنباء أيها القسيس وليم.. |
وليم: لا يا سنتامي.. هات ما هي.. |
سنتامي: مبلغون من المسلمين وصلوا إلى هذه المدينة.. |
وليم: مبلغون.. ومسلمون.. |
سنتامي: أجل ابونا أجل.. |
وليم: (بإضطراب) قدوم المسلم إلى هذه البلد يهدد مراكز تبشيرنا وإرسالياتنا.. |
سنتامي: ولكنهم ثلاثة وثلاثة فقط يا جناب القس.. |
وليم: إنهم بلا من ثلاثة آلاف رجل.. |
سنتامي: أهم مخيفون إلى هذه الدرجة.. |
وليم: لا يا سنتامي، ولكن الدين الذي جاءا يبشران به هو المخيف.. المخيف جداً.. |
سنتامي: كيف يا أبونا كيف.. |
وليم: الإسلام دين يمتاز بالبساطة والسماحة.. دين يشجب العنصرية، دين لا فرق فيه بين جنس وجنس ولا تمييز بين لون ولون.. |
سنتامي: كلام جميل.. |
وليم: دين يدعو للمساواة فالمسلمون سواسية كأسنان المشط لا فرق بين أمير وحقير وغني وفقير.. هو يدعو للأخوة.. المؤمنون أخوة ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.. دين.. يحض على البر والإحسان والأخلاق الفاضلة.. |
سنتامي: أحقاً ما تقوله عن هذا الدين أيها الأب المحترم.. |
وليم: أجل.. رب واحد لا شريك له.. ونبي واحد لا نبي بعده وكتاب القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.. |
سنتامي: وبعد يا جناب القس.. |
وليم: دين أشار إلى أمور الآخرة فأعد الجنة للمتقين والأبرار وجهنم للكافرين والأشرار.. |
سنتامي: ما كنت أتصور ايها الأب المحترم أنك ملم بهذا الدين.. وإني أجزم أن المبلغين المسلمين لا يعرفون معشار ما تعرفه عن دينهم.. لكأني بك تدعونا إلى اعتناق هذا الدين. |
وليم: هل يعقل أن أدعوك لاعتناق الإسلام وأنا الذي نذرت نفسي منذ عشرين سنة لمحاربة الإسلام وأمة الإسلام.. |
سنتامي: لقد خيل إلي وأنت تصف دين الإسلام أنك اعتنقته وأنك تدعونا إلى الدخول فيه.. |
وليم: (ضاحكاً بسخرية) وبعد عشرين سنة من الكفاح ضد الإسلام ألقي سلاحي وأرفع الراية البيضاء.. هذا لن يكون وفيّ عرق ينبض.. |
سنتامي: ما دام الدين الإسلامي بهذه القوة وبهذه الفضائل التي ذكرت فإني أخشى.. |
وليم: تخشى ماذا.. |
سنتامي: أخشى أن ينهار ما بنيته يا سيدي القس بالدموع والعرق والدم. |
وليم: ليس ذلك مستبعداً ولا غير ممكن.. فلقد تلمست قوة هذا الدين في الأماكن التي تواجدت فيها مع داعيته وتحدثنا وجهاً لوجه فكان لهم النصر.. |
سنتامي: ما العمل يا سيدي القس.. |
وليم: المرأة.. أو فتش عن المرأة.. كما يقول المثل الفرنسي.. |
سنتامي: ما دخل المرأة في صراعنا مع الإسلام ودعاته.. |
وليم: يجب أن ندخل في روع المرأة هنا أن الدين الإسلامي قد غمطهن حقهن بالنسبة للرجل وأن المساواة بين الرجل والمرأة معدومة كما نلمح إلى تعدد الزوجات وغيرها من أمور تحط من قدر المرأة.. |
سنتامي: تعدد الزوجات عندنا هنا لا يهم المرأة لقلة الرجال.. والمرأة يهمها قبل كل شيء أن تجد الرجل الذي يطعمها ويكسوها ويحميها سواء كانت وحدها له أم كانت لها ضرة. |
وليم: ولكننا يا سنتامي إذا أفلحنا في إثارة المرأة على الرجل وحملناها على التنكر له فسنضرب دعاة الإسلام بسيف ذي حدين. |
سنتامي: بيد أنه نجاح محدود يا سيدي القس.. |
وليم: الأمور يا بني بالتدرج والطفرة محال.. |
سنتامي: حسناً فليكن ما تريد وما تشير به. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها حامد يقول): |
حامد: هذا هو الأخ حمدون الذي حدثتكما عنه وهو كتلة من نشاط وحيوية وقد رتب كل شيء.. |
فوزي: نحن في منتهى السعادة بالتعرف إلى الأخ حمدون.. |
فريد: هل دعا الأخ حمدون غير المسلمين لحضور الاجتماع.. |
حمدون: أجل وغير المسلمين هم هدفنا من وراء الاجتماع.. |
فوزي: أترى شياطين التبشير الصليبي يجعلون هذا الاجتماع يمر بسلام يا أخ حمدون.. |
حمدون: لا يستبعد حدوث أي شيء من أعداء هذا الدين ولا سيما وأنهم يعتبرون هذا الاجتماع تحدياً لهم في عقر دارهم. |
حامد: فليكن ما يكون يا إخوان فقد تمرسنا الأذى من هؤلاء.. الكافرين.. |
فريد : يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (سورة التوبه - آية 33). |
الجميع: صدق الله العظيم.. |
|