الحلقة - 4 - |
سلوى: ها.. ايش البشارة.. طمني.. |
سامي: عايدة.. |
سلوى: (مقاطعة بلهفة) عايدة.. قول.. ماذا عنها.. |
سامي: ستصل عايدة مع والدها وأخيها يوم الخميس القادم.. |
سلوى: (متهللة فرحاً) لو كنت أعرف أزغرد كنت زغردت.. بس قول.. لي.. |
سامي: ماذا.. أقول.. |
سلوى: في أخبار عن الطفلة ((سوسن)) وأمها.. |
سامي: أبداً يا خالتي.. ما يزالان في عداد المفقودين.. |
سلوى: لا حول ولا قوة إلا بالله.. يا فرحة ما تمت.. |
سامي: بَلاَ أخفُّ من بَلاَ وبعض الشر أهون من بعض.. ومفقودين تعني إنُّو في أمل العثور عليهما.. |
سلوى: كل جرح سيأخذ وقتاً طويلاً حتى يندمل ولا سيما.. بالنسبة لوالد الطفلة.. |
سامي: ندعو الله له بالصبر والسلوان.. |
سلوى: هل ستذهب لاستقبالهم وحدك.. |
سامي: لا معي فريد.. |
سلوى: تفتكر فريد ما يزال على رأيه في السفر للخارج إثر رجوع عايدة.. |
سامي: شمس تطلع.. خبر يبان.. أنا استأذن يا خالتي.. |
سلوى: مع السلامة خليك على اتصال دائم بي.. |
سامي: إن شاء الله.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الطفلة.. ((سوسن)) تصرخ و(برابر) يقول): |
برابر: تعالى (فظلو) أختي.. شوفي الطفلة ماذا تريد.. ضعيها على ثدي أمها المجنونة.. يا إلهي مجنونة وبكماء لا أدري ماذا أصنع بالطفلة.. لا.. لن أسلمها لأي أحد سآخذها ابنة لي فأنا عقيم.. إنها طفلة جميلة..، جميلة جداً.. |
(نسمع صراخ الطفلة وصوت (برابر) يقول): ((فظلو)) اختي عجلى.. اعتني بها.. سوف أدعي أنها ابنتي، من سيسألني وأنا في هذا المكان النائي أنا وأختي.. (يزداد صراخ الطفلة) يا ربي أختي صماء ووالدة الطفلة بكماء.. ساعدني يا إلهي.. يصرخ بقوة) ((فظلو)) أسرعي أسرعي.. الطفلة تكاد تنشق من البكاء يا الله خذيها ((فظلو)).. احرصي عليها من أمها.. فهمت من يسألك قولي إنها ابنتي.. فهمت.. فهمت.. أنا ذاهب لبيع السمك الذي اصطدته اليوم وهو كثير.. وجه الطفلة خير وبركة علينا.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى لنسمع بعدها صوت سلوى.. تقول): |
سلوى: (تقول وكلماتها تختنق بدموعها) الحمد لله على السلامة.. يا عايدة.. ألف حمد وشكر لك يا ربي لا أكاد أصدق أنك أمامي.. |
عايدة: ولم تبكين يا سلوى.. |
سلوى: أبكي من فرحتي بعودتك أنت ووالدك وأخوك سالمين ولله الحمد.. |
عايدة: شكراً يا أختاه على عواطفك الكريمة.. ربنا قدر ولطف.. ما كنا نظن أننا ننجو من الحادث.. يا للفظاعة يا أختاه.. والإنسان يرى الموت بعينه ولا يستطيع دفعه.. |
سلوى: حادث فظيع ولكن الله سلم.. ولكن كيف جرى خبريني.. |
عايدة: أخذنا أوتوبيس السياحة للتفرج على معالم المدينة وبينما كان يعبر النهر حدث خلل في الدريكسون فانحرف نحو الحاجز فحطمه وسقط في النهر.. |
