شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 3 -
سامي: (بقلق وخوف) صباح الخير يا خالتي..
فريد: صباح الخير سلوى..
سلوى: صباح الخير.. اجلسوا..
سامي: خيراً.. إن شاء الله أرى عينيك مليئة بالدموع، فماذا حدث.
سلوى: (وتنفجر باكية) عايدة.. عايدة.. كارثة.. كارثة.
فريد: ماذا حدث لعايدة؟ طمنينا يا سلوى..
سامي: .. قولي.. بالله عليك..
سلوى: (تضبط أعصابها وتقول) أوتوبيس السياحة الذي كانت به عايدة وأخوها وزوجه وطفلتهما سوسن.. وقع في النهر فغرق جل من فيه ركاب..
فريد: يا لطيف.. يا لطيف الطف..
سلوى: وانتقلت عايدة وأخوها مغمي عليهما ومصابين بجراح ونقلاً إلى المستشفى لإسعافهما؛ أما زوجة أخيها والطفلة فلم.. يعثر لهما على أثر واعتبرا في عداد المفقودين..
سامي: لا حول ولا قوة إلا بالله.. لا حول ولا قوة بالله..
فريد: اللَّهم إني لا أسألك رد القضاء بل أسألك اللطف فيه..
سامي: مين اللي خبرك..
سلوى: والد عايدة اتصل بي تليفونياً وأخبرني بذلك كما أخبرني أنه يستعد مع والدة عايدة للسفر إلى مكان الحادث..
سامي: ما العمل..
فريد: هلموا بنا إلى والد عايدة نواسيه، فقد يحتاج إلى مساعدتنا كما ولعلّنا نجد عنده من الأخبار ما يطمئن..
سامي: هل تذهبين معنا يا خالتي..
سلوى: من كل بد..
فريد: هيا بنا.. هيا بنا..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة تتخللها أصوات الديوك مما يدل على بزوغ الفجر.. نسمع صوت مجداف ثم صوت السماك (برابر) يقول في لهفة):
برابر: يا إلهي! ما هذا الذي أرى.. أجن أم أنس.. أحورية.. البحر تتفسح مع وليدها على لوح من الخشب.. فلأقترب منهما لعلى أصيدها (ويقترب منها فيسمع بكاء الطفلة.. فيقول): إنه صوت طفلة وهذه أمها ولا شك فلأخذهما إلى مركبي ومن ثم إلى بيتي.. قبل أن يموتا من البرد. (ويأخذهما ونسمع صراخ الطفلة يختلط بصوت مجداف السماك ثم لا يلبث الصوت أن يختفي ويختفي معه السماك.. ومجدافه..).
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حزينة نسمع بعدها صوت سامي يقول):
سامي: أرأيت والدة عايدة كيف كانت وهي تركب الطائرة.. أما والد عايدة لقد كان رابط الجأش ثابت الجنان..
فريد: لو كان الاثنان منهارين فلن يتمكنا من عمل شيء.. أما ووالد عايدة بهذا القدر من الصبر فأظنه سوف يستطيع عمل شيء..
سامي: على الأقل العناية بزوجه والدة عايدة..
فريد: بس الأخبار ما يظهر فيها شيء من الاطمئنان..
سامي: كيف يا فريد وعايدة مصابة بالتواء في ذراعها اليسرى وجراحات متعددة في جسمها وأخوها مصاب بكدمات وجروح في جسده..
فريد: ولكنهما أفاقا من غيبوبتهما مما يعطي بريقاً من الأمل في نجاتهما، فوسائل الطب في البلد التي هما فيها متقدمة جداً..
سامي: لولا ارتباطي الجامعي لذهبت للاطمئنان عنهما..
فريد: ولولا أن يقول الناس إن كلام عايدة عني بأني ملحوس ومهووس لطرت إليهما..
سامي: كلام سليم ولكن ألسنة الناس لا ترحم سواء قعدت أم ذهبت.. فاللوم واقع وقيلهم وقالهم سيل لا ينقطع..
فريد: على كل حال كتابي الذي أرسلته مع والد عايدة إلى صديق لي في السفارة هناك سيجعلنا على اتصال دائم بأحوال المصابين.. ولكن..
سامي: ولكن ماذا..
فريد: الذي شغل بالي هو اختفاء الطفلة ((سوسن)) ووالدتها واعتبار دوائر الأمن هناك أنهما من المفقودين.. حكم سريع وعجيب..
سامي: دوائر الأمن هناك نسبت حكمها على اعتبار الطفلة وأمها مفقودتين لأن جميع ركاب أوتوبيس السياحة الغرقى.. والناجين انتشلوا ما عدا الطفلة ((سوسن)) وأمها..
فريد: حادث غريب.. يظهر أن التيار بالنهر الذي سقطوا فيه قوي وجارف جداً..
سامي: هذا ما يتحدثون عنه حتى أن كثيراً من جثث الغرقى التقطت على بعد ثلاثة كيلومترات عن مكان الحادث..
فريد: ألا تظن أن بعض الحيتان الكبيرة في ذلك النهر ابتلعت الطفلة وأمها..
سامي: لا يستبعد ذلك.. فأم ((سوسن)) نحيفة ورفيعة الجسم.. ولكن..
فريد: ولكن ماذا..
سامي: هل يوجد بذلك النهر أسماك من نوع القرش الذي يكثر في البحر الأحمر..
فريد: من يدري يا سامي.. من يدري..
سامي: شغل خيالك الخصب الواسع يا فريد فلعلَّك تصل إلى الحقيقة.
فريد: ولكن خيالي لا يمكن توجيهه نحو الطفلة وأمها إلا بعد.. أن أطمئن على عايدة وأخيها، لأن الحي أولى بالتفكير من الميت والمفقود يمكن اعتباره في عداد الموتى..