سلوى: وكنتم كثيرين.. |
عايدة: حوالى خمسين شخصاً.. |
سلوى: يا إلهي! عدد ضخم.. |
عايدة: وابتدأنا نصرخ وغيب الموج أصواتنا ولم نستطع لا أنا.. ولا أخي ولا زوجته الخروج من الأتوبيس.. وبقدرة قادر استطاع أحد الركاب فتح الباب وخرجنا.. |
سلوى: وبعدين.. وبعدين.. |
عايدة: كل هذا في ثواني.. فمن كان يحسن السباحة طفا على سطح الماء ومن لم.. غرق.. وكنت وأخي نحن.. نعوم فطفونا على سطح الماء ولكن.. |
سلوى: ولكن ماذا.. |
عايدة: الموج القوي والتيار الشديد لطمنا على وجوهنا فأعمانا وجرَّنا ولم نستطع المقاومة من التعب ومن الدماء التي نزفت من جراحنا.. |
سلوى: فين كانت جراحك.. |
عايدة: في رأسي.. وظهري وفخذي مع التواء في يدي اليسرى. |
سلوى: وأخوك.. |
عايدة: جراح في وجهه وساقيه والحاصل أغمي علينا وما صحونا إلا ونحن في المستشفى.. |
سلوى: وزوجة أخيك والطفلة (سوسن). |
عايدة: كنا عندما سقط الأوتوبيس زي يوم الحشر لا أحد يسأل عن أحد وآخر مرة شفت زوجة أخي كان عندما هوى الأوتوبيس رأيتها تحتضن ((سوسن)) إلى صدرها.. |
(ولا تستطيع عايدة الكلام فقد اختنقت عباراتها من.. من البكاء فقامت سلوى تهدهد آلامها وتمسح عبراتها وتقول): |
سلوى: عفوك يا عايدة.. ليتني ما نكأت جراحك.. أنا آسفة أنا آسفة.. آسفة.. |
(ويشتد بكاء عايدة وسلوى تقول): أنا آسفة.. أنا آسفة يا عايدة.. يا ريتني ما سألتك.. |
(ويدخل والد عايدة فيرى ابنته على هذه الحال من البكاء فيقول): |
مصطفى: ما هذا يا عايدة.. أين الجلد والصبر.. هذا قضاء الله.. وقدره وعلينا أن نرضى بما قدر المولى وقضى.. |
سلوى: أنا آسفة يا عمي لأني أنا أثرتها بسؤالي عن كيفية وقوع الحادث.. ليتني ما فعلت.. ليتني ما فعلت.. |
مصطفى: إذا ما سألت أنت غيرك سيسأل.. وعلى عايدة أن توطن نفسها على مثل هذه الأسئلة.. خلاص.. يا عايدة.. خلاص كفكفي.. دموعك فعما قريب يغص البيت بالزائرين والزائرات.. |
عايدة: حاضر يا بابا.. حاضر.. سأتجلد.. سأتجلد.. |
مصطفى: اليوم تلقيت برقية من فوزي صديق فريد يخبرني أن الرأي العام.. هناك مهتم بأمر الطفلة ويطالب دوائر الأمن والمباحث بإجراء التحريات الدقيقة للعثور على الطفلة وأمها.. |
عايدة: كثَّر خيره فوزي.. |
مصطفى: وكثر خير فريد اللي عرفنا بهذا الشاب المثالي في كل شيء.. |
عايدة: ربنا يجزيه عنا كل خير.. هل زارك فريد يا أبي.. |
مصطفى: كان في استقبالنا بالمطار وكان هنا في البيت.. أما رأيته.. |
عايدة: لا يا أبي كانت دموعي تعمي عيوني.. على كل حال كتَّر خيره. |
مصطفى: لقد جاءني اليوم مسلماً ومودّعاً لعزمه السفر إلى الخارج بعد أن اطمأن على سلامتنا.. |
عايدة: فريد مسافر للخارج.. غريبة.. ربنا يكتب له السلامة في الحل والترحال.. |
مصطفى: آمين يا رب.. |
سلوى: سيكون فراقه صعباً على سامي فهما أصدقاء الروح بالروح.. |
مصطفى: لعلَّ لديه بعض المشاريع التجارية.. |
عايدة: (لا تملك نفسها من الضحك حين تقول) بل قل يا أبي المشاريع الخيالية.. |
سلوى: فريد تغير في غيابك يا عايدة.. |
عايدة: شهادتك مجروحة يا سلوى فقد تزول الجبال ولا تزول طباع فريد.. |
مصطفى: ايش بيك يا عايدة حاملة على فريد.. داخدمنا كثير وسفره.. وسفره لا شك سيؤثر على رسائل صديقه فوزي إلينا.. |
سلوى: عايدة ياعمي تسمّي فريد.. أقول.. |
مصطفى: قولي.. |
عايدة: قولي يا سلوى.. |
سلوى: تقول عن فريد إنّو ملحوس ومهووس.. |
مصطفى: حرام عليك يا عايدة.. إن شاء الله ما يكون عرف بهذا القول.. |
سلوى: عرف يا عمي لأن عايدة ما كانت تتورع عن الجهر بهذه التسمية في كل مكان.. |
مصطفى: وكان رد الفعل عند فريد أنه جزى السيئة بالحسنة.. أليس كذلك يا عايدة.. |
(وتعض عايدة إصبعها ندماً ثم تقول): |
عايدة: أنا آسفة يا أبي ولن أردد مثل ذلك مستقبلاً وسأعتذر له حين يعود سالماً إن شاء الله.. |
مصطفى: حسناً ما ستفعلين ولا مانع لدي منه، ربنا يكتب لفريد السلامة ويعيده إلى وطنه وأهله سالماً غانماً.. |
سلوى وعايدة: أمين.. |
مصطفى: أنا أترككم الآن لأني مدعو مع والدي صادق للحفل الذي أقامه بعض أصدقاء فريد تكريماً له بمناسبة سفره للخارج.. |
سلوى: وأنا استأذن يا عمي منك ومن عايدة.. |
مصطفى: أما أنت فأرجو أن تبقي مع عايدة فهي ولا شك بحاجة إلى عونك ومساعدتك فيما هي فيه.. |
عايدة: أنا أرجوك يا سلوى لا تتركيني هذه الأيام فأعصابي لا تستطيع تحمل أسئلة الزائرات وتطفلهن.. |
سلوى: حسناً سأبقى يا عمي صدوعاً بأمرك وتلبية لرغبة عايدة.. |
مصطفى: شكراً يا بنيتي في أمان الله.. |
سلوى وعايدة: في أمان الله وحفظه.. |
(يذهب فتقول عايدة لسلوى): |
عايدة: كوني معي صريحة يا سلوى.. |
سلوى: كل عمري وأنا صريحة معك.. ها.. ماذا تريدين.. |
عايدة: فريد.. |
سلوى: ماذا عند فريد.. |
عايدة: أسباب سفره المفاجىء.. |
سلوى: اسألي نفسك.. |
عايدة: اسأل نفسي! وأنا عملت لو أي حاجه.. |
سلوى: وتريدين أكثر من إشاعة إنّو ملحوس ومهووس.. |
عايدة: وهل هذه الإشاعة كانت سبباً في مغادرته لبلده.. |
سلوى: أجل يا عايدة.. لقد أكل الناس وجهه.. وإذاعتك ذهبت مثلاً.. |
عايدة: كيف.. |
سلوى: يعني عندما يريد أحدهم أن يسبّ أحداً يقول له روح أنت زي فريد أو روح يا فريد.. |
عايدة: يا إلهي! عبارة صدرت مني صارت مضرب الأمثال.. |
سلوى: يظهر أنك ما تعرفين قيمتك بين الناس… أنت مثل أعلى للفتيات المثقفات بالإضافة إلى سمو في الحسب والنسب.. |
|