سامي: صحيح ولا سيما إذا كان الحي مثل عايدة..
فريد: عدنا للتريقة..
سامي: ليش تعدها تريقة؟ فعايدة عزيزة علي كما هي عليك أنسيت أنها صديقة خالتي سلوى الروح للروح..
فريد: على فكرة بحب أن تظل على اتصال دائم بخالتك سلوى، فهي قلقة جداً على عايدة قلقاً أخشى أن يؤثر على صحتها وبالتالي على عقلها..
سامي: صدقت يا فريد..
فريد: أرجو ألا تلهيك الأرقام والخطوط البيانية عنها..
سامي: سأعمل بما ارتئيت وأنت بدورك هاتفها كلما سمعت خبراً ساراً عن (عايدة) وأخيها أسرع به إليها..
فريد: سأفعل.. غير أنه بدأ يساورني الآن قلق شديد.. على عايدة وأخيها..
سامي: من أي شيء..
فريد: ما هي حالتهما بعدما صحوا وسألا عن الطفلة وأمها..
سامي: يقيني أن إدارة المستشفى أو بالأحرى الطبيب المعالج سيخترع بعض الأسباب المطمئنة..
فريد: أخشى ما أخشى أن يتعرضا لنكسة مرضية..
سامي: خيالك أو تخيلاتك تتعبك وتتعبنا معك.. إياك أن تنقلها إلى سلوى فستكون كارثة على صحتها..
فريد: أتراني أنت حقاً أني ملحوس ومهووس حتى أزف هذه التصورات إلى سلوى وأنا أعلم مبلغ منزلة عايدة لديها..
سامي: لا وإنما من قبيل التذكير..
فريد: شكراً وأظن أنا استأذن فقد ألهيتك عن دراستك..
سامي: عفواً مع السلامة وإلى اللقاء..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أستاذ.. مصطفى والد عايدة يقول):
مصطفى: الحمد لله على نجاتكما يا ولدي.. الحادث فظيع ولكن الله كتب لكما السلامة..
صادق: (يبكي) ليتني لحقت بابنتي وزوجتي.. ما حياتي بعدهما بشيء يا أبي..
مصطفى: المسلمون أصيبوا بوفاة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم واسترجعوا وصبروا وسارت عجلة الزمان ودارت كما ترى.. .. والبنت وأمها لم يجزم التحقيق بوفاتهما..
عايدة: كلام أبي جوهري يا خويا صادق، فاعتبارهما من المفقودين يوحي بأن دوائر الأمن هنا تأمل في العثور عليهما عاجلاً أم آجلاً..
صادق: ومتى يا اختي.. (يبكي) آه يا زوجتي.. آه يا بنيتي أين أنتما الآن..
مصطفى: يا ولدي الصبر والجلد عند الشدائد شعار المسلم، فما يدريك لعلَّ الله يحدث بعد ذلك أمراً..
عايدة: أين والدتي يا أبي..
مصطفى: تركتها في الفندق تصلي وتقرأ ما تيسر من القرآن الكريم وتدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفق المسؤولين هنا للعثور على الطفلة وأمها..
صادق: ربنا يتقبل دعاءها..
عايدة: يا رب.. يا رب..
مصطفى: وإني أرى يا ولدي وقد نجاكما الله وعافاكما أن تعود إلى بلادنا..
صادق: لا يا أبي.. لن أعود قبل العثور على ابنتي وزوجتي..
مصطفى: يا ولدي قد يطول الزمن حتى تعثر دوائر الشرطة عليهما وبقاؤك هنا بقاء واستمرار لأحزانك وهمومك ثم..
صادق: ثم ماذا يا أبي..
مصطفى: سفارتنا هنا وفوزي الموظف بها وصديق فريد الحميم يواصل تحرياته الخاصة إلى جانب تحريات الشرطة وسيكتب إلينا دائماً بما يتوصل إليه هو أو دوائر الأمن هنا..
عايدة: إذن فالسيد فوزي الذي لا يفارقنا هو صديق فريد..
مصطفى: أجل يا عايدة وقد عرفني به فريد في خطابه الذي أرسله.. معي إليه..
صادق: جزاهما الله عنا كل خير..
مصطفى: الحقيقة سامي وفريد وسلوى لازموني كل الوقت حتى ركبت الطائرة وكانوا لي نعم العون..
عايدة: الصديق وقت الضيق..
مصطفى: والآن يا ولدي، هل أكلف فوزي بالحجز لنا بالعودة للوطن بأول طائرة..
صادق: افعل ما تراه يا أبي..
عايدة: وخلي فوزي يبرق لسامي بموعد وصولنا..
مصطفى: حسناً.. فوزي بالصالون وسأذهب إليه ليقوم بالاجراءات اللازمة.
صادق: ألا نذهب معك يا أبي إليه لنشكره..
عايدة: نعم الرأي يا صادق إذا وافق عليه والدي..
مصطفى: نعم ما تفعلان هيا بنا.. تعالا معي..
* * *
(يخرجون والموسيقى مصاحبة.. نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها سلوى تقول):
سلوى: ألم تصلك أخبار جديدة يا سامي..
سامي: لا.. يا سلوى..
سلوى: حتى فريد لم يصله شيء عن عايدة وأخيها..
سامي: حتى فريد يا خالتي..
سلوى: فكري مشغول وقلق جداً..
(يدق جرس التلفون فيهرع سامي ويمسك بالسماعة ويقول):
سامي: هلو.. مين فريد.. مساء الخير.. ماذا تقول.. أخبار سارة.. بشرك الله بالخير.. بشرك الله بالخير..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1140  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 3 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